رأت العمدة الرهبانية ضرورة بناء دير جديد، غرب جنوب بيروت، لتوَسِّع ميدان نشاطها الرسولي، وحتى يكون هذا الدير مكان راحة ونقاهة للمرضى ولشيوخ الرهبانية، نظرًا للمناخ الساحلي الداخلي، في فصل الشتاء.

لذلك في سنة 1759م و1760م أشترت الرهبانية مزرعة القرقفة الكائنة في خراج كفرشيما، على بعد 10 كيلومترات من بيروت من ارتفاع 200 م عن سطح البحر، من الأمير علي الشهابي في عهد الرئيس العام يعقوب صاجاتي.

• 1769: بني الدير على إسم القديس أنطونيوس الكبير. وعلى أثر انتهاء بناء الدير، شُرِعَ ببناء كنيسته التي اكتملت، ودُشِّنَت في السنة نفسها كما يتبيَّن من التاريخ الشعري فوق بابها: ” يا كوكب البرية إحفظ بيعَةً، قامت لرهبنةٍ وأنت لها أبٌ … فكتبت بالتاريخ حين بنائها، في الشرق لاح اليوم هذا الكوكبُ. 1769 “

• كما نلاحظ أن تصميم الكنيسة يشبه تصميم كنيسة دير مار جرجس الغرب، لأنّ البنّاء الذي بناها هو نفس، وقد استعمل نفس الحجارة والرّخام. كما نجد تشابه تام بين إيقونوسناز وأيقونات الديرَين.

• كما نجد في الدير أيضًا الكثير من الأيقونات ذات قيمة فنِّية عالية، ومنها:

– أيقونة القديس أنطونيوس الكبير من سنة 1711م.
– أيقونتا السيد والسيدة الكبيرتان من رسم الراهب الشويري كيرلس بيطار سنة 1788م.
– أيقونة ذات 4 أجزاء: السيدة وطفلها الإلهيّ – يوحنا الإنجيلي – القديس نيقولاوس – القديس جاورجيوس سنة 1760 م.

• لقد كان وما زال هذا الدير لديه أهمّية في كنيستنا الرّومية الملكيّة. فقد كان بين سنة 1770م حتى سنة 1788م مقرًّا بطريركيًّا للسيد تيودوسيوس دهّان. كما عُقِدَت فيه بعض مجامع السينودس، ومنها:
– مجمع سنة 1788م لانتخاب السيّد أثناسيوس جوهر بطريركًا.
– مجمع القرقفة سنة 1806م.
– مجمع سنة 1816م لانتخاب الخوري موسى قطّان بطريكًا.
كما اشتهر على الصعيد الثقافيّ في بناء مدرسة سنة 1882م.

Midade Kfarchima

شبيبة مار تقلا كفرشيما