بتاريخ الاثنين 28 آب 2023، وبمناسبة تذكار قطع هامة النبي الكريم والسابق المجيد يوحنّا المعمدان، شفيع دير مار يوحنا الصابغ – الخنشارة، ترأس صاحب الغبطة البطريرك يوسف العبسي الكلّيّ الطوبى، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيّين الكاثوليك، صلاة الغروب الاحتفاليّة، حيث شارك فيها عدد من أساقفة كنسيتنا الملكيّة وجمهور الآباء والإخوة الرهبان وجمع غفير من المؤمنين.
إستهلَّ الرئيس العام للرهبانيّة الباسيليّة الشويريّة الأرشمندريت برنار توما الفائق الاحترام الصلاة بكلمةٍ ترحيبيّة بصاحب الغبطة، جاء فيها:
مولانا صاحبَ الغِبطةِ كيريوس كيريوس يوسف الكُلّي الطُّوبى عُمْتَ مساءً، يا وافدًا علينا، حاملًا بشائرَ الخيرِ والبركة.
أجل، فهذا اليومُ البهيّ، هو يومٌ سامي الإمتياز في تاريخِ رهبانيَّتِنا، لأنَّ موكِبَكُم يحطُّ في ربوعِنا قُبَيْلَ افتتاح المئويَّةِ الثالثة لإعادةِ الشركةِ بين كنيستِنا الروميَّة مع الكرسي الروماني، فيخطُّ الآن أسطُرًا، بمدادِ الذَّهبِ، على الصفحاتِ الخالدةِ من تاريخِ ديرِنا الذي شَهِدَ الإنطلاقَةَ الأولى لهذه المسيرة.
فهوذا العيدُ يبتسمُ ويعطِّرُ بشذاه أجواءَ هذا الدير العامر.
كيف لا! وعيدُ النَّبي الكريم والسابق المجيد يوحنا الصابغ، الذي نحتفلُ بتذكارِهِ اليوم هو الذي يجمعُنا، لرفعِ الأدعيةِ والتبرُّك، لتكملةِ المسيرة التي خطَّها لنا آباؤنا المؤسِّسون منذ أكثرَ من ثلاثةِ قرون.
* * *
لقد لخَّص أحدُهُم الصِّفات التي تحلّى بها المعمدان بهذه الكلمات التسع:
نبيٌّ بدون صَوْتٍ
تائبٌ بدونِ إثْمٍ
عظيمٌ بدونِ زَهْوٍ
وأضافَ آخرُ كلماتٍ ثلاث:
مقطوعَ الرأسِ بدونِ جِنْحة
فنحنُ معشرَ الشويريين، بشهادةِ القرونِ الثلاثة، خِدْمةَ الروحِ والفكرِ نبغي وبتجرُّدٍ وجرأة، على غِرار الصابغ، نَسْلُك.
* * *
يا صاحبَ الغِبطة،
إنَّ ديرَنا هذا يفتخرُ باحتوائِهِ على أوَّلِ إيقونةٍ ملكيَّةٍ حلبيَّة للقديسِ يوحنا، يعودُ تاريخُها إلى العام 1725،
كما يفتخرُ أيضًا بأنَّهُ كان مقرًّا بطريركيًّا، لأحدِ مؤسسينا وهو البطريرك المطوَّب الذِّكر مكسيموس (الثاني) حكيم، الذي تستريحُ رُفاتُهُ أيضًا في كنيسةِ الصابغ.
* * *
فيا صاحبَ الغِبطة، بهذه الكلمات أختصرُ مشاعرَ رُهبانٍ لم يَكنُّوا، يومًا، نحو آبائِهِم البطاركة، إلَّا عواطفَ الولاءِ والمحبَّةِ والوفاء.
وباسمِ إخوتي الرُّهبان، أرجو منكم أن ترفعوا يمينَكُم الطاهرة وتباركوا هذه الجموع الـمُحِبَّةِ لكم.
فعلى الرَّحب والسّعة، يا خيرَ زائر،
ولسنين كثيرة يا سيّد.