ملتقى رجالات السياسة والفكر والفن والأدب والاغتراب
صرح رائع ارتبط أسمه بمحطات صنعت تاريخ زحلة ولبنان.
يعتبر أوتيل قادري الكبير رمزا” من رموز زحلة التاريخية ، ومعلما” أرثيا” طارت شهرته مع عروس لبنان ومقاهي البردوني الى البلاد العربية ودنيا الاعتراب …
عاصر هذا الصرح السلطنة العثمانية والانتداب الفرنسي والاستقلال وما بعده … الى أن نالت منه الحرب وأغلق أبوابه تاركا” في خواطر الزحليين حسرة وحنينا” الى الأيام الخوالي ، على حد قول دانيال خياط .
مرحلة التأسيس
ورد في الجزء الثاني من كتاب ” الرهبانية الشويرية في تاريخ الكنيسة والبلاد ” للأب اثناسيوس الحاج : ” في أوائل شهر تشرين الأول من العام 1910 قرر المجمع العام للرهبانية الباسيلية الشويرية انشاء فندق عصري للرهبانية في مدينة زحلة مساهمة في تطويرها وتقدمها اجتماعيا” وسياحيا” . ولما كان هذا المشروع يتطلب مالا” كثيرا” لجأت العمدة الرهبانية لتحقيقه الى تدبير سبقت اليه الرهبانية المخلصية وهو تاسيس شركة مساهمة بين ابناء الرهبانية توزع أسهمها عليهم بقيمة ألف غرش كل سهم على أن يدفع لصاحبه مقابله كل سنة حصته من الربح مدة حياته كلها من دون أن يكون له الحق في بيع أسهمه أو رهنها أو حق الملك في الفندق . وبعد موت الراهب صاحب الأسهم تعود أسهمه الى الرهبانية وهكذا توزعت سندات الأسهم على الآباء الذين دفعوا كل ما يترتب عليهم . وهكذا بدأت أكبر ورشة بناء عرفتها زحلة المتصرفية كما يقول الدكتور خير المر – وراح الفندق يرتفع يوما” بعد يوم حتى بلغت تكاليفه حتى سنة 1913 مليونا” واحدا” وعشرين ألفا” وحمسة وعشرين غرشا” / 1021000/ وذلك في عهد البطريرك كيرلس الثامن جحا ورئيس عام الرهبانية الايكونوموس يوسف كفوري كما وصلت تكاليف هذا الفندق مع نشوب الحرب العالمية الأولى الى مليون ومايتين وخمسة وستين ألفا” وسبعماية غرش /1265700/
وقد نوه كارل بايدكر بهذا النزل الكبير . وصنّفه ” الدليل الازرق ” في الدرجة الأولى ..
ويفيد الشاعر رياض المعلوف أن بنّائي هذا الصرح هما المعلّمان الزحليان راجي نجيب الشويري ووديع دياب المعلوف . وقد استعانا أحيانا” ببنائين من بلدة الشوير … تسلّم خليل ويوسف قادري هذه اللوكندة في أول حزيران سنة 1913 بعد استئجارها وجرى افتتاحها باحتفال كبير في 14 جزيران من العام نفسه .