سمعان سماحة (1834 + 1909)
هو سمعان بن جرجس بن الياس غصوب سماحة ، من مواليد الخنشارة العام 1834 ، لبس ثوب الابتداء في أوّل آب سنة 1854 ، وبقي على اسمه . أبرز نذوره في 30 أيلول سنة 1856 ، ارتسم شمّاسًا ، عن يد كير أغابيوس الرياشي ، مطران بيروت ، في نيسان سنة 1860 ، ثمّ خوريًّا .
خدم الرعايا في أبرشيّة بعلبك ، ومنها : مجدلون وتوابعها 1869 ، بعلبك 1873 ، الطّيبة 1874 ، كما خدم رعيّة النبي الياس ، في مسقط رأسه ، الخنشارة (1896 - 1897) ، وتعيّن وكيلًا على دير الصابغ في 8 تشرين الثاني 1901 .
تُوفّي في 9 آذار سنة 1909 ، [وكان رجلًا تقيًّا خدم الأنفس في محلّات كثيرة بغيرة رسوليّة ، وترك للرهبنة من أتعابه عودتين وحارتين في رزق الرهبنة في الخنشارة بقيمة /40000/غرشًا ، رحمه الله رحمة واسعة] .
وعن صفاته يذكر كتاب «التحفة السنيّة إلى العائلة السماحيّة» بأنه : كان «رجلًا طويل القامة ، حسن المعشر ، خدم الأنفس بنشاط ، وعمّر للرهبنة أملاكًا من أتعابه وتوفيره ، وعن سرده الحوادث حدّث ولا حَرَج» .

بروكوبيوس (الثاني) سماحة (1841 + 1920)
هو يوسف بن طانيوس فرنسيس غصوب سماحة ، من مواليد الخنشارة العام 1841 ، لبس ثوب الابتداء في الخامس من كانون الأوّل سنة 1859 ، ودُعي بروكوبيوس . أبرز نذوره في العاشر من تشرين الثاني سنة 1861 ، ارتسم شمّاسًا في 20 تمّوز 1864 ، وقسًّا في 12 حزيران 1867 ، عن يد كير أغابيوس الرياشي ، مطران بيروت .
أصبح مرشد راهبات دير سيّدة النّياح في بقعتوتة (1874 - 1878 ، 1880 - 1883) ، ثمّ رئيس دير الصابغ (1883 - 1889 ، 1892-1895 ، 1914 – 1916) ، ومرشدًا لراهبات دير سيّدة البشارة في الزوق (1895 - 1901 ، 1901 - 1904) ، وانتُخب مدبّرًا رابعًا (1886 -  1887) ، ثمّ ثانيًا (1889 - 1892) ، فرابعًا سنة 1904 لكنه سرعان ما استقال ، بعد شهرين ونصف ، في 18 كانون الثاني 1905 ، ورئيس أُنطش بيروت في 14 تشرين الثاني 1904 ، وأخيرًا انتُخب مدبّرًا ثانيًا (1910 - 1913) .
«تُوفّي الخوري بروكوبيوس ، بسن الثامنة والسبعين ، بانحلال طبيعي ، بدير القدّيس يوحنّا الصابغ ، في 13 شباط 1920 ، وكان ذا سيرة صالحة ، لطيف المعشر غيورًا على مصالح الرهبنة ، وقد خدم في الوظائف الرهبانيّة مدّة طويلة بنشاط وإخلاص» .
ويختصر كتاب «التحفة السنيّة إلى العائلة السماحيّة» سيرته ، بقوله : «لقد خدم الرهبانيّة بنشاط وكان ذا عشرة طيّبة . سُمّي مرشدًا ورئيسًا ومدبّرًا مدّة سنوات ، وله إلمام بالأملاك وخبرة في الأمور الزراعية» .

أثناسيوس كفوري (1836 + 1915)
هو نصرالله بن جرجس كفوري ، وشقيق الخوري أشعيا ، من مواليد الخنشارة العام 1836 ، لبس ثوب الابتداء في 18 كانون الأوّل سنة 1860  ، عن يد الأب المدبّر الخوري جرجس عيسى ، ودُعي أثناسيوس . أبرز نذوره في العاشر من تشرين الثاني سنة 1861 ، وبعد أن تربّى على المبادئ الرهبانيّة ، طلبته الطاعة بالذهاب إلى بعلبك ، على أيام المطران ملاتيوس فندي ، المشهور برخامة صوته والأنغام الكنسيّة البديعة ، فالمترجَم أخذ عنه بعض الألحان وكان لم يزل شمّاسًا ومعلّمًا للأحداث أيضًا في المدرسة الأسقفيّة . تكرّس شمّاسًا ، في 20 تمّوز 1864 ، عن يد كير أغابيوس الرياشي ، مطران بيروت ، ثمّ سيم قسًّا ، سنة 1867 ، عن يد المطران غريغوريوس عطا ، في يبرود .
خدم الأنفس في بعلبك مدّة من الزمن ، وفي العام 1874 كان من عداد جمهور دير القرقفي ، ثمّ تعيّن كاهنًا لرعيّة مار جرجس في زوق مكايل (1875 - 1878) ، وأيضًا خلال السنوات (1879 - 1882) مع الأب ميخائيل الزوقي . ثمّ انتُخب رئيسًا على دير القرقفي في التاسع من تشرين الثاني (1883 - 1889) ، وبعده خدم الأنفس في بيروت . وفي كل المراكز التي خدمها بنشاط وتقوى ، كان سليم القلب صافي النيّة طاهر السّيرة محمود السريرة مُحبًّا للسلام .
قضى نحبه ، في أيام الحرب الكبرى ، في بيروت ، في الخامس من تشرين الثاني سنة 1915 .

شاروبيم الرياشي (1844 + 1915)
هو صليبا بن بشارة الرياشي ، من مواليد الخنشارة العام 1844 ، لبس ثوب الابتداء في 13 شباط سنة 1860 ودُعي شاروبيم . أبرز نذوره في العاشر من تشرين الثاني سنة 1861 ، ارتسم شمّاسًا ، في 20 تمّوز 1864 ، وقسًّا ، في 20 تمّوز 1868 ، عن يد كير أغابيوس الرياشي ، مطران بيروت . سنة 1874 نجده في عداد جمهور دير القرقفي في كفرشيما . توفّاه الله ، في بيروت ، في 20 تشرين الثاني سنة 1915 ، وكان كاهنًا فاضلًا غيورًا لطيف المعشر جدًّا .

فيليبُّس الصيقلي (1844 + 1917)
هو سليمان الصيقلي ، من الزبداني ومواليد زحلة العام 1844 ، لبس ثوب الابتداء في 30 نيسان سنة 1860 ، ودُعي إيرونيموس . أبرز نذوره في الثاني من آذار سنة 1862 ، ودُعي فيلبّس ، تكرّس شمّاسًا ، في 20 تمّوز 1864 ، عن يد كير أغابيوس الرياشي ، مطران بيروت ، ثمّ قسًّا ، في 20 كانون الثاني 1867 ، عن يد كير أمبروسيوس عبده ، مطران زحلة .
خدم في حمص ، وكان هناك في العام 1870 ، عُيّن رئيسًا بالوكالة على دير مار الياس الطُّوَق (1880 - 1882) ، كما أصبح رئيس دير مار أنطونيوس في كفرشيما (1892 - 1895) ، ثمّ وكيل دير مار يوسف عين الرمّانة (سوق الغرب)1895 ، وأُقيم مرشدًا لراهبات دير سيّدة النّياح في بقعتوتة (1899 - 1901) ، وخادمًا لرعيّة القدّيسة تقلا في كفرشيما (1908 - 1910) ، وتعيّن نائبًا لرئيس دير زحلة ، سنة 1910 ، حتّى مجيء رئيسه المنتَخب سلوانُس منصور من سدني ، وإذ لم يحضر ، تسلّم الرئاسة حتّى انتهاء الولاية ، ثمّ خدم كنيسة القدّيس أنطونيوس في سوق البلاط بزحلة ، وتوفّي ، فيها ، بمرض في معدته ، في 17 أ يّار سنة 1917 .

كبريانوس كفوري (1842 + 1867)
هو حنّا بن الياس بن بطرس طنبر كفوري ، وشقيق الخوري يوسف ، من مواليد حارة الدير ، الخنشارة ، العام 1842 ، لبس ثوب الابتداء في 30 نيسان سنة 1860 ، ودُعي كبريانوس . أبرز نذوره في العاشر من نيسان سنة 1862  ، تكرّس شمّاسًا وقسًّا ، في 12 حزيران 1867 ، عن يد كير أغابيوس الرياشي ، مطران بيروت . توفّاه الله في 29 تمّوز سنة 1867 ، في دير مار يوحنّا الصابغ .

أندراوس جحا (1838 + 1904)
هو الشمّاس أندراوس جحا ، من مواليد زحلة العام 1838 ، لبس ثوب الابتداء في أوّل آب سنة 1860 ، وبقي على اسمه . أبرز نذوره في العاشر من تشرين الثاني سنة 1861 ، كان تابعًا لمطران زحلة ، ومرسومًا في دار الأسقفيّة . صار كاهنًا ، في 23 تمّوز 1862 ، عن يد كير أغابيوس الرياشي ، مطران بيروت ، وخدم رعيّة القدّيسة بربارة في بعلبك (1862 - 1866) ، وعُيّن رئيسًا لدير زحلة عدّة مرّات (1878 - 1880 ، 1890 - 1892 بالوكالة ، 1895 - 1898) ، وانتُخب مدبّرًا ثالثًا (1883 - 1884 ، 1887 - 1889) ، ثمّ مدبّرًا أوّلًا (1892 - 1895) . رقد بالرّب ، في دير النبي الياس بزحلة ، في 9 كانون الثاني 1904 .

ثاوضوسيوس المر (1834 + 1892)
هو خير بن سمعان المر ، عمّه الأب توما ، من مواليد بتغرين العام 1834 ، لبس ثوب الابتداء في 15 تشرين الثاني سنة 1860 ، ودُعي روفائيل . أبرز نذوره في 11 أ يّار سنة 1862 ، ودُعي ثاوضوسيوس ، تكرّس شمّاسًا في 20 تمّوز 1864 ، وقسًّا ، في 12 حزيران 1867 ، عن يد كير أغابيوس الرياشي ، مطران بيروت . سافر إلى القطر المصري ، وأحرز نجاحًا ماديًّا  . أصبح رئيسًا ، على دير مار يوحنّا (1878 - 1883) ، ثمّ خادمًا لرعيّة بعلبك (1884 - 1887) ، وانتُخب مدبّرًا رابعًا (1887 - 1889) ، وأخيرًا عُيّن رئيسًا ، للمرّة الثانية ، على دير الصابغ (1889 - 1892) . تُوفّي ، بدير الصابغ ، وكان رئيسًا فيه ، بعمر 58 سنة ، في 16 تمّوز سنة 1892 .

فيليمون سماحة (1844 + 1876)
هو ميخائيل بن جرجس يوسف خطّار سماحة ، من مواليد الطبشة (الخنشارة) العام 1844 ، لبس ثوب الابتداء في الثالث من آذار سنة 1861 ، ودُعي فيليمون . أبرز نذوره في الخامس من تشرين الأوّل سنة 1862 ، تكرّس شمّاسًا في 20 تمّوز 1864 ، وارتسم كاهنًا ، في 12 حزيران 1867 ، عن يد كير أغابيوس الرياشي ، مطران بيروت ، وخدم الرعايا في أبرشيّة بعلبك ، فكان في رعيّة المدينة سنة 1868 ، وفي قرى عين بورضاي ودورِس (1869 - 1871) ، وفي رأس بعلبك (1871 - 1873) ، ثمّ في حمص (1874 - 1875) . توفّاه الله ، شابًّا ، بميتة صالحة ، بمرض السّل ، في دير مار يوحنّا ، يوم الجمعة 21 نيسان سنة 1876 .

متّى فرج (1843 + 1884)
هو إبراهيم بن موسى مراد فرج ، من مواليد الفاكهة العام 1843 ، لبس ثوب الابتداء في 18 أ يّار سنة 1861 ، ودُعي متّى . أبرز نذوره في الخامس من تشرين الأوّل سنة 1862 ، ارتسم شمّاسًا في 20 تمّوز 1865 ، وقسًّا في 20 كانون الثاني 1867 ، عن يد المطران أغابيوس الرياشي ، متربوليت بيروت . وبعد رسامته ، انتدبه البطريرك مساعدًا لرئيس المدرسة البطريركيّة في بيروت ، بناء على طلب رئيس المدرسة ، وكان ذلك على الأرجح في العام 1870  ، وفي سنة 1874 كان في عداد جمهور دير القرقفي في كفرشيما . أصبح مرشدًا لراهبات دير سيّدة البشارة بالزوق في التاسع من تشرين الثاني سنة 1883 . تُوفّي ، في دير البشارة ، بموت فجائيّ ، بعمر 43 سنة ، بتاريخ 14 تشرين الأوّل 1884 ، «إذ قاموا الراهبات على الفرض وانتظروه في الكنيسة فلم يحضر ، فافتقده الأخ البواب وجده مايتًا على الفراش . كان رحمه الله ذا سيرة صالحة» ، «وكانت متروكاته ما ينيف عن أربعين ألف غرش ، صُرفت ، بأيام الزيارة ، في مصالح الرهبنة» . يبدو أنه كان على قدر كافِ من العلم ، فقد ترك للرهبانيّة مخطوطات عديدة محفوظة ، حتّى الآن ، في خزانة دير الصابغ .

سليمان الشامي (1844 + 1917)


هو سليم بن يوسف بن مخايل أبي داود الشامي ، من مواليد زحلة العام 1844 ، لبس ثوب الابتداء في 25 آذار سنة 1862 ، عن يد الأب المدبّر توما المر ، ودُعي سليمان . أبرز نذوره في 29 أ يّار سنة 1864 ، ارتسم شمّاسًا إنجيليًّا ، في 9 حزيران 1867 ، عن يد كير أمبروسيوس عبده ، مطران زحلة ، وقسًّا في 11 نيسان 1869 ، عن يد كير أغابيوس الرياشي ، مطران بيروت ، وقد تأخّرت رسامته لأنه كان في المدرسة ، وارتسم خوريًّا من غبطة البطريرك غريغوريوس يوسف سيّور .
خدم رعيّة كاتدرائيّة سيّدة النّياح في حارة الزيتون بدمشق ، استنادًا إلى السجلّات ، بين آذار 1873 وتشرين الأوّل 1880 ، وفي أوّل نيسان 1878 وُضع اسمه لانتخابه مطرانًا على بيروت . انتُخب مدبّرًا رابعًا (1875 - 1878 ، 1878 - 1883) ، وأصبح وكيلًا لمطران بيروت حتّى سنة 1883 ، وكان مرشد أخويّة السيّدة البتول ، في كنيسة المخلّص – بيروت ، ثلاث مرّات . انتُخب رئيسًا عامًّا (1883 - 1885) ، وفي 20 تمّوز 1885 عاد لخدمة النفوس في مصر . انتُخب مدبّرًا ثالثًا (1892 - 1895) ، ومرشدًا لراهبات دير سيّدة البشارة في زوق مكايل (1892 - 1901) ، ثمّ انتُخب مدبّرًا أوّلًا (1895 - 1904) ، ومدبّرًا ثالثًا (1905 - 1907) ، ثمّ عُيّن رئيسًا لدير مار الياس الطُّوَق في زحلة (1907 - 1910) ، ليعود مدبّرًا أوّلًا (1910 - 1913) . عُيّن رئيسًا لدير مار الياس الطُّوَق ، للمرّة الثانية ، من كانون الثاني 1914 حتّى السابع من آب 1914 ، عندما انتقل إلى دير مار أنطونيوس القرقفي في كفرشيما ، حيث أمضى سنيه الأخيرة ، حتّى وفاته ، سنة 1917 ، متأثّرًا بمرض خبيث في الحنجرة .
وهنا نورد ما جاء في سجل كتاب تاريخ الرهبنة وغيره . . . أسماء الرهبان الأحياء وتاريخ نذورهم ووفاتهم ، في الصفحة 99 :
[كان رجلًا فاضلًا تقيًّا وراهبًا حقيقيًّا . تقلّب في وظائف الرهبانيّة مدّة طويلة بين رئيس عام ومدبّر . وقضى في المدبّرية عدّة مجامع ، وخدم الرعيّة في مصر والشام وبيروت وحمص وغيرها ، وكان مشهودًا له بالتقوى والسّيرة الحميدة ، وكان حريصًا على حفظ مداخيله التي قنى منها للرهبنة بعض قطع من الأملاك ، وساعد الرهبانيّة بدفعات مختلفة] . منها : أنه «قدّم ما جمعه في خدمة الرسالات ، وقدره خمسة عشر ألف غرش ، رُصدت لترميم دير زحلة» .
من آثاره :
رسائل متنوّعة محفوظة في سجل الصادر والوارد للرئاسة العامّة ، ضمن أرشيف الرهبانيّة .
ويبدو أنه كان ناسخًا للمخطوطات ، فقد وجدنا في خزانة دير الصابغ مخطوطتين بخط يده ، هما :
منهاج التوبة ومواعظ كير مكسيموس حكيم مطران مدينة حلب 23 كانون الثاني سنة 1735 .
في آخر المخطوط ، كُتب : «قد بلغ الكمال بقلم كاتبه الأخ سليمان بن يوسف الشامي في حال الابتداء بدير مار يوحنّا 1864 في 10 نوّار» .
مواعظ الخوري يوحنّا ملّوك الوكيل الأسقفي الزحلاوي . «تمّ الكتاب بقلم كاتبه الأخ سليمان يوسف الشامي وذلك بدير مار يوحنّا الشوير 24 شباط 1866» .

أغابيوس (الثاني) معلوف (1845 + 1922)


هو كريم بن يوسف نَكد المعلوف ، والدته زينة ابنة حنّا عقل المعلوف ، من مواليد وادي الكرم العام 1846  ، ابتدأ ، في 27 آذار سنة 1862 ، وشلح ، ثمّ ابتدأ ، ثانية ، في 14 أ يّار ، ليلة العنصرة ، عن يد الأب ديمتري شريم ، رئيس دير مار يوحنّا ، ودُعي بوخوميوس . أبرز نذوره في أوّل كانون الثاني سنة 1866 ، ودُعي أغابيوس . تكرّس شمّاسًا إنجيليًّا ، في 23 أ يّار سنة 1869 ، وارتسم كاهنًا ، في 20 تمّوز سنة 1872 ، عن يد كير أغابيوس الرياشي ، مطران بيروت .
تلقّى علومه الابتدائيّة في دير مار سمعان العمودي بوادي الكرم ، وتعاطى بعض الأعمال التجاريّة ، لأن والده وعمه كانا مشهورين بتجارة الحرير والبزر . أتقن العربيّة والعلوم اللاهوتيّة والفلسفيّة على الخوري جرجس عيسى ق .ب .
في 8 تشرين الثاني سنة 1871 انتُدب كاهنًا لبيروت ومُنح لقب «خوريبسكوبوس» ، وكان يساعد أستاذه الخوري جرجس في الأعمال الروحيّة وبخدمة الأخويات التي أنشأها ، وأصبح ، فيما بعد ، مرشدًا لها .
بقي في بيروت إلى أن انتُخب ، في أوّل تشرين الثاني سنة 1878 ، رئيسًا لدير القدّيس أنطونيوس القرقفي في كفرشيما (1878 - 1883) ، وفي 9 تشرين الثاني سنة 1883 انتُخب مدبّرًا ثانيًا (1883 - 1885) ، وفي أوّل تشرين الأوّل سنة 1886 وُكلت إليه النيابة الأسقفيّة في بيروت ، وفي 20 تمّوز 1887 رُقّي إلى رتبة «إيكونومُس» . خلال نيابته بنى كنيسة السيّدة في عالَيه ، وجدّد ترميم الدار الأسقفيّة ، ورمّم القسم الشرقي من دير مار سمعان وسقفه بالآجر ، وتولّى رئاسة المدارس الخيريّة في بيروت .
سافر إلى أوربة ، في 5 أ يّار سنة 1891 ، للاستجمام ، بعد أن مُني بداء الحصى .
بعد استقالة المطران جرمانُوس معقّد ، من أبرشيّة بعلبك ، لدواع صحيّة ، تولّى المترجَم النيابة على الأبرشيّة في 27 شباط سنة 1894 ، إلى أن تمّ انتخابه مطرانًا عليها ، وسيم أسقفًا ، في 29 آذار سنة 1896 ، بوضع يد البطريرك غريغوريوس يوسف ، في كاتدرائيّة النبي الياس ببيروت .
وفي بعلبك شيّد دارًا أسقفيّة وثلاث بنايات أمام ساحة المطرانية ، وجدّد أوقاف الكرسي واشترى مزرعة جبّولة ، وبنى العديد من الكنائس ، إضافة إلى المدارس ، وأكمل بناء كاتدرائيّة القدّيستين بربارة وتقلا سنة 1899 .
وجدّد كنيسة القدّيس يوحنّا المعمدان في رأس بعلبك ، والقدّيس جاورجيوس في جديدة الفاكهة سنة 1906 ، وبنى كنيسة النبي الياس في العين والسيّدة في الطّيبة ، والقدّيس جاورجيوس في عين بورضاي ، والنبي الياس في إيعات ، وابنتى بجانب الكنائس مساكن للكهنة ، وعمّر في راس بعلبك بيتًا للراهبات ومدرسة للبنات ، وفي القاع والفاكهة وبعلبك ، فضلًا عن مدارس الذكور في بعلبك وغيرها .
رافق البطريرك بطرس جريجيري إلى اسطنبول ، في 7 أ يّار سنة 1899 ، ومثل أمام السلطان عبد الحميد ، الذي أنعم عليه بالبراءة الأسقفيّة وبالوسامين العثماني والمجيدي الثاني .
وفي منتصف حزيران سنة 1900 سافر إلى روما لتسوية الخلاف الذي تفاقم بين البطريرك والأساقفة .
كما انتُدب لفصل الخلاف في زحلة ، بعد وفاة مطرانها إغناطيوس ملّوك ، وانتدبه البطريرك للنيابة البطريركيّة على أبرشيّة بيروت ، بعد وفاة مطرانها ملاتيوس فكّاك ، لذلك منحه البابا وسامًا تقديرًا لجهوده الرسوليّة .
نفاه الأتراك إلى أورفة وبَرّ الأناضول ، من 17 نيسان سنة 1915 حتّى 24 حزيران سنة 1918 ، فعانى ، من جرّاء ذلك ، اضطهادات جمّة ، واحتمل أمراضًا صعبة .
توفّاه الله ، في دير سيّدة البشارة ، في زوق مكايل ، في 12 شباط سنة 1922 ، ودُفن ، في اليوم التالي ، في بعلبك .
كان مهابًا ، عالي الهمّة ، تقيًّا ، امتاز بطول أناته وثباته وغيرته وحبّه للعمل ، وقد حاز على الوسام الفرنسي من رتبة «جوقة الشرف» ، وعلى أوسمة أخرى .
يحتفظ دير الصابغ بلوحتين زيتيّتين لرسمه الشخصي ، بقياس 114 × 79 سنتم ، إحداهما أحضرها مُعِدّ هذا الكتاب من عند أقاربه في وادي الكرم ، وكذلك بأيقونة احتفظ بها طيلة حياته ، من مدرسة القدس ، أبعادها 30,5 × 22 سنتم ، 1872 ، كُتب عليها : صورة والدة الإله إلى عبده الشماس أغابيوس معلوف قانوني باسيلي .

أغاثون (الثاني) معلوف (1846 + 1908)
هو متّى بن إبراهيم عازار ياغي المعلوف ، من مواليد وادي الكرم العام 1846 ، لبس ثوب الابتداء في 27 آذار سنة 1863 ، ودُعي أغاثون . أبرز نذوره في 29 أ يّار سنة 1864 ، تكرَّس شمّاسًا إنجيليًّا ، في 29 حزيران 1867 ، عن يد السيّد أغابيوس الرياشي ، مطران بيروت ، وقسًّا ، في 27 أ يّار 1869 ، عن يد السيّد المشار إليه .
تعيّن خادمًا لرعيّتي عين بورضاي ودورِس في 8 تشرين الثاني سنة 1869 ، خدم رعيّة سيّدة النّياح في الجوار (1874 - 1877) ، وأصبح مرشدًا لراهبات دير سيّدة النّياح في بقعتوتة (1883 - 1887) ، ثمّ مرشدًا لراهبات دير سيّدة البشارة في زوق مكايل (1889 - 1892) . توفّاه الله ، بمرض القلب ، في دير القرقفي ، في 28 أ يّار سنة 1908 .

مكاريوس الحاج نصر (1838 + 1908)


هو عبد الله بن حنّا الحاج نصر ، من مواليد زحلة العام 1838 ، لبس ثوب الابتداء في الثامن من آذار سنة 1860 ، ودُعي داود ، شلح بحادثة الحرب ، عاد وابتدأ ثانية ، في 27 آذار سنة 1863 ، ودُعي ألكسيوس . أبرز نذوره في 29 أ يّار سنة 1864 ، وتكرّس شمّاسًا ، في 23 كانون الأوّل 1866 ، عن يد كير أغابيوس الرياشي (بيروت) ، ودُعي واكيم ، وتكرّس كاهنًا ، في 4 نيسان 1869 ، عن يد السيّد المشار إليه ، ودُعي مكاريوس .
عندما شلح ثوبه ، للمرّة الأولى ، لم يكن ذلك عن عدم الرغبة في الالتزام بالدعوة الرهبانيّة ، إنّما من أجل سبب آخر ، وجدنا تعليلًا له في كتاب «Petit Livre D’or» للأب ألكسيوس كاتب ق .ب . ، حيث يقول عن المترجَم ، بأنه :
[رجل ذو موهبة رسوليّة موصوفة ، لم يكن إلّا مبتدئًا عندما وقعت المذابح ضد المسيحيّين في سورية سنة 1860 .
كان يتميّز بقوّة فريدة ، فقد استطاع الحصول على موافقة للعودة إلى عائلته ، ليس هربًا من الخطر الذي كان يتهدّد المؤمنين ، بل ليحمل السلاح ويدافع ، على مثال القدّيس بطرس ، عن المسيح الذي ترجمه البدع الآتية من نفس الدين .
يبدو لنا غير نافع القول كم كان عمله النشيط والملتزم له نتائج سعيدة على سير الأحداث . فقد كان يُشاهد على رأس جيش صغير يحارب بإيمان الأبطال وشرف المجاهدين ، يسعى للواجب وعيناه شاخصتان إلى الصليب ، وهو يُنشد المزمور 67 ، الذي مطلعه : «ليقم الله ويتبدّد جميع أعدائه ويهرب مبغضوه من أمام وجهه . . .» .
بعد انتصاره على غير المؤمنين ، عاد إلى وطنه زحلة ، ودخل الدير ، من جديد .
وكان يتميّز دومًا بورعه وفضائله ، من خلال الوظائف التي تسلّمها ، كرئيس وزائر عام ونائب عام ، ومارسها بكثير من الغيرة] .
عُيّن رئيسًا لدير مار الياس بزحلة (1871 - 1874) ، ونُقل إلى دير القرقفي سنة 1874 ، وفي العام 1880 كان في مصر ، إذ أُرسل إليها في وقت سابق . وفي 22 تشرين الثاني 1884 عيّن المجمع المقدّس البطريرك غريغوريوس يوسف وملاتيوس فكّاك ، مطران بيروت ، زائرين رسوليّين ، وتمّ إيقاف عمل العمدة ، وتعيين الرئيس العام سليمان الشامي نائبًا عامًّا ومكاريوس الحاج نصر وأشعيا كفوري مساعدين ، وفي العام 1885 تعيّن نائبًا للزيارة ، وخلال العامين (1888 - 1890) نجده خادمًا للرعيّة في بعلبك ، وبتاريخ التاسع من حزيران 1893 نجده كاهنًا في دمشق .
ذهب إلى الولايات المتّحدة الأميركيّة ، بناءً على طلب الجالية هناك ، مزوّدًا بمرسوم البطريرك بتاريخ 29 أيّار 1896 ، وإعلام من الأب العام بتاريخ 6 حزيران 1896  ، وأسّس كنيسة في شيكاغو ، انتقل إلى كندا في 24 تشرين الثاني 1896 ، حيث اهتمّ بأبناء الطائفة من المقيمين والعابرين  ، وتُوفّي ، هناك ، في السادس من أيلول سنة 1908 .
من آثاره :
قام بنساخة بعض المخطوطات ، ومنها المخطوط رقم 11 من فهرس مخطوطات دير سيّدة البشارة ، وهو عبارة عن كتاب «الأنثولوجيون» من أيلول حتّى كانون الأوّل ، وقد علّق عليه : «أنجز نسخه الأخ ألكسيوس حاج نصر الراهب القانوني الباسيلي من رهبنة الحنّاويّة في 11 كانون الأوّل سنة 1865 في دير إيلياس النبي بزحلة» .

جرمانوس (الثالث) معلوف (1846 + 1922)
هو غندور بن إيلياس معلوف ، وعمّ الرئيس العام ثيوضوسيوس (الثاني) معلوف ، من مواليد المَشرَع العام 1846 ، لبس ثوب الابتداء في 13 أ يّار سنة 1863 ، ودُعي أرسانيوس . أبرز نذوره في 21 أ يّار سنة 1865 ، ودُعي جرمانوس ، ارتسم شمّاسًا ، في دير القدّيس سمعان العمودي ، بوادي الكرم ، في 23 أيّار سنة 1869 ، ثمّ كاهنًا ، في 11 آب سنة 1872 ، في كنيسة سيّدة الخلاص في عين القش ، عن يد الطيّب الذّكر المطران أغابيوس الرياشي .
أُرسل لخدمة النفوس في صَليما ، مدَّة وجيزة .
خدم في دير البشارة في زوق مكايل نحو سنتين (مرشد) (1890-1893) ، وفي بيروت نحو سبع سنوات ، ثمّ انتخبه الرئيس العام الخوري نعمة الله قطّان قيّمًا على أرزاق دير عين الرمّانة ، (مار يوسف) ثلاث سنوات . ثمّ انتقل إلى المَشرَع ، مسقط رأسه ، ورمّم الكنيسة وأصلح ينبوع الماء ، وبنى بعض غرف لسكنى الكاهن بقرب الكنيسة ، ثمّ خدم الأنفس في أبرشيّة بعلبك إحدى وعشرين سنة بين الحدَث ، والراس (1888 – 1890 ، 1900 – 1905) ، والقاع ، وله يد بترميم الكنائس ولا سيّما الحدَث و المَشرَع .
كما عُيّن مرشدًا لراهبات دير سيّدة النّياح في بقعتوتة (1910 – 1913) ، ثمّ خادمًا لرعيّة مار تقلا في كفرشيما (1913 – 1917 ، 1919 – 1922) . توفّاه الله ، بانحلال طبيعي ، في دير القرقفي في الرابع من كانون الثاني سنة 1922 .

ميخائيل يعقوب (1840 + 1886)
هو دعيبس بن أنطون يعقوب ، من مواليد زحلة العام 1840 ، لبس ثوب الابتداء في 13 أ يّار سنة 1863 ، ودُعي نيقوديموس . أبرز نذوره في 21 أ يّار سنة 1865 ، ودُعي ميخائيل ، ارتسم شمّاسًا ، في 20 تمّوز سنة 1869 ، عن يد كير ملاتيوس فنده ، مطران بعلبك ، وقسًّا ، في 6 كانون الأوّل سنة 1872 ، عن يد كير أغابيوس الرياشي ، مطران بيروت ، ودُعي ميخائيل . توفّاه الله ، فجأة ، في الزبداني ، إذ كان خادمًا لها ، في 23 كانون الأوّل سنة 1886 .

طوبيّا معلوف (1846 + 1916)
هو خليل بن ديب بن الياس بن جرجس أبي جهجاه المعلوف ، من مواليد المَشرَع العام 1846 ، لبس ثوب الابتداء في 16 حزيران سنة 1863 ، ودُعي قُزما . أبرز نذوره في 21 أ  يّار سنة 1865 ، ودُعي طوبيّا .
سامه المطران أغابيوس الرياشي شمّاسًا إنجيليًّا ، في 23 أ يّار سنة 1869 ، وارتسم كاهنًا ، عن يد أمبروسيوس عبده ، مطران الفرزل وزحلة والبقاع ، في 4 كانون الأوّل سنة 1872 .
خدم الأنفس في الزبداني (تعيّن في 1 كانون الأوّل 1873) ، ورعيّة القدّيس أنطونيوس في صَليما ، زمنًا قصيرًا ، ويبرود والنبك (1881 – 1883) ، وتفيد السجلّات ، في مطرانية بعلبك ، أنه تعيّن في مجدلون والحدَث في 22 نيسان 1883  ، أُدرج اسمه كمعلّم في مدرسة الطّيبة (البقاع الشمالي) ، في لائحة المدارس الكائنة تحت إدارة الإكسرخُوس الخوري بطرس الجريجيري ، وأسماء المعلّمين والمدارس وعدد التلاميذ (1884 - 1885) . كما تفيد سجلّات مطرانية بعلبك أنه خدم ، أيضًا رعيّة الفاكهة (1890 - 1898 ، 1900 - 1902) ، وأنه كان في رأس بعلبك سنة 1905 ، وأخيرًا خدم رعيّة الراسية بزحلة (1909-1915) .
توفّاه الله ، في دير مار الياس الطُّوَق ، في التاسع من آب سنة 1916  .

بنديلايمون المرّ (1843 + 1916)
هو الياس بن نجم المرّ ، من مواليد بتغرين العام 1843 ، ابتدأ في 12 أيلول سنة 1863 ، عن يد الأب المدبّر ديمتري جامد ، ودُعي بنديلايمون ، وقد شلح ، في 6 آب سنة 1864 ، بدون سبب . لبس ثوب الابتداء ، ثاني مرّة ، في 29 تشرين الأوّل سنة 1864 ، ودُعي عبد الله . أبرز نذوره في أوّل كانون الثاني سنة 1866 ، ودُعي بنديلايمون ، وبقي أخًا .
توفّاه الله ، بمرض القلب ، في دير الصابغ ، في 22 أ يّار سنة 1916  ، وكان راهبًا تقيًّا غيورًا جدًّا .

إفثيميوس معلوف (1846 + 1912)
هو طنّوس بن نقولا أبي عازار ، من مواليد وادي الكرم العام 1846 ، ابتدأ في 12 أيلول 1863 ودُعي أفتيموس ، ثمّ شلح ، بدون سبب ، في 13 تشرين الثاني 1864 ، ابتدأ ، ثاني مرّة ، في 26 تشرين الثاني سنة 1864 ، ودُعي أغسطين . أبرز نذوره في أوّل كانون الثاني سنة 1866 ، ودُعي أفتيموس ، ارتسم شمّاسًا في 27 أ يّار 1869 ، وقسًّا ، في 24 حزيران 1872 ، عن يد كير أغابيوس الرياشي ، مطران بيروت .
كان ، سنة 1893 ، خادم رعيّة عبَيه ، وتعيّن نائبًا (رئيس بالوكالة) لدير الصابغ ، سنة 1905 ، عوضًا عن الرئيس المنتَخب ميخائيل (الثاني) كفوري ، الذي طلب غبطته رجوعه إلى مصر .
«تُوفّي ، الأب أفتيموس أبي عازار في دير القدّيس أنطونيوس القرقفي ، بمرض الفالج ، في 15 أيلول سنة 1912 ، وكان كاهنًا صالحًا» .

زكّا (الأوّل) المرّ (1839 + 1884)
هو طنّوس بن واكد صقر المرّ ، من مواليد بتغرين العام 1839 ، لبس ثوب الابتداء في 29 أ يّار سنة 1864 ، ودُعي زكّا . أبرز نذوره في أوّل كانون الثاني سنة 1866 ، شلح وعاد وابتدأ ثانية ، وكان معه دراهم عن خدمته بالشام ، وقد دفع ذلك للأب العام . بقي طيلة حياته أخًا ، وتُوفّي ، وقوعًا ، بجانب محقان القلعة بدير الصابغ ، في 31 آذار سنة 1884  .

بطرس البيروتي (1844 + 1929)
هو حبيب بن مخّول البيروتي ، من مواليد زحلة العام 1844 ، شلح وابتدأ ثانية ، في 26 تشرين الثاني سنة 1864 ، ودُعي أوغسطينوس . أبرز نذوره في أوّل كانون الثاني سنة 1866 ، ودُعي بطرس . تكرّس شمّاسًا في 23 أ يّار 1869 ، وارتسم كاهنًا ، في 21 تمّوز 1872 ، عن يد كير أغابيوس الرياشي ، مطران بيروت . أُدرج اسمه ، كمعلّم في مدرسة عيتنيت (البقاع الغربي) ، في لائحة المدارس الأسقفيّة التابعة لمطرانية زحلة (1884 - 1885 ، 1885 - 1886) ، أصبح رئيس دير مار يوحنّا (1895 - 1898) . توفّاه الله ، فجأة ، في دير زحلة ، في 15 أيلول سنة 1929 .

سبيريدون سلامة (1848 + 1896)
هو خليل بن نجم هاشم سلامة ، من مواليد رومية (المتن) العام 1848 ، لبس ثوب الابتداء في 19 شباط سنة 1865 ، ودُعي سبيريدونُس . أبرز نذوره في أوّل كانون الثاني سنة 1867 ، ارتسم شمّاسًا في 15 آب 1772 ، وقسًّا في شهر تمّوز 1873 ، عن يد كير أغابيوس الرياشي ، مطران بيروت . كان من عداد جمهور دير الصابغ ومدرسته في شهر تشرين الأوّل سنة 1874 ، وأستاذ اللغة العربيّة ، بكل فروعها ، في مدرسة الدير الإكليريكيّة ، وقد تخرّج على يده العديد من الرهبان المميّزين . أُدرج اسمه ، كمعلّم في مدرسة الصبيان في بلدة الفاكهة (البقاع الشمالي) ، في لائحة المدارس الأسقفيّة التابعة لمطرانية زحلة (1884 - 1885 ، 1885 - 1886) . خدم الرعايا في الفاكهة (1884 - 1888) ، والزبداني اعتبارًا من 1 تشرين الأوّل 1888  ، وفي يبرود ، وقام بأعمال الرسالة في بلاد عكّار . توفّاه الله ، في جهة عكّار ، عندما كان بخدمة الرسالة ، في 16 آب سنة 1896 ، وكان رجلًا تقيًّا وعالمًا في اللغة العربيّة ، بكامل فروعها ، وكان شاعرًا لبيبًا .

باسيليوس صوايا (1849 + 1905)
هو نعمان بن الياس رحّال صوايا ، من مواليد وادي العرايش – زحلة العام 1849 ، لبس ثوب الابتداء في الثاني من تشرين الثاني سنة 1865 ، ودُعي تيموثاوس . أبرز نذوره في السادس من كانون الأوّل سنة 1867 ، ارتسم شمّاسًا إنجيليًّا ، في 21 تمّوز 1872 ، عن يد كير أغابيوس الرياشي ، مطران بيروت ، ودُعي باسيليوس ، ثمّ قسًّا . في العام 1876 نجده ، استنادًا إلى سجلّات المعمودية ، يعمل في مدينة حمص . صار كاتم أسرار أسقفيّة بيروت . في العام 1880 كان يخدم في زحلة ، وكان من جملة المعلّمين في المدرسة الأولى للصبيان بالدار الأسقفيّة . وفي سنة 1885 عُيّن رئيسًا على المدرسة الإكليريكيّة في دير القرقفي ، لمدّة سنة تقريبًا ، وخدم رعيّة رأس بعلبك حتّى سنة 1887 ، حيث انتُخب رئيسًا على دير زحلة (1887 - 1889) ، نُقل بعدها إلى رئاسة دير كفرشيما سنة 1889 .
جاء إلى الولايات المتّحدة الأميركيّة في 4 تشرين الثاني سنة 1889  ، وخدم رعيّة شيكاغو  ، بعد الأب مكاريوس الحاج نصر ، ثمّ عاد إلى لبنان سنة 1904 ، حيث انتُخب رئيسًا عامًّا في ختام المجمع العام المنعقد في أوّل تشرين الأوّل من تلك السنة ، أي في الرابع منه .
بعد انتخابه بشهر ونصف ، بينما كان يزور راهبات دير سيّدة البشارة ، ويُلقي عليهنّ إرشادًا في الكنيسة ، انعقد لسانه فجأة ، نتيجة إصابته بالفالج ، ولم يمضِ عليه يومان حتّى تُوفّي في 18 كانون الثاني 1905  .

أثناسيوس نعّوم (1843 + 1904)
هو أنطون بن يوحنّا نعّوم ، من مواليد الشام العام 1843 ، لبس ثوب الابتداء في السادس من تشرين الثاني سنة 1865  ، ودُعي بناديكتوس . أبرز نذوره في السادس من كانون الأوّل سنة 1867 ، ارتسم شمّاسًا إنجيليًّا ، في 20 تمّوز 1872 ، ودُعي أثناسيوس ، وقسًّا ، عن يد كير أمبروسيوس (عبده) ، ثمّ خوريًّا ، عن يد كير إغناطيوس ملّوك ، مطران زحلة .
توفّاه الله ، في دير القرقفي ، في 9 تشرين الأوّل 1904 .

كيرلُّس (الأوّل) كفوري
المطران فلابيانوس (الثاني) (1850 + 1933)


هو نعّوم بن يوحنّا منصور كفوري ، من مواليد الخنشارة العام 1850 ، لبس ثوب الابتداء في 30 آذار سنة 1866 ، ودُعي كيرللس . أبرز نذوره في السادس من كانون الأوّل سنة 1867 ، ارتسم شمّاسًا إنجيليًّا ، في 20 تمّوز 1872 ، عن يد كير أمبروسيوس عبده ، مطران زحلة ، وقسًّا ، بعد شهر آب سنة 1872 ، عن يد كير باسيليوس ناصر في بعلبك .
تسلّم إدارة المدرسة الأسقفيّة في بعلبك ، خدم أبرشيتها بكل غيرة ونشاط حتّى استحقّ ، بعد سيامته الكهنوتيّة ، أن يُعيّن نائبًا أسقفيًّا عليها ، وما لبثت مقدرته في إدارة الشؤون العموميّة أن لفتت الأنظار ، وكاد أن يكون الخلف الصالح للمطران ناصر . إلّا أنّ الظروف فرضت تعيين جرمانوس معقّد ، خلفًا للمطران ناصر ، على أبرشيّة بعلبك ، فاستعان المطران الجديد بالأب كيرلُّس ، وأبقاه نائبًا أسقفيًّا عامًّا .
بعد بعلبك ، انتقل الأب كيرلُّس إلى بيروت حيث خدم الرعيّة ، وتعيّن كاتمًا لأسرار المطران ملاتيوس فكّاك . وبعد فترة من الزمن انتدبته الرهبانيّة الشويريّة إلى رئاسة دير مار الياس الطُّوَق في زحلة ، فقضى فيها ثلاث سنوات (1892 – 1895) ، حتّى استدعاه البطريرك سيّور وأقامه نائبًا بطريركيًّا على أبرشيّة طرابلس وبلاد عكّار لتأسيس رسالة جديدة فيها ، فأكبّ فيها على حراثة كرم الرب بهمّة عالية .
وفي العام 1898 عاد الأب كيرلُّس إلى رئاسة دير زحلة مرّة ثانية . وبعد أن تولّى المطران بطرس الجريجيري السدّة البطريركيّة ، على أثر وفاة البطريرك غريغوريوس سيّور ، استدعى الأب كيرلُّس إلى دمشق ، وأقامه نائبًا بطريركيًّا ، سنة 1899 ، لحلّ الخلاف الذي نشب بين البطريرك وناظم باشا والي دمشق ، وأُجبر غبطته على الانتقال إلى مصر . فاضطرّ الأب الكفوري ، إذ ذاك ، أن يتوجّه إلى زحلة ، من وقت إلى آخر ، لتدبير أوضاع الدير ، ثمّ يعود إلى دمشق . وتمكّن بفطنته ومرونته من حلّ الخلاف ، ومصالحة الوالي والبطريرك ، الذي عاد إلى كرسيّه في دمشق .
في 21 من تشرين الثاني 1901 سيم أسقفًا على أبرشيّة حمص وحماه ويبرود ، خلفًا للمطران غريغوريوس عطا ، في كاتدرائيّة بيروت ، بوضع يد البطريرك بطرس (الرابع) الجريجيري ، ومعاونة السادة الأساقفة كيرلُّس جحا (حلب) ، وإفثيميوس زلحُف (صور) ، ونيقولاوس قاضي (حوران) ، وباسيليوس حجّار (صيدا) ، وملاتيوس فكّاك (بيروت) ، ودُعي فلابيانوس .
ساس المطران فلابيانوس أبرشيّة حمص زهاء ربع قرن من الزمن ، حتّى اشتدّ عليه مرض العصبيّ ، فعجز ، إذ ذاك ، عن تولّي مقدّرات أبرشيّته ، فاستقال من تلك الأعباء سنة 1920 ، وأصبح أسققًا فخريًّا على بالميرا (تدمر) ، وتعيّن مستشارًا بطريركيًّا ، وتوزّعت إقامته بين دمشق وبيروت ودير القرقفي . عاش سنواته الأخيرة قدوة صالحة وعلى جانب عظيم من ممارسة أعمال الفضائل السامية : الإيمان والرجاء والمحبّة ، والصبر على احتمال المرض ، والمواظبة على الصلاة العقليّة واللفظيّة ، وزيارة القربان الأقدس ، حتّى استقرّ في دير مار يوحنّا الصابغ ، ليعيش ، ما بقي له من العمر ، راهبًا بسيطًا عاكفًا على التأمّلات والصلوات ، إلى أن استأثرت به رحمة الله في 19 من تشرين الثاني 1933 ، ولُحِد في الكنيسة القديمة .
من آثاره :
له ، في خزانة مخطوطات دير الصابغ ، بعض المخطوطات ، منها :
«خبرية مجامع الكنيسة المقدّسة» ، نسخه في 8 حزيران سنة 1870 .
«كتاب في الفلسفة والمنطق وعلم الكلام» ليوحنّا الدمشقي ، وقد علّق عليه الكتابة التالية : تمّ نسخ هذا الكتاب بقلم أحد الزّهاد الشمّاس كيرلُّس كفوري في 31 آب سنة 1872 .

إبراهيم (الثاني) سماحة (1846 + 1928)
هو إبراهيم بن ميخائيل نقولا غصوب سماحة ، من مواليد الخنشارة العام 1846 ، لبس ثوب الابتداء في 28 آب سنة 1866 ، ودُعي تدّاوس . أبرز نذوره في الخامس من تمّوز سنة 1868 ، وعاد إلى اسمه إبراهيم ، ارتسم شمّاسًا في 20 تمّوز 1872 ، وقسًّا ، عن يد كير أغابيوس الرياشي ، مطران بيروت .
في السنة 1874 كان شمّاسًا من عداد جمهور دير القرقفي في كفرشيما ، وبعد أن أصبح كاهنًا ، خدم أبرشيّة زحلة مدّة طويلة . فقد أُدرج اسمه كمعلّم في مدرسة تل دنوب (البقاع الغربي) ، في لائحة المدارس الكائنة تحت إدارة الخوري ميخائيل ألوف وأسماء المعلّمين والمدارس وعدد التلامذة (1885 - 1886) . وكان من عداد جمهور دير الطُّوَق سنة 1905 ، وفي العام 1917 كان خادمًا لرعيّة الدّكوة في البقاع .
توفّاه الله ، في دير النبي الياس بزحلة ، على أثر سقوطه من سطح كلار الدَّير إلى الحوش ، وبعد أن نال الأسرار الأخيرة ، عند طلبه ، تُوفّي في 2 نيسان سنة 1928 .

أشعيا كفوري (1848 + 1902)
هو ديمتري بن جرجس نصرالله كفوري ، وأخو الخوري أثناسيوس ، من مواليد (حارة الدير) الخنشارة العام 1848 ، نال سرّ العماد في 8 تشرين الثاني 1849 ، لبس ثوب الابتداء في 28 آب سنة 1866 ، ودُعي أشعيا . أبرز نذوره في الخامس من تمّوز سنة 1868 ، ارتسم شمّاسًا إنجيليًّا ، في 20 تمّوز 1872 ، وقسًّا ، عن يد كير أغابيوس رياشي ، مطران بيروت .
أتقن فنّ الطباعة ، وكان من الماهرين بهذا الفن ، وقد تسلّم ، لاحقًا ، رئاسة المطبعة وعاونه أخوه نعّوم .
كان ، في سنة 1874 ، من عداد الشمامسة في جمهور الصابغ ومدرسته . تعيّن لخدمة الأنفس في كنيسة مار ميخائيل والمعلّقة وفي كنيسة مار يوسف (الميدان) والبربارة وفي حارة الراسية في زحلة ، وفالوغا وعين الصفصاف ، «وقد خدم في أبرشيّة زحلة وبيروت نحو 25 سنة» . كما تعيّن أحد المساعدين للنائب العام سليمان الشامي ، سنة 1884 ، ثمّ أُعفي . وقد انتُخب مدبّرًا أوّلًا (1885 - 1887) ، ومرشدًا لراهبات دير سيّدة النّياح في بقعتوتة (1889 - 1892) .
تُوفّي ، في زحلة ، في 7 آب سنة 1902 ، وكانت وفاته : [عندما زار غبطة البطريرك كيرلُّس (الثامن) جحا مدينة زحلة ، فرهبان دير مار الياس الطُّوَق أقاموا زينة من الأنوار على سطح الدير ، وكان المترجَم من جملة المتفرّجين ، وكان الدير المذكور لا يزال مسقوفًا بالخشب والتراب على النّسق القديم ، ومن جرّاء بهرجة الأنوار وانعكاسها على نظر المترجَم ، فلم يعد يُشاهد جيّدًا ، فزلّت به القدم وسقط من فوق إلى أسفل عن سطح الدير للجهة الغربيّة ، وبُعيد سقوطه ، بمّدة وجيزة من الزمان ، فاضت روحه إلى خالقها] .

نقولا المطران (1850 + 1924)
هو نقولا بن يوسف المطران ، من مواليد الراسية – زحلة العام 1850 ، لبس ثوب الابتداء في التاسع من كانون الثاني سنة 1867 ، ودُعي لوقا . أبرز نذوره في الخامس من تمّوز سنة 1868 ، وعاد إلى اسمه نقولا ، أصبح من عداد الشمامسة في جمهور دير الصابغ ومدرسته ، إذ كان في هذا الجمهور في سنة 1874 . ارتسم شمّاسًا إنجيليًّا ، في 21 تمّوز سنة 1872 ، وقسًّا عن يد كير أغابيوس الرياشي . أُرسل إلى النبك في القلمون السورية ، وخدم الرعيّة هناك (1876 – 1878) . تعيّن لخدمة رعيّة مجدلون ، في أبرشيّة بعلبك ، في 7 تشرين الأوّل سنة 1882 ، وكان من عداد جمهور دير الطُّوَق في سنة 1905 .
توفّاه الله ، في دير مار الياس الطُّوَق ، في 14 كانون الأوّل سنة 1924 ، [وقد قضى نحوًا من عشر سنين أعمى كفيف البصر ، احتمل فيها مصيبته بصبر وتسليم ، وقد خدمته الرهبانيّة ، ولا سيّما في مرضه الأخير ، خدمة حسنة] .

ديونيسيوس صوايا (1850 + 1893)


لقد دُوِّن في سجل تاريخ الرهبانيّة ، رقم واحد ، في الصفحتين 346 – 347 ، نبذة وجيزة عن مختصر حياة المترجَم ، ننقلها بحرفيّتها :
تُوفّي الأب ديونيسيوس صوايا ، المدبّر الرابع ووكيل الرهبنة في مدينة رومية ، بميتة صالحة ، بعد أن أقام بالوكالة ثمانية عشر سنة ، وهذا مختصر حياته :
[وُلد المرحوم الخوري ديونيسيوس (أمين) سنة 1850 ، في بلدة الشوير ، من والديه طنّوس توما صوايا ووالدته حنّة كفوري ، وتربّى تربية مسيحيّة من والديه المذكورين ، ولمّا بلغ من العمر اثنتي عشر سنة وضعاه في مدرسة عينطوره التي للآباء العازريّين ، فتلقّى علم اللغة الفرنساوية والآداب المسيحيّة ، مدّة ثلاث سنين ، التي نجح بها على أقرانه باللغة والآداب ، ودرس اللغة العربيّة بفروعها ، مدّة سنتين ، في المدرسة البطريركيّة التي لطائفة الروم الكاثوليك في بيروت . ثمّ في 3 آذار سنة 1869 دخل الرهبانيّة الحنّاويّة الباسيليّة الشويريّة  . في سنة 1871 نذر النذور الاحتفاليّة في 11 نيسان ، وصرف أربع سنين في علم اللاهوت والتاريخ الكنسي ، في دير الصابغ ، لحد سنة 1875 . سيم كاهنًا من الصالح الذّكر المطران أغابيوس رياشي ، أسقف بيروت ، وأُرسل ، من المرحوم الريس العام الخوري فلابيانوس كفوري ، وكيل عام على الرهبنة لدى الكرسي الرسولي بمدينة رومية ، وهناك نجح بعمله إذ استرجع أنطوش الرهبنة ورمّم كنيسة سيّدة السفينة وبنى محلًّا بجانبها لسكنى الآباء ، وهذه الأعمال أخذت نفقة عظيمة بواسطة سعيه ومحبّة المجمع له أمكنه أن ينال هذه النفقة من مساعدة المجمع المقدّس والمحسنين ، بنوع أنه لم يثقّل على الرهبنتين شيئًا سوى تقدمة قدّاسات عن نيّة أصحابها المحسنين لقيام هذا العمل المهم . وكان رحمه الله ليّن العريكة ذو صفات ممدوحة محبوبًا من الجميع ومحبًّا للخير . وقد انتخبته الرهبنة مرّتين بوظيفة مدبّر ، وفي سنة 1879 قد رشّحه السيّد البطريرك غريغوريوس يوسف الكلّي الطوبى بالانتخاب لدرجة أسقفيّة بيروت ، إلّا أن الاختلاف الذي حصل في الأبرشيّة أوقف الانتخاب بتوقّف السّلطة الكنسيّة . ومنذ خمس سنين اعتراه مرض الأمعاء الذي أعيا الأطبّاء ولم يستفد شيئًا ، وبهذه السنة اشتدّ عليه المرض ، وطلب بواسطة تلغراف الخوري ميخائيل (الثاني) كفوري ليعينه في شدّته ، فتوّجه بأمر الأب العام الخوري يوسف كفوري الفائق الاحترام في 2 حزيران سنة 1893 ووصل لرومية في 12 حزيران وأقام مع الأب المرحوم ثلاثين يومًا ، وقبل وفاته طلب بركة الأب الأقدس فأرسل قداسته البركة الرسوليّة مع كاهن مخصوص . وفي 12 تمّوز من هذه السنة فارق الحياة غب أن تسلحّ بكامل الأسرار المقدَّسة ، وثالث عشر تمّوز احتفل بدفنه وجنازته سيادة المطران باسيليوس حجّار ، أسقف صيدا ودير القمر ، كان موجود برومية ، وكذلك سيادة المطران استيفان أسقف نابولي اليوناني المقيم بمدرة القدّيس أثناسيوس ، ممثّلًا الروم الكاثوليك ، لدى الكرسي الرسولي ، ووكلاء الرهبنات الشرقيّة مع تلامذة مدرسة البروبوكنده ، وبعد احتفال الجناز بكنيسة سيّدة السفينة ، دُفن بمدفن لائق مأسوفًا عليه ، وكان بالغًا من العمر 43 عامًا] .
يبدو أنه كان مهتمًّا بطباعة كتاب «الأفخولوجي» ، إذ توجد له رسالة موجَّهة للبروباغنده ، سنة 1886 ، يطلب فيها من المجمع المذكور طباعة هذا الكتاب .

جبرائيل ألوف (1848 + 1904)
هو جريس بن يوسف ألوف ، من مواليد زحلة العام 1848 ، لبس ثوب الابتداء ، عن يد الأب أونيسيموس سماحة ، رئيس دير مار يوحنّا ، في السادس من حزيران سنة 1869 ، ودُعي جبرائيل . أبرز نذوره في 11 نيسان ، ثالث الفصح ، سنة 1871 ، ارتسم شمّاسًا وقسًّا عن يد كير أمبروسيوس عبده ، مطران زحلة . يبدو أنه خدم في أبرشيّة بعلبك ، استنادًا إلى السجلّات ، إذ كان خادم رعيّتها (1887 - 1888) ، وتعيّن رئيسًا لدير مار أنطونيوس في كفرشيما (1898 - 1901) .
توفّاه الله ، في دير زحلة ، في السادس من تشرين الأوّل سنة 1904 .

إكليمنضوس شبّوع (1853 + 1878)
هو أسعد بن موسى شاهين شبّوع ، من مواليد زحلة العام 1853 ، لبس ثوب الابتداء في 15 أ يّار سنة 1870 ، ودُعي إكليمنضوس . أبرز نذوره في 31 كانون الأوّل سنة 1871  ، تدرَّج في الدرجات حتّى القسوسيّة . خدم الرعيّة في رأس بعلبك ، سنة 1877 ، وتُوفّي ، فيها ، شابًّا ، إذ كان خادم رعيّتها ، في الثالث من تمّوز 1878  ، وعمره 35 سنة .

أوغسطينوس مسرّة (1850 + 1918)
هو حبيب بن عبد الله مسرّة ، من مواليد دمشق العام 1850  ، لبس ثوب الابتداء ، عن يد الأب المدبّر يعقوب سماحة ، في 16 كانون الأوّل سنة 1871 ، ودُعي أوغسطينوس . أبرز نذوره في 13 تمّوز سنة 1873  ، ارتسم شمّاسًا ، في السادس من آب سنة 1875 ، عن يد كير أغابيوس الرياشي ، مطران بيروت ، وقسًّا ، في الرابع من كانون الأوّل سنة 1877 ، عن يد كير ملاتيوس فكّاك ، في زحلة ، أصبح خوريًّا ، في بيروت ، في 16 نيسان سنة 1883 ، يوم السبت العظيم .
يبدو أنه خدم في أبرشيّة بعلبك (1886 - 1887) ، إلّا أنه قضى أكثر أيامه في بيروت ، وعند أهله .
تُوفّي ، بدير القرقفي ، بسن ثمانية وستين سنة ، بمرض دور خبيث أو لين بالدّماغ ، لم يمهله أكثر من جمعة واحدة ، وذلك في 26 تمّوز سنة 1918 ، وقد كان ضيّق الخلق ، حدّ الطّباع ، لكنه كان تقيًّا .
نسخ سجل أسماء الرهبان وابتدائهم ونذورهم ، قياس 35,5 × 23 سم ، 164 صفحة ، والباقي حتّى الصفحة 241 بيضاء فارغة .
وقام بتجديده ، عن السجل الأصلي ، تحريرًا في واحد أيلول سنة 1874  .

نقولا الموصلّي (1847 + 1900)
هو أسعد بن يعقوب الموصلّي ، من مواليد بيروت العام 1847 ، لبس ثوب الابتداء في 16 كانون الأوّل سنة 1871 ، ودُعي إيرونيموس . أبرز نذوره في 13 تمّوز سنة 1873 ، ارتسم شمّاسًا وقسًّا ، في كانون الأوّل سنة 1877 ، عن يد كير أغابيوس الرياشي ، مطران بيروت ، ودُعي نقولا .
كل ما نعرفه عنه أنه كان خادم الرعيّة في الزبداني ، من 20 حزيران 1878 حتّى الأوّل من أ يّار 1881 ، وفي رعيّة حدَث بعلبك منذ الأوّل من آذار 1888  ، كما خدم رعيّة المنصورة ، في أبرشيّة زحلة ، إذ توفّاه الله ، في هذه القرية ، خلال شهر تشرين الثاني سنة 1900 .

سلفستروس معلوف (1851 + 1931)
هو شديد بن سمعان الغندور ، من مواليد وادي الكرم العام 1851 ، لبس ثوب الابتداء في الثالث من كانون الثاني سنة 1872 ، ودُعي سلفستروس . أبرز نذوره في 13 تمّوز سنة 1873 ، ارتسم شمّاسًا في أ يّار سنة 1875 ، وقسًّا ، في 19 تشرين الثاني سنة 1877 ، عن يد كير أغابيوس الرياشي ، مطران بيروت . خدم رعيّة النبي الياس في الخنشارة (1885 - 1888 ، 1890 - 1891) ، وأصبح رئيسًا على دير القرقفي في كفرشيما (1895 - 1898) ثمّ قيّمًا له في 5 تشرين الثاني سنة 1898 .
توفّاه الله ، في دير الصابغ ، بانحلال طبيعي ، في العاشر من آب سنة 1931  . ويصفه سجل كتاب تاريخ الرهبنة وغيره . . . ، بقوله : [كان بارًّا محبًّا للهدوء والسكينة ، غيورًا على النفوس ، وزاول مهنة الساعات سنين عديدة ، وكان يعيش منها ولينفق على رعيّته ، وخدم رعيّة عين الصفصاف أربعين سنة] .
أمّا المؤرّخ عيسى اسكندر المعلوف ، فيقول عنه في كتابه «دواني القطوف في تاريخ بني المعلوف» ، الجزء 2 ، الطبعة 2 ، ص 427 : [له مهارة بالصنائع ولا سيّما بإصلاح الساعات ، وقد أصلح آلات مطبعة دير القدّيس يوحنّا الصابغ القديمة ، وهو ذكي ومجتهد وتقي] .

روفائيل حتحوت (1856 + 1927)
هو إيلياس بن ديمتري حتحوت ، من مواليد دمشق الشام العام 1856 ، لبس ثوب الابتداء في العاشر من آذار سنة 1872 . أبرز نذوره في 13 تمّوز سنة 1873 ، ودُعي روفائيل . ارتسم شمّاسًا في السادس من آب سنة 1875 ، ثمّ قسًّا في السادس من كانون الأوّل سنة 1877 ، ثمّ خوريًّا ، عن يد المطران بولس مسدّية ، في دمشق . خدم رعيّة كاتدرائيّة سيّدة النّياح في حارة الزيتون بدمشق ، استنادًا إلى السجلّات ، بين كانون الأوّل 1880 وحزيران 1891 . وفي أوّل تشرين الثاني سنة 1885 صار مدبّرًا ثانيًا ، واستعفى سنة 1886 .
توفّاه الله ، في دمشق ، في أوّل تشرين الأوّل سنة 1927 . قضى معظم حياته في مسقط رأسه ، وكان وكيل الرهبانيّة فيها .

دانيال منصور (1851 + 1902)


هو حبيب بن بطرس منصور ، من مواليد رأس بعلبك 1851 ، لبس ثوب الابتداء في 23 آذار سنة 1872 ، ودُعي دانيال . أبرز نذوره في 13 تمّوز سنة 1873 ، ارتسم شمّاسًا في السابع من آب سنة 1875 ، وقسًّا ، في 20 كانون الثاني سنة 1877 ، عن يد كير أغابيوس الرياشي ، مطران بيروت . لمع بدروسه اللاهوتيّة ، وتعمّق في دراسة الكتاب المقدّس ، وبعد رسامته عُيّن ، سنة 1878 ، نائبًا في كاتدرائيّة بيروت ، ولم يترك هذه المهمة إلّا ليتفرّغ للصلاة في دير مار الياس بزحلة . بعد ثلاث سنوات طلبه المطران ملاتيوس فكّاك من الأب العام وأقامه في الكاتدرائيّة بصفة نائب أوّل كبير . فمارس هذه المهمة الثقيلة ، على فترات ، وأُحيط بالاحترام والتقدير من قبل الجميع ، وأدار ، بالتساوي ، مراكز الرهبان والراهبات في بيروت ، وكان مرشد أخويّة السيّدة البتول في الكاتدرائيّة ومرشد أخويّة كنيسة المخلّص ، أضف إلى ذلك أنه واعظ بليغ ، وكان لعظاته وَقع كبير في النفوس . أصبح رئيس دير زحلة في التاسع من تشرين الثاني سنة 1882 ، وبقي حتّى سنة 1886 ، ثمّ ، مرّة ثانية ، من 1889 حتّى 1890 . وفي سنة 1887 نراه خادم رعيّة القدّيسة بربارة في بعلبك .
سافر إلى مونتريال ، في 7 تشرين الثاني سنة 1890 ، بناء على طلب من البطريرك غريغوريوس يوسف ، لخدمة الرعيّة هناك ، فكان أوّل كاهن يذهب للخدمة في كندا  .
لم تطُل إقامته في كندا ، بل عاد إلى لبنان ، فعُيّن ، رئيسًا لأنطش بيروت ، في 4 تشرين الثاني 1892 .
تُوفّي في قرية الراس ، مسقط رأسه ، بمرض السرطان ، في 26 أيلول 1903 ، وكان كاهنًا تقيًّا خطيبًا ، قضى مدّة خمسة عشر سنة بالنيابة الأسقفيّة في بيروت  .

نعمة الله قطّان (1838 + 1897)
هو بشارة بن يوسف قطّان ، زوقي الأصل من مواليد بيروت العام 1838 ، ابتدأ ، سنة 1854 ، ثمّ شلح ، من دون ذنب ، وعاد فابتدأ في 12 نيسان سنة 1872 ، ودُعي نعمة الله . أبرز نذوره في 13 تمّوز سنة 1873 ، ارتسم شمّاسًا في السابع من آب سنة 1875 ، ثمّ كاهنًا في 21 تشرين الثاني سنة 1877 ، خدم رعيّة القدّيسة بربارة في بعلبك (1879 - 1880) ، ورعيّة النبي الياس في الخنشارة (1880 - 1882) ، تعيّن رئيسًا عامًّا ، بأمر المجمع المقدَّس (1885 - 1887) ، وفي 14 أيلول 1886 ثُبّتت العمدة وأُلغيت الزيارة . ثمّ أصبح مرشدًا لراهبات دير سيّدة النّياح في بقعتوتة (1887 - 1889) .
أُرسل للخدمة في مصر ، وبقي ، هناك ، حتّى 19 شباط 1894 ، وقد انتُخب مدبّرًا رابعًا (1895 - 1897) ، حيث تُوفّي ، وهو بوظيفة المدبّرية الرابعة ، في دير النبي الياس في زحلة ، بمرض الحمّى الخبيثة ، في 30 آب سنة 1897 ، بالغًا من العمر 63 سنة ، وكان رجلًا تقيًّا .

ساروفيم الشميّل (1858 + 1924)


هو حبيب بن خليل الشميّل ، من مواليد كفرشيما العام 1858 ، لبس ثوب الابتداء في السادس من نيسان سنة 1873 ، ودُعي ساروفيم . أبرز نذوره في 13 أيلول سنة 1874 ، ارتسم شمّاسًا إنجيليًّا ، في 20 تشرين الثاني سنة 1877 ، ثمّ قسًّا ، عن يد كير ملاتيوس فكّاك ، سنة 1880 . بعد رسامته الكهنوتيّة نراه ، سنة 1883 ، خادمًا للرعيّة في بعلبك ، ثمّ نظرًا لتردّي صحة الأب ميخائيل (الثاني) كفوري ، الوكيل في روما واستعفائه ، تعيّن بدلًا منه في 30 تمّوز 1895  ، وقد انتُخب مدبّرًا رابعًا (1898 - 1904) ، ولمّا كان كرسي زحلة قد شغر بوفاة مطرانه إغناطيوس ملّوك ، سنة 1898 ، فقد أقام البطريرك بطرس (الرابع) جريجيري «على الأبرشيّة حضرة الخوري ساروفيم الشميّل ، أحد مدبّري الرهبانيّة الباسيليّة الحنّاويّة ، نائبًا بطريركيًّا» .
ولمّا أصبح كيرلُّس مغبغب مطرانًا على أبرشيّة زحلة ، سنة 1901 ، اختار له المترجَم وكيلًا أسقفيًّا . انتُخب مدبّرًا أوّلًا (1904 - 1907) ، ورئيسًا للكلّية الشرقيّة بزحلة ، في 9 أيلول 1907 واستقال ، لأسباب صحيّة ، في 10 أيّار سنة 1908  .
وانتُخب مدبّرًا ثالثًا (1910 - 1913) ، وفي انتهاء المجمع العام سنة 1913 ، انتُخب الأب الكسيوس كاتب رئيسًا عامًّا ، وبما أنه كان خارج البلاد ، أُقيم الأب ساروفيم نائبًا عنه ، إلّا أن المجمع المقدّس نقض انتخاب الأب العام ، وأمر بالتئام المجمع العام من جديد ، فانتُخب المترجَم رئيسًا عامًّا في 29 كانون الأوّل (1913 - 1917)  .
بعد انتهاء عهده ، قضى معظم أيامه في مسقط رأسه ، وأصبح رئيسًا لدير القرقفي (1919 – 1920) ، وما لبث أن اعتزل . إلّا أنه ، نظرًا لخبرته ، عُيّن واحدًا من أعضاء اللجنة الإداريّة لشركة أسهم النزل الكبير في زحلة ، المعروف بـ «أوتيل قادري» .
وقد تُوفّي ، في دير القدّيس أنطونيوس القرقفي ، في 2 أ يّار سنة 1924 ، على أثر عملية جراحية في السرّة ، بسبب فتق أصابه ، وكانت وفاته بسبب ضعف في القلب .
[لقد اشتهر بسداد الرأي واستقامة الضمير ، وهو ممّن خدموا رُتَب الرهبنة الكبار ردحًا طويلًا من الزمان . . . وخلال رئاسته العامّة ، كانت سنتاه الأخيرتان من سني الحرب العالمية ، فقاسى من الأتعاب ، وأظهر من الدّربة ما يجدر به أطيب المديح ، ثمّ اعتزل الخِدَم ، لسبب عجزه وأمراضه ، وتُوفّي مخلّفًا ذكرًا حميدًا لتقواه وحُسن صفاته وغزارة فطنته ، وقد كان رقيق المعشر ، جميل الصوت] .

بولس جبارة (1856 + 1924)
هو أنطوان بن يوسف جبارة ، من مواليد الشام العام 1856 ، لبس ثوب الابتداء في 27 نيسان سنة 1872 ، ودُعي كربوس . أبرز نذوره في 28 تمّوز سنة 1874 ، ارتسم شمّاسًا في 19 تشرين الثاني سنة 1877عن يد كير أثناسيوس ناصر ، ودُعي بولس ، ثمّ كاهنًا ، في 20 آب سنة 1882 ، عن يد كير ملاتيوس فكّاك ، في دير الصابغ . وقد خدم الرعايا لا سيّما في أبرشيّة بيروت ، ومنها : رعيّة مار تقلا في كفرشيما (1899 - 1901) ، ورعيّة السيّدة – الحَدَث .
أمّا أغلب أوقات خدمته الرعوية فقد قضاها في رعيّة القدّيس أنطونيوس في صاليما .
[ . . . خدم طائفته في صَليما نحوًا من 25 سنة . وكان في أوّل أمره يتعاطى مع أعمال الرعيّة بعض الأعمال في مدرسة سيّدة لورد الداخلية بصَليما .
وكان جميل الصورة رخيم الصوت طيّب الأخلاق ليّن العريكة ، له أطوار خاصة منها : انه لم يكن يتناول من الطعام إلّا وجبة واحدة في النهار . ومنها أنه كان ولعًا بجمع الطيور ، وجمع الرسوم والصور حتّى كانت غرفته معرضًا للطيور والصور . وكان زاهدًا في لبسه لطيفًا في حديثه وعشرته جاء صَليما سنة 1883 وتركها لآخر مرّة سنة 1908 وأقام في دير الطُّوَق بمدينة زحلة . . .] .
توفّاه الله ، في دير الصابغ ، في 20 تشرين الثاني سنة 1924 . بالنزلة الوافدة ، التي لم يقوَ جسمه على دفعها بسبب ضيق الصدر الذي كان يعذّبه .

ألكسيوس الكاتب  (1856 + 1940 ؟)
هو أنطون بن إبراهيم الكاتب ، من مواليد الشام العام 1856 ، لبس ثوب الابتداء في 15 حزيران سنة 1873   ، ودُعي ألكسيوس . أبرز نذوره في 13 أيلول سنة 1874 ، ارتسم شمّاسًا إنجيليًّا ، في 21 تشرين الثاني سنة 1877 ، عن يد كير أغابيوس الرياشي ، مطران بيروت ، وقسًّا ، في 22 تشرين الأوّل سنة 1880 ، عن يد كير ملاتيوس فكّاك .
خدم في مطلع كهنوته ، في زحلة ، حيث كان ، فيها ، سنة 1882 ، وشغل مهمة رئيس مدرسة الصابغ الإكليريكيّة ، عندما نُقلت إلى كفرشيما ، سنة 1885 .
أذن له البطريرك غريغوريوس يوسف بالسفر إلى فرنسا في آب 1886 ، وعيّنه وكيلًا على كنيسة القدّيس يوليانُس الفقير في باريس وخادمًا لأبناء الطائفة فيها ، فكان أوّل كاهن رعيّة ملكي في باريس . 
ثمّ أذن له أن يؤسّس مدرسة رسوليّة شرقيّة على اسم يوحنّا فم الذهب ، قرب الكنيسة ، لتثقيف طلّاب شرقيّين ملكيّين ، وتهيئتهم لخدمة الطقوس الدينية فيها . . . وبرنامج دروسهم يشمل اللغات العربيّة والفرنسيّة واليونانيّة واللاتينيّة والطقوس الشرقيّة . . . أمّا تمويل هذا المشروع ، فقد تجنّدت لتأمينه لجنة من سيدات باريس التقيات السخيّات ، ورعته السُّلطة الكنسيّة الباريسية ، ومؤسّسة «مبرّة الشرق» وغيرها ، وقد فتحت المدرسة أبوابها في أوّل كانون الثاني سنة 1890 .
عيّنته الرهبانيّة وكيلًا لها في روما (1899 - 1910)  ، ثمّ توسّط الأب العام ، عند المجمع المقدّس ، في 24 شباط 1910 ، لكي يبقى الأب الكسيوس في أوروبا لأسباب صحيّة  .
انتُخب رئيسًا عامًّا  ، في مجمع 29 تشرين الأوّل 1913 ، إلّا ان رئيس المجمع في روما نقض الانتخاب ، إذ إنه وردت برقية من وكيل الرهبانيّة في روما ، الخوري باسيليوس قطّان ، مؤّرخة في 30 تشرين الثاني ، مفادها :
«أن المجمع المقدّس قد قبل استعفاء الأب كاتب من الرئاسة العامّة ، وتولي السُّلطة إلى المجمع العام ، لينتخب رئيسًا عامًّا جديدًا»  .
ومن ثمّ بقي المترجَم طوال حياته في باريس ، قاطعًا كل اتّصال بالرهبانيّة ، وإن الأب أثناسيوس حاج ، يأتي على ذكره في كتابه عن تاريخ الرهبانيّة ، فيقول :
« . . . وفي 20 حزيران (1939) كان السفر إلى باريس ، حيث قضينا شهرًا كاملًا ، زار قدس الأب العام الأب ألكسيوس كاتب ، الطاعن في السن ، القاطع علاقاته مع الرهبانيّة ، فحاول ، مع المعاون الرسولي ، إقناعه بترتيب أموره الرهبانيّة ، ولكن دون جدوى»  .
وقد تُوفّي ، في باريس ، في آخر ثلاثينات أو مطلع أربعينيات القرن العشرين ، على ما يبدو .
لقد تميّز الأب كاتب بقوّة شخصيّته وقدرته على جمع الإحسان ، كما بثقافته العالية ، وحصل على العديد من الأوسمة .
من آثاره :
أعدّ وقدّم ونشر :
1 – منارة الأقداس في تفسير القدّاس ، للأب يواكيم مطران ق . ب ، المطبعة الأدبية ، بيروت ، 1888 ، 202 صفحة .
2 – « L’Eglise Saint - Julien - le - Pauvre », par Armand Le Brun, Paris, Imp. F. Leve, Rue Cassette. 17, 1889, 105 pages.
3 – قوانين مدرسة القدّيس يوحنّا فم الذهب الرسوليّة الشرقيّة ، بالفرنسيّة ، 3 صفحات ، 1889 .  Imprimerie Bwliv Frères, Saint - Claud    .
4 – «Petit Livre D’or», Imp. Brev. Emille Graff Clamaron, Rue de Vaugirard, Paris. 64 pages.
5 – Sa Beatitude Maximos III Mazloum d’Antioche d’Alexandrie, de Jerusalem et de tout l’Orient. Imprimerie de la Propagande, Rome, 1902.
6 – «ناوفيطوس مطران صيدنايا» ، «المشرق» ، 3 : 1068 .
7 – «كنيسة سيّدة السفينة» ، «المشرق» ، 4 : 566 .
8 – مقال في :  Echos d’Orient 6: 95-96
وقد أسَّس جريدة «الرجاء» في 5 نيسان من العام 1895 في باريس  .

إغناطيوس (الثاني) قطّان (1851 + 1923)
هو أنطون بن نقولا سلّوم قطّان ، من مواليد زوق مكايل العام 1851 ، من سكّان بيروت ، لبس ثوب الابتداء في 16 تشرين الأوّل سنة 1874 ، ودُعي رومانُس . أبرز نذوره في 24 أيلول سنة 1876 ، ارتسم شمّاسًا وقسًّا ، عن يد كير ملاتيوس فكّاك ، في شهر تشرين الأوّل سنة 1880 ، ودُعي إغناطيوس .
تعيّن وكيلًا لدير القرقفي في كفرشيما في 8 تشرين الثاني 1901 ، وكان في العام 1905 ، من عداد جمهور دير القرقفي في كفرشيما .
لا نعرف عن خدمته الرعوية سوى أنه خدم رعيّة سيّدة الخلاص في الشيّاح ، ثمّ انتقل إلى رعيّة سيّدة النجاة ، في حَدَث بيروت ، سنة 1912 .
توفّاه الله ، في دير القرقفي ، في 11 أ يّار سنة 1923 ، بانحلال طبيعي ، عُرف بتقواه وغيرته في الخدمة .

يعقوب (الثاني) الرياشي (1855 + 1921)


هو قبلان بن يعقوب حنّا الرياشي ، والدته نسطا القاصوف ، من مواليد الخنشارة العام 1855  ، لبس ثوب الابتداء في 10 كانون الثاني سنة 1875 ، ودُعي يعقوب . أبرز نذوره في 24 أيلول سنة 1876  ، ارتسم شمّاسًا وقسًّا عن يد كير ملاتيوس فكّاك ، النائب البطريركي على أبرشيّة بيروت ، في 7 كانون الثاني سنة 1880 .
تسلّم رئاسة مدرسة الصابغ الإكليريكيّة ابتداءً من العام 1882  ، وإدارة مدرسة عين القش في المحيدثة ، قرب بكفيّا ، ونعلم من رسالة الأب العام يوسف كفوري إلى البطريرك غريغوريوس يوسف ، بتاريخ 7 شباط 1892 ، أن الأب يعقوب ما زال على استعداده للاستقالة من إدارة المدرسة ، وعندما قرّرت الرهبانيّة تشييد الكلّية الشرقيّة في زحلة ، تمّ توكيل أحد المدبّرين ، الأب يعقوب الرياشي ، الخبير بالفن المعماري ، أن يهتم بأمر هندسة المدرسة وتشييدها ، فراح ، منذ 1896 ، يُهيّء المواد ويضع الأسس .
أمّا العمل الرئيسي فقد استغرق نحوًا من سنة : من أ يّار 1897 حتّى تمّوز 1898 ، ففتحت المدرسة أبوابها للطلّاب في تشرين الأوّل من سنة 1898 .
وأصبح أوّل رؤسائها ، إذ بقي مدّة سنة واحدة في الرئاسة ، وهي سنة المدرسة الأولى (1898 - 1899) .
وقد انتُخب مدبّرًا ثانيًا ، في أربعة مجامع متتالية (1895 - 1898 ، 1898 - 1901 ، 1901 - 1904 ، 1905 - 1907) .
كما انتُدب ، من قبل الرهبانيّة ، لبناء الفندق الكبير في زحلة ، المعروف بـ «أوتيل قادري» . وأطلق الفكرة ، من أجل تحقيق المشروع الكهربائي في المدينة ، مع يوسف بك البريدي ، وإبراهيم بك أبو خاطر ، والمهندس سالم الرياشي ، في اجتماعهم بتاريخ 28 كانون الأوّل 1907 ، وبعد درس طويل وافٍ أصدر مجلس إدارة متصرفيّة لبنان قراره بالموافقة على المشروع سنة 1910 ، ثمّ شخص المترجَم إلى الأستانة للسعي في نيل الامتياز والتعاقد مع إحدى الشركات الأوروبية لتحقيق المشروع ، وحصل على فرمان شاهاني بالامتياز سنة 1911 . وفي أوّل تشرين الأوّل 1914 وجّه الخوري يعقوب ، من الأستانة ، كتابًا إلى شريكه يوسف بك البريدي ، مع الأمير شكيب أرسلان ، بأنه قد تمّ الاتّفاق النهائي مع شركة «والترسيجار» ، وقد عاد الخوري يعقوب إلى البلاد ، مع بدء الحرب العالمية الأولى ، وتوقّف كل عمل ، بانتظار نهاية الحرب .
ولمّا انعقد المجمع العام (15 - 19 كانون الثاني 1917) ، أسفر الاقتراع إلى انتخاب الأرشمندريت يعقوب رئيسًا عامًّا . وبقي حتّى سنة 1919 .
وفي أواخر سنة 1918 ، بعد انتهاء الحرب ، رأى الأب العام ، مع شريكه يوسف بك ، أن ينهيا قضية مشروع امتيازهما الكهربائي ، وتمّ الاتّفاق في 17 أيلول 1923 على تأليف شركة مساهمة مغفّلة ، وبوشر بتنفيذ المشروع ، تحت إشراف المهندس ألبير نقّاش سنة 1926  .
توفّاه الله ، بانحلال طبيعي ، في دير القرقفي ، في 17 حزيران سنة 1931 ، وكان حاذقًا وصاحب إدارة بالأشغال ، وشغل الرُّتب العالية في الرهبانيّة .
طبع على نفقته وعنايته كتاب الأورولوجيون (المعروف بالسواعية) ، مطبعة الانتصار ، بيروت ، 1920 ، 925 صفحة .

سلوانُس منصور (1854 + 1929)


هو يوسف بن إيلياس منصور ، من مواليد رأس بعلبك العام 1854 ، لبس ثوب الابتداء في 10 كانون الثاني سنة 1875 ، ودُعي أرسانيوس . أبرز نذوره في 24 أيلول سنة 1876 ، ودُعي سلوانُس ، ارتسم شمّاسًا وقسًّا عن يد كير باسيليوس ناصر ، مطران بعلبك ، في 14 كانون الأوّل سنة 1879 ، وارتسم خوريًّا في 20 تمّوز ، عن يد كير إغناطيوس ملّوك ، في زحلة .
تلقّى دروسه الابتدائيّة في بلدته ، والعالية في إكليريكيّة سيّدة البشارة في عين تراز .
عُيّن ، بعد رسامته ، سنة 1879 ، خادمًا لرعيّة رأس بعلبك ، مسقط رأسه . وأصبح وكيل مطران بعلبك (1888 - 1889) ، ثمّ أُرسل إلى فلسطين ، بطلب من البطريرك غريغوريوس يوسف ، لفتح رسالة في مدينة الرّملة ، الواقعة ما بين يافا والقدس ، وذلك في مطلع العام 1889 ، ثمّ أُرسل إلى أستراليا ، بناء على طلب البطريرك غريغوريوس ، سنة 1891 ، وإذ قدم إليها ، عن طريق فرنسا ، اضطرّ إلى المكوث في باريس مدّة ثلاث سنوات مع الأب ألكسيوس كاتب ، مفوّض البطريرك آنئذ . وفي العام 1893 باشر ببناء أوّل كنيسة للروم الكاثوليك ، على اسم الملاك ميخائيل ، في واتِرلو – سدني ، وأتمّ بناءها سنة 1895 ، حيث قام بتدشينها الكاردينال موران ، رئيس أساقفة سدني ، وبذلك أمسى المترجَم أوّل كاهن ملكي في تلك البلاد ، هذا ما تشير إليه اللوحة التذكارية :
سلوانُس المنصور أنشأ بيعة
لله شاهدة بفضل جلاله
فيها نزور رئيس أجناد العلي
أرّخ ، ونلجأ تحت ظلّ جناحه
ثمّ قام ، بعد مدّة ، بوضع ثلاثة مذابح رخامية بيضاء وإيقونستاز من الرخام مع ما يلزم من الإيقونات والزينة ، وذلك بهمة المحسنين .
انتُخب رئيسًا لدير زحلة ، في جلسة المجمع التدبيري ، في 5 تشرين الثاني 1910 ، إلّا أنه اعتذر عن القبول ، ثمّ طُلب إليه ، في 13 آذار 1922 . ترك المهجر والعودة إلى الدير ، لكن نظرًا لتقدّمه في السّن واعتبارات أخرى ، بقي حيث هو ، وقد احتفل بيوبيله الكهنوتي الذهبي ، وعبّر عن فرحته بهذه الذكرى من خلال صلاة دبّجتها يَراعته ، فكانت بمثابة رسالة وداعيّة ، وبهذه المناسبة أرسل إليه البطريرك كيرلُّس (التاسع) مغبغب كتاب تهنئة وشكر على أتعابه في خدمة بلاد المهجر .
توفّاه الله ، فجأة ، في سيدني – أستراليا ، في 18 تشرين الثاني 1929 ، بعد أن قضى فيها 40 سنة في خدمة النفوس .

الياس (الثاني) كفوري (1856 + 1900)
هو يوحنّا بن فارس الخوري إيلياس (الأوّل) كفوري ، من مواليد عين الصفصاف العام 1856 ، لبس ثوب الابتداء في 10 كانون الثاني سنة 1875 ، ودُعي سابا . أبرز نذوره في 24 أيلول سنة 1876 ، ارتسم شمّاسًا وقسًّا ، بالمخاتلة ، عن يد كير باسيليوس ناصر ، مطران بعلبك ، ودُعي باسم جدّه الخوري الياس ، وكان ذلك بعد أن زوّر كتابة عن لسان الأب العام ، فتقاصص بمنع الصوتين وغيرهما .
بعد أن خدم الأنفس في أماكن مختلفة ، منها : رعيّة الفاكهة ، في أبرشيّة بعلبك (1883 - 1884) ، معلّم في مدرسة تربل الأسقفيّة ، التابعة لمطرانية زحلة (1885 - 1886) ، تعيّن خادمًا لرعيّة مار أنطونيوس بزحلة . وبعد مدّة ، وُجد في غرفته مذبوحًا ، وكان ذلك في 26 أ يّار سنة 1900 ، وأمّا السبب الذي قُتل لأجله فهو المال ، إذ إن أشخاصًا كانوا واقفين على ماليّته ، «غير أنه بعد مضي سنوات عديدة على الجريمة ، يكتب القاتل من أميركا ، عند مناهزته الموت ، مُقرًّا بأنه هو واثنان آخران قتلو الكاهن ، طمعًا بماله» .

ميخائيل (الثاني) كفوري (1857 + 1930)


هو دعيبس بن نجم بن بولص الكفوري ، وشقيق الأب بولس (الثاني) . وُلد في الخنشارة عام 1852  . ولمّا صار شابًّا نزعت نفسه إلى اعتناق الدعوة الرهبانيّة . فلمّا عرف والده نجم منعه عن هذا المرغوب . فكرّر المترجَم الطلب فلم يقبل والده ولا أهله . ولمّا شاهد والده أن المترجَم يتردّد كثيرًا على الدير ، ومراده الدخول في السلك الرهباني ، ذهب إلى الرئيس العام وقابله وترجّاه أن لا يقبل ولده في الدير ، وبما أن الرئيس العام كان يعزّ نجمًا كثيرًا ، فإكرامًا له لم يقبله . فإذ نظر المترجَم أنه لم يُقبل في دير ما يوحنّا ذهب إلى دير المخلّص ، حيث قُبل من الرئيس العام للرهبانيّة المخلّصيّة بكل ترحاب . ولمّا بلغ الخبر إلى والده ، أرسل أوّلًا ابنه ضاهر ، مع عمّه مخايل بولص ، إلى دير المخلّص لإقناع المترجَم بالرجوع عن قصده ، فلم يقبل أن يرجع معهم مطلقًا . ولمّا تحقّق نجم دعوة ابنه ، أخذ يترجّى نسيبه الرئيس العام فلابيانوس لعمل واسطة ليكون قريبًا منه في دير مار يوحنّا ، لأنه كان شديد الحب لأولاده . وبعد المخابرة مع رئيس العام المخلّصيين ، ليسمح له بأن يرجع إلى دير ما يوحنّا ، فذهب ، إذ ذاك ، نسيبه نبهان الكفوري ، مع شقيقه بولص ، ومعهما المراسيم الكافية بهذا الخصوص . وعندما وقف على حقيقة الأمر ، رجع معهما إلى دير مار يوحنّا ، ولبس الثوب الرهباني في 11 شباط سنة 1875 ودُعي تيموثاوس ، وبما أنه كان حسن السلوك ، منذ الصغر ، ففي 24 أيلول سنة 1876 نذر النذورات الاحتفاليّة ، وأخذ في درس اللاهوت والعلوم اللازمة للدرجات المقدّسة ، وارتسم شمّاسًا إنجيليًّا ، في 8 تشرين الثاني سنة 1880 ، في كنيسة مار ميخائيل بزحلة ، من يد المطران ملاتيوس فكّاك ، الذي كان ، في ذاك الوقت ، أسقفًا على الأبرشيّة الزحليّة . وفي 24 كانون الأوّل 1881 سيم قسًّا ، من يد المطران إغناطيوس ملّوك ، في قدّاس حبري أقامه في كنيسة القدّيسة بربارة ، وتعيّن ، فيما بعد ، خادمًا للأنفس في تلك الكنيسة المذكورة . ثمّ تعيّن في كنيسة مار ميخائيل . ثمّ وكيلًا على دير زحلة ، وخدم مدّة في الخنشارة ، ثمّ في بيروت ، ومنها تعيّن وكيلًا للرهبانيّة في رومية العظمى (1893 - 1895) ، وحظي بمقابلة الأب الأقدس البابا لاوون الثالث عشر ، وفيما بعد أُقيم وكيلًا للرهبانيّة في مصر وخادمًا للأنفس في كاتدرائيّة القاهرة (1895 - 1919) .
وفي غضون وجوده في مصر ، انتُخب رئيسًا على دير الصابغ سنة 1905 ، ولكن نظرًا إلى تعلّق الشعب المصري بالمترجَم ، ترجّوا الرؤساء لأجل إبقائه عندهم ، فاستمرَّ في مصر إلى ما بعد نهاية الحرب الكبرى ، وعندما صار المجمع العام ، سنة 1919 ، انتُخب رئيسًا عامًّا وهو في مصر ، ولمّا حضر وشاهد أحوال الرهبانيّة وما هي عليه من الديون المتراكمة من أيام الحرب المشؤومة ، أخذ يجدّ ويسعى ، مع بقيّة الآباء والمدبّرين وعمدة الرهبانيّة ، لأجل وفاء الديون وإصلاح أحوالها الأدبيّة . فتبرّع بمبالغ طائلة من ماله الخاص ، واشترى قطعة كرم خصبة في أراضي مرجبا وخصّصها بالمدرسة الرهبانيّة . وفي نهاية المجمع استقال من أشغال الرئاسة العامّة ، نظرًا للمرض القلبي المستحوذ عليه ، ولكن تعيّن مدبّرًا أوّلًا ومرشدًا للراهبات في دير سيّدة البشارة بالزوق (1922 - 1926) . وأخيرًا تعيّن ، من قبل الزيارة ، رئيسًا على دير مار الياس الطُّوَق بزحلة في 31 كانون الثاني 1929 ، لأجل ضبط ماليّة الدير وإصلاح الأملاك ، لما عُهد فيه من الاستقامة والغيرة وحب الخير العام . وفي كل المراكز التي وُجد فيها وخدمها كان مُظهرًا للتقوى والكمال والقداسة والرِّقة واللُّطف ونقاوة القلب .
في مساء الأحد الواقع في 19 كانون الثاني سنة 1930 قُبض إلى رحمة ربّه ، على أثر نوبة قلبية ، لم تمهله إلّا بضع ساعات معدودة لاقتبال الأسرار المقدّسة والاستعداد للارتحال من دار الفناء إلى دار البقاء . وفي مساء الثلاثاء 21 كانون الثاني سنة 1930 ، أوفد قدس الرئيس العام ، من قبله ، الأرشمندريت متّى سماحة والأرشمندريت مخايل شمعا المدبّرين ، والوكيل العام إسطفانوس سماحة . وترأّس صلاة الجنّاز الرهباني سيادة المطران إفثيميوس يواكيم ، مطران الأبرشيّة ، مع عموم الكهنة من مختلف الطوائف الكاثوليكيّة .

سلوانُس هيدموس (1847 + 1904)
هو بطرس هيدموس ، من مواليد حمّانا العام 1847 ، والده جرجس خوري حمّانا ، لبس ثوب الابتداء في 16 أ يّار سنة 1875 ، بقي على اسمه . أبرز نذوره في 13 أ يّار سنة 1877 ، ودُعي سلوانُس ، ارتسم شمّاسًا ، عن يد كير ملاتيوس فكّاك ، مطران بيروت ، في شهر تشرين الثاني سنة 1880 ، ثمّ كاهنًا ، عن يد المطران المذكور ، في 17 تشرين الثاني سنة 1881 .
توفّاه الله ، في قريته حمّانا ، في 16 أ يّار سنة 1904 .

ملاتيوس نمّار (1854 + 1920)
هو جرجس ابن الخوري يوسف النمّار ، من مواليد الشبانيّة العام 1854 ، لبس ثوب الابتداء في 16 أ يّار سنة 1875 ، ودُعي إبراهيم . أبرز نذوره في 13 أ يّار سنة 1877 ، ودُعي ملاتيوس ، ارتسم شمّاسًا ، عن يد كير ملاتيوس فكّاك ، مطران بيروت ، في 17 تشرين الثاني سنة 1881 ، وارتسم كاهنًا ، في 19 آب سنة 1882 ، عن يد المطران المذكور ، في دير الصابغ .
أرسلته الرهبانيّة إلى عين تراز ، فدخل إكليريكيّة سيّدة البشارة ، طالبًا ، خلال شهر تشرين الأوّل سنة 1880  ، وبعد إنهاء دروسه في روما ، سافر إلى فرنسا ليتلقّن الآداب الفرنسيّة في معهد المرسلين الإفريقيّين في ليون ، فبعد قضائه فيها بعض سنوات ، أقام مع الأب الكسيوس كاتب لمساعدته في مشروعه . . . وجّه إليه الأب العام أوامر الطاعة ، بتاريخ 22 آذار 1891 ، ليعود إلى الدير ، فأذعن للأوامر ، وعاد إلى دير الصابغ .
طُلب من الرهبانيّة إرسال الأب نمّار لتأسيس رسالة جديدة في ملبورن وغيرها في أستراليا ، فيلبّي الأب العام الطلب ، ويوجّه الأب المذكور ، حاملًا ، مع كتاب من غبطته ، إعلامًا قانونيًّا من قدسه ، بتاريخ 25 حزيران 1892  .
توفّاه الله ، في ملبورن – أوستراليا ، في 20 شباط سنة 1920 .

صموئيل اللّقيس (1853 + 1887)
هو أسعد بن مخّول اللّقيس ، من مواليد رأس بعلبك العام 1853 ، لبس ثوب الابتداء في أوّل حزيران سنة 1875 ، ودُعي صموئيل . أبرز نذوره في 13 أ يّار سنة 1877 ، ارتسم شمّاسًا ، في تشرين الأوّل سنة 1880 ، عن يد كير ملاتيوس فكّاك ، في زحلة ، وقسًّا ، في 26 كانون الأوّل سنة 1881 ، عن يد كير باسيليوس ناصر ، مطران بعلبك . توفّاه الله شابًّا ، في قرية القاع ، إذ كان خادم رعيّتها ، في العاشر من تشرين الثاني سنة 1887 .

رومانُس قلّاب (1855 + 1926)
هو يعقوب بن جرجس قلّاب ، سريان كاثوليك ، من مواليد بغداد العام 1855 ، لبس ثوب الابتداء في 27 كانون الثاني سنة 1877 ، ودُعي رومانوس . أبرز نذوره في الخامس من أ يّار سنة 1878 ، ارتسم شمّاسًا ، عن يد كير ملاتيوس فكّاك ، مطران بيروت ، في 19 آب سنة 1882 ، بدير الصابغ ، وقسًّا ، عن يد المذكور ، في الثامن من أيلول سنة 1882 .
وفي الخامس من شهر آب سنة 1887 أُرسل القس رومانُس ، الراهب الباسيلي الشويري ، والبغدادي السرياني الكاثوليكي الأصل ، موفدًا من قبل رئيسه العام الخوري يوسف الكفوري ، خلفًا للخوري مكاريوس أندراوس بن شمعون تازه ، الراهب الباسيلي الشويري ، والبغدادي الكلداني الأصل ، ومعيّنًا من البطريرك غريغوريوس يوسف كاهنًا مصرّفًا لرعيّة بغداد ، بموجب إعلام بطريركي . وعند وصوله التجأ إلى رئيس طائفة الأرمن الكاثوليك الخوري فيليبّس ماغاكيان ، الذي رحّب به وخصّص له غرفة في دار كنيسته ، فجعل إقامته فيها .
بقي القس رومانُس ملازمًا رعيّته إلى أن انتقل إلى رحمة الله ، وكانت وفاته في 13 شباط سنة 1926 ، ودُفن في كاتدرائيّة السريان الكاثوليك في بغداد ، مخلِّفًا ذِكرًا حميدًا ، وقد كان من الرهبان الصالحين  .
له أخ في الرهبانيّة هو الأب جبرائيل (راجع : رقم 206) .

أرتاميوس زرزور (1856 + 1891)
هو لطف الله بن أنطون زرزور ، من مواليد زحلة العام 1856 ، لبس ثوب الابتداء في الثالث من أ يّار سنة 1878 ، ودُعي أرتاميوس . أبرز نذوره في 15 آب سنة 1879 في مار يوحنّا ، ارتسم شمّاسًا ، عن يد كير ملاتيوس فكّاك ، في زحلة ، في كانون الأوّل سنة 1880 ، وقسًّا ، عن يد كير إغناطيوس ملّوك ، في الرابع من كانون الأوّل ، في زحلة .
أُدرج اسمه كمعلّم ، في مدرسة تربل الأسقفيّة ، في لائحة المدارس الكائنة تحت إدارة الإكسرخوس الخوري بطرس الجريجيري ، وأسماء المعلّمين والمدارس وعدد التلامذة (1884 - 1885) .
تُوفّي ، بدير مار يوسف – عين الرمّانة ، في الثالث من نيسان 1891 ، بعمر 48 سنة .

إكليمنضوس فرح (1855 + 1901)
هو شكري بن لوقا فرح ، من مواليد بيروت العام 1855 ، لبس ثوب الابتداء في 15 حزيران سنة 1878 ، ودُعي برنردوس . أبرز نذوره في 15 آب سنة 1879 ، ودُعي إكليمنضوس ، ارتسم شمّاسًا ، عن يد كير ملاتيوس فكّاك ، في بيروت ، في التاسع من كانون الأوّل سنة 1881 ، وقسًّا ، عن يد الأسقف المذكور ، في 22 آب سنة 1882 ، في دير الصابغ .
عندما تمّ الاتّفاق بين الكرسي الرسولي والبطريرك الزائر ، على تعيين عمدة جديدة ، أصدر غبطته منشورًا ، في 25 تشرين الأوّل 1885 ، بتعيينها ، فأصبح الأب فرح ، بموجب هذا التعيين ، مدبّرًا ثالثًا (1885 - 1887) . كما تعيّن رئيسًا على المدرسة الإكليريكيّة في دير القرقفي ، بعد أن نُقلت من دير الصابغ ، سنة 1885 ، لمدّة عام واحد تقريبًا . ثمّ رئيسًا للإكليريكيّة ، من جديد ، في دير الصابغ .
وقد أسّس مدرسة المخلّص الشهيرة ، في بيروت ، سنة 1887 ، وكان أوّل رؤسائها (1887 - 1901) ، وذلك في عهد المطران ملاتيوس فكّاك ، متربوليت بيروت .
كما بنى كنيسة المخلّص ، أيضًا ، فقد ورد في كتاب «أخوية السيدات للروم الكاثوليك في مدينة بيروت ، المطبوع سنة 1913 ، صفحة 260 - 262 ، تحت عنوان : «أخوية كنيسة المخلّص في بيروت» ، هذه النبذة :
[لمّا اتّسع نطاق مدينة بيروت وكثُرت أبنيتها وأحياؤها تعذّر اجتماع أبناء الطائفة في الكنيسة الكبرى لقضاء فروضهم الدينية ، فقام المرحوم المغفور له «البروتوبروزفيتِرُس» إكليمنضوس فرح ، الراهب الباسيلي الشويري ، وأتمّ بغيرته الشهيرة ، سنة 1890 ، بناء كنيسة فخمة في حيّ الدحداح جعلها باسم المخلّص له المجد ، وذلك بنفقة رهبنته والمحسنين . وبنى بجانبها أنطوشًا جميلًا لإقامة الكهنة الذين يخدمون أنفس الشعب ، وخصّص جانبًا منه للمدرسة الرعائية المعروفة التي صارت ، فيما بعد ، مدرسة الطائفة «الأسقفيّة» ، وأنشأ رحمه الله في الكنيسة المذكورة فرعًا لأخوية السيّدة البتول ثانيًا لأخوية الكنيسة الكبرى ، وجعل لها الفروض والقوانين والغايات المرسومة نفسها من المؤسّس العام الخوري جاورجيوس عيسى ق .ب . رحمه الله . . .] .
وقد خدم الرعيّة والمدرسة حتّى تاريخ وفاته  .
ولمّا جاء الزحليون إلى دير الصابغ ليطالبوا الرئيس العام ببناء كنيسة في حارة الراسية ، لاقاهم المترجَم ، فشرحوا له مطلبهم . وبما أن الأب فرح كان من محبّي الثقافة ومشجّعيها عند الإكليروس والشعب ، أقنع الوفد الزحلي بأن يطالب الرئيس العام ببناء مدرسة عالية بدل الكنيسة . . . وقد وعدهم بمساندة مطلبهم لدى الرئيس العام ومجمع الرهبانيّة العام المنعقد ، في الدير ، آنذاك .
وبالفعل فقد ساند الأب فرح الزحليّين إذ وقف خطيبًا في جلسة المجمع العام الرهباني المنعقد بعد ظهر الخميس 31 تشرين الأوّل 1895 ، وقد جاء في البند الثالث من مقرّرات هذه الجلسة : « . . . أن المجمع يقرّر التجاوب مع مطالب الزحليّين بإنشاء مدرسة داخلية كبرى لتعليم أولادهم . . .» .
وبذلك يكون الأب إكليمنضوس فرح هو صاحب فكرة إنشاء المدرسة الشرقيّة في زحلة .
وقد تُوفّي ، بموت فجائي ، في 19 كانون الثاني سنة 1901 ، إذ كان خادمًا للأنفس في كنيسة المخلّص في حيّ الدحداح ببيروت ، وله من العمر ستة وأربعون سنة ، وكان كاهنًا عالمًا غيورًا ، ذا مركز كبير لدى أبرشيّة بيروت ، ومحبًّا لتقدّم ونجاح الرهبنة . 

نقولا مدوّر (1862 + 1930)
هو نقولا بن ناصيف مدوّر ، من مواليد زوق مكايل العام 1862 ، لبس ثوب الابتداء في 25 نيسان سنة 1879 ، ودُعي أونيسيموس . أبرز نذوره في 17 تشرين الأوّل سنة 1880 ، وعاد إلى اسمه نقولا . ارتسم شمّاسًا في 26 كانون الأوّل سنة 1885 ، ثمّ قسًّا ، عن يد كير ملاتيوس فكّاك ، مطران بيروت ، في السادس من كانون الثاني سنة 1886 .
خدم الرعيّة في بعلبك (1897 - 1899) ، ثمّ تسلّم رئاسة الإكليريكيّة الكبرى في بيروت ، خلفًا للأب الياس سماحة أصبح رئيسًا لدير القرقفي في كفرشيما (1901 - 1904) ، وفي 27 نيسان 1904 عيّنه البطريرك للذهاب إلى أستراليا ، فغادر لبنان ، برفقة الأب صفرونيوس خوري ، وبلغ الإسكندريّة في مصر ، ثمّ غادرها ، في 24 أ يّار ، إلى بومباي في الهند ومنها إلى سيلان في 27 حزيران ، إلى أن وصل إلى أستراليا ، للخدمة بدل الأب سلوانُس منصور ، الذي فضّل البقاء فيها ، وبعد تحارير الأخذ والرد ، عاد الأب نقولا إلى لبنان في 5 أيلول 1905  .
انتُخب مدبّرًا رابعًا (1907 - 1910) ، وبناء على رغبة العمدة الرهبانيّة ، استقال من وظيفة المدبّرية ، بعد المجمع العام ، المنعقد خلال شهر تشرين الثاني 1910 ، وتسلّم إعلامًا قانونيًّا من الأب العام الخوري يوسف الكفوري في 11 شباط 1911 ، ينتدبه فيه إلى تفقّد آباء الرهبانيّة في أميركا من قبله .
قدم إلى الولايات المتّحدة ، وباشر عمله في «دانبري» واتّخذها قاعدة لأعماله . وفي العام 1912 نال الصلاحيات من أسقف اللاتين في «برمنغهام ألاباما» لخدمة الجالية في كنيسة مار الياس للموارنة . وأدّى الخدمة ، في «نيو أورليانز» بولاية «لويزيانا» ، سنة 1913  ، وخدم الملكيّين متنقّلًا من ولاية إلى أخرى . وفي العام 1921 ثابر على الخدمة في كنيسة القدّيس جاورجيوس في «برمنغهام ألاباما» ، وفي 10 تشرين الأوّل 1922 ابتاع أملاكًا وأسّس كنيسة القدّيسة حنّة في «دانبري» ، وتقديرًا لجهوده وأتعابه الرسوليّة رقّاه البطريرك ديمتريوس (الأوّل) قاضي إلى رتبة «إيكونومُس» .
عيّنته الزيارة ، في 25 شباط 1926 ، مدبّرًا أول ، إلّا أنه تمنّع عن الحضور مُبديًا من الأعذار ما هو جدير بالقبول .
تُوفّي ، في مدينة «كناكتيكت (Connecticut) – دانبري» ، في 11 تشرين الأوّل 1930 ، على أثر فالج مُني به مدّة وجيزة ، ونُقلت جثّته إلى كنيسة الطائفة في «وسترماس» حيث أُقيم قداس عن روحه ، ثمّ دُفن في المقبرة الكاثوليكيّة ، إلى جانب شقيقته ، عملًا برغبته الأخيرة .
لقد كان كاهنًا غيورًا محسنًا للرهبانيّة ، ومن جملة إحساناته أنه عمل على جرّ المياه من نبع القطّين ، في زحلة ، إلى جوار الدير ، على نفقته .
كما أنه ساعد الرهبانيّة مساعدة كبيرة بماله ومثله الصالح ، وكان تقيًّا ورعًا وذا أعمال مبرورة ، وقد قضى قسمًا كبيرًا من السنين بين أستراليا والولايات المتّحدة الأميركيّة ، ويُعتبر ، كرحّالة ، من أكثر آباء الرهبانيّة أسفارًا .
من آثاره :
تحتوي خزانة مخطوطات دير الصابغ على مجلّدات طقسيّة أنيقة لكتابي «الأنثولوجيون» و«الليتُرجيّا الإلهية» ، وقد نسخها بخط دقيق وجميل ومرتّب ، ونمّقها ببعض الزخارف والصور ، وقد ترك ، أيضًا ، مخطوطًا بعنوان : «مختصر أعمال حياة الخوري نقولا مدوّر» .

غريغوريوس سلموني (1864 + 1935)
هو فارس بن أنطون سلموني ، من مواليد زوق مكايل العام 1864 ، لبس ثوب الابتداء في 25 نيسان سنة 1879 ، ودُعي توما ، أبرز نذوه في 26 أ يّار سنة 1881 ، ودُعي غريغوريوس ، ارتسم شمّاسًا إنجيليًّا ، في 26 كانون الأوّل سنة 1885 ، عن يد كير ملاتيوس فكّاك ، وارتسم قسًّا ، في الثاني من تمّوز ، عن يد المطران المذكور ، في كنيسة بيروت .
خدم رعيّة الشوير ، مدّة طويلة ، ابتداء من سنة 1889 ، وقد قدّم ، لكنيسة مار بطرس ، سنة 1903 ، صلبوت الإيقونستاز وبيت القربان الرخاميّين .
وكان من عداد جمهور دير القرقفي في كفرشيما في العام 1903 ، إذ إنه يتخلّى ، في هذه السنة ، للدير عن 11250 غرشًا ، جمعها مدّة خدمته في الرسالة الرعوية ، ويبتاع ، بإذن السُّلطة ، كرم زيتون بمحلّة السليخة . . . وقد استلم ، من الرئاسة العامّة ، صكًّا بتاريخ 3 تشرين الأوّل .
تسلّم رئاسة المدرسة الرهبانيّة (الإكليريكيّة الصغرى) ، في دير الصابغ (1906 - 1913) ، ثمّ انتقل لخدمة رعيّة سيّدة النجاة ، في حَدَث بيروت ، حيث ظلّ فيها مدّة 21 سنة (1914 - 1935) .
وقد تُوفّي ، فجأة ، في بيته بحَدَث بيروت ، في 18 كانون الثاني 1935 ، إذ وُجد ، في أرض غرفته بثياب النوم ، عند الصباح ، جثّة هامدة .
يبدو أنه كان ينظم الشعر ، وله فيه قصيدة يهنّئ فيها البطريرك بطرس (الرابع) جريجيري بارتقائه إلى السدّة البطريركيّة سنة 1898  .

داود جاويش (1852 + 1930)
هو ميخائيل بن الياس جاويش ، من مواليد زحلة العام 1852 ، لبس ثوب الابتداء في 25 نيسان سنة 1879 ، ودُعي داود . أبرز نذوره في 17 تشرين الأوّل سنة 1880 ، ارتسم شمّاسًا ، عن يد كير ملاتيوس فكّاك ، مطران بيروت ، ثمّ قسًّا ، عن يد السيّد المذكور ، في دير مار سمعان – وادي الكرم ، في السادس من آب سنة 1896 .
توفّاه الله ، بانحلال طبيعي ، في دير مار أنطونيوس القرقفي ، في 5 أ يّار سنة 1930 ، وكان تقيًّا ، زاهدًا بكل معنى الكلمة .

بناديكتوس سرغاني (1846 + 1914)
هو سليمان بن يوسف سرغاني ، من مواليد زحلة العام 1846 ، لبس ثوب الابتداء في أوّل حزيران سنة 1879 ، ودُعي بناديكتوس . أبرز نذوره في 17 تشرين الأوّل سنة 1880 ، ارتسم شمّاسًا ، عن يد كير ملاتيوس فكّاك ، في الشوير ، في 20 آب سنة 1888 ، وقسًّا ، بالصابغ ، عن يد كير ملاتيوس أيضًا ، في 29 آب ، وتصرّف بالاعتراف في النهار نفسه .
تقلّد رتبًا رهبانيّة عالية ، فشغل وظيفة مدبّر مدّة ثماني عشرة سنة ، فقد انتُخب مدبّرًا رابعًا في السنوات (1885 - 1887 ، 1889 - 1892 ، 1905 - 1907) ، ومدبّرًا ثالثًا (1895 - 1898 ، 1898 - 1901 ، 1901 - 1904 ، 1913 - 1914) .
وقد عيّنه المجلس التدبيري ، في 10 شباط 1887 ، قيّمًا معاونًا للأب العام ، وهي الوظيفة الأولى التي أُسندت إليه ، ومن بعده تعاقب عليها القيّمون العامّون في الرهبانيّة .
خدم رعيّة سيّدة البشارة في بيروت . وكان حاضرًا عندما توفّي البطريرك بطرس (الرابع) جريجيري : «يوم الخميس 24 نيسان سنة 1902 . . . وقبض الله إليه روحه النقيّة لتتمتّع بالنعيم الخالد وهو بين أيدي السيّد إكليمنضوس المعلوف مطران بانياس (مرجعيون) وحضرة الخوري بندكتوس السرغاني المدبّر الثالث للرهبانيّة الباسيليّة الحنّاوية (خادم كنيسة سيّدة البشارة في حي المصيطبة) . . .» .
تُوفّي ، وهو مدبّر ثالث ، في دير النبي الياس بزحلة ، بمرض لين الدماغ ، وذلك في 31 تمّوز سنة 1914 .
وكان كاهنًا فاضلًا غيورًا محبوبًا جدًّا من الرعيّة في بيروت وغيرها .

داود جبّور (1862 + 1927)
هو يوحنّا بن إبراهيم جبّور ، من مواليد النبك العام 1862 ، لبس ثوب الابتداء في أوّل حزيران سنة 1879 ، ودُعي تدّاوس . أبرز نذوره في 17 تشرين الأوّل سنة 1880 ، ودُعي داود ، ارتسم شمّاسًا في 27 كانون الأوّل سنة 1885 ، وقسًّا ، في 24 تمّوز سنة 1887 ، عن يد كير ملاتيوس فكّاك ، بكنيسة مار جرجس في الزوق .
قضى أكثر سني حياته في خدمة الرعايا ، فقضى مدّة في بيروت ، وفي سنة 1904 نجده معلّم اعتراف في دير سيّدة النّياح في بقعتوتة ، وفي العام 1906 كان خادم الرعيّة في بلدة قارة ، بشهادة الأب لويس شيخو اليسوعي ، ثمّ خدم بعض الرعايا في أبرشيّة بعلبك ، في الفاكهة ، ورأس بعلبك (1912 - 1918) ، وأخيرًا في أبرشيّة حمص ، إذ كان خادمًا لرعيّة ميلاد السيّدة في قرية دير عطيّة ، حيث توفّاه الله ، فيها ، بسبب مرض جلدي عُضال ، في الرابع من شباط سنة 1927  .

متوديوس رياشي (1860 + 1936)
هو خليل بن أيّوب رياشي ، من مواليد الخنشارة العام 1860 ، لبس ثوب الابتداء في أوّل تمّوز سنة 1879 ، ودُعي متوديوس . أبرز نذوره في 26 أ يّار سنة 1881 ، ارتسم شمّاسًا عن يد كير ملاتيوس فكّاك ، في 25 تمّوز سنة 1887 ، بدير البشارة في زوق مكايل ، ثمّ قسًّا ، عن يد المطران المذكور ، في كنيسة بيروت ، في 25 تشرين الثاني سنة 1889 .
أُقيم معلّمًا للاعتراف في دير سيّدة النّياح في بقعتوتة (1889 - 1892) ، وخادمًا لرعيّة عين بورضاي (بعلبك) في 27 تشرين الأوّل 1892 ، وكان من عداد جمهور دير كفرشيما لمدّة طويلة ، وخدم رعيّة مار تقلا (1910 - 1912) . كانت وفاته بدير القرقفي ، في 4 آذار سنة 1936 ، عند الصباح ، إذ افتقده الرهبان في الكنيسة وقت الفرض فلم يجدوه فالتمسوه في غرفته فوجدوه ميتًا في فراشه ، والمرجّح أنه بسبب نزلة صدريّة خفيفة ، وهو كان مصابًا بضغط دموي شديد .
كان ذا قلب طيّب وغيرة على أملاك الرهبانيّة ، وشديد المحافظة على خيراتها  .

باسيليوس خلّاط (1863 + 1916)
هو نجيب بن بطرس خلّاط ، من مواليد الشام العام 1863 ، لبس ثوب الابتداء في 20 تمّوز سنة 1879 ، ودُعي إفضوكيموس . أبرز نذوره في 26 أ يّار سنة 1881 ، ودُعي باسيليوس ، ارتسم شمّاسًا إنجيليًّا ، في 20 كانون الأوّل سنة 1885 ، عن يد كير إغناطيوس ملّوك بزحلة ، ثمّ قسًّا ، في 14 حزيران سنة 1886 ، عن يد كير ملاتيوس فكّاك ، مطران بيروت .
خدم رعيّة رأس بعلبك (1887 - 1888) ، ثمّ بعلبك اعتبارًا من 25 آب 1888  .
طلب الانتقال إلى الرهبانيّة المخلّصية سنة 1903 ، وكان ، وقتئذٍ ، خوري رعيّة بيروت ، إلّا أن طلبه رُفض .
خدم الرعيّة في الزبداني ، قرب دمشق ، حتّى تاريخ وفاته .
توفّاه الله ، بمرض الزلال ، في الزبداني ، في التاسع من تشرين الثاني سنة 1916 .

جرجس سماحة (1859 + 1943)
هو نعمان بن جبرائيل صليبا سماحة ، من مواليد الخنشارة العام 1859 ، لبس ثوب الابتداء في 29 آب سنة 1879 ، ودُعي قُزما . أبرز نذوره في 26 أ يّار سنة 1881 ، ودُعي جاورجيوس ، ارتسم شمّاسًا إنجيليًّا ، وقسًّا في الأوّل من كانون الثاني سنة 1886 .
خدم الرعيّة في بلدته الخنشارة (1891 - 1895) ، وأصبح رئيسًا لدير الصابغ ما بين (1898 - 1901) ، حيث عُيّن مرشدًا لراهبات دير سيّدة النّياح في بقعتوتة (1901 - 1910) ، ونراه وكيلًا ، سنة 1910 ، لدير مار يوسف – عين الرمّانة (سوق الغرب) ، ليعود ، مرّة ثانية ، مرشدًا لدير السيّدة في بقعتوتة (1914 - 1917) ، ثمّ وكيلًا لدير الصابغ (1917 - 1919) ، فمعلّمًا للاعتراف في دير السيّدة أيضًا ، (1919 - 1922) ، وفي العام 1929 نجده وكيلًا لدير مار الياس في زحلة ، ثمّ أمضى سنيه الأخيرة في دير كفرشيما .
تُوفّي في 12 شباط 1943 ، في دير القرقفي ، بانحلال طبيعي ، بالغًا من العمر سبع وثمانون سنة ، وكان من المشهورين بالنشاط وحُسن الإدارة ، وقد خدم أديار الرهبانيّة ، مدّة طويلة ، بكل إخلاص وفائدة . وقد وصفه مؤلّف كتاب «التحفة السنيّة إلى العائلة السماحيّة» ، بأنه : «غيور ، نشيط ، له إلمام كثير بشغل الأملاك ، ولذا تسلّمه الرهبانيّة بعض أديرتها للتحسين ، وهو محبوب» .
وهنا من الضروري أن نذكر بأنه عمل في مطبعة الزاخر ، وكان آخر رئيس لهذه المطبعة ، وأمّا الكتب التي طُبعت في عهده ، فهي :
1- السواعيّة ،
2- الليتُرجيا ،
3- المزامير (طُبعت ثلاثًا) ،
4- النبوءات (طبعة واحدة وأخيرة) .
وتجدر الإشارة إلى أنه في طبع السواعيّة والليتورجيّا كان يؤازره الأب المرحوم سلفستروس معلوف .

يوسف إيليان  (1839 + 1914)
هو الياس بن يوسف توما إيليان ، من مواليد زحلة العام 1839 ، لبس ثوب الابتداء في 20 كانون الأوّل سنة 1879 ، ودُعي ثاوفانوس . أبرز نذوره في 23 نيسان سنة 1881 ، ودُعي الياس ، ارتسم شمّاسًا ، في دير الصابغ ، عن يد كير ملاتيوس فكّاك ، في 22 آب سنة 1882 ، ثمّ قسًّا ، عن يد السيّد المذكور ، في دير مار سمعان ، في أوّل أيلول سنة 1882 ، وسُمّي يوسف .
تُوفّي ، في دير زحلة ، بمرض ضيق الصدر ، وذلك في 15 حزيران سنة 1914 ، وكان مشهورًا بتقواه وصلاحه وغيرته وتجرّده   .
لقد توارث الرهبان تقليدًا شفويًّا يُخبر عن قداسة سيرة هذا الطيّب الذّكر ، وكثيرًا ما كان الآباء الشيوخ يتحدّثون عن فضائله ، كمضرب مثل ، ولمّا كان الأب بطرس الكفوري ، أحد تلاميذ الأب يوسف ، قد دوّن حياته ، كشاهد عيان ، في كتابه : «الغرر الدرّيّة في تاريخ الأسرة الكفوريّة» ، في الصفحات 121 - 126 ، رأينا أن ننقلها ، حرفيًّا ، من أجل التبرّك والمنفعة الروحيّة .
[ أوّلًا – إن هذا الأب البار الخوري يوسف إيليان مع شقيقه الخوري بولص إيليان هما من أفاضل الكهنة وأجلّهم فضيلة وغيرة رسوليّة . فالخوري بولص كان من الإكليروس الأسقفي الزحلاوي مشهودًا له بالوعظ والإرشاد . والغيرة على خلاص الأنفس ومن مشاهير الكهنة . لأنه كان يقضي الليالي بزيارة المرضى واستماع اعترافاتهم ومناولتهم القربان المقدّس أيام البرد والثلج والحر على السواء .
ثانيًا – أمّا الخوري يوسف فكان من أفضل الرهبان . اعتنق الدعوة الرهبانيّة في دير مار يوحنّا سنة 1875 . وقضى حياته بالصلاح حتّى إنه قبل أن يدخل الرهبانيّة . كان عند الآباء اليسوعيّين مستلمًا أشغالهم الخارجية في زحلة . ومنذ صغره كان متّصفًا بصفات الزهد والتجرّد التام . وعندما كان في بيت أهله . كان له غرفة خصوصية فلا يدخلها أحد . واضعًا فيها الكتب الروحيّة بأنواعها . كالكتاب المقدّس . وأخبار القدّيسين واستعداد الموت . وكتاب الإقتداء بالمسيح . وكتاب زيارة القربان . وكتاب قوت النفس . وغيرها من الكتب الروحيّة . وفي عام 1875 في عهد رئاسة الأب العام الخوري فلابيانوس دخل الرهبانيّة ولبس الثوب الرهباني وبما أنه كان متقدّمًا بالعمر ومشهودًا له بالفضيلة والصفات الحميدة ابتدأ سنة واحدة ودرس العلوم اللاهوتيّة اللازمة وسيم شمّاسًا إنجيليًّا ، ثمّ قسًّا . وتعيّن مرشدًا ومعرّفًا لتلاميذ المدرسة الرهبانيّة . ثمّ تعيّن وكيلًا على أملاك دير مار يوحنّا . وفي تلك السنة وزّع على الشركاء صورة قلبي يسوع ومريم . لأجل التبرّك بالعبادة التقوية . وبحسن نواياه الصالحة . قد أقبل موسم (الشرانق) (الفيالج) وزاد ألف وخمسماية إقة عن الموسم الذي قبله . حتّى تعجّب الرهبان والشركاء من ذلك الإقبال العظيم . ومنذ ذلك الوقت قد ازداد شيوعًا خبر فضيلته . ولمّـا انتقلت المدرسة من دير الصابغ إلى القرقفي . . . ذهب هو أيضًا مع باقي التلاميذ . وفيما بعد لأجل حفظ ميزانية دير مار الياس الطُّوَق بزحلة . بالرغم من إرادته تعيّن بأمر الطاعة وكيلًا على أملاك الدير المذكور ، وقضى كل أيام حياته فيه وهو بالقرب من أهله . ويوميًّا كان يذهب لإقامة القداس في دير الآباء اليسوعيّين ولم يدخل بيت أحد . لا من أهله ولا من أقربائه . ولا خلافهم على الإطلاق . وقضى حياته البارّة في عمل الفضيلة الخالية من كل رياء . وكل يوم أربعاء وجمعة لا يأكل حلوًا . ولا فاكهة أبدًا . وفي أكثر الأيام . كان يصوم إلى نصف النهار . ومنامته على طرّاحة يقعد عليها في النهار وينام عليها في الليل ولا يستعمل فرشة خصوصية للنوم . غطاءَه عباءته . أو شرشف قديم . وبالجهد في الأيام الباردة جدًّا يتغطّى باللحاف . أمّا ملبوسه فكان صاية من الخام المصبوغ . والبياض من الخام أيضًا . وعنده بدَلٌ واحد لا غير . وعندما يمرض لا يستعمل العقاقير الطبّية إلّا وقت الضرورة القصوى . وأغلب أوقاته يقضيها إمّا بزيارة القربان المقدّس أو التأمّلات العقلية أو الصلوات اللفظية . وساعات عديدة يبقى راكعًا ومخطوفًا بالروح إلى العالم الأعلى وأمامه الصليب المقدّس . 
ثالثًا – مرّة لما زار الرئيس العام الخوري يوسف الكفوري دير زحلة فالشيخ الجليل الطيّب الذكر المرحوم أنطون البريدي المشهور بالفضل والمعروف ، أقام وليمة لحضرة الأب العام المذكور ولباقي الآباء وترجّاه بأن يأخذ بمعيّته الخوري يوسف إيليان . وعند وقت الذهاب قال له الرئيس العام فاعتذر ولم يذهب ولمّا وصل الأب إلى بيت العازم الشيخ المذكور ولم يكن المترجَم معه ترجّى الأب العام أن يأمره بالطاعة لكي يحضر . فمراعاةً لخاطره أرسل له الأمر فحضر حالًا ولكن بعد أن دخل إلى تلك الدار العامرة استقبلوه بكل احترام واعتبار وبفرح وابتهاج عظيمين . وقد شمل السرور جميع أهل البيت كبارًا وصغارًا وتقدّموا للتبرّك من يديه . وأمّا هو فإنه بعد أن وصل واستراح قليلًا تشكّر من ذلك الشيخ والذات الكريمة ودعى له بالتوفيق وحفظ عائلته . ثمّ قال للرئيس العام . ها إنني تمّمت أمر الطاعة وحضرت فأرجوك الآن أن تسمح لي بالذهاب إلى الدير . فأجابه الأب العام : اذهب بسلام والرب الإله يكون معك . فالحاضرون جميعًا بصوت واحد هتفوا : تبارك الله الذي يُعطي مثل هذه المواهب السامية للانتصار على الأميال البشرية . وقد يطول بنا الشرح إذا أردنا أن ندوّن كل أعماله ومحامده وصفاته الحسنة التي كان متّصفًا بها ولكننا نروي بعضًا منها على سبيل الفائدة . 
1 – كان مرّة مناظرًا على الفعلة في مزرعة القطّين خاصّة الدير حيث كانوا يقطعون الحجارة لبناء النزل الكبير (أوتيل قادري) فمرّ صدفة من فوق المقلع قطيع من الماعز وتدحرج عليه حجر فكسر يده . فقام ورجع إلى الدير واستدعى الطبيب المجبّر لعلاجها فأخرج له بعض عظام مكسّرة دون أن يظهر عليه أو يبدو منه أقل تذمّر أو انزعاج . فإذ ذاك قصد الأب الرئيس أن يُقيم دعوى على راعي الماعز . فقال له المترجَم لا يا أبانا أشكر الله الذي ما أصاب الحجر أحد أولئك الفعلة الفقراء الذي كان تعطّل عن العمل ولكني أنا لا أعمل شيئًا والله سمح بذلك كي يمتحن صبري .
2 – في آخر حياته بقي أشدّ حنانًا على الفقراء . أكثر ممّا كان عليه قبلًا . وعيّن يومًا خصوصيًّا ما عدا الأيام الأخرى كي يوزّع الحسنات بسخاء على الفقراء . وما كان يردّ أحدًا دون نوال مرغوبه . فالبعض من الرهبان قد ثقل عليهم هذا العمل فعملوا مؤتمرًا واتّفقوا أن يمنعوه عن عمله هذا رغم أنهم كانوا كلّهم يجلّونه ويحترمونه (لكن روح السوء لا يحب عمل الخير) وحضر الواحد منهم بعد الآخر إلى غرفة المترجَم . حيث كان حاضرًا كاتب هذا الخبر صدفة . وعندما اكتمل عدد المؤتمرين طلب أحدهم الذي كان متقدّمًا فيما بينهم أن ينظر في دفتر الدير . لأجل أن يطّلع على بعض قيود فيه وبعد المطالعة حضر الباقون . فسأله أحدهم قائلًا : نحن نشاهد أكثر الفقراء آتين من جهات متعدّدة والبعض ذاهبون وغيرهم آتون ونحن علينا ديون يجب أن نوفيها . فأجابه المترجَم بكل رباطة جأش وكلام عذب : نعم إنني أعلم ذلك وهذا الأمر غير خافٍ عليَّ ولكن من الذي قال لكم أنني أعطي الفقراء من مال الدير . وأشار بيده إلى أحد المتقدّمين الموجودين قائلًا له : أما أنت الذي ماسك الحسابات والقيود كلّها بيدك ؟ فأجابه نعم . فسأله إذ ذاك أحدهم من أين إذًا تعطي الفقراء ونحن فقراء . حينئذ جلس وأجابهم بكلام لطيف رقيق للغاية : أنا كل أيام حياتي وكل قدّاساتي مقيّدة أمامكم وما صرفت منها بارة واحدة ولكن بما أنه قد طلب منّي بعض المحسنين أن أُوزّع هذه الحسنات على الفقراء حسب نيّتهم فلا يمكن أن أغيّر قصدهم . حينئذ ذهب كل واحد إلى موضعه بسلام .
وأخيرًا في آخر حياته المملوءة بالإماتات والتقشّفات وأعمال البرّ والصلاح وقد أنهكه الهرم ولم يعد بإمكانه أن ينزل إلى كنيسة الدير لإقامة الذبيحة الإلهية فاستأذن من الرئيس العام عمل (كابلّة) بالقرب من غرفته حيث يوجد فيها نافذة تشرف على كنيسة الدير المصمود فيها القربان المقدّس وزيّن ذلك المعبد الصغير أجمل زينة وكرّسه على اسم قلب يسوع الأقدس . وكان يقضي أكثر أوقاته راكعًا هناك . ومتأمّلًا في قلب يسوع المصوَّر أمامه الملتهب حبًّا بالبشر . ويبقى مخطوفًا بالروح ساعات عديدة . وكاتب هذه الحوادث كان واقفًا ومشاهدًا لها بذاته . وقبل وفاة المترجَم بأربع سنوات كان مساعدًا له على إتمام الذبيحة الإلهية يوميًّا في المعبد المذكور . وأخيرًا في 24حزيران سنة 1914   قد انتقل من هذه الأرض الفانية إلى الديار الباقية . إلى الأخدار السماوية ليأخذ إكليل المجد المُعّد للأبرار والمجاهدين وله من العمر 78 سنة . وأكثر آباء الرهبانيّة واقفون على كل أعماله وكان من الواجب أن يحافظوا على جثمانه مثل كنز ثمين ويبذلوا جهدهم في إثبات برارته . ولو كان بإمكاني لحفظت رفاته في صندوق خصوصي ولكن اليد قصيرة . والسبب الذي من أجله أردت تسطير حياة هذا الأب البار في هذا التاريخ هو أنه كان من أصدق وأخلص المحبّين إلى جميع أفراد أسرة بني الكفوري وإليّ بنوع خاص لأنه كان الواسطة لانتظامي في سلك الرهبانيّة وكان لي أبًا روحيًّا وله عليّ أفضال كثيرة رحمه الله وجعل الجنّة مثواه ومنحنا بركته الأبوية ] . 

الياس سماحة (1858 + 1927)
هو حبيب بن نقولا ميخائيل غصوب سماحة ، من مواليد الخنشارة العام 1858 ، لبس ثوب الابتداء في 31 كانون الأوّل سنة 1879 ، ودُعي أرسانيوس . أبرز نذوره في 26 أ يّار سنة 1881 ، ارتسم شمّاسًا في 25 كانون الأوّل سنة 1885 ، ودُعي الياس ، ثمّ قسًّا عن يد كير ملاتيوس فكّاك ، مطران بيروت ، في السابع من كانون الثاني سنة 1886 .
أُقيم رئيسًا لمدرسة سيّدة النّياح الإكليريكيّة في دير الصابغ ، ثمّ رئيسًا للإكليريكيّة الكبرى في بيروت . أصبح رئيسًا لدير الصابغ (1901 - 1905) ، ومدبّرًا ثانيًا (1907 - 1910 ، 1917 - 1919) ، عيّنه المجلس التدبيري ، في 25 شباط 1926 مرشدًا لدير البشارة في زوق مكايل ، بمساعدة الأب إيليّا سماحة ، وتعيّن أمينًا للصندوق في الكلّية الشرقيّة بزحلة .
وعن خدمة الرهبانيّة يقول عن نفسه : إنه « . . . ترأّس مدرستها أربع عشر سنة ، صار مدبّرًا ورئيسًا مدّة ست سنوات» . شغل أيضًا منصب وكيل مطران حمص ، وكان خادم رعيّة بكفيّا .
تُوفّي ، في دير الصابغ ، بداء السرطان في الكلية اليسرى وما حولها ، في 26 تشرين الأوّل سنة 1927 .
من آثاره :
وضع كتابًا بعنوان : «التحفة السنيّة إلى العائلة السماحيّة» ، مطبعة زحلة الفتاة ، زحلة ، 1912 ، 64 صفحة .

نيكيفوروس البشواتي (1852 + 1921)
هو سليمان بن بطرس البشواتي ، من مواليد زحلة العام 1852 ، لبس ثوب الابتداء في 14 آذار سنة 1880 ، ودُعي نيكيفوروس . أبرز نذوره ، في مدرسة الصابغ ، عن يد الأب المدبّر سليمان الشامي ، في 11 حزيران سنة 1882 ، قُطع من الرهبنة ، لخفّة عقله ، بأمر غبطته ، ثمّ رجع وقُبل في الرهبنة من جديد بأمر غبطته في أوّل آذار سنة 1887 .
تُوفّي ، بأمراض عديدة ، بدير القدّيس يوحنّا الصابغ ، بالغًا من العمر التاسعة والستين . وكان ذا عقل ضعيف ، ممّا أدّى إلى قطعه من الرهبنة ، ثمّ صار قبوله في الأديرة بطريقة الإحسان ، ولكن بدون اعتباره راهبًا قانونيًّا .

إيليان رياشي (1860 + 1926)
هو بشارة بن نقولا رياشي ، وشقيق الأب كُرنيليوس (الثاني) ، من مواليد الخنشارة العام 1860 ، لبس ثوب الابتداء في الثالث من أ يّار سنة 1880 ، ودُعي إيليان . أبرز نذوره ، في مدرسة الصابغ ، عن يد الأب المدبّر سليمان الشامي ، في 11 حزيران سنة 1882 ، تكرّس شمّاسًا إنجيليًّا ، وقسًّا ، عن يد كير ملاتيوس فكّاك ، في 17 كانون الثاني سنة 1886 .
أُرسل إلى أبرشيّة بعلبك ، حيث خدم رعيّة القدّيسة بربارة في المدينة (1899 - 1906) ، وتسلّم رئاسة دير القرقفي (1907 - 1910) ، ودير الصابغ (1910 - 1913) ، وانتُخب مدبّرًا ثانيًا (1913 - 1915 ، 1915 - 1917) ، تعيّن وكيلًا لدير زحلة في 17 آذار 1918  ، وأُعيد انتخابه رئيسًا على دير القرقفي ، للمرّة الثانية (1920 - 1922) .
وقد رقد بتاريخ 28 نيسان 1926 ، بدير القرقفي ، وكانت وفاته بمرض القلب فجأة وقت صلاة الفرض ، وكان كاهنًا فاضلًا ورعًا ، غيورًا على الرهبنة ، ومن ذوي الخبرة في الإدارة ، وله فيها خِدَم جليلة .

كيرلُّس صوايا (1862 + 1938)
هو حبيب بن يوسف نصر الله صوايا ، من مواليد زحلة العام 1862 ، لبس ثوب الابتداء في العاشر من أ يّار سنة 1880 ، ودُعي سابا . أبرز نذوره ، في مدرسة الصابغ ، عن يد الأب المدبّر سليمان الشامي ، في 11 حزيران سنة 1882 ، ودُعي كيرلُّس ، تكرّس شمّاسًا إنجيليًّا ، عن يد كير ملاتيوس فكّاك ، في السابع من كانون الثاني سنة 1886 ، وقسًّا ، عن يد المطران ذاته ، في 24 تمّوز سنة 1887 ، في كنيسة مار جرجس بالزوق .
تعيّن خادمًا للرعيّة في رأس بعلبك (1890 - 1894) ، ومعلّم الاعتراف لراهبات دير سيّدة النّياح في بقعتوتة في العام 1901 ، وقد انتُخب مدبّرًا ثالثًا (1907 - 1910) ، كما خدم الرعايا في أبرشيّة بيروت ، ومنها : رعيّة مار جرجس – بكفيّا  . وأمضى بقيّة حياته في دير الطُّوَق بزحلة ، حيث خدم رعيّة الراسية ما بين (1915 - 1921 ، 1923 - 1924) .
توفّاه الله ، بتاريخ الأوّل من تشرين الأوّل 1938 ، في دير زحلة ودُفن فيه ، وذلك على أثر ضعف ناتج عن تشوّش الجهاز البولي بسبب تضخّم البروستات ، وكان من أهل الصلاح والقلب الطيّب .

لوقا ندّور (1860 + 1886)
هو أنيس بن يونس ندّور ، من مواليد رأس بعلبك العام 1860 ، لبس ثوب الابتداء في العاشر من أ يّار سنة 1880 ، ودُعي لوقا . أبرز نذوره ، في مدرسة دير الصابغ ، عن يد الأب المدبّر سليمان الشامي ، في 11 حزيران سنة 1882 .
توفّاه الله ، أخًا ، في دير مار أنطونيوس القرقفي ، بعد معاناة من مرض مستديم برجله ، وذلك في 18 تشرين الأوّل سنة 1886 ، وكانت فضيلته الصبر البليغ .

ثاوفيلوس كفوري (1864 + 1884)
هو عزيز بن أنطون بن نقولا كفوري ، من مواليد الخنشارة العام 1864 ، لبس ثوب الابتداء في 15 حزيران سنة 1880 ، ودُعي ثاوفيلوس . أبرز نذوره في روما ، في 29 حزيران سنة 1882 ، عن يد الأب الوكيل ديونيسيوس صوايا ، في كنيسة القدّيس أثناسيوس في المعهد اليوناني ، وكان يتعلّم في مدرسة البروباغندة . إلّا أنه لم يبقَ طويلًا في روما ، لأن مناخها لم يوافق صحّته ، فرجع مريضًا بمرض عضال في الصدر (السّل) ، وتُوفّي في 14 تشرين الثاني سنة 1884 ، في دير مار يوحنّا الصابغ ، وكان تقيًّا للغاية .

أرشيبّوس زرزور (1864 + 1933)
هو نقولا بن إبراهيم زرزور ، من مواليد حارة مار ميخائيل في زحلة سنة 1864 ، دخل الرهبانيّة ، وانتظم في الابتداء في 27 من حزيران 1880 ، ودُعي أرشيبّوس . أبرز نذوره ، في مدرسة الصابغ ، عن يد الأب المدبّر سليمان الشامي ، في 11 من حزيران 1882 . ارتسم شمّاسًا إنجيليًّا ، في 25 كانون الأوّل 1885 . سيم كاهنًا ، في 31 من تمّوز 1887 ، بوضع يد المتربوليت ملاتيوس فكّاك ، في كاتدرائيّة بيروت . خدم رعيّة كاتدرائيّة سيّدة النّياح بحارة الزيتون في دمشق بين أ يّار 1895 وأ يّار 1899 ، ثمّ انتقل إلى مدينة سيدني في أوستراليا (1899 - 1903) ، وعُيّن رئيسًا لدير مار الياس الطُّوَق في زحلة (1905 - 1907) ، لينتقل من بعد إلى رسالة السَّلط في شرقي الأردن (1908 - 1910) ، حيث خدم الرعيّة بكل غيرة ونشاط . انتُخب مدبّرًا رابعًا في مجمع تشرين الثاني 1910 (1910 - 1913) ، وتسلّم ، في الوقت نفسه ، رئاسة الكلّية الشرقيّة (1911 - 1912) ، في زحلة ، على أثر مرض رئيسها الخوري كُرنيليوس رياشي . وفي سنة 1922 عُيّن رئيسًا لدير مار الياس ، مرّة ثانية ، (1922 - 1925) ، وخدم ، من ثمّ ، رعيّة كنيسة البربارة بزحلة (1926 - 1929) ، وانتقل أخيرًا إلى رعيّة القدّيس أنطونيوس (العكّاوي) في بيروت ، حيث تُوفّي في 30 أ يّار 1933 على أثر أزمة قلبيّة .
كان طيّب القلب ، وقد خدم الرهبانيّة في عدّة مناصب .
من مآثره : أنه في سنة 1902 تمَّ «تجديد كنيسة الملاك ميخائيل بزحلة بسعي الخوري أرشيبّوس زرزور ، وبلغت التكاليف 25000 غرشًا» .

جبرائيل قلّاب (1857 + 1930)
هو جبرائيل بن جرجس قلّاب ، وشقيق الأب رومانُس ، سرياني كاثوليكي ، من مواليد بغداد العام 1857 ، لبس ثوب الابتداء في 12 شباط سنة 1881 ، ودُعي أفرام . أبرز نذوره في أوّل كانون الثاني سنة 1883 ، تكرّس شمّاسًا إنجيليًّا ، في 25 كانون الأوّل سنة 1885 ، وقسًّا ، في غرّة كانون الثاني سنة 1886 ، عن يد البطريرك غريغوريوس يوسف سيّور ، وعاد فاتّخذ اسمه الأصلي جبرائيل .
عندما كان شمّاسًا «أقام في دوما (البترون) بضع سنوات ، وكان يعلّم الصرف والنحو والحساب ومبادئ اللغة الإفرنسيّة» .
من بعد رسامته الكهنوتيّة تعيّن سنة 1886 معلّم اعتراف لراهبات دير سيّدة البشارة في زوق مكايل ، ثمّ خادمًا للرعيّة في بعلبك سنة 1889 ، كما خدم رعيّة سيّدة النجاة في حَدَث بيروت حتّى سنة 1900 .
حضر إلى بغداد بدون إذن رؤسائه ، وظلّ فيها رغم الأوامر العديدة التي أرسلها رئيسه العام وإنذارات البطريرك كيرلُّس (الثامن) جحا .
التجأ إلى المطران اللاتيني ، بعد دخوله للخدمة في ميتم الآباء الكرمليّين في بغداد ، ولم يغادرها بعد ذلك ، وبقي محتميًا تحت ظل القاصد الرسولي وسلطته ، وخادمًا في حقل الرسالة الكرمليّة ، إلى أن توفّاه الله في أوّل شباط سنة 1930 .

أندرونيكوس قاصوف (1858 + 1930)
هو جرجس بن يوحنّا العدرا قاصوف ، من مواليد زحلة العام 1858 ، لبس ثوب الابتداء في 12 شباط سنة 1881 ، ودُعي أندرونيكوس . أبرز نذوره في أوّل كانون الثاني سنة 1883 ، قضى حياته أخًا ، وقد خدم في المدارس مدّة طويلة . نُقل ، سنة 1911 ، من الشرقيّة إلى دير الطُّوَق ، لأنه مريض . وبعد مدّة إلى كفرشيما ، إذ يُنصح بنقله إلى الساحل .
تعيّن وكيلًا لدير القرقفي (1922 - 1926) ، وتبرّع بشراء محرّك لمعصرة (الزيت) في الدير المذكور ، بقيمة 150 ليرة عثمانيّة ، وهي متوفّرة لديه من ثمرة أتعابه ، كما اشترك ، سنة 1929 ، بقائمة الاكتتاب لشراء ثلاثين متر ماء من مياه المنبوخ لدير مار يوحنّا ، فتبرّع بمبلغ 19 ليرة سورية .
توفّاه الله ، فجأة ، على أثر مرض الزلال ، في دير مار أنطونيوس القرقفي ، في 21 شباط 1930 ، وترك أمواله للرهبانيّة . نعلم من الأقوال المتوارثة أنه كان فصيح اللسان ، جهوري النُّطق ، متضلّعًا في اللغة العربيّة .
نسخ ، بيده ، كتاب في الفلسفة والمنطق ، 293 صفحة ، وهو محفوظ في مكتبة الصابغ .

مكسيموس صليبا (1864 + 1930)
هو جريس بن جبرائيل الحاج نصرالله ، من مواليد بتغرين العام 1864 ، لبس ثوب الابتداء في 21 كانون الثاني سنة 1882 ، ودُعي مكسيموس . أبرز نذوره في 20 كانون الثاني سنة 1883 ، عن يد المدبّر ديمتري جامد ، تكرّس شمّاسًا إنجيليًّا ، سنة 1886 ، وقسًّا في 31 تمّوز سنة 1887 ، عن يد كير ملاتيوس فكّاك ، في كنيسة بيروت . لم تطُل مدّة خدمته في لبنان ، إذ إنه بعدما خدم أوّلًا رعيّة الخنشارة (1888 - 1890) ، ثمّ رعيّة بعلبك (1892 - 1895) ، تعيّن ، في 24 آب 1895 ، بناء على طلب البطريرك ، خادمًا لرعيّة الجالية الملكيّة الكاثوليكيّة في ساوباولو في البرازيل ، فأقام هناك مدّة طويلة وأسّس أوّل كنيسة فيها .
عُيّن ، سنة 1922 ، رئيسًا لدير الصابغ ، وهو في ساوباولو ، فطُلب بأمر الطاعة ، إلّا أن هذا التعيين لم يتم ، وبقي الأب صليبا حيث هو .
توفّاه الله فجأة ، في البرازيل ، بانفجار دماغي ، وذلك في العاشر من تشرين الثاني 1930 . وأمّا عن صفاته ، فيُخبر السجل أنه : «كان تقيًّا غيورًا على الديانة ومحبًّا للرهبانيّة ، وقد أمّدها بإسعافات هامّة» .
من آثاره :
ترك مخطوطًا مهمًّا ، حُفظ في خزانة دير الصابغ ، يحمل الرقم OBC00321 في لائحة المخطوطات الجديدة ، وهو بعنوان : «حياة مكسيموس جبرائيل صليبا» قياس المخطوط 16,4 × 12,5 سنتيمترًا ، عدد الأوراق 57 ورقة ، أي 114 صفحة . يحتوي هذا المخطوط على أهم المحطات التاريخيّة في حياة المؤلّف ، ومعلومات هامّة عن تاريخ البرازيل ، وقد دوّن الأحداث ، حسب ترتيبها الزمني ، سنة فسنة .

لاونديوس البخّاش (1855 + 1923)
هو منصور بن موسى البخّاش ، من مواليد زحلة العام 1855 ، لبس ثوب الابتداء في أوّل تشرين الأوّل سنة 1883 ، ودُعي لاونديوس . أبرز نذوره ، عن يد الأب المدبّر يوسف كفوري ، في السادس من كانون الأوّل سنة 1883 ، تكرّس شمّاسًا إنجيليًّا ، ثمّ قسًّا ، عن يد كير ملاتيوس فكّاك ، في كنيسة بيروت ، سنة 1886 .
كان أ بًّا روحيًّا في الشرقيّة (1905 - 1906) ، وخدم رعيّة الراسية (1905 - 1908) ، تعيّن وكيلًا لدير الطُّوَق بزحلة في 10 كانون الأوّل 1919 ، وفي القسم الأخير من حياته خدم رعيّة مار ميخائيل في حارة التحتا بزحلة .
تُوفّي ، في أنطوش كنيسة مار ميخائيل في زحلة ، في 21 آب 1923 ، على أثر مرض ذات الرئة مختلطًا بسواه من العلل  .
اشتهر بتقواه وطاعته ودماثة أخلاقه ، وقد ساهم بمبلغ خمسة عشر ألف غرش لبناء دكاكين لدير الطُّوَق حزاء كنيسة مار أنطونيوس في زحلة (سوق البلاط) . كما أهدى لكنيسة الدير ، في 1 آذار سنة 1907 ، إيقونة مار الياس ، وهي لوحة على قماش ، بيد فارس شرفان .

أونوسيموس صليبا (1865- ؟)
هو جرجس بن سمعان كرم ، من مواليد الخنشارة العام 1865 ، لبس ثوب الابتداء في 15 كانون الأوّل سنة 1882 ، ودُعي مينا . أبرز نذوره ، عن يد الأب المدبّر يوسف كفوري ، في 26 تمّوز سنة 1884 ، ودُعي أونوسيموس ، والباقي مجهول ؟

مرقس (الثاني) القاصوف (1859 + 1923)
هو ميخائيل بن حنّا ضاهر القاصوف ، من مواليد زحلة العام 1859 ، لبس ثوب الابتداء في 14 حزيران سنة 1883 ، ودُعي مرقس . أبرز نذوره ، عن يد الأب المدبّر يوسف كفوري ، في 26 تمّوز 1884 ، تكرّس شمّاسًا إنجيليًّا ، وقسًّا في غرّة كانون الثاني سنة 1886 .
خدم رعيّة سيّدة النّياح في الجوار (1886 - 1889) ، حيث نُقل إلى كفرشيما ليتسلّم وظيفة وكيل الدير سنة 1889 ، وما لبث أن تعيّن نائبًا عن رئيس الدير باسيليوس صوايا الذي سافر إلى أميركا في تلك السنة ، فرئيسًا لدير القرقفي حتّى سنة 1892 ، ثمّ رئيسًا لدير الصابغ في 10/11/1892 ، وأصبح مرشد الراهبات في دير سيّدة النّياح في بقعتوتة (1895 - 1901) ، ثمّ رئيسًا للمدرسة الإكليريكيّة في المقر البطريركي في عين تراز (1902 - 1909) ، وأمينًا للصندوق في الكلّية الشرقيّة في 21 أيلول 1909  ، وقد انتُخب مدبّرًا أوّلًا ، عدّة مرّات (1907 - 1910 ، 1913 - 1917 ، 1917 - 1919) ، ونائبًا لرئيس دير الصابغ ، في 10 آذار 1918 ، إلى حين رجوع رئيسه ، ووكيلًا لدير زحلة (1919 - 1922) ، حيث انتُخب مدبّرًا ثانيًا (1922 - 1923) .
تُوفّي ، في دير الصابغ ، مساء الخامس من شباط 1923 ، على أثر نوبة قلبية شديدة دامت عليه يومين فقط .
وقد اشتهر بغيرته على المصلحة الرهبانيّة ، وبسذاجة قلبه وصفائه ، وقد خدم الرّتب الرهبانيّة ما ينيف عن خمس وعشرين سنة بكل أمانة وإخلاص واجتهاد ، ولمّا تُوفّي كان مدبّرًا ثانيًا للرهبنة ، وكان يُعنى بإدارة دير الصابغ ، بسبب غياب رئيسه في أميركا .

إيليّا بالِش (1860 + 1894)
هو الياس بن حنّا بالِش ، من مواليد زحلة العام 1860 ، لبس ثوب الابتداء في 22 كانون الأوّل سنة 1883 ، ودُعي ثاوفانوس . أبرز نذوره في 31 كانون الأوّل سنة 1885 ، تكرّس شمّاسًا إنجيليًّا ، في 20 تمّوز سنة 1887 ، بدير مار الياس في زحلة ، عن يد كير إغناطيوس ملّوك ، مطران زحلة ، وقسًّا ، عن يد السيّد المذكور ، في أوّل كانون الأوّل سنة 1889 ، ودُعي إيليّا .
توفّاه الله ، في 24 كانون الأوّل سنة 1894 ، بموت فجائي ، في قرية الدَّكوِة (البقاع) .

ميخائيل مدوّر (1868 + 1886)
هو حبيب بن نقولا مدوّر ، وشقيق الأب يواكيم ، من مواليد زوق مكايل العام 1868 ، لبس ثوب الابتداء في أوّل نيسان سنة 1884 ، ودُعي ميخائيل . أبرز نذوره في 16 أ يّار سنة 1886 .
توفّاه الله ، وهو أخ ، في دير الصابغ ، لسقوطه من سطح الشدّة إلى دار الفرن على أثر زوبعة شديدة ، وذلك في 28 تشرين الأوّل سنة 1886 ، «مكمّلًا فضيلة الطاعة» .

يواكيم مدوّر (1855 + 1920)
هو جريس بن نقولا مدوّر ، وشقيق الأخ ميخائيل ، من مواليد زوق مكايل العام 1855 ، لبس ثوب الابتداء في 20 نيسان سنة 1884 ، ودُعي يواكيم . أبرز نذوره في دير مار أنطونيوس القرقفي ، عن يد الأب المدبّر إكليمنضوس فرح ، في السادس من أ يّار سنة 1886 .
تكرّس شمّاسًا إنجيليًّا ، في 24 تمّوز سنة 1887 ، عن يد كير ملاتيوس فكّاك ، في كنيسة مار جرجس بالزوق ، ثمّ قسًّا ، في 25 تشرين الثاني سنة 1889 ، عن يد السيّد المذكور ، في كنيسة بيروت .
وفي العام 1905 كان من عداد جمهور دير الصابغ ومدرسته .
تُوفّي ، بدير القدّيس يوحنّا الصابغ ، بتاريخ 15 تشرين الأوّل سنة 1920 ، بانحلال مُتأتٍّ عن مرض الفتاق ، بالغًا من العمر 66 سنة .
كان ذا خط جيّد ويُحسن فنّ الموسيقى الكنسيّة ، وغيورًا على الرهبنة ، وذا زهد عميق .
وقد عثرنا في خزانة المخطوطات على «كتاب تريودي» ، كاتبه القس يواكيم مدوّر ق .ب . ، 1889 ، بدير القدّيس يوحنّا .

توما فيّاض (1870 + 1939)
هو جرجس بن عبد الله فيّاض ، من مواليد زحلة العام 1870 ، لبس ثوب الابتداء في 20 نيسان سنة 1884 ، ودُعي توما . أبرز نذوره ، في دير مار أنطونيوس القرقفي ، عن يد الأب المدبّر إكليمنضوس فرح ، في 29 حزيران سنة 1886 ، تكرّس شمّاسًا إنجيليًّا ، في 2 آب سنة 1892 ، عن يد كير ملاتيوس فكّاك ، مطران بيروت ، ثمّ قسًّا ، بدير مار سمعان في وادي الكرم ، عن يد كير ملاتيوس أيضًا ، في 23 تشرين الأوّل سنة 1893 .
قضى معظم حياته في الولايات المتّحدة الأميركيّة ، التي وصلها ، أوّلًا ، سنة 1896 ، من أجل جمع الإحسان لفقراء أبرشيّة بانياس – مرجعيون ، وقد حلّ في مدينة «ده بوَا» من ولاية «بنسلفانيا» ، وقد بقي متجوّلًا مدّة ثمانية أشهر ثمّ عاد إلى لبنان لبضع سنوات ، ليعود ، من جديد ، إلى أميركا ، بعمر 33 عامًا ، إذ استدعاه مواطنوه ، في «دي بويز» ليرعى نفوسهم ، وقد وصلها في 27 تمّوز 1903 . حيث شيَّد لهم كنيسة ومدرسة وبيتًا ، سنة 1905 ، تُعَدُّ في مقدّمة كنائس السوريّين فخامة وجمالًا ، وقد بلغت أكلاف بنائها ستة عشر ألف ريال . وبعد أن خدم الرعيّة مدّة ست سنوات ، استدعاه المطران «هوبن» ، أسقف «سكْرانْتُن» ، سنة 1908 ، وسلّمه شؤون الروم الكاثوليك في أبرشيّته فجمع الإحسان وابتاع أرضًا وشيّد كنيسة وأنطش القدّيس يوسف ، وقد دُشّنت في الأوّل من نيسان سنة 1910 ، وقد بلت النفقات ما ينيف عن العشرين ألف ريال . وفي الخامس من شباط 1923 انتُخب مدبّرًا عوض المدبّر الثاني مرقس القاصوف المتوفّى ، إلّا أنه لم يحضر . ثمّ خدم كنيستي «أكرون أوهايو» و«روتشستر» في نيويورك ما بين (1924 - 1935) .
وتُوفّي ، في العاشر من أيلول سنة 1939 ، في «روتشستر» من ولاية نيويورك ، وكان مُحبًّا للرهبانيّة ، وطيّب القلب جدًّا ، وكان مشهورًا بقوة الجسم حتّى إنه كان يدقّ الجرس القنطاري بسبّابته اليمنى دون عناء ، وهو جبّار بغيرته ومشاريعه .

إيرونيموس فتّوش (1857 + 1928)
هو أسعد فتّوش ، من مواليد حارة مار الياس في زحلة العام 1857 ، لبس ثوب الابتداء في الثالث من آب سنة 1884 ، ودُعي يوحنّا . أبرز نذوره ، في دير القدّيس أنطونيوس القرقفي في كفرشيما ، عن يد الأب المدبّر إكليمنضوس فرح ، في 29 حزيران سنة 1886 ، ودُعي إيرونيموس ، تكرّس شمّاسًا إنجيليًّا ، في 22 تشرين الأوّل سنة 1893 ، عن يد كير ملاتيوس فكّاك ، مطران بيروت ، وقسًّا ، عن يد الكير المذكور ، في دير مار سمعان – وادي الكرم ، في السادس من آب سنة 1896 .
تنقّل بين أديرة الرهبانيّة ، وكان ، في العام 1905 ، من عداد جمهور دير كفرشيما . وكان كاهنًا بسيطًا ، جميل الصوت .
توفّاه الله في بيروت ، بمستشفى الدكتور توفيق رزق ، على أثر عمليّة جراحيّة في المثانة عقبها حصر البول ، فتسمّم ومات في 25 نيسان سنة 1928 ، ودُفن في دير زحلة .

بطرس كفوري (1864 + 1950)
لقد وضع هذا الأب كتابًا بعنوان : «الغرر الدرّيّة في تاريخ الأسرة الكفوريّة» ، ضمّنه الكثير من المعلومات عن هذه الأسرة ومشاهيرها ، خاصّة رجال الدين منهم ، ومن جملتهم دوّن سيرته الشخصيّة ، فنظرًا لما تحتويه هذه السيرة من معلومات قيّمة وتفاصيل جميلة عن أحداث وعادات جرت في رهبانيتنا ، رأينا ، أن ننقلها ، كما هي ، ومن ثمّ نُكمل هذه السيرة بباقي المعلومات عن المترجَم حتّى تاريخ وفاته .
يقول المؤلّف :
[ أوّلًا - إن الخوري بطرس وُلِد في الخنشارة في 2 تشرين الأوّل سنة 1864 وتعمّد وثُبِّت من يد القس يوحنّا نجمة الكفوري الذي هو من (قاع الريم) في 25 تشرين الثاني 1864 ودُعِي بسجلّ العماد شكري وفي الدارج كان يُدعى رزق الله وهو ابن بشارة بن إبراهيم بن أبي إبراهيم خليل بن يوسف بن جرجس بن إبراهيم بن مخائيل الكفوري . فبعد أن تربّى تربية صالحة من والدين تقيّين وهما بشاره ونجمه ابنة موسى الرياشي . وتعلّم العلوم الابتدائيّة في مدرسة البلدة التي كان يديرها الخوري باسيليوس الدقّي نسيب الطيّب الذّكر والأستاذ الكبير العلّامة المرحوم الشيخ ناصيف اليازجي . فالخوري المذكور الذي درس على الأستاذ الشيخ ناصيف المذكور . كان له مقدرة مشهورة في تربية الأحداث . وكل الذين تخرّجوا على يده من أبناء الخنشارة اكتسبوا فائدة كبيرة . والمترجَم كان مواظبًا على المدرسة منذ صغره وكان يحضر القداس الإلهي كل صباح مع رفاقه الأحداث ويصادف وقوفه أمام إيقونة والدة الإله الحاملة بين يديها الطفل يسوع . وكان لا ينفكّ طيلة القداس الإلهي من النظر إلى تلك الإيقونة المقدّسة . فكان يراها كأنها تقول له تعالى واتبعني . فحينئذٍ يمتلئ قلبه فرحًا وسرورًا . ومن ذاك الوقت صار توّاقًا إلى اعتناق الدعوة الرهبانيّة . وعندما شاهده معلّمه الخوري المذكور سابقًا مواظبًا برغبة زائدة على الحضور صباحًا كل يوم إلى القداس قد ألزمه بأن يحضر معه بعض الأولاد المجاورين له . ووعده أن يعطيه جائزة إذا أحضرهم برفقته إلى المدرسة وبقي على هذه الخطّة حتّى أحسن وأجاد القراءة على حسب ذلك العصر في العلوم الابتدائيّة .
ثانيًا – ولمّا تأسّست المدرسة الإكليريكيّة سنة 1880 في دير مار يوحنّا المذكور وشاهد المترجَم التلاميذ الرهبان في ذهابهم وإيابهم قد اضطرّبت في قلبه نار الرغبة إلى اعتناق الدعوة الرهبانيّة . ولكنه شاهد صعوبات كثيرة تصدّه عن هذا القصد . منها ممانعة الأهل . ومنها الخوف من عدم القبول بعد ما شاهد أن بعض أنسبائه لم يُقبلوا في الرهبانيّة إذا عرف الرئيس العام أن الأهل لا يريدون ذلك . ومن عادته أكثر أيام الآحاد والأعياد أن يذهب لاستماع القدّاس وقبول الأسرار في كنيسة الدير . وكلّما شاهد التلاميذ الرهبان يردّد في نفسه قائلًا : هل يا ترى أحصل على الحظ السعيد وأكون تلميذًا بينهم ؟ على أن إرادة الله تعالى التي تدبّر كافة الأشياء لا تهمل طلب من كان متّكلًا عليها إذا كان الطلب موافقًا لتلك الإرادة القدّوسة فلا بدّ أن يناله . وفي تلك الأثناء حضر السيّد ملاتيوس فكّاك مطران أبرشيّة بيروت لزيارة دير الصابغ . فذهب المترجَم كعادته لحضور القدّاس الاحتفالي فشاهده الخوري يوسف إيليان الذي كان في ذاك الوقت وكيلًا على أملاك الدير والمدرسة أيضًا . وقال له أرغب إليك يا ولدي أن تساعدنا في المدرسة كم يوم مدّة وجود سيادة المطران عندنا . فأجابه المترجَم بالإيجاب . . . وبقي المترجَم كل ذلك النهار في المدرسة حتّى بعد العشاء وصار الوقت ليلًا . فلمّا قصد الذهاب قال له الخوري يوسف إيليان المذكور لا لزوم يا ولدي للذهاب الآن لأن الوقت ليلًا فنحن نعطيك غرفة في المدرسة كي تنام فيها وتبقى عندنا كل هذه المدّة وعلى هذا نام المترجَم تلك الليلة في المدرسة وذلك بعد أن تلا صلاة الغروب وصلاة النوم وبعض صلوات روحيّة وتأمّلات مفيدة مع الأب المذكور (وعلى يدي هذا الأب البار) الذي كان الواسطة التي أحيت ميّت الآمال . ولا يقدر القلم أن يصف عظم الفرح والسرور الذي شمل قلب المترجَم تلك الليلة . وشرع يقول : يا ربّي إذا كانت مسرّتك في دعوتي فسهّل أموري وتمّم مقاصدي . وفي غضون تلك الأثناء أظهر رغبته للأب المذكور في اعتناق الدعوة الرهبانيّة بشرط أن يبقى في المدرسة . وبعد المخابرة مع الرئيس العام الأرشمندريت سليمان الشامي الذي قبل ذلك .
ثالثًا – في 2 تشرين الأوّل سنة 1884 لبس المترجَم الثوب الرهباني ودُعي ياسم كرنيليوس من يد الأب العام المذكور أعلاه مع ثلاثة مبتدئين في كنيسة مار نقولا بدير الصابع فالثلاثة بقوا في الدير والمترجَم ذهب إلى المدرسة وما مضى عليه مدّة من الزمان حتّى نال العلامات الحسنة في صفوفه ولكن بعد أربعة أشهر دخلت زيادة غبطة البطريرك غريغوريوس يوسف وسيادة المطران ملاتيوس فكّاك على الرهبانيّة وحدث ذلك الانقلاب العظيم حتّى نُقلت المدرسة الإكليريكيّة من دير الصابغ إلى دير القرقفي . وما طال زمن الزيارة على الرهبانيّة لأن الطيّب الذّكر المرحوم فلابيانوس كان لم يزل على قيد الحياة وشهادته مقدّسة لدى الكرسي الرسولي وكان معه آباء أجلّاء مشهود لهم بالحزم الذين بواسطتهم صدرت الأوامر من الكرسي الرسولي المقدّس بأن تكون الرهبانيّة حرّة وإنما احترامًا للمقام البطريركي قد سمّى الخوري نعمة الله قطّان رئيسًا عامًّا . والخوري أشعيا الكفوري مدبّرًا أوّلًا . وروفائيل حتحوت مدبّرًا ثانيًا . وإكليمنضوس فرح مدبّرًا ثالثًا . وبناديكتوس سرغاني مدبّرًا رابعًا . وتعيّن رئيسًا على المدرسة في دير القرقفة أوّلًا الأب ألكسيوس كاتب ثمّ الأب باسيليوس صوايا ثمّ المدبّر إكليمنضوس فرح وكلّهم بخلال سنة ونصف .
رابعًا – في 29 حزيران سنة 1886 – نذر المترجَم النذور الاحتفاليّة عن يد المدبّر إكليمنضوس فرح المذكور ودُعِي باسم بطرس ، وفي 12 كانون أوّل سنة 1886 أي في نفس السنة التي نذر فيها انتُدِب بأمر الطاعة ليكون مناظرًا ومعلّمًا للأحداث في المدرسة الأسقفيّة في بيروت . التي كانت بإدارة الجمعيّة الخيرية للطائفة الكاثوليكيّة .
وعندما عُقِدَ المجمع العام في سنة 1887 وانتُخِب رئيسًا عامًّا الخوري يوسف الكفوري الذي أخذ يجمع الرهبان الأحداث الذين كانوا في المدرسة . بعد أن شتّتهم الزيارة . وكان من جملتهم المترجَم الذي عاد إلى المدرسة بعد أن جدّدها حضرة الرئيس العام المذكور وذلك سنة 1888 كما مرّ سابقًا .
خامسًا – دخل المترجَم المدرسة المذكورة تلميذًا ووكيل الرئيس معًا . واجتهد في تحصيل العلوم كاللغة العربيّة وآدابها والإفرنسيّة والفلسفة واللاهوت النظري والأدبي وباقي العلوم الرياضية والموسيقى الكنسيّة وبما أنه كان عارفًا قيمة الزمان ففي مدّة وجوده في المدرسة كان مثالًا لباقي التلامذة في الفضيلة والكمال الرهباني . وكان مع باقي التلاميذ بروح واحدة متسابقين في اكتساب العلم والفضيلة والحب الأخوي المقدّس . وكما كان يعرض للرئيس من المشاكل والحوادث في المدرسة كان يطلب إليه أن يصلحها بالنظر لحسن مبادئه وحبّه للتلاميذ الذين كانوا كشخص واحد متّحدين بالحب الأخوي . وفي 3 آب سنة 1892 لمّا شاهد الرئيس العام أن أتعابه المجهدة قد أثمرت ثمرًا جميلًا جدًّا عوض الواحد ثلاثين وستين ومئة . فانشرح قلبه الطاهر إذ شاهد الشبيبة الرهبانيّة مزيّنة بالعلوم والآداب والفضيلة اللامعة . وأصبح على وشك النهاية من الدروس . فأراد أن يقدّم تلك الباكورة لسيادة راعي الأبرشيّة المطران ملاتيوس فكّاك كي يكرّسهم شمامسة إنجيليّين . وكان عددهم فوق السبعة عشر شمّاسًا . وفي مقدّمتهم المترجَم . والرسامة كانت في دير مار سمعان العامودي في وادي الكرم المركز الصيفي لمطرانية بيروت . فكل يوم صباحًا يذهب اثنان من دير مار يوحنّا إلى هناك . يرتسمان ويرجعان . فلمّـا نظر سيادة المطران هذا المصاف من الشمامسة امتلأ قلبه الأبوي وأرسل تهنئة للأب العام بهذا العمل المجيد . وطلب منه أن يخصّه بالبعض منهم لاستلام مدارس الأبرشيّة .
سادسًا – في 3 تشرين الأوّل 1893 سيم المترجَم قسًّا مع باقي الشمامسة رفقائه من يد سيادة المطران المذكور في دير مار أنطونيوس القرقفي فكان يذهب كل يوم بسيّارة أربعة شمامسة فيرتسمون هناك ويرجعون وإنما المترجَم ذهب وارتسم أوّلًا وبقي إلى آخر الرسامة في الدير المذكور لأجل خدمة المطران ورئيس الدير مدّة وجود سيادته .
سابعًا – في 16 تمّوز 1894 بعد أن أنهى المترجَم دروسه صدر أمر الطاعة بالذهاب إلى بعلبك لاستلام إدارة المدرسة الأسقفيّة في معيّة النائب البطريركي الإيكونومُس أغابيوس معلوف المعيّن وقتئذ نائبًا بطريركيًّا بعد استقالة المطران جرمانوس معقد . وما أدراك ما كانت عليه تلك المدرسة في ذاك الوقت لأنها كانت اسمًا لغير مسمّى لأنه كان فيها بعض الأحداث يعلّمهم رجل شيخ بالجهد يعرف القراءة البسيطة ومعظم أولاد الطائفة كانوا يتعلّمون في مدرسة الإنكليز لا بل كل أولاد الطوائف كانوا في المدرسة المذكورة . ولكن عناية الله مع الجدّ والاجتهاد التي ساعدت المترجَم في إيجاد معلّمين محنّكين على العلوم العصرية العالية ورتّب نظامًا محكمًا لحفظ الأولاد ضمن نطاق المدرسة وأوقاتًا للتدريس وبروغرامًا للتعليم . وعندما شاهد الأهلون الاعتناء العظيم في تهذيب أولادهم ونجاحهم حتّى أن جميع الأولاد الذين كانوا في مدرسة الإنكليز تركوها ورجعوا إلى المدرسة الكاثوليكيّة . وبعد مضي مدّة من الزمان لم يبق في تلك المدرسة ولا تلميذ مع أنها كانت تقدّم لهم كافّة الأدوات المدرسيّة مجّانًا . والذي زاد الأهالي تعجّبًا هو مشاهدتهم مدرسة ابتدائيّة يوجد فيها ضبط وترتيب مُحكم وتحصيل في العلوم والآداب كالعربيّة والإفرنسيّة والحساب والجغرافية والتعليم المسيحي ممّا لا يُحصِّلونها في المدارس العالية .
ثامنًا – ثمّ إن المترجَم تعيّن وكيلًا أسقفيًّا وخادمًا للأنفس في بعلبك (1895 - 1897) ثمّ في كنيسة المخلّص في بيروت مرّتين وفي زحلة في كنيسة البربارة ، وحارة الراسية (حتّى العام 1905) . ومار يوسف الميدان . والمعلّقة . ومرشدًا على سيّدة البشارة في الزوق في 5 تشرين الثاني 1910 . ووكيلًا على دير القرقفي في كفرشيما في 10 كانون الأوّل 1919 . ووكيلًا على دير مار الياس الطُّوَق بزحلة وعندما ارتقى سيادة المطران فلابيانوس نسيبه على كرسي أبرشيّة يبرود استدعاه إليه وولّجه الإشراف على جميع مدارس الأبرشيّة ووكل إليه عمل الرياضات الروحيّة في النبك وقاره ودير عطية وحسية وشمسين والقصير وربلة . وفي كل الوظائف التي أُسندت إليه كان يقوم بخدمتها بكل نشاط واجتهاد وغيرة روحيّة وزمنية . وعندما كان في دير زحلة قد سعى بإصلاح قناة المياه التي تخرّبت بداعي الأمطار الغزيرة في الوقت الذي كان المترجَم خادمًا للأنفس في حارة الراسية ومساعدًا في الإشراف على أملاك الدير مع الخوري يوسف إيليان البار . . .
تاسعًا – وأخيرًا ختامًا لترجمة الخوري بطرس الذي تاجر بحسب الوزنات المعطاة له إن كان في خدمة الأنفس أو في الوظائف التي أُسندت إليه فأفاد الرهبانيّة والطائفة . أفاد الرهبانيّة أوّلًا بالمادّيات وبالمساعدات المالية في أيام الإيكونومُس يوسف الرئيس العام . وفي أيام خلفائه أيضًا ولم يتأخّر أبدًا عن مساعدة أمّه الرهبانيّة لأجل وفاء الديون التي كانت على المدرسة الشرقيّة ومساعدات إلى مدرسة بيروت ومدرسة دير الصابغ ولا سيّما عندما جدّد الإيكونومُس يوسف الشقّة الشمالية من دير مار يوحنّا سنة 1904 وفي مدّة وجوده في كنيسة مار مخايل قد أجرى عدّة إصلاحات في الكنيسة والأنطوش وجلب لهما الأنوار الكهربائية وجمّلهما أجمل زينة . وكل ذلك لمجده تعالى .
وفي 25 كانون الثاني سنة 1930 قد تبرّع بعمل جرس لدير مار الياس الطُّوَق وهو الجرس الموجود حاليًّا وهو مستعدّ أن يضحّي كل عزيز وغالٍ لأجل خير وفائدة ونجاح أمّه الرهبانيّة ، التي مرجعها قيام مجد الله الأعظم] (انتهى الاقتباس) .
بقي الأب بطرس في دير الطُّوَق والشرقيّة مدّة طويلة ، ثمّ انتقل إلى دير القرقفي في كفرشيما في السنوات الأخيرة من حياته ، وهناك [تُوفّي في مساء اليوم السابع والعشرين من شهر آذار سنة 1950 ، على أثر داء «بنت الحمرا» ، وله من العمر سبع وثمانون سنة] .
«كان ذكيًّا ، نشيطًا وراهبًا ورعًا متجرّدًا ، وقد أفاد الرهبانيّة بما جمع من المال إذ كان يصرفه على تحسين الأرزاق ، وما كانت تحتاج إليه الأديار من إنشاءات . وكان ، طيلة حياته ، محبًّا للرهبانيّة ، غيورًا على مصالحها» .
من آثاره :
كتاب «الغرر الدرّيّة في تاريخ الأسرة الكفوريّة» ، مطبعة زحلة الفتاة ، 1932 ، 256 صفحة .
وقد نسخ بعض المخطوطات ، وهي محفوظة في خزانة دير الصابغ .

فيليمون عجّوب (1867 + 1935)
هو أسعد بن سليمان موسى منصور ، من مواليد رأس بعلبك العام 1867 ، لبس ثوب الابتداء في 24 آب سنة 1884 ، ودُعي بوخوميوس . أبرز نذوره في دير القرقفي ، عن يد الأب المدبّر إكليمنضوس فرح ، في الخامس من أيلول سنة 1886 ، تكرّس شمّاسًا إنجيليًّا ، عن يد كير إغناطيوس ملّوك ، في زحلة ، في 20 تمّوز سنة 1892 ، وقسًّا ، عن يد كير إغناطيوس المذكور ، في 25 أيلول سنة 1892 ، ودُعي فيليمون .
قضى القسم الأكبر في خدمة الرعايا ، لا سيّما في أبرشيات بعلبك وبيروت وزحلة . فخدم ، على التوالي ، رعيّة مار اليان في رأس بعلبك (1894 - 1898) ، القدّيسة تقلا في كفرشيما (1898 - 1899) ، رعيّة مار الياس في الخنشارة (1906 - 1907) . تعيّن رئيسًا لدير مار الياس الطُّوَق في زحلة (1917 - 1919) ، وخدم رعيّة الراسية (1921 - 1922) . وفي 20 آب من هذه السنة ، ارتقى إلى رتبة «أرشمندريت» ، عن يد المطران ملاتيوس أبي عسلي ، مطران بعلبك ، وخدم النفوس في رعيّة القدّيس جاورجيوس في الفاكهة (1923 - 1926 ، 1927 - 1932) . تعيّن ، في 25 شباط 1926 ، مرشدًا لدير سيّدة النّياح في بقعتوتة ، بمساعدة الأب موسى قاصوف ، وبقي حتّى سنة 1927  . عاد إلى زحلة ، خادمًا لرعيّة الراسية (1933 - 1935) .
وتجدر الإشارة إلى أنه خلال المجمع العام المنعقد سنة 1898 ، كان قد تقرّر ، بناءً على طلب البطريرك ، تعيين الخوري فيليمون مساعدًا للأب سلوانُس منصور في خدمة النفوس ، بمدينة سدني في أستراليا ، إلّا أن هذا القرار لم يُنفّذ .
توفّاه الله ، فجأة ، في دير زحلة ، بنوبة قلبيّة ، إذ وُجد ميتًا في غرفته بجانب بابور التدفئة ، وذلك في 30 كانون الثاني 1935 ، وكان من ذوي الضمير الحي الصالح والغيرة على النفوس .
من آثاره :
كتاب : «كنز الحكمة من تاريخ عائلة الحاج نعمة» .
وكان الفراغ من تبييضه نهار الخميس الواقع في 22 من شهر آذار سنة 1923 ، طُبع في مطبعة «الاتحاد اللبناني» ، في بوينس آيرس ، سنة 1958 ، على نفقة رشيد عجّوب ، 27 صفحة .
وفي دير الصابغ توجد له صورتان فنّيتان ، الأولى ملوّنة على القماش ، بريشة فارس شرفان ، والثانية بالأسود والأبيض ، وقد أحضرهما جامع هذا الكتاب من رأس بعلبك .

أرسانيوس صوايا (1866 + 1916)
هو جرجس بن سمعان الحدّاد صوايا ، من مواليد سَرعين (البقاع) العام 1866 ، لبس ثوب الابتداء في 21 تشرين الأوّل سنة 1884 ، ودُعي كاسيانوس . أبرز نذوره في دير القرقفي ، عن يد الأب المدبّر إكليمنضوس فرح ، في 29 حزيران سنة 1886 ، ودُعي أرسانيوس . تكرّس شمّاسًا إنجيليًّا ، ثمّ قسًّا ، بوضع يد المطران ملاتيوس فكّاك ، مطران بيروت ، في 23 و 24 تشرين الثاني سنة 1891 ، في مدرسة عين القش – المحيدثِة قرب بكفيّا .
تعيّن معلّمًا في المدرسة الأسقفيّة في بعلبك اعتبارًا من الأوّل من أيلول سنة 1893  ، كما خدم الأنفس في أبرشيّة بعلبك ، وكان لبلدة سرعين ، مسقط رأسه ، النصيب الأكبر من هذه الخدمة ، كما خدم بلدة مجدلون ، ونجده ، استنادًا إلى السجلّات ، يخدم عين بورضاي (1904 - 1908) ، وأمّا القسم الأخير من خدمته الرعوية فقضاه في الشوير التي خدمها ما بين (1913 - 1916) .
توفّاه الله ، في قرية الشوير ، بمرض الرّمل والحمّى ، في التاسع من آب سنة 1916  .

أيّوب (الأوّل) فلّوح (1858 + 1918)
هو فرحان بن خليل فلّوح ، من مواليد بصير حوران ، العام 1858 ، لبس ثوب الابتداء في الخامس من تشرين الثاني سنة 1881 ، شلح على طلب من أهله دون سبب. ثمّ عاد وابتدأ ، مرّة ثانية ، في 15 تشرين الأوّل سنة 1884 ، ودُعي متّى . أبرز نذوره ، في دير القرقفي ، عن يد المدبّر إكليمنضوس فرح ، في السابع من حزيران سنة 1886 ، تكرّس شمّاسًا إنجيليًّا ، في كنيسة بيروت ، عن يد كير ملاتيوس فكّاك ، في أوّل آب سنة 1887 ، وقسًّا ، أيضًا ، عن يد الكير المذكور وفي كنيسة بيروت ، في 25 تشرين الثاني سنة 1889 .
تسلّم رعيّة سيّدة النّياح في الجوار (1889 - 1893) ، وكان في سنة 1905 من عداد جمهور دير الطُّوَق والشرقيّة والرعايا في زحلة . خدم في الكلّية الشرقيّة ، إذ كان في السنوات (1905 - 1906) أبًا روحيًّا وناظرًا عامًّا لغرف النوم للطلّاب الداخليّين .
وتعيّن في دير كفرشيما وتسلّم ، لمدّة من الزمن ، وظيفة وكيل الديّر إذ نجده ، سنة 1917 ، يقوم بهذه الوظيفة .
توفّاه الله ، في دير مار أنطونيوس القرقفي ، بمرض السرطان في البطن ، في 17 أ يّار سنة 1918 ، وكان رجلًا تقيًّا وكاهنًا غيورًا ، خدم مدّة طويلة في نظارة الليل في المدرسة الشرقيّة ، فكان مثال الدّقة والنظام .
نسخ كتاب «الإيساغوجي – الصحيفة العبقرية في الأصول المنطقية» للقس يواكيم مطران ق .ب . ، 168 صفحة ، في 29 تمّوز 1887 .

ثاوفيلوس بالِش (1869 + 1889)
هو نجيب بن شاهين بالِش ، من مواليد زحلة العام 1869 ، لبس ثوب الابتداء في 22 أ يّار سنة 1886 ، ودُعي ثاوفيلوس ، شلح ، ثمّ ابتدأ ثانية ، في الثامن من كانون الأوّل سنة 1886 ، وبقي على اسم ثاوفيلوس . أبرز نذوره في أوّل تمّوز سنة 1888 .
توفّاه الله ، بمرض السّل ، بعد نذره ببضعة أشهر ، في دير زحلة ، في 15 نيسان سنة 1889 .

إستفانُس عبّود (1867 + 1941)
هو رشيد بن حنّا عبّود ، من مواليد الفرزل العام 1867 ، لبس ثوب الابتداء في 20 تمّوز سنة 1886 ، ودُعي أليشع . أبرز نذوره في أوّل كانون الثاني سنة 1888 ، واتّخذ اسم اصطفان ، وعندما تكرّس شمّاسًا إنجيليًّا ، عن يد كير ملاتيوس فكّاك ، في الثالث من آب سنة 1892 ، اتّخذ اسم توما ، بعدها تكرّس قسًّا ، في كنيسة دير مار أنطونيوس القرقفي ، عن يد كير ملاتيوس المذكور ، في الثاني من تشرين الأوّل سنة 1893 .
سنة 1895 انضمّ بعض أهالي عدبل في عكّار إلى الكثلكة ، فأرسله البطريرك غريغوريوس يوسف لخدمتهم .
قام بأعمال الرسالة في أبرشيّة بعلبك ، حيث تعيّن خادمًا في رعيّة القدّيس جاورجيوس في الفاكهة (1898 - 1899) . تعيّن وكيلًا لدير مار الياس الطُّوَق ، وانتُخب مدبّرًا ثالثًا (1917 - 1919) . خدم الرعايا في أبرشيّة زحلة ، فكان خادم رعيّة سيّدة النّياح في قب الياس (1919 - 1920) ، ورعيّة مار الياس في الراسية (1925 - 1929) ، كما خدم الرعايا في أبرشيّة بيروت ، خاصّة في المدينة ، فكان خادم رعيّة مار نقولا ، وخلال شهر كانون الثاني سنة 1935 انتقل إلى الزبداني .
تُوفّي ، في الفرزل ، بداء السكَّري ، بتاريخ 18 آذار 1941 ، وكان من المعروفين بالنشاط وحُسن الرأي .
نسخ كتاب «الإيساغوجي» للقس يواكيم مطران ق .ب ، 193 صفحة ، وكان الفراغ من نقل هذا الكتاب المحرَّر بيد ناقله الأخ إستفانوس عبّود 2 تشرين الثاني 1890 في مدرسة دير الصابغ .

إيليّا سماحة (1869 + 1959)
هو أمين بن طانيوس بن نقولا بن جبرائيل بن سليمان سماحة ، من مواليد الخنشارة العام 1869 ، لبس ثوب الابتداء في 20 تمّوز سنة 1886 ، ودُعي إيليّا . أبرز نذوره في أوّل كانون الثاني سنة 1888 ، تكرّس شمّاسًا إنجيليًّا ، عن يد كير ملاتيوس فكّاك ، مطران بيروت ، في الثالث من آب 1892 ، ثمّ قسًّا ، عن يد الكير نفسه ، في كنيسة دير مار أنطونيوس القرقفي ، في الثاني من تشرين الأوّل سنة 1893 .
تُوفّي ، نهار الثلاثاء في الثامن والعشرين من تمّوز 1959 ، عن تسعين عامًا ، بينما كان ذاهبًا من دير الصابغ إلى المستشفى في بيروت ، بسبب تعب حصل له عن حصر في البول .
وكان أكبر كاهن في الرهبانيّة لغاية التاريخ الذي رقد فيه ، وآخر من عمل في المطبعة القديمة ، وكان إلى آخر وقت من حياته يزاول تجليد الكتب .
في 16 تشرين الثاني 1900 ، «قدّس البطريرك بطرس (الرابع) جريجيري يوم أحد بالدير (مار يوحنّا) ، ورقّى الأب إيليّا سماحة إلى رتبة خوري ، والأخ فيليبّس سلموني إلى رتبة الذياكون (الشمّاس الإنجيلي)» .
وخدم رعيّة الجوار مدّة خمسين سنة تقريبًا ، وقد شغل منصب رئيس في دير الصابغ (1916 بدل بروكوبيوس سماحة المستقيل ، 1929 - 1932) ، وعُيّن مرشدًا للراهبات في دير النّياح (1919 - 1922 ، 1941 - 1949) والبشارة (1926 - 1929) مساعدًا للأب الياس سماحة . كما تعيّن وكيلًا لدير القرقفي سنة 1917 ، ومعلّمًا للابتداء سنة 1922  ، ووكيلًا لدير الصابغ في 30 تشرين الأوّل 1923  .
وقد تحلّى بصفات عديدة ، منها : التقوى وطيبة القلب والبساطة والوداعة ومحبّة القريب وحب فائق للصلاة والعمل اليدوي المتواصل ، وقد كافأه الله بميتة هانئة قدسية ، وصُلّي على جثمانه في كنيسة القدّيس نيقولاوس في الصابغ ، وأودع جثمانه المدفن الجديد .
ويقول عنه كتاب «التحفة السنيّة إلى العائلة السماحيّة» :
«تشهد له حالته على أنه كاهن فاضل ، وهو بالدير مثالًا لإخوته الرهبان ومحبوب من الكل» .
كان شديد التعلّق برهبانيّته ومساهمًا في مشاريعها ، فقد جدّد عودة السميط (الخنشارة) وبيتها وجلب لها ماءً ، وساعد في كنيسة البالوع ومدرسة بيروت ودير الصابغ ما تبلغ قيمته مائتي ليرة عثمانيّة ذهبًا .
وعندما تقرَّر ، في 19 نيسان 1929 ، شراء ثلاثين مترًا من مياه المنبوخ ، التي لا تقل نفقاتها عن ألف وخمسمائة ليرة ذهبًا ، تشكّلت قائمة اكتتاب بأسماء الرهبان المساهمين ، فكان أن ساهم الأب إيليّا بمبلغ خمسين ليرة سورية ، من أصل مجموع التبرّعات ، التي بلغت حينها /1976/ ليرة سورية .
كما ساهم بمبلغ ألف ليرة سورية عندما باشر ، وهو رئيس الصابغ ، عمل باطون لسطح الدير ، الذي بلغت نفقته /19138/ غرشًا سوريًّا .

أونيسيموس صوايا (المطران أثناسيوس) (1870 + 1919)
هو أيّوب ابن الخوري سمعان جرجس الخوري صوايا ، من الشوير ، والدته صوفيّا صوايا من دوما ، وشقيقه الأصغر الأب إكليمنضوس ، من مواليد قاع الريم العام 1870 ، لبس ثوب الابتداء في 17 تمّوز سنة 1886 ، ودُعي أونيسيموس . أبرز نذوره في أوّل كانون الثاني سنة 1888 ، تكرّس شمّاسًا إنجيليًّا ، عن يد كير ملاتيوس فكّاك ، مطران بيروت ، في الرابع من آب سنة 1892 ، ثمّ قسًّا ، عن يده أيضًا ، في كنيسة دير مار أنطونيوس القرقفي ، في الرابع من تشرين الأوّل سنة 1893 .
أظهر منذ حداثته ، ميلًا إلى الحالة الإكليريكيّة ، وفي الثانية عشرة من عمره تعيّن مرتّلًا لكنيسة دير النبي الياس في زحلة ، فأقام في الدير المذكور حتّى نضجت النعمة في قلبه .
بعد أن ترقّى إلى درجة الكهنوت ، عاد إلى دير الصابغ وأُقيم رئيسًا على المدرسة الرهبانيّة (1983 - 1901) فنفخ فيها روح النشاط ووسّع دائرتها فازدهرت . وفي العام 1898 قرّر المجمع العام نقل تلاميذ مدرسة الصابغ ، مع رئيسهم ، إلى الشرقيّة ، على أن يكون هذا الأخير رئيس مدارس .
ولمّا كانت سنة 1901 انتُخب رئيسًا لدير النبي الياس في زحلة ، وأمين صندوق الكلّية الشرقيّة ، فأظهر من التقوى وكرم الصفات ما استمال إليه القلوب . ومن جملة ما اشتُهر به عطفه على الفقراء ، حتّى أنه رهن ثوبه يومًا لمساعدة أرملة بائسة . وفي أواخر سنة 1903 أنجز ترميم دير الطُّوَق ، واعتمر بالقرميد ، وقد وضع له التصاميم الهندسية الأب المدبّر يعقوب الرياشي .
وفي سنة 1904 تجدّدت له الرئاسة على الدير المذكور . وفي هذه الأثناء ترمّلت أبرشيّة بيروت ، بوفاة مطرانها ملاتيوس فكّاك ، فاتّجهت إليه الأبصار ، وصدر المنشور البطريركي بتاريخ 25 كانون الأوّل ، واضعًا اسمه من جملة المرشّحين الثلاثة ، فكان أن نال أكثرية الأصوات . فاستدعاه البطريرك كيرلُّس (الثامن) جحا إلى الإسكندريّة حيث احتفل برسامته في 5 شباط 1905  ، بمعاونة المطرانين فلابيانوس كفوري (حمص) ومكاريوس سابا (النائب في مصر) ، ودُعي أثناسيوس .
كان بعيد النظر ، طموحًا حتّى المغامرة ، إلى تحقيق مشاريع اجتماعيّة ورسوليّة . ابتاع من أجلها أراضي واسعة عند مدخل بيروت الشرقي . وقد أسّس مدرسة القدّيس أثناسيوس الليلية في بيروت ، سنة 1911 ، بهمّة الأب ديمتريوس صيدناوي ، الراهب الشويري ، الذي أصبح أوّل رئيس لها .
سافر إلى أوروبا ، في 27 نيسان 1914 ، يرافقه أمين سرّه الأب ثيوضوسيوس معلوف ، الراهب الشويري ، لحضور المؤتمر القرباني في لورد . . . وبقي في مرسيليا إذ أمرت السلطنة العثمانيّة بنفيه عن ، كرسيّه ، وصدر الحكم عليه بالإعدام .
تُوفّي ، في مرسيليا ، بعد معاناة طويلة من مرض الاستقساء ، في السادس من نيسان سنة 1919 ، ودُفن في كنيسة مار نقولا التي لطائفتنا هناك .
وقد كان رجلًا ورعًا ، تقيًّا ، صبورًا ، كريمًا ، خطيبًا ، بهيّ الطلعة وذا همّة وغيرة ، وحاز على أوسمة عديدة .
اهتمّ كثيرًا بتزيين الكنائس بالإيقونات واللباس الليتُرجي ، وما تزال مطرانية بيروت وغيرها تحتفظ بفرش مكتبه وأغراضه الثمينة وثيابه الأسقفيّة ، التي وُزّع بعضها في إحدى الحقبات ، وقد زيّن الكاتدرائيّة ، سنة 1911 ، بالعديد من الإيقونات .
هذا ويحتفظ دير الصابغ بلوحة زيتيّة تمثّل رسمه ، بريشة فارس شرفان ، وكذلك يحتفظ أقرباؤه ، في وادي العرايش بزحلة ، برسوم أخرى له هي ، أيضًا ، تُحَفٌ فنّيّة نادرة .
كما اهتمّ ببناء الكنائس ، فقد شُيّدت ، في عهده ، كنيسة القدّيس ديمتريوس في كفرتَيه سنة 1907 ، وكنيسة المخلّص في ضهور الشوير سنة 1910 ، وكنيسة القدّيس أنطونيوس في المتين سنة 1913 .
هذا بالإضافة إلى تجديد دير مار سمعان العمودي في وادي الكرم ، حيث بنى الطابق العلوي فيه .
وجّه إلى أبناء أبرشيّته عددًا من المناشير الراعوية :
منشور أسقفي ، سنة 1906 ، بعنوان : «الواجبات المسيحيّة» .
منشور أسقفي ، بمناسبة الصّوم الكبير ، بتاريخ 4 آذار 1909 ، 8 صفحات .
منشور أسقفي ، سنة 1910 ، بعنوان : «المسيحي الحقيقي» .
منشور أسقفي ، سنة 1911 ، بعنوان : «رأس الحكمة مخافة الله» .
منشور أسقفي ، سنة 1912 ، بعنوان : «أنا هو الطريق والحق والحياة» .
منشور أسقفي ، بعنوان : «في فرصة الاحتفال باليوبيل المئوي السادس عشر تذكارًا لانتصار الكنيسة على عهد الملك قسطنطين الكبير» ، مطبعة القدّيس بولس حريصا ، سنة 1913 ، 7 صفحات .

تيطُس الشمّاس (1868 + 1928)
هو بولس بن إبراهيم الشمّاس ، من مواليد دوما (البترون) العام 1868  ، لبس ثوب الابتداء في 17 تمّوز سنة 1886 ، ودُعي تيطُس . أبرز نذوره في أوّل كانون الثاني سنة 1888 ، تكرّس شمّاسًا إنجيليًّا ، في كنيسة عين القش ، عن يد كير ملاتيوس فكّاك ، مطران بيروت ، في 24 تشرين الثاني ، وقسًّا ، عن يد كير ملاتيوس المذكور ، في كنيسة دير مار يوسف الغرب ، في 8 تشرين الأوّل سنة 1893 .
أُرسل لخدمة النفوس في بلدته دوما (1894-1907) ، وخدم رعيّة مار يوسف (البالوع) – الخنشارة (1907 - 1912) ، وعاد إلى دوما (1913-1917) ، وأخيرًا خدم رعيّة سيّدة النّياح في قاع الريم .
توفّاه الله ، فجأة ، إثر نوبة قلبيّة شديدة ، وهو ذاهب من دير زحلة إلى قاع الريم رعيّته ، وذلك في أوّل أيلول سنة 1928 .
كان كاهنًا تقيًّا ، فاضلًا ، بسيطًا للغاية .

زكّا (الثاني) المر (1872 + 1932)
هو خليل بن أيّوب المرّ ، من مواليد بتغرين العام 1872 ، لبس ثوب الابتداء في العاشر من كانون الأوّل سنة 1886 ، ودُعي زكّا . أبرز نذوره في أوّل تمّوز سنة 1888 ، تكرّس شمّاسًا إنجيليًّا ، عن يد كير ملاتيوس فكّاك ، في السادس من آب سنة 1896 ، وقسًّا ، عن يد كير أغناطيوس ملّوك ، مطران زحلة ، في 26 أيلول سنة 1896 .
توفّاه الله ، بالسكتة القلبيّة ، في أوّل أ يّار سنة 1932 .
كان غيورًا في خدمة النفوس ، وقضى أكثر خدمته الرعويّة ما بين رياق وقرى أبرشيّة بعلبك الشمالية ، الفاكهة (1903 - 1905) ، القاع (1923 - 1932) .
له ، في خزانة دير الصابغ ، مخطوط «كتاب قدّيس الله» صلوات فرضيّة ، وضعه ، عندما كان شمّاسًا رسائليًّا ، في دير القدّيس إيلياس في زحلة ، في 30 تشرين الثاني 1895 .

1909-1911

 

كُرنيليوس (الثاني) رياشي (1871 + 1940)
هو سليمان بن نقولا رياشي ، وشقيق الأب إيليان ، من مواليد الخنشارة العام 1871 ، لبس ثوب الابتداء في 17 نيسان سنة 1887 ، ودُعي كُرنيليوس . أبرز نذوره في السادس من كانون الأوّل سنة 1888 ، تكرّس شمّاسًا إنجيليًّا ، عن يد كير ملاتيوس فكّاك ، مطران بيروت ، في الخامس من آب سنة 1892 ، سيم كاهنًا في 8 من تشرين الأوّل 1893 في كنيسة دير مار يوسف الغرب ، بوضع يد المطران ملاتيوس فكّاك ، متروبوليت بيروت .
خدم رعيّة كاتدرائيّة سيّدة النّياح في حارة الزيتون بدمشق من سنة 1899 حتّى سنة 1909  ، وكان ، في الوقت عينه ، وكيلًا للرهبانيّة . انتقل بعدها إلى رئاسة الكلّية الشرقيّة في زحلة (1909 - 1911) . تعيّن نائبًا موقّتًا لدير القرقفي ، بعد استقالة الأب برنردُس غصن ، سنة 1917 . انتُخب مُدبّرًا ثانيًا في الرهبانيّة (1922 - 1926) ، ومدبّرًا ثالثًا (1928 - 1934) . عُيّن رئيسًا لدير مار الياس الطُّوَق في زحلة (1925 - 1926) . كما تعيّن مساعدًا ، سنة 1934 ، للإكسرخُس كيرلُّس كفوري مرشد دير البشارة في الزوق ، وتثبّت ، معه ، في هذه الوظيفة ، في 15 تمّوز 1937 .
تُوفّي ، على أثر فالج ، في دير مار أنطونيوس القرقفي ، في 11 كانون الأوّل 1940  .
كان من أصحاب البنية القويّة والإرادة الصلبة والرأي السديد ، وقد ساهم ، بماله ، في بعض المشاريع العائدة لدير الصابغ . فقد اكتتب ، سنة 1929 ، بمبلغ 786 ليرة سورية ، في قائمة الرهبان المساهمين بشراء ثلاثين متر ماء من مياه المنبوخ ، كما شيّد ، في شهر آب سنة 1930 ، على نفقته ، قبّة رخاميّة فوق هيكل القدّيس نيقولاوس بدير الصابغ ، وقد بلغت نفقتها تسعين ليرة عثمانيّة .

أناطوليوس حدّاد (1867 + 1930)
هو سعد بن ضاهر حدّاد الباروكي ، من مواليد زحلة العام 1867 ، لبس ثوب الابتداء في 14 أ يّار سنة 1887 ، ودُعي أناطوليوس . أبرز نذوره في أوّل تمّوز سنة 1888 ، تكرّس شمّاسًا إنجيليًّا ، في كنيسة مدرسة عين القش ، عن يد كير ملاتيوس فكّاك ، مطران بيروت ، في 23 تشرين الثاني سنة 1891 ، وقسًّا ، عن يد الكير ملاتيوس المذكور ، في الثاني من آب سنة 1892 .
أُرسل إلى دوما في البترون ، في الرابع من تشرين الثاني سنة 1893 ، ليخدم الرعيّة هناك . انتُخب رئيسًا على دير النبي الياس في زحلة (1916 - 1917) ثمّ استقال . وخدم رعيّة مار الياس في معلّقة زحلة ، مدّة طويلة ، ما بين (1914 - 1930) .
توفّاه الله ، في معلّقة زحلة ، على أثر مرض الزلال ، في أوّل أيلول سنة 1930 .
كان كاهنًا فاضلًا تقيًّا وحسن الصوت .

بشارة سلامة (1871 + 1942)
هو بشارة بن نخلة سلامة ، من مواليد بيروت العام 1871 ، لبس ثوب الابتداء في 25 آب سنة 1887 ، وبقي على اسمه . أبرز نذوره في السادس من كانون الأوّل سنة 1888 ، تكرّس شمّاسًا إنجيليًّا ، في الثاني من آب سنة 1892 ، عن يد كير ملاتيوس فكّاك ، مطران بيروت ، ثمّ قسًّا ، في دير مار سمعان بوادي الكرم ، في 22 تشرين الأوّل سنة 1893 .
خدم في ابرشيّة حمص رعيّتي يبرود والنبك ، وكان من أفراد جمهور دير كفرشيما سنة 1937 .
يبدو أنه تعيّن خادمًا لرعيّة الزبداني سنة 1938  .
تُوفّي ، في دير زحلة ، في السادس من آب سنة 1942 ، بحادث تسمّم نتج عنه دُمَّل بسيط مع داء السكَّري ، وكان من المعروفين بطيب القلب ورقّة الطّباع .

يوسف قاصوف (1871 + 1969)
هو يوسف بن حبيب شكر قاصوف ، والدته هلّول طنّوس سمعان ، من مواليد زحلة العام 1871 ، لبس ثوب الابتداء في 25 آب سنة 1887 ، ودُعي بيمين . أبرز نذوره في السادس من كانون الأوّل سنة 1888 ، وعاد إلى اسمه الأصلي يوسف ، تكرّس شمّاسًا إنجيليًّا ، في السادس من آب سنة 1892 ، بوضع يد المطران ملاتيوس فكّاك ، متروبوليت بيروت ، وسيم كاهنًا في 23 آب سنة 1893 ، بوضع يد السيّد المذكور ، في دير مار سمعان بوادي الكرم .
خدم الرعايا والرسالات في : طرابلس وبلاد عكّار ، بناءً على طلب بطريركي ، فخدم ، أوّلًا ، في برج صافيتا سنة 1895 ، وقضى عدّة سنوات في بلدتَي عدبل ومنيارة وجوارهما ، ثمّ في رأس بعلبك (1898 - 1899) ، وكفرشيما (1907 - 1908) ، ورعيّة مار يوسف – الميدان في زحلة ، إذ كان خادمها سنة 1910 ، وحَدَث بيروت (1913 - 1914) ، وعمّيق (1924 - 1927) ، ورياق (1928 - 1930) . تسلّم رئاسة دير مار أنطونيوس القرقفي ، في كفرشيما ، مجمعًا واحدًا (1904 - 1907) ، وأصبح وكيل دير مار الياس بزحلة (1917 - 1919) ، وقضى بقيّة حياته يخدم رعيّة مار الياس في معلّقة زحلة (1931 - 1968) .
تُوفّي ، خلال شهر آذار سنة 1969 ، في دير يسوع الملك في زوق مصبح .

أنطوان سماحة (1871 + 1955)
هو أنطون بن يوسف حنّا سليمان ، من مواليد الخنشارة العام 1871 ، دخل الرهبانيّة ، بعد أن كان إكليريكيًّا بطريركيًّا في عين تراز ، ولبس ثوب الابتداء في الثاني من تشرين الأوّل سنة 1887 ، وبقي على اسمه . أبرز نذوره في السادس من كانون الأوّل سنة 1888 ، تكرّس شمّاسًا إنجيليًّا ، عن يد كير ملاتيوس فكّاك ، مطران بيروت ، في السابع من آب سنة 1892 ، وقسًّا ، عن يد الكير المذكور ، في كنيسة دير مار سمعان بوادي الكرم ، في 22 تشرين الأوّل سنة 1893 .
تابع دروسه العالية في جامعة لوفان – بلجيكا ، وكان ذلك في أوّل تشرين الثاني سنة 1900 ، بموجب الإعلام الموجّه إلى مدرسة الآباء الدومينيكيّين ، وتتلمذ على يد الكاردينال الشهير مارسييه .
خدم النفوس مدّة طويلة ، لا سيّما في بعلبك (1895 - 1900 ، 1912) ، وبيروت ، حيث خدم الكاتدرائيّة وعُيّن مرشدًا لأخوية السيّدة البتول ، ورئيس الديوان الأسقفي ، ورئيس أنطوش الرهبانيّة ، كما خدم رعيّة مار أنطونيوس ، وقد أصبح أرشمندريتًا ، في الخامس من كانون الأوّل 1910 ، عن يد المطران أثناسيوس صوايا ، تقديرًا لخدمته في أبرشيّة بيروت والنجاح في كنيسة مار أنطونيوس – الرميل ، التي أسّسها وخدمها ، وقد صادق على لبس شارات هذه الرتبة ، بعدئذٍ ، كيرلُّس مغبغب ، مطران زحلة . تعيّن رئيس المدارس الأسقفيّة بزحلة في الأوّل من شباط سنة 1907  ، كما تعيّن مراقبًا عامًّا في الكلّية الشرقيّة سنة 1913 ، وخدم الرهبانيّة بصفة مدبّر رابع (1913 - 1917) ، كما خدم النفوس في بلدته الخنشارة (1917 - 1920) وفي كنيسة البربارة في زحلة (1934 - 1938)  ، وفي كنيسة القدّيس جاورجيوس في باب المصلّى بدمشق (1938 - 1946) ، وفي كفرشيما (1947 - 1949) .
وسُمح له ، في أوّل أيلول 1922 ، بالسفر إلى ساوباولو في البرازيل (1922 - 1924) لخدمة الرسالة هناك .
تُوفّي ، في الرابع من كانون الأوّل سنة 1955 ، في دير القرقفي ، على أثر نزيف بسبب البروستات وهبوط في القلب .
وقد اشتهر بطيبة القلب ودماثة الخُلق والمرح الدائم ، وكان من أصحاب الأصوات الرخيمة ، واشتهر بالتحرّي عن المياه والمعادن .
من آثاره :
له بعض المخطوطات في خزانة دير الصابغ ، نذكر منها :
ملحقات في علم اللاهوت النظري (في الدين الحق) ليوحنّا بيروني ، نسخها سنة 1900 .
اكتشاف الماء وسائر المعادن (دروس طبيعية) ، 158 صفحة ، نقلها بيده .
مواعظ محرّر ، من عبد ربّه أنطون يوسف سماحة ، بتاريخ الأوّل من أيلول 1940 .

داميانوس معلوف (1871 + 1926)
هو بشارة بن شاهين معلوف ، من مواليد وادي الكرم العام 1871 ، لبس ثوب الابتداء في 20 شباط سنة 1888 ، ودُعي داميانوس . أبرز نذوره في 15 آب سنة 1889 ، تكرّس شمّاسًا إنجيليًّا ، عن يد كير ملاتيوس فكّاك ، مطران بيروت ، في السابع من آب سنة 1892 ، وقسًّا ، عن يد سيادته ، في كنيسة دير مار سمعان ، في 26 تشرين الأوّل سنة 1893  .
خدم الأنفس في كثير من المدن والقرى ، ومنها : رعيّة القدّيس جاورجيوس في النبك (1900 – 1903) ، ورعيّة مار جرجس في عين بورضاي (1909 - 1919) ، ورعيّة حدَث بعلبك .
توفّاه الله ، على أثر اعتلاله بالزلال والسكَّري ، في دير مار أنطونيوس القرقفي ، في 24 تشرين الثاني سنة 1926 .

كبريانُس شهاب (1871 + 1962)
هو أسعد ابن الأمير ملحم مراد شهاب ، وشقيق الأب أنطون ، من مواليد كفرشيما العام 1871 ، لبس ثوب الابتداء في أوّل آب سنة 1888 ، ودُعي صموئيل . أبرز نذوره ، في دير القرقفي ، في 15 آب سنة 1889 ، ودُعي كبريانُس ، تكرّس شمّاسًا إنجيليًّا ، في الثامن من آب سنة 1892 ، عن يد كير ملاتيوس فكّاك ، مطران بيروت ، ثمّ قسًّا ، عن يد كير ملاتيوس المذكور ، في كنيسة دير مار أنطونيوس القرقفي ، في أوّل تشرين الأوّل سنة 1893 .
دخل المدرسة البطريركيّة في بيروت ، عُيّن كاتبًا في مجلس إدارة جبل لبنان . عُيّن كاتبًا للسرّ عند الأب العام يوسف كفوري ، عُيّن كاتم أسرار مطران بعلبك سنة 1899 ، ومديرًا للدروس في الكلّية الشرقيّة بزحلة سنة 1905 ، عُيّن رئيسًا لكهنة كنيسة المخلّص في بيروت سنة 1908 ، ومرشد الأخوية فيها ، وكاتم أسرار مطران بيروت سنة 1910 ، وفي مدّة الحرب الكبرى استلم النيابة الأسقفيّة في بيروت حتّى سنة 1922 .
سافر مرّات عديدة إلى أوروبّا ، ورافق البطريرك الياس الحويّك والأساقفة إلى روما وباريس ، فكان عضوًا في الوفد البطريركي لدى حكومة فرنسا . انتُخب رئيسًا لدير القرقفي في كفرشيما (1922 - 1926)  ، وخدم رعيّة الخنشارة سنة 1927 . أُرسل إلى مصر ، فخدم في كنيسة القدّيس كيرلُّس في مصر الجديدة (1928 - 1931) ، وفي رعيّة الإسكندريّة سنة 1934  ، وبنى كنيسة مار الياس في بور سعيد وخدم رعيّتها (1936 - 1939) . خدم الرعيّة في الشوير (1948 - 1949) ، وسنة 1950 كان خادم رعيّة مار تقلا في كفرشيما .
انتقل إلى رحمة الله نهار الخميس في أوّل آذار سنة 1962 ، عن عمر يناهز 92 عامّا ، وذلك إثر نوبة انفجار في الدّماغ ، لم تمهله إلّا يومين ، وكانت الوفاة في دير القدّيس أنطونيوس القرقفي في كفرشيما .
كان محبًّا للطقوس الكنسيّة والصلوات الفرضيّة ، ومُحبًّا للتنقّلات والأسفار ، وسافر كثيرًا إلى أوربّة ، خصوصًا إلى ألمانيا والنمسا ، وكانت له علاقات مميّزة مع أمرائها ، وقد نال أوسمة كثيرة .
من آثاره :
له مخطوط بعنوان : «مختصر المنطق والفلسفة» ، قياس 29 × 19,5 سنتم ، 444 صفحة ، وقد كتبه عندما كان شمّاسًا (1890 - 1891) ، محفوظ في خزانة مخطوطات دير الصابغ .
وقد نظم الشعر ، وله فيه قصيدة بعنوان : «عاطفة الإخلاص» ، نظمها سنة 1898 ، يهنّئ فيها ، البطريرك بطرس (الرابع) جريجيري بارتقائه إلى السدّة البطريركيّة .

أنطون شهاب (1868 + 1946)
هو يوسف ابن الأمير ملحم مراد شهاب ، وأخو الأب كبريانُس ، من مواليد كفرشيما العام 1868 . أبرز نذوره ، في دير القرقفي ، في 15 آب 1889 ، سيم شمّاسًا إنجيليًّا ، عن يد كير أغابيوس معلوف ، مطران بعلبك ، وقسًّا ، في 14 نيسان 1901 ، عن يد المطران ملاتيوس فكّاك ، متروبوليت بيروت .
قضى أغلب أيامه في دير القرقفي ، وخدم رعيّة كفرشيما (1922 - 1924 ، 1926 - 1927) ، ورعيّة سيّدة النجاة في الحَدَث ، (1936 - 1937) .
تُوفّي ، في 18 شباط 1946 ، في ملجإ العجزة بدير الصليب ، بعد أن فقد بصره ، وكان معروفًا ببساطته ووداعته .

يوحنّا الحدّاد  (1873 + 1963)
هو يوسف بن خليل الحدّاد ، من مواليد بيت شباب العام 1873 ، لبس ثوب الابتداء في أوّل آب سنة 1888 ، وبقي على اسمه . أبرز نذوره في 29 حزيران سنة 1890 ، تكرّس شمّاسًا إنجيليًّا ، عن يد كير ملاتيوس فكّاك ، مطران بيروت ، في كنيسة دير مار سمعان بوادي الكرم ، في التاسع من آب سنة 1896 ، ثمّ قسًّا ، عن يد كير ملاتيوس المذكور ، في السادس من أيلول سنة 1896 . 
بدأ دراسته في المدرسة الابتدائيّة في بيت شباب ، ثمّ في مدرسة الصابغ ، حيث أكمل دراسته ودرّس فيها .
أُرسل إلى زحلة ، مع الأرشمندريت يعقوب الرياشي ، للإشراف على بناء الكلّية الشرقيّة . عند اكتمال بنيانها ، عُيّن مديرها وعلّم فيها أيضًا  .
تعلّم اللغة التركية ، وكان مشهورًا بتدريس أربعين موضوعًا مختلفًا في اللغة العربيّة .
أثناء مكوثه في زحلة ، أُصيب بالملاريا ، فترك زحلة ، إلى يبرود في القلمون السورية ، ولمّا جاء عمّه ، الجنرال ميشال حدّاد ، موفدًا من النمسا ، ليبتاع خيولًا عربيّة ، رافقه في تجواله .
في العاشر من نيسان 1901 ، أقامه البطريرك بطرس (الرابع) جريجيري نائبًا بطريركيًّا على حمص وحماه ويبرود ، وأعطاه لقب «إكسرخوس»   . لم يدم هذا التعيين مدّة طويلة لأن البطريرك تُوفّي سنة 1902   . 
تسلّم صكًّا ، من المطران كيرلُّس جحا ، النائب البطريركي الرسولي ، بتاريخ 4 حزيران 1902 ، يقضي بتعيينه لخدمة النفوس في مدينة شيكاغو ، وكذلك إعلامًا قانونيًّا من الأب العام ، وتحريرًا للسيّد «فيهن» Patrick FEEHAN رئيس أساقفة شيكاغو  .
غادر لبنان بحرًا ، وقام برحلة شاملة عبر آسيا ، أوروبا وأفريقيا ، قبل بلوغه إلى الولايات المتّحدة الأميركيّة ، عن طريق فرنسا ، ووصل إلى نيويورك في 5 تمّوز 1902 . 
تعلّم الإنكليزيّة في معهد القدّيس إغناطيوس ، للآباء اليسوعيّين ، ودرس في جامعة شيكاغو أيضًا .
وكان الأب يوحنّا قد بدأ عمله التبشيري ، في المدن والولايات الأخرى ، منذ وصوله إلى الولايات المتّحدة ، طبقًا للصلاحيّات التي استمدّها من السلطات الكاثوليكيّة المحلّية .
دُعي ، في 30 نيسان 1904 ، من قبل جمعيّة القدس ، لافتتاح معرض «أبواب القدس» في «سان لويس» – «ميسوري» ، وقد دشّنه باحتفال كبير ، حسب الطقس البيزنطي ، وألقى عظة وشرحًا وكان مسؤولًا عن الخدمات الدينية طيلة فترة المعرض .
وقد ذاع صيته ، من خلال هذا المعرض ، في أوساط الشعب الأميركي ، خاصّة عند الأساقفة اللاتين ، الذين لديهم جاليات سورية في أبرشياتهم .
حسب المدعو إدوار ، كاتب سيرة حياته ، كان الأب حدّاد يُدعى غالبًا لحضور محاضرات وخطابات لرجالات مشهورين : كرادلة وكهنة ، مخاتير ، قناصل ، حكّام ورؤساء الولايات المتّحدة : تيودور روزفلت ، وليَم تافت وودرو وِلْسُن  .
بعد عودة الأب باسيليوس صوايا ق .ب . إلى لبنان ، في 26 نيسان 1905 ، عُيّن الأب حدّاد كاهنًا لكل الجالية الكاثوليكيّة في أبرشيّة شيكاغو  .
اهتمّ كثيرًا برعيّته ، وظهر حنانه واهتمامه خاصّة بالمرضى منهم ، وحدث أن زار مريضًا بداءٍ مُعدٍ ، فنُصح بفرك وجهه ويديه بحامض الفينيك (مادّة مطهّرة) . عند زيارته ، وبما أن السائل ليس مُخفَّفا ، تسمّم واحترق ، فنُقل الأب حدّاد من مشفى إلى آخر حتّى تعافى ، وكان ذلك في 9 كانون الأوّل 1922   . 
بعد انتهاء مسؤوليته في شيكاغو ، تابع تبشيره خارج المنطقة ، بفضل ثقافته وكتاباته . فقد كان يُتقن اللغات : العربيّة ، اليونانيّة ، الفرنسيّة والإنكليزيّة ، وتميّز بعلمه ونتاجه الفكري والأكاديمي ، وأمضى عدّة سنوات يحرّر كتبه في شيكاغو والجامعات الشمالية الغربيّة . وقد كتب في الأدب واللغة والفلسفة وعلم اللاهوت والحساب والتاريخ وسواها من المعارف . 
طُلب إليه العمل في أبرشيّة بيروت سنة 1919 ، كأسقف ، ثمّ في أبرشيّة حمص وحماه ويبرود سنة 1920 ، وأخيرًا في أبرشيّة بعلبك سنة 1922 ، لكنه رفض كل العروض  ، وبقي في شيكاغو حتّى وفاته .
إن المطران نقولا سمرا ، يجعل وفاته في العام 1940   ، والسجل الرهباني لا يلحظ لها تأريخًا ، إلّا أننا وجدنا في كتاب «تاريخ العالم الجديد» ، الذي ألّفه المترجَم ، أنه تلقّى رسالتين ، الأولى بتاريخ 12 أ يّار 1949 ، من نجيب حدّاد ، قنصل لبنان في فنزويلا ، وهي جواب على رسالة الأب يوحنّا ، تاريخ 28 آذار سنة 1949 ، والرسالة الثانية من جوزف أبو خاطر ، سفير لبنان في مكسيكو ، بتاريخ 16 أيلول سنة 1952 ، وهذا دليل على أن المترجَم كان ما يزال على قيد الحياة في ذلك التاريخ  . وإن «سجل الحالات الخاصّة في الرهبانيّة» يذكر ، في الصفحة 3 ، ما يلي :
[وقد حاول الأب العام أغسطينوس فرح ، في أثناء زيارته للآباء في الولايات المتّحدة (سنة 1959- 1960) أن يتّصل به ويجتمع به (أي بالأب يوحنّا) ، ولكن عبثًا ، وكان ذلك في 14 – 15 كانون الثاني . . .
ثمّ يُضيف : تُوفّي ، سنة 1963 على التقريب ، دون أن يعلم به أحد] .
امتاز الإكسرخُس يوحنّا حدّاد بمواهب متنوّعة ، فكان مبشّرًا مليئًا بالحماس الرسولي وخدم باندفاع وغيرة ، ذكيًّا ، مثقّفًا ، اختار عدم العودة إلى أرضه الأم ، ونأمل أن أبحاثًا أعمق تسلّط الضوء على حياته ومؤلّفاته  .
من آثاره : 
يحتفظ دير الصابغ في مكتبته بسبعة كتب مطبوعة من مؤلّفات الأب حدّاد ، وكذلك على ملحمة شعريّة مطبوعة ، وقد سعى الأب بولس نزها ، جامع هذا السجل الرهباني ، إلى الحصول عليها من أميركا ولبنان ، وهي ، بحسب تاريخ طباعتها :
Choice of Choices, Chicago, 1905
 Exhibit of Letters, Chicago, 1923 
ديوان الجمال المنظوم في معرض العلوم ، مطبعة أنجليل ، شارع البوسطة ، بيروت ، 1924 ، 288 صفحة .
ديوان الدّرر الغوالي في مشاهير الرجال ، مطبعة أنجليل ، بيروت ، 1925 ، 350 صفحة .
مشاهد الكون والأجناد في تاريخ القائد ميشال حدّاد ، مطبعة أنجليل ، بيروت ، 1927 ، 227 صفحة .
ديوان الإكسرخوس يوحنّا حدّاد ، مطبعة جريدة العلم ، بيت شباب ، 1937 ، 442 صفحة .
تاريخ العالم الجديد ، مطبعة العلم ، 1952 ، 354 صفحة عربي ، 128 صفحة إنكليزي .
بديعيّة الإكسرخوس يوحنّا حدّاد ، ملحمة شعريّة مكوّنة من 168 بيتًا نُظمت ، على البحر الطويل ، سنة 1909 ، 20 صفحة ، تحتوي على وصف الله والتثليث والتوحيد مثبوت من القرآن ، مع ذكر الجناس ، وقد وصف بها الناظم السماء والأرض والعلوم بعبارة رقيقة ومعانٍ دقيقة . تليها ، من الصفحة 21 حتّى 29 ، «القرآن المنظوم» ، وهي سُوَر القرآن نظمها بإيعاز من ناظم باشا والي سورية قصيدة ، 72 بيتًا ، مع سيرة محمد نثرًا ، وقد طبعت في مطبعة جريدة القلم ، بيت شباب ، لبنان .
أمّا البديعيّة فمطلعها :
 
براعة ربّ الكون تبدو بلمحة
وتثبت أن الكون معلول علّة
وختامها :
 
فيا ربّ هبني ما أروم وأبتغي
وتمّم بتاريخي مرامي ورغبتي
لقد أنزل أيضًا ثلاث خرائط قبل 1907 : الخريطة الأولى عن الكون مزيّنة بصور الملوك ، الأباطرة ، الرؤساء وقياصرة الروس ؛ الخريطة الثانية عن العالم ، وتتضمّن نصفي الكرة الأرضية ، النظام الشمسي ، البحار ، الجبال والأنهار ؛ الخريطة الثالثة هي للولايات المتّحدة مزيّنة بصورة الرؤساء بدءًا من واشنطن إلى تافت . وقد قُدّمت نسخة من خريطته للكون إلى مؤسّسة الفنون في شيكاغو في 3 تشرين الثاني 1911   .

تيموثاوُس صوايا (1872 + 1907)
هو ميخائيل بن حبيب صوايا ، من مواليد وادي العرايش – زحلة العام 1872 ، لبس ثوب الابتداء في 12 تشرين الأوّل سنة 1888 ، ودُعي لفرنديوس . أبرز نذوره في 29 حزيران سنة 1890 ، ودُعي تيموثاوُس ، تكرّس شمّاسًا إنجيليًّا ، بوضع يد السيّد ملاتيوس فكّاك ، مطران بيروت ، في كنيسة دير مار سمعان بوادي الكرم ، وكاهنًا ، في 8 أيلول 1896 ، بوضع يد المطران المذكور ، في دير مار سمعان أيضًا .
توفّاه الله في بيروت ، بمرض الناسور في رجليه ، في الثامن من آذار سنة 1907 .

قسطنطين الفرزلي (1857 + 1921)
هو الياس بن يوسف الفرزلي ، من مواليد بيروت العام 1857 ، لبس ثوب الابتداء في الخامس من شباط سنة 1889 ، ودُعي قسطنطين . أبرز نذوره في 29 حزيران سنة 1890 ، تكرّس شمّاسًا إنجيليًّا ، في كنيسة سيّدة البشارة في المصيطبة ، عن يد كير ملاتيوس فكّاك ، مطران بيروت ، في 25 آذار سنة 1893 ، وقسًّا ، في كنيسة دير مار أنطونيوس القرقفي ، عن يد كير ملاتيوس المذكور ، في الثالث من تشرين الأوّل سنة 1893 .
خدم في دير القرقفي وعلّم في المدرسة ، ونُقل إلى قرية المَشرَع سنة 1893 . أُقيم وكيل دير مار يوسف – عين الرمّانة في سوق الغرب ، سنة 1895 ، وفي العام 1898 كان خادم رعيّة الخنشارة . أرسلته الرهبانيّة إلى صيدنايا ، إذ نجده ، سنة 1906 ، خادم رعيّة آجيّا صوفيّا فيها .
ويقول الأب لويس شيخو عنه في كتابه «رحلات علميّة بحثًا عن المخطوطات» : [ . . . وكنّا ، في مدّة إقامتنا في صيدنايا ، نسمع كثيرين يُثنون على غيرته وتقواه]  .
يبدو أنه عاد إلى زحلة في القسم الأخير من حياته ، إلى أن اعتراه المرض .
توفّاه الله ، بدير مار الياس الطُّوَق ، بمرض الفالج ، في 20 نيسان سنة 1921 ، بعد أن قضى فيه مشلول الجهة اليمنى نحو 15 سنة .
كان لطيف المعشر للغاية ، ولكن ميّالًا إلى الهزل ، وذا نكتة سريعة ، وكريمًا جدًّا .

مرتينوس سماحة (1874 + 1908)
هو أيّوب بن طانيوس حنّا موسى غصوب ، من مواليد الجوار العام 1874 ، لبس ثوب الابتداء في 15 أيلول سنة 1889 ، ودُعي مرتينوس . أبرز نذوره في السادس من كانون الأوّل سنة 1891 ، تكرّس شمّاسًا إنجيليًّا ، في 22 آب سنة 1897 ، عن يد كير ملاتيوس فكّاك ، مطران بيروت ، الذي كرّسه ، أيضًا ، قسًّا ، في كنيسة دير مار سمعان بوادي الكرم ، في أوّل أيلول سنة 1897 .
لم تطُل خدمة الأب مرتينوس لأنه تُوفّي ، شابًّا ، بعمر 35 سنة ، ففي 27 حزيران 1893 كان مدرّسًا في مدرسة الجوار ، وخدم الرعايا في عين القبو والمَشرَع (1898 - 1901) ، والفاكهة في البقاع الشمالي (1902 - 1903) .
وقد توفّاه الله ، بدير مار يوحنّا ، في 31 آب سنة 1908 ، بمرض السِّل ، الذي قاسى منه أوجاعًا نحو مدّة سنتين ، وكان صبورًا ، ودُفن تحت الزيتونة ، بسبب مرضه .

ألكسيوس زمكحل (1872 + 1941)
هو يوحنّا بن يوسف زمكحل ، من مواليد بيروت العام 1872 ، لبس ثوب الابتداء في 25 أيلول سنة 1889 ، ودُعي كاسيانوس . أبرز نذوره في السادس من كانون الأوّل سنة 1891 ، تكرّس شمّاسًا إنجيليًّا ، في كنيسة دير سيّدة النّياح – بقعتوتة ، عن يد كير ملاتيوس فكّاك ، مطران بيروت ، في 15 آب سنة 1896 ، وقسًّا ، في كنيسة دير مار سمعان بوادي الكرم ، عن يد كير ملاتيوس المذكور ، في الثامن من أيلول سنة 1896 ، ودُعي ألكسيوس .
قضى حياته الرهبانيّة الكهنوتيّة عاملًا بجدّ ورصانة في ما انتُدب إليه من الخِدَم والمناصب ، فعلّم في مدرسة الصابغ الرهبانيّة وفي الكلّية الشرقيّة في زحلة وفي المدرسة البطريركيّة في القاهرة ، وعمل ، لفترات طويلة ، أمينًا لسرّ المطران أثناسيوس صوايا ، متروبوليت بيروت ، ولأمانة سرّ الرئاسة العامّة في رهبانيّته ، وكان ، في السنوات الأخيرة من حياته ، مُقيمًا عند الراهبات في دير سيّدة النّياح قرب بقعتوتة ، ويشتغل بتعريب مواعظ الأب «بوردلو» الخطيب الفرنسي الشهير .
تُوفّي ، في دير سيّدة النّياح ، بسكتة قلبية ، في الثامن من أ يّار سنة 1941   . كان من أصحاب الأصوات الرخيمة ، وممّا اشتهر به جمال الخط إلى درجة الكمال . وقد عُرف برقّة طبعه ودماثة أخلاقه ورقّة قلبه ولطف معشره ، حتّى لقد كان أمرّ الأمور عليه أن يُسيء إلى القريب بلفظة أو حركة أو يسمع ما يجرح المحبّة ولو على سبيل التسلية .
وكان يُجيد الإنشاء والشعر العربي الرقيق ، إذ كان شاعرًا حيّ العاطفة ، رقيق النظم سلس الديباجة على جزالة اللفظ ومتانة التعبير . له قصائد وتعريبات عرف قرّاء «المسرّة» و «المشرق» و «المهذّب» بعضها ، ولا يزال أكثرها طيّ دفاتره .
من مقالاته المعرّبة :
رأي البلغاريين في المنيّة وفي عوائدهم في المآتم . «المهذّب» 2 (1904) ، الأعداد : 11 و12 و13 .
من قصائده المنشورة :
الوردات الثلاث ، لفرنسوا كوبه . معرَّبة عن الفرنسيّة . «المشرق» 9 : 429 - 430 .
ليلة في دير القدّيس يوحنّا الصابغ قرب الشوير . المسرّة 2 (1912) ، 515 - 516 .
نجم المجوس . المسرّة 10 (1924) ، 102 .
الكاهن الجديد . المسرّة 23 ( 1937) ، 515 - 516 .
قصيدة ، من عشرة أبيات ، يُقرِّظ فيها الأب يوحنّا الحدّاد  ق. ب.  .
الشهيد «القدّيس استفانُوس» . المسرّة 24 ( 1938) ، 89 - 90 .
إلى الشباب ، كردوارد كيبلنغ شاعر التاج البريطاني ، معرّبة عن الفرنسيّة . المسرّة 24 (1938) ، 292 - 293 .
دمع يأس بل أدمع استبشار . المسرّة 24 (1938) ، 363 - 364 .
عاطفة الفؤاد ، مرفوعة لمطران زحلة كيرلُّس مغبغب .
قصيدة بعنوان : «ذكرى أليمة» ، نظّمها في رثاء الأخ برنردُس حدّاد  .
وهاك بعض أبيات من قصيدة نظمها في إحدى ساعات الألم :
 
إذا البلوى أتتك فكن صبورًا
وَلُذ بمراحم المولى الكريمِ
لعلّ تألّمي يمحو ذنـ
ـوبي فأنجو من عذابات الجحيمِ
ويرأف بي إله المجد حتّى
يُكلّل مفرقي تاج النعيمِ

حنانيّا بوري (1874 + 1963)
هو بشارة بن جرجس بوري ، من مواليد بيروت العام 1874 ، لبس ثوب الابتداء في 25 أيلول سنة 1889 ، ودُعي حنانيّا . أبرز نذوره في الثامن من أيلول سنة 1890 ، تكرّس شمّاسًا إنجيليًّا ، في كنيسة دير سيّدة النّياح – بقعتوتة ، عن يد كير ملاتيوس فكّاك ، مطران بيروت ، في 15 آب سنة 1896 ، وقسًّا ، في كنيسة دير مار سمعان – وادي الكرم ، عن يد كير ملاتيوس المذكور ، في 13 أيلول سنة 1896 .
أُرسل ، بعد مدّة ، إلى الولايات المتّحدة الأميركيّة ، فوصلها في 24 حزيران سنة 1905 ، قادمًا من فرنسا ، وهو بعمر 26 سنة .
أقام في بوسطن (1905 - 1907) ، خدم الجالية ، سنة 1908 ، في إرساليّة القدّيس باسيليوس الكبير في الشلّالات الوسطى . إذ صار تعيينه خادمًا للروم الكاثوليك المقيمين في أبرشيّة «بروفيندس» والبالغ عددهم خمسماية نسمة ، فأسّس كنيسة في «تاكيت رود آيلون» قام بتكريسها مطران الأبرشيّة في 25 حزيران سنة 1911 ، وقد بلغت أكلاف الكنيسة وبيت الكاهن 23 ألف ريال . وخدم ، ردحًا من الزمن ، في رعيّة «توليدو أوهايو» ، ثمّ ترك «الشلّالات الوسطى» ، سنة 1919 ، وذهب إلى «لوس أنجلوس» في كاليفورنيا ، حيث قضى القسم الأكبر من حياته هناك .
كان قاطعًا علاقاته مع الرهبانيّة ، بسبب وضعه الخاص ، إلّا أنه في السنوات الأخيرة من حياته مرض ثمّ أُصيب بالشلل ، فأعاد اتصالاته بها .
وفي أثناء زيارة الأب العام أغسطينوس فرح له خلال شهر كانون الثاني سنة 1960 ، أبدى رغبته في أن يُعتبر ابنًا للرهبانيّة ، وجدّد نذوره أمام الأب العام .
تُوفّي ، في مستشفى «لوس أنجلوس» ، في 21 كانون الثاني سنة 1963 ، عن عمر يقارب التسعين عامًا ، وأُقيمت الصلاة عن روحه في كنيسة القدّيسة حنّة ، وقام بخدمة الجنّاز الأرشمندريتان ميشيل بردويل ومكسيموس ماردلّي .
وقفنا له على أبيات شعريّة منظومة بمناسبة اعتلاء السيّد بطرس جريجيري السدّة البطريركيّة .

برنردُس غصن (1874 + 1955)
هو عبد الله بن جرجس غصن ، زحلاوي ، من مواليد بيروت العام 1874 ، لبس ثوب الابتداء في 25 أيلول سنة 1889 ، ودُعي برنردوس . أبرز نذوره في السادس من كانون الأوّل سنة 1891 ، وأُرسل إلى روما في 5 تشرين الأوّل 1894  ، تكرّس شمّاسًا إنجيليًّا ، في مدرسة انتشار الإيمان (البروبغندا) في روما ، في 29 حزيران سنة 1899 ، ثمّ قسًّا ، سنة 1900 ، في روما أيضًا .
درس الفلسفة واللاهوت ما بين (1984 - 1902) وحاز على شهادة «الملفنة» في اللاهوت .
بعد عودته من روما درّس اللاهوت النظري والأدبي في مدرسة الصابغ ، ثمّ خدم النفوس في رعيّة كاتدرائيّة سيّدة النّياح في حارة الزيتون بدمشق ، بين عامي 1909 و1913 ، وفي الوقت عينه شغل مهام وكيل الرهبانيّة في الشام . انتقل بعدها إلى رئاسة الكلّية الشرقيّة في زحلة (1913 - 1916) ، ورئاسة دير ما أنطونيوس في كفرشيما (1917 - 1919) ، فرئاسة مركز المخلّص في بيروت (1919 - 1924) .
أسّس ، سنة 1923 ، مجلّة «صوت الحق» مجلّة كاثوليكيّة تبحث في «الأمور الدينية والعلمية والاجتماعيّة ، تنويرًا للشعب ، ودفاعًا عن القيم الروحيّة والخلقية ، تجاه التيّارات الإلحاديّة والإباحيّة» .
غير أنها ما لبث أن توقّفت في أواخر العام 1924 ، لأن مؤسّسها لم يكن قادرًا على القيام بأعبائها وحده ، وبسبب نشرها لبعض المواضيع الحسّاسة عند السّلطات الكنسيّة العليا .
عمدت السّلطة الروحيّة إلى تعيينه لخدمة النفوس في «برمنغهام» في الولايات المتّحدة الأميركيّة سنة 1924  ، وما لبث أن انتقل ، في 2 تشرين الثاني 1925 ، إلى كنيسة القدّيس جاورجيوس في «مانتهاتين» نيويورك ، وخلال تواجده في أميركا أقام رياضات روحيّة وألقى المواعظ في شتّى الكنائس الملكيّة ، من ديترويت إلى باترسُن وحتّى لورانس وغيرها ، وقد عُدّ واعظًا مرموقًا .
رُقِّيَ إلى رتبة «أرشمندريت» في 12 كانون الأوّل 1927 . عُيِّن ، سنة 1933 ، رئيس ومنظِّم لجنة التحضير لليوبيل الذهبي الكهنوتي للبطريرك كيرلُّس (التاسع) مغبغب ( 1883 / 1933 ) ، واحتفل بيوبيله الكهنوتي الذهبي سنة 1950  .
وقد توفّاه الله ، في 9 أيلول 1955 ، في مستشفى القدّيس منصور ، وصلّى على جثمانه ، السيّد باسيليوس خوري ، مطران صيدا ، والأرشمندريت الياس السكاف ، في كاتدرائيّة القدّيس باتريك ، ودُفِن في مدافن «Woodside» القطاع 44 .
تقلّد إرشاد أخويّة السيّدة البتول التابعة للكنيسة الكبرى في مدينة بيروت . سُمّي أحد المرشّحين الثلاثة لمطرانية بيروت ، سنة 1921 ، مع الأبوين باسيليوس قطّان ق .ب ، والإكسرخُس إسطفانُس دمّر ، من الإكليروس البطريركي ، وقد اشتهر بغزارة العلم وموهبة الخطابة والإرتجال في الإلقاء ، والذاكرة القويّة والمواقف الجريئة ، وفي خطبه ومجلّته ومؤلّفاته ، وله حملات عنيفة على أعداء الإيمان والكنيسة . كان من الشخصيّات البارزة في الرهبانيّة والكنيسة ، اشتهر بدماثة الخلق وطيب القلب ، وهو حائز على عدّة أوسمة .
من آثاره :
مخطوط «في سلطة الحبر الأعظم» ، 1903 ، يحمل رقم 0BC00431 في لائحة مخطوطات دير الصابغ .
مخطوط «جلاء الحقيقة ودحض الآراء غير الكاثوليكيّة» مجلّد رابع ، 1934 .
نتاجه الفكري محفوظ ، في دير الصابغ ، ضمن مجلّدات ضخمة ، تُدعى «أثمار الغصن» .
الولد والمدرسة (خطاب) ، «المشرق» 9 (1907) : 75 .
وله مقالات كثيرة وقيّمة مطبوعة في الصحف العربيّة الصادرة في أميركا .
بالإضافة إلى مقالاته في «صوت الحق» ، كتب في «المحبّة» (السنة 4) ، «الفجر» ، لنجلا أبي اللمع ، (1919 - 1920) ، «المعارف» (1932) ، «لسان الحال» (23/11/1933) و «رسالة العمّال» (1955) .

صفرونيوس خوري (1872 + 1952)
هو خليل بن اسكندر خوري ، من مواليد بيروت العام 1872 ، لبس ثوب الابتداء في 25 أيلول سنة 1889 ، ودُعي فيليبُّس . أبرز نذوره في 28 أيلول سنة 1890 ، تكرّس شمّاسًا إنجيليًّا ، في الثامن من آب سنة 1892 ، عن يد كير ملاتيوس فكّاك ، مطران بيروت ، وقسًّا ، عن يده أيضًا ، في كنيسة دير مار أنطونيوس القرقفي ، في أوّل تشرين الأوّل سنة 1893 ، ودُعي صفرونيوس .
أُرسل ، بأمر الأب العام ، إلى مدينة سدني في أستراليا ، سنة 1904 ، وقد أبحر إلى هناك ، برفقة الأب نقولا مدوّر ، وذلك في التاسع من أ يّار ، وكان وصوله إليها في 27 تمّوز . وقد قام بمساعدة الأب سلوانُس منصور خادم الرعيّة ومؤسّس الرسالة في سيدني ، وبقي هناك حتّى العام 1925  .
في 13 آذار 1922 منح البطريرك ديمتريوس (الأوّل) قاضي الأب صفرونيوس رتبة «أرشمندريت» ، تقديرًا للخدمات الجليلة التي أدّاها للكنيسة .
ولمّا كانت الجالية اللبنانيّة في مدينة «بزربان» بحاجة لمن يرعاها ، فقد سمح الكرسي الرسولي بأن يتوجّه المترجَم إلى هناك سنة 1925 ، حيث باشر الاهتمام بالمؤمنين كما بتأمين القداديس لهم في كنيسة السيّدة ، جنوب المدينة . وبفضل المساعدات السّخية والجهود النشيطة ، ابتاع الأرض المناسبة لتشييد الكنيسة ، على اسم القدّيس إكليمنضوس ، ووُضع حجر الأساس لها في 7 آذار 1929 ، وقد باركه السيّد إكليمنضوس معلوف ، مطران مرجعيون ، الذي صادف مروره هناك بمناسبة مشاركته بالمؤتمر القرباني في سدني .
وفي العام 1936 دشّنها مطران المدينة «جيمس دوهينغ» ، وبقي الأب صفرونيوس يخدم هذه الكنيسة بإخلاص كل حياته وتفانى من أجل نموّها .
وقد احتفل بيوبيله الذهبي الكهنوتي سنة 1940 ، وفي سنة 1941 احتفل باليوبيل الذهبي لكنيسة الملاك ميخائيل في سدني .
توفّاه الله ، في بزرين – أستراليا ، في السادس من شهر تمّوز سنة 1952 ، وكان كاهنًا ورعًا ، غيورًا ، محبوبًا ورخيم الصوت .

موسى (الثاني) قاصوف (1873 + 1943)
هو نايف بن منصور شكر قاصوف ، من مواليد الخنشارة العام 1873 ، لبس ثوب الابتداء في 30 أيلول سنة 1890 ، ودُعي موسى . أبرز نذوره في السادس من كانون الأوّل سنة 1891 ، تكرّس شمّاسًا إنجيليًّا ، عن يد كير ملاتيوس فكّاك ، مطران بيروت ، في 16 آب سنة 1896 ، وقسًّا ، عن يد كير ملاتيوس المذكور ، في كنيسة دير مار سمعان بوادي الكرم ، في 13 أيلول سنة 1896 .
زاول مهنة التعليم ، فكان مدرِّسًا للأولاد قبل وبعد رسامته الكهنوتيّة .
خدم في أماكن متعدّدة إلى أن عُيّن في عين تراز ، سنة 1932 ، وكيلًا لأوقافها ، وبقي حتّى وفاته فيها ، وقد رُقّي إلى رتبة «إيكونومُس» .
أُصيب بمرض الفالج في 27 آذار سنة 1943 ، وتوفّاه الله ، في مدرسة عين تراز البطريركيّة ، في أوّل نيسان .
كان معروفًا بلين طبعه وحبّه للمسالمة ومحافظته على واجباته .

فيليبُّس سلموني (1875 + 1967)
هو فيليب بن نقولا (أبو جنك) سلموني ، والدته لطيفة ، من مواليد زوق مكايل العام 1875  ، لبس ثوب الابتداء في 20 تشرين الثاني سنة 1890 ، وبقي على اسمه . أبرز نذوره في 14 تشرين الثاني سنة 1893 ، تكرَّس شمّاسًا إنجيليًّا ، في كنيسة القديّس نيقولاوس في دير الصابغ ، عن يد غبطة البطريرك بطرس (الرابع) جريجيري ، في 18 تشرين الثاني سنة 1900  ، ثمّ كاهنًا ، في 15 آب 1902 ، عن يد كير أغابيوس معلوف ، مطران بعلبك ، في كاتدرائيّة القدّيسة بربارة .
تلقّى علومه اللاهوتيّة في جامعة القدّيس يوسف للآباء اليسوعيّين في بيروت ، وكان من جملة الخمسة إخوة الذين اختارتهم الرهبانيّة ، أوّلًا ، سنة 1896 ، لتلقي العلوم في تلك الجامعة .
احتفظ به المطران أغابيوس معلوف ، بعد الرسامة ، وأقامه أمينًا لسرّه (1902 - 1904) ، حيث غادر لبنان ، عن طريق الإسكندريّة وفرنسا ، في 4 تمّوز 1904 ، مبعوثًا ، من قبل المطران ، إلى الولايات المتّحدة الأميركيّة ، وقد وصلها في 4 آب من السنة ذاتها ، وأقام على العنوان : 60 - 62 شارع واشنطن في نيويورك .
في الرسالة التي بعث بها إلى الإكسرخُس يوحنّا حدّاد في شيكاغو ، أورد عن قصده بأنه إنّما جاء لجمع الأموال للميتم في بعلبك الذي يُعنى مطرانها بتشييده ، وفي نيّته أيضًا الذهاب إلى البرازيل للغاية نفسها .
تسلّم العمل الرسولي في الغرب الأوسط ، في كنيسة القدّيس لويس ، وأصبح بعهدة رئيس الأساقفة «John Glennon» ، وبقي حتّى آخر كانون الأوّل 1904 .
نزل في مدينة «لاكروس» خلال شهر آذار 1905 ، وجعلها قاعدة لعمله الرسولي في مينسّوتا ، إيوَا ، كنساس ، أوهايو ، لويزيانا ، أوكلاهوما ، إللينوي ، كاليفورنيا ، وسكونسن ، وقد منحه الأسقف «جيمس شوباخ» الصلاحيات اللازمة لخدمة أبناء الطائفة في «لاكروس» ، فشيّد كنيسة فخمة ، فيها ، على اسم «سيّدة لورد» ، وتمّ تدشينها في 2 كانون الأوّل 1906 . كما بنى أيضًا ، بيتًا ومدرسة .
قضى معظم حياته في ولاية «Wisconsin» ، وخاصّة في مدينة «لاكروس» ، وأخيرًا جاء إلى «دَنبري» في ولاية «كناكيتكت» ، وتعيّن كاهنًا لرعيّة القدّيسة حنّة في 12 كانون الأوّل 1931 .
لم يتوقّف عن العمل إلّا عندما أدركته أوجاع الأمراض وأوجاع الشيخوخة ، فاستقال في 12 أ يّار 1950 ، فأرسلت الرهبانيّة ، في 28 تمّوز 1952 ، الأب ديمتري حاطوم ، ليكون كاهنًا معه .
تُوفّي ، في «دَنبري» ، بمرض ذات الرئة ، في السادس من تمّوز 1967 ، ودُفن في مقبرة القدّيس بطرس .
كان عالمًا ضليعًا وخطيبًا كبيرًا ، يجيد الإنكليزيّة مثل أبناء البلاد . رُقّي إلى رتبة «أرشمندريت» ، وحاز على عدّة أوسمة .
وقد أصدر كتابًا بعنوان : «The Blending of the Wines» ، مزيج الخمور ، يقع في 113 صفحة ، دوّن فيه أهم الأحداث الجارية من 1453 حتّى 1955  .

أرتاميوس قرعان (1872 + 1940)
هو مخايل بن يوسف قرعان ، من مواليد زحلة العام 1872 ، لبس ثوب الابتداء في الثاني من حزيران سنة 1891 . أبرز نذوره في 21 تشرين الثاني سنة 1892 ، تكرّس شمّاسًا إنجيليًّا ، عن يد كير ملاتيوس فكّاك ، مطران بيروت ، في 16 آب سنة 1896 ، وقسًّا ، عن يد المطران المشار إليه ، في 14 أيلول سنة 1896 .
كان من الآباء الذين خدموا الرعايا في أبرشيّتي بيروت وزحلة ، فقد خدم رعيّة مار تقلا في كفرشيما (1901 - 1903) ، ورعيّة القدّيس أنطونيوس في صَليما ، وبعض الرعايا في البقاع ، ونجده ، سنة 1933 ، خادمًا لرعيّة مار الياس في بَر الياس ، وأيضًا خادمًا لرعيّة مار الياس في عين كفَرْزَبَد .
تُوفّي ، في دير مار الياس الطُّوَق بزحلة ، في 14 كانون الأوّل 1940 ، بحادث تسمّم ناتج عن تعطّل الكليتين ، وكان بسيطًا جدًّا .

زخريّا سماحة (1875 + 1940)
هو سمعان بن داود جبر سماحة ، من مواليد الخنشارة العام 1875 ، لبس ثوب الابتداء في 25 أيلول سنة 1891 ، ودُعي زخريّا . أبرز نذوره في 14 تشرين الثاني سنة 1893 ، تكرّس شمّاسًا إنجيليًّا ، في كنيسة الكاتدرائيّة في بيروت ، عن يد كير ملاتيوس فكّاك ، في 20 كانون الأوّل سنة 1902 ، وقسًّا أيضًا ، في الكاتدرائيّة عينها وعن يد المطران نفسه ، في 21 أ يّار سنة 1903 .
كان خادمًا لرعيّة مار الياس المعلّقة بزحلة قبل العام 1911 ، وفي سنة 1909 خدم رعيّة مار جرجس في عين بورضاي ، وفي سنة 1916 كان في رعيّة مار يوسف في الميدان بزحلة ، خدم الرعيّة في كفرشيما (1924 - 1925 ، 1931) ، وفي زوق مكايل (1927 - 1928 ، 1935 - 1938) ، وأُقيم معلّم الاعتراف لراهبات دير سيّدة البشارة في الزوق (1929 - 1934) .
توفّاه الله ، في دير زحلة ، بداء السكَّري الناتج عن سرطان البنكرياس ، في 16 أيلول 1940 . من صفاته البساطة وبياض القلب  .

فلابيانوس حدّاد (1876 + 1895)
هو فيليبُّس ضاهر حدّاد ، والدته شاهينة ، من مواليد بيروت في بداية العام 1876 ، لبس ثوب الابتداء في 25 أيلول سنة 1891 ، ودُعي فلابيانوس . أبرز نذوره في 14 تشرين الثاني سنة 1893 . أرسلته الرهبانيّة إلى روما ، حيث أخذ يتلقّى دروسه في مدرسة البروباغنده ، وهناك ، توفّاه الله ، أخًا ، بمرض الحمّى الخبيثة ، سنة 1895 .

ميناس نمّار (1872 + 1951)
هو سجعان النمّار ، من مواليد الشبانيّة العام 1872 ، لبس ثوب الابتداء في 18 أ يّار سنة 1889 وبقي على اسمه ، ثمّ شلح. وعاد فابتدأ ، للمرّة الثانية ، في التاسع من كانون الأوّل سنة 1891 ، ودُعي مينا . أبرز نذوره في 14 تشرين الثاني سنة 1893 ، تكرَّس شمّاسًا إنجيليًّا ، عن يد كير ملاتيوس فكّاك ، مطران بيروت ، في 16 آب سنة 1896 ، وقسًّا ، عن يد كير ملاتيوس المذكور ، في كنيسة دير مار سمعان – وادي الكرم ، في 14 أيلول سنة 1896 .
كُلِّف ، منذ أن كان شمّاسًا ، بإعطاء دروس التعليم المسيحي في مدرسة الجوار .
تعيّن ، لمدّة وجيزة ، خادمًا لرعيّة مار أنطونيوس في صَليما .
خدم النفوس في شرقي الأردن ، خاصّة في الحصن ، إذ اهتمّ برعايتها ، منذ العام 1909 ، وفيها عمل على نشر الكثلكة ، وبفضله ازداد عدد أبناء الطائفة .
خدم في أبرشيّة مرجعيون . عيّنته الرهبانيّة وكيلًا لها في بيروت ، وكان ، بتاريخ 8 نيسان 1922 ، ما يزال يقوم بمهام هذه الوكالة . وقد منحه المطران باسيليوس قطّان ، متروبوليت بيروت ، رتبة «أرشمندريت» مكافأة على أعماله الرسوليّة في مرجعيون ، وما بذله من الغيرة والنشاط والالتفات إلى الفقراء والمساكين في الحرب العالمية الأولى (1914-1918) ، وذلك في دير مار سمعان العمودي ، سنة 1923  .
تعيّن مرشدًا لراهبات دير السيّدة في بقعتوتة ، وبقي فيه حتّى 1926 ، إذ سافر إلى البرازيل ، حيث تنقّل ما بين الولايات ، ونعلم أنه كان ، بتاريخ 4 تشرين الثاني 1927 ، بمدينة «تانابي» في «ريوبريتو» .
ذهب إلى الأرجنتين ، وقضى فيها ثلاث سنوات (1930 - 1933) في مدينة «روزاريو» .
وفي يوم الثلاثاء ، الأوّل من كانون الأوّل 1936 ، وصل إلى لبنان قادمًا من البرازيل ، بعد أن قضى فيها أكثر من عشر سنوات .
خدم رعيّة القدّيس جاورجيوس في فالوغا (1939-1945) .
كما انتُدب للخدمة في بلدته الشبانيّة ، وبقي فيها حتّى وفاته ، وقد أُصيب ، قبلًا ، بضعف في صحّته من جرّاء نزيف دموي .
تُوفّي ، فجأة ، في 23 آذار 1951 ، بعد إتمامه رتبة جنّاز المسيح ، في الشبانيّة ، ودُفن في كنيستها .
كان كريم اليد ، كبير النّفس ورخيم الصوت .

متّى سماحة (1877 + 1945)
هو الياس بن سمعان طنّوس خطّار سماحة ، والدته رضا سماحة ، من مواليد البالوع (الخنشارة) سنة 1877 . لبس ثوب الابتداء في 12 من شباط 1892 ودُعي متّى . أبرز نذوره الاحتفاليّة في 14 من تشرين الثاني 1893 ، ثمّ دخل مدرسة الآباء اليسوعيّين في بيروت (1896 - 1905) حيث حاز شهادتَي الفلسفة واللاهوت . تكرّس شمّاسًا إنجيليًّا ، في الكنيسة الكاتدرائيّة ببيروت ، عن يد المطران ملاتيوس فكّاك ، متروبوليت بيروت ، في 19 كانون الأوّل سنة 1902 ، وسيم كاهنًا ، في 12 آب سنة 1904 ، في دير القدّيس يوحنّا الصابغ في الخنشارة ، بوضع يد السيّد أغابيوس معلوف ، مطران بعلبك ، وفي سنة 1909 رُقّي إلى رتبة «أرشمندريت» ، وعُيّن نائبًا أسقفيًّا عامًّا على أبرشيّة بيروت (1909 - 1916) .
قبض عليه الأتراك ، لدفاعه عن مصالح أبناء الأبرشيّة ، وساقوه إلى الأناضول حيث عاش ، منفيًّا ، ثلاث سنوات (1916 - 1919) .
بعد نهاية الحرب عاد الأرشمندريت متّى إلى لبنان وانتُخب مدبّرًا أوّلًا ونائبًا عامًّا (1919 - 1922) ، وقدّ عُيّن رئيسًا للكلّية الشرقيّة في زحلة (1921 - 1923) ، ثمّ رئيسًا لدير مار أنطونيوس – القرقفي في كفرشيما (1924 - 1926) ، فوكيلًا بطريركيًّا في دمشق (1926 - 1928) ، لكنّ داء عضالًا ألمّ به وكاد أن يودي بحياته ، فاضطرّ إلى مغادرة دمشق للاستراحة في ربوع زحلة والخنشارة . انتُخب مدبّرًا أوّلًا ونائبًا عامًّا (1928 - 1930) . عيّنه البطريرك كيرلُّس (التاسع) مغبغب قاضيًا في المحكمة الروحيّة في مصر ، ثمّ خادمًا للنفوس في مصر الجديدة (1930 - 1933) .
عاد إلى لبنان سنة 1934 ، فعُيّن رئيسًا للديوان الأسقفي في بيروت ، وعُني ، في الوقت نفسه ، بأشغال الرهبانيّة ودير القدّيس باسيليوس في بيروت (1936 - 1939) ، وتسلّم بعدها رئاسة مدرسة المخلّص في بيروت (1939 - 1940) ، ثمّ أُسندت إليه رعيّة المخلّص (1940 - 1945) حتّى وفاته .
تُوفّي في أنطش المخلّص ، على أثر انفجار في الدماغ ، متأثّرًا بداء السكَّري ، في 17 نيسان 1945 ، وصُلّي على جثمانه في كاتدرائيّة مار الياس ، ودُفن في دير مار باسيليوس – الأشرفيّة .
كان معروفًا بوداعته وروح طاعته الرهبانيّة ، أحسن القيام بواجباته وكان ، في جميعها ، ذا نفس كبيرة سامية عرفت أن تبقى مسيطرة على الحوادث ، وعقل رزين نيّر ترافقه الرويّة والدقّة في الأحكام ، ورأي ثاقب ناضج ، وإرادة طُبعت على العمل في طريق الصراحة والعدل والاستقامة .
من آثاره :
له ، في أمانة سرّ الرهبانيّة سجل مخطوط يحتوي على بعض الأحكام التي سطّرها عندما كان رئيسًا للديوان الأسقفي في بيروت ،
وله ، في «المسرّة» 14 (1928) ، 265 - 266 «أسئلة وأجوبة لموضوع حساب أيّام الصوم الأربعين» .
اعتنى بطباعة بعض الكتب الطقسيّة ، منها :
خدمة السبّة العظيمة والفصح المجيد ، خدمة الاثنين – الجمعة ، الجزء الأوّل ، طُبع بعناية الأرشمندريت متّى سماحة ق .ب . ، النائب الأسقفي العام في بيروت ، مطبعة الثبات – بيروت ، 1913 ، 256 صفحة .
خدمة السبت العظيم والقيامة المجيدة ، الجزء الثاني ، طُبع بعناية الأرشمندريت متّى سماحة ق .ب . ، النائب الأسقفي العام في بيروت ، مطبعة القدّيس بولس – حريصا ، 1913 ، 153 صفحة .

برثلماوس العنيسي (1850 + 1900)
هو بشارة بن قنبر العنيسي ، من مواليد زوق مكايل العام 1850 ، لبس ثوب الابتداء في 29 حزيران سنة 1892 ، ودُعي برثلماوس . أبرز نذوره في الثاني من تمّوز سنة 1893 ، تكرّس شمّاسًا إنجيليًّا ، عن يد كير ملاتيوس فكّاك ، مطران بيروت ، في السادس من أيلول سنة 1896 ، وقسًّا ، في 14 أيلول ، من السنة ذاتها .
توفّاه الله في بيروت ، بالفالج ، في غرّة كانون الثاني سنة 1900 . إذ كان خادمًا للأنفس في قرية بسرين التابعة لأبرشيّة بيروت

أفرام قاصوف (1877 + 1908)
هو يوحنّا بن منصور شكر قاصوف ، من مواليد الخنشارة العام 1877 ، لبس ثوب الابتداء في 30 كانون الثاني سنة 1893 ، ودُعي أفرام . أبرز نذوره في السادس من كانون الأوّل سنة 1894 ، تكرّس شمّاسًا إنجيليًّا ، في الكنيسة الكاتدرائيّة في بيروت ، عن يد كير ملاتيوس فكّاك ، في 20 كانون الأوّل سنة 1902 ، وقسًّا ، في الكنيسة عينها وعن يد الأسقف ذاته ، في 21 أ يّار سنة 1903 .
تابع دروسه الثانويّة والفلسفيّة واللاهوتيّة في جامعة القدّيس يوسف ، للآباء اليسوعيّين ، في بيروت ، وكان من عداد الفوج الأوّل الذين دخلوا هذه الجامعة في السنة 1896 .
توفّاه الله ، وهو شابّ ، في المدرسة الشرقيّة بزحلة ، بمرض الحميرة (الحصبة) ، في 25 كانون الأوّل سنة 1908 .

صموئيل نبأ (1876 + 1908)
هو زيدان بن عبد الله نبأ ، من مواليد رأس بعلبك العام 1876 ، لبس ثوب الابتداء في 15 أيلول سنة 1893 ، ودُعي صموئيل . أبرز نذوره في 15 آب سنة 1895 ، تكرّس شمّاسًا إنجيليًّا ، في 24 كانون الأوّل سنة 1902 ، عن يد كير ملاتيوس فكّاك ، في كاتدرائيّة بيروت ، ثمَّ قسًّا ، في 25 أ يّار سنة 1903 ، عن يد المطران المذكور وفي الكنيسة ذاتها .
أصبح من عداد جمهور دير القرقفي ، وخدم الرعيّة في كفرشيما (1903 - 1907) .
توفّاه الله ، في بلدته رأس بعلبك ، بمرض التهاب الحنجرة ، وذلك في الثامن من أيلول سنة 1908  .
كان حسن السّيرة ، متنسّكًا ، شديد التقوى .

ديونيسيوس كفوري (1876 + 1965)
هو أمين بن نقولا كفوري ، والدته قبيلة شاهين سماحة ، من مواليد الخنشارة العام 1876 ، لبس ثوب الابتداء في 15 كانون الأوّل سنة 1893  ، ودُعي ديونيسيوس . أبرز نذوره في 15 آب سنة 1895 ، تكرّس شمّاسًا إنجيليًّا ، في 21 كانون الأوّل سنة 1902 ، عن يد كير ملاتيوس فكّاك ، في كاتدرائيّة بيروت ، وقسًّا ، عن يد كير أغابيوس معلوف ، مطران بعلبك ، في كنيسة دير الصابغ ، في 12 آب سنة 1904 .
تلقّى دروسه الأوّليّة في مدرسة بلدته حتّى سنة 1889 ، ثمّ دخل إكليريكيًّا في مدرسة الآباء اليسوعيّين في بيروت ، ودرس اللغات وباقي العلوم الرياضيّة ، ودخل المدرسة الإكليريكيّة في الصابغ ، حيث درس اللغة العربيّة على يد الأب اسبيريدونُس سلامة ، الشاعر الشهير ، ولمّا تحدّد إرسال النخبة من الرهبان إلى جامعة القدّيس يوسف في بيروت ، في 3 كانون الأوّل 1896 ، كان من أوّل المنتَخبين ، وبعد أن درس الفلسفة واللاهوت ، نال الشهادات العليا وتوّجها بشهادة الدكتوراه .
بعد رسامته الكهنوتيّة انتُدب لإدارة المبتدئين والمدرسة الإكليريكيّة ، وفي العام 1907 ، عُيّن وكيلًا للكلّية الشرقيّة ومديرًا لماليّتها ، وفي عام 1911 دعاه نسيبه المطران فلابيانوس كفوري ، وأقامه نائبًا أسقفيًّا على أبرشيّة حمص وكافأه برتبة «أرشمندريت» .
تعيّن رئيسًا على الكلّية الشرقيّة (1914 - 1916) ، ومرشدًا لراهبات دير سيّدة البشارة في زوق مكايل (1916 - 1917) ، ورئيسًا لدير الصابغ (1917 - 1919) ، ومن ثمّ رئيسًا لدير الطُّوَق (1919 - 1922) ، وخلال رئاسته على الدير المذكور سعى في عمار الدكاكين في محلّة مار أنطونيوس ، ثمّ إصلاح عين البخّاش وعمل المنتزه فيها ، وكذلك المنتزه الذي عند جسر الوادي مقابل الطاحون .
في 24 آذار سنة 1919 أوفده البطريرك ديمتريوس (الأوّل) قاضي ومجمع الأساقفة والمجلس الطائفي إلى فرنسا لافتقاد مطران بيروت أثناسيوس صوايا ، الذي كان مريضًا ، مدّة الحرب ، في أوربة ، ومن ثمّ لكي يقف على متروكات المطران المذكور .
استدعاه المطران باسيليوس قطّان ، سنة 1923 ، وأقامه وكيلًا عامًّا على أبرشيّة بيروت .
وفي 9 كانون الأوّل سنة 1926 ارتسم مطرانًا ، على طرسوس شرفًا ومعاونًا للبطريرك ، في كاتدرائيّة سيّدة النجاة بزحلة ، وذلك ، بوضع يد البطريرك كيرلُّس (التاسع) مغبغب والمطرانين نيقولاوس قاضي (حوران) ، وغريغوريوس حجّار (عكّا) ، ومشاركة المطارنة : إكليمنضوس معلوف (مرجعيون) ، وباسيليوس قطّان (بيروت) ، وملاتيوس أبو عسلي (بعلبك) .
«وقد أهدت إليه الرهبانيّة ، بمناسبة ارتقائه إلى المقام الأسقفي ، خاتمًا وصليبًا من الذهب بسلسلته مرصّعين بالماس بلغت قيمتهما ما ينيف على ثلاث مئة ليرة سورية» .
بعد سيامته الأسقفيّة ذهب مع البطريرك إلى دمشق ، وباشر العمل طبقًا لنوايا غبطته ، وبدأ في عمار كنيسة القدّيس كيرلُّس في القصّاع وكنيسة في جديدة عرطوز ، وعندما أتى إلى بيروت وقف على عمار المدرسة البطريركيّة وتفقّد أملاك البطريركيّة في مدرسة وميتم الفرزل وعين تراز وغيرها ، وإلى جانب ذلك لم يتأخّر في إلقاء المواعظ والرياضات الروحيّة في الصوم الكبير . . .
وفي الخامس من حزيران سنة 1932 أُقيم نائبًا بطريركيًّا عامًّا في مصر والسودان ، وبقي هناك حتّى استقالته من منصبه في العام 1954 ، وعُيّن مستشارًا بطريركيًّا .
توفّاه الله ، في بيروت ، يوم الخميس 11 آذار سنة 1965 ، ودُفن ، في 13 منه ، في كنيسة مار يوحنّا بدير الصابغ في الخنشارة  .
من مؤلّفاته :
له كتاب ، بالفرنسيّة ، بعنوان :

L’Exemption des Ordres Basiliens Melkites Grecs Catholiques, Imprimerie Catholique, Beyrouth, 1926, 63 Pages.

متيّاس (الثاني) كفوري (1877 + 1933)
هو خليل بن متري كفوري ، من مواليد عين الصفصاف العام 1877 ، لبس ثوب الابتداء في الخامس من نيسان سنة 1894 ، ودُعي متيّاس . أبرز نذوره في 15 آب سنة 1895 ، تكرّس شمّاسًا إنجيليًّا ، في 27 كانون الأوّل سنة 1902 ، عن يد كير ملاتيوس فكّاك ، في كاتدرائيّة بيروت ، وقسًّا ، بوضع يد السيّد المذكور وفي المكان نفسه ، في 21 أ يّار سنة 1903 .
قضى أكثر أيام كهنوته في قرى أبرشيّة بعلبك الشمالية : الطّيبة ، العين والجديدة ، وكان وكيلًا على أملاك الكرسي الكائنة في جبّولة ، وفي مدّة وجوده في قرية الطّيبة سعى لترميم الكنيسة والأنطُش ، كما سعى بتجديد كنيسة الجديدة ، كذلك بذل جهده في عمار قبّة للجرس لكنيسة القاع ، واهتمّ بتجديد وإصلاح كنيسة العين . وقد تعيّن وكيلًا لدير الصابغ في 25 آب 1922 ، واستعفى في 30 تشرين الأوّل 1923  .
كما أنه تقدّم بكتاب إلى المجلس التدبيري ، بتاريخ 28 كانون الثاني 1928 ، فحواه الاستعفاء من الوكالات الديرية ، بسبب انحراف صحّته ، فتقرّر وجوب قيامه إلى أحد الأديرة للاستراحة ، ولسيادة الرئيس العام أن ينظر في أمره .
توفّاه الله في دير مار أنطونيوس القرقفي ، بمرض القلب ، خلال شهر آذار سنة 1933 .

ألكسيوس معتوق (1871 + 1941)
هو حبيب بن جرجس معتوق ، من مواليد دمشق العام 1871 ، لبس ثوب الابتداء في الرابع من تشرين الثاني سنة 1894 ، ودُعي بابيلا . أبرز نذوره في السادس من آب سنة 1896 ، تكرّس شمّاسًا إنجيليًّا ، عن يد كير ملاتيوس فكّاك ، مطران بيروت ، في كنيسة دير مار سمعان – وادي الكرم ، في 22 آب 1897 ، وتكرّس قسًّا ، عن يد المطران المذكور ، وفي الكنيسة ذاتها ، في أوّل أيلول سنة 1897 ، ودُعي ألكسيوس .
في سنة 1909 ذهب لزيارة أهله في الشام ، وأبطأ في العودة إلى مركزه ، بحجّة مرضه ، ولم يُطع أمر الأب العام بالعودة ، فأطلق عليه البطريرك الرباط الكنسي لتمرّده ، فالتجأ إلى المجمع المقدّس ، ملتمسًا حلّه من الرهبانيّة ، والتحاقه بالإكليروس العلماني . فاستوضح الكاردينال «غوتي» الأب العام ، في 15 شباط 1911 ، رأيه في هذا الطلب . فأجابه بأن الأب المذكور لمّا كان في الدير ، كان ممدوح السيرة ، لكنه بعد ذهابه إلى دمشق تبدّل سلوكه . . . ويرى الأب العام أن لا يُستجاب لطلب الأب ، فيفتح الباب لغيره من الرهبان للتشبّه به . ثمّ إن الأب ألكسيوس سافر ولم يعُد يُعرَف مقرّه ، وقطع اتصالاته مع الرهبنة ، ثمّ عاد من أميركا سنة 1934 ، ومعه مرض دماغي نتج عنه خلل في عقله ، فوُضِعَ في دير الصليب سنة 1935 ، وقد تُوّفي خلال العام 1941 .

جاورجيوس حدّاد (1877 + 1966)
هو بطرس بن مخّول حنّا نقولا حدّاد ، من مواليد يبرود في 23 نيسان 1877 ، لبس ثوب الابتداء في الرابع من كانون الأوّل سنة 1894 ، ودُعي أكاكيوس . أبرز نذوره في السادس من آب سنة 1896 ، تكرّس شمّاسًا إنجيليًّا ، في كنيسة بيروت ، عن يد كير ملاتيوس فكّاك ، في 23 كانون الأوّل سنة 1902 ، ثمّ قسًّا ، في كنيسة دير الصابغ ، عن يد كير فلابيانوس كفوري ، مطران حمص ، في 25 تمّوز سنة 1904 ، ودُعي جاورجيوس . عُهد إليه ، قبل السيامة الكهنوتيّة وبعدها ، برئاسة الإكليريكيّة في مدرسة الصابغ (1902 - 1906) ، طلبه المطران فلابيانوس كفوري مساعدًا له ، فخدم رعيّة يبرود (1906 - 1911) ، وتسلّم النيابة الأسقفيّة العامّة في أحلك الأوقات .
رقّاه المطران فلابيانوس كفوري إلى رتبة «إيكونومُس بروتوسنجلُس» ، في 15 تمّوز 1911 ، لنجاحاته في أعمال النيابة (الأسقفيّة) ، وما قام به من تحسين الكاتدرائيّة في يبرود .
استدعته الرهبانيّة ، بعد أن وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها ، فانتُخب مدبّرًا ثالثًا (1919 - 1922) ، وفي أيلول 1921 عُهدت إليه النيابة العامّة لأبرشيّة بيروت ، وفي 25 من آب 1922 انتُخب رئيسًا عامًّا (1922 - 1928) وظلّ ، بسبب غياب مطران الأبرشيّة في بيروت ، ممسكًا بزمام النيابة العامّة مدّة سنة مع الرئاسة العامّة .
ونزولًا عند نداءات أبناء الجالية الملكيّة في البرازيل وموافقة السّلطات الدينيّة ، أوفدته الرهبانيّة ليدرس إمكانية إنشاء رسالة لها في البرازيل ، فذهب إلى «ريو دي جانيرو» ، سنة 1929 ، ثمّ إلى فورتاليزا ، حيث خدمها ثلاث سنوات ونيّف ، ثمّ استُدعي إلى العاصمة فخدمها حتّى السنة 1939 ، وأنشأ في «الريّو» أوّل كنيسة للروم الكاثوليك في البرازيل ، على اسم القدّيس باسيليوس ، ثمّ عاد إلى لبنان ، فعيّن رئيسًا لدير القرقفي في كفرشيما (1940 - 1946) ، ومرشدًا في دير سيّدة البشارة في زوق مكايل (1946 - 1948) ، ثمّ أوفدته الرهبانيّة ، ثانية ، إلى البرازيل لخمس سنوات (1948 - 1953) ليطّلع على شؤون الرسالة فيها . وفي سنة 1953 أحسّ بثقل الشيخوخة فرجع إلى لبنان ، وعاش في دير القرقفي إلى أن تُوفّي ، صبحية العاشر من كانون الثاني 1966 ، على أثر نوبة في الدماغ .
كانت حياته مليئة بالجهاد الرهباني والرسولي المثمر والبنّاء . وتميّز بمهابة الطلعة والحزم والإقدام في الإدارة ، فأسّس الجمعيات والأخويّات ، وتعهّد المدارس والكنائس ، فكان المُعيل للفقراء والأيتام ، والرافد للعيال المستورة ، والمُغيث للمنكوبين ، خاصّة في يبرود إبّان الحرب الكبرى ، واتّصف بالحكمة والاتّزان ، واحتلّ مكان التقدير والمحبّة والافتخار ، وإليه يعود الفضل في رَفْدِ الرهبانيّة بالعديد من الدعوات الرهبانيّة والكهنوتيّة ، خاصّة من يبرود .
وبناءً على انتشار ما له من العلم الثاقب والغيرة على تثقيف العقول وبث روح المعارف والفنون في أفئدة الرهبان والناشئة الجديدة ، فقد منحته أكاديميّة التاريخ والجغرافية وسامًا من رتبة «مؤسِّس» .

ثيوذوسيوس (الثاني) معلوف (1879 + 1939)
هو شبل بن ناصيف الياس غندور المعلوف ، وُلد في حدَث بعلبك سنة 1879 ، دخل الرهبانيّة الشويريّة في سنة 1894 . لبس ثوب الابتدا في دير الصابغ في 11 كانون الثاني 1895 ودُعي ثاوضوسيوس ، وهو الثاني بهذا الاسم من هذه العائلة . ثمّ أبرز نذوره المقدّسة في 6 آب سنة 1896 . دخل مدرسة الرهبانيّة ، في الدير نفسه ، وتلقّى العلوم الثانويّة مدّة ست سنوات . وتلقّن بعدها العلوم الفلسفيّة على يد الأستاذ أمين برصا ، ثمّ العلوم اللاهوتيّة على يد الأب برنردُس غصن .
سيم شمّاسًا إنجيليًّا ، في 27 كانون الأوّل سنة 1903 ، في كاتدرائيّة مار الياس في بيروت ، عن يد المطران ملاتيوس فكّاك . وفي 22 آب سنة 1904 رقّاه السيّد أغابيوس المعلوف ، مطران بعلبك ، إلى درجة الكهنوت المقدّسة ، في كنيسة مار نقولا بدير الصابغ . ومن ثمّ دعته الطاعة المقدّسة إلى المدرسة الشرقيّة في زحلة . فقضى هناك ثلاث سنين في التعليم والنظارة ، وأسّس أخويّة البشارة لطلبة المدرسة وعُيّن مرشدًا لها . سافر بعدها سنة 1910 إلى فرنسا ، وأقام مدّة ثلاث سنوات في جامعة «أنجرى» فنال المأذونيّة في العلوم الطبيعيّة .
وعاد إلى لبنان ، فدرّس العلوم الطبيعيّة في الكلّيّة الشرقيّة . ثمّ عُيّن فيها مديرًا للدروس إلى سنة 1913 إذ سافر مع المطران أثناسيوس صوايا ، متروبوليت بيروت ، إلى فرنسا لحضور المجمع القرباني المنعقد وقتئذ في لورد . وفي هذه الغضون اشتعلت نيران الحرب الكبرى ، فبقي في فرنسا إلى أيّام الاحتلال الفرنسي 1919 ، إذ انتُخب مدبّرًا رابعًا ورئيسًا للمدرسة الشرقيّة في زحلة ، فعاد إلى لبنان سنة 1920 ، ولم يقضِ في زحلة غير سنة واحدة عُيِّن ، على أثرها ، وكيلًا عامًّا للرهبانيّة لدى الكرسي الرسولي سنة 1921 ، فأقام بروما ثماني سنوات حتّى سنة 1928 .
وفي 10 كانون الأوّل سنة 1928 سمّته الزيارة الرسوليّة رئيسًا عامًّا على الرهبانيّة ، فعاد إلى لبنان ، واستلم دفّة الرهبانيّة ومازال على إدارتها بحزمه وتفانيه حتّى اضطرّه مرض القلب ، الذي فاجأه في هذه المدّة ، إلى الاستقالة سنة 1932 .
حظي بمرافقة المطران كيرلُّس مغبغب (زحلة) ، رئيس الوفد الكاثوليكي ، إلى مؤتمر باريس ، للتفاوض بشأن إعلان دولة لبنان الكبير .
رقد بالرّب ، في 29 نيسان سنة 1939 ، في دير مار أنطونيوس القرقفي في كفرشيما ، وأُقيمت له مراسم التجنيز ، في اليوم التالي ، في دير القدّيس باسيليوس في الأشرفيّة ودُفن فيه .
له في الرهبانيّة مآثر جمّة أجلّها سعيه في إنشاء دير القدّيس باسيليوس في بيروت ليكون مركزًا لأبناء الرهبانيّة الذين يتلقّون علومهم العالية ولجمهور الإخوة الدارسين ، وقد أمّن لهذا الدير موردًا كافيًا على مدى الأيّام ، إذ عمد إلى شراء بناية فرج الله في منطقة المرفأ ، بمبلغ 3951 ليرة عثمانيّة ذهب ، لتأمين نفقات الدير ، وتولّى رئاسته منذ سنة 1937 حتّى وافته المنيّة . وقد ساعد في شراء عقارات ومشاريع تمّت في أديار الرهبانيّة في الخنشارة وزحلة وكفرشيما وديري سيّدة النّياح والبشارة  .
كما عمل سيادته ، على نفقته الخاصّة ، سنة 1931 ، تكنا لكنيسة مار نقولا بدير الصابغ ، وقد بلغت نفقاتها 120 ليرة عثمانيّة ذهبية . وقدّم 200 ليرة ، وتبرّع بريع السهمين اللذين يملكهما في فندق زحلة لمدرسة الصابغ .
من مناقبه أنّه كان طيّب القلب ، محبًّا للسلام ، محافظًا على الواجبات الرهبانيّة ومثالًا صالحًا ونموذجًا للبساطة الإنجيليّة والحياة الهادئة ، وقد حاز على عدّة أوسمة ، وهو ، إلى جانب ذلك ، عالم كبير له بعض منظومات في العربيّة ولكنّه أميَل إلى الشعر الفرنسي منه إلى العربي ، وله في الفرنسيّة منظومات بليغة نخصّ بالذّكر منها قصيدتين إحداهما بعنوان (رسول السلام) رفعها إلى المثلّث الرحمات البطريرك بطرس الجريجيري والثانية للمغفور له مظفّر باشا متصرّف لبنان لمّا زار دير القدّيس يوحنّا الصابغ . وله كثير من الخطب العربيّة والفرنسيّة . وقد عرّب ثلاث روايات تمثيليّة الأولى (رواية الأسيرين) مُثّلث في مدرسة الخنشارة ، والثانية (جزاء الإحسان) والثالثة (نكبات البحور) وجميعها لا تزال مخطوطة يتخلّلها بعض أشعار رقيقة . ومن معرّباته كتاب (القلادة الذهبيّة في تفسير معضلات الأسفار الإلهية) للأب العلّامة الفرنسي لازاتر (Lasetre) وقد أهداه إيّاه العلّامة الأب جيروم ورغب إليه في تعريبه ، وهو ثلاثة أقسام : الأوّل في الأسفار المقدّسة وسِيَر كتبتها وكلام في الوحي ، والثاني في جغرافية فلسطين وما يجاورها بزمن السيّد المسيح وشؤون حكّامها وأحبارها وأبحاث في الإنجيل ولغته ما يتّصل بذلك من المباحث ، والثالث في التوفيق بين الأسفار المقدّسة وعلم التوقيت (الكرونولوجي) وكلام في نشأة المسيح وتعاليمه . . . إلخ ، وهو كبير الحجم . ومن مقالاته ما كتبه في جريدة المهذّب (1 : 139 و 160) في الشركات الخيريّة والمستشفيات الوطنيّة . أمّا شعره العربي فمن أوّله ما هنّأ به سيادة الإيكونومُس يوسف الكفوري ، الرئيس العام ، بقصيدة منها :

سبحان من بالتُّقى والعلم زيّنه
فاللطف صاحبه والجود حاميه
سألت مولى السما بالعزّ يحفظه
والفصل والرغد والأنعام يبقيه
وقال مشيرًا إلى ترؤّس المطران أثناسيوس صوايا مدرسة الرهبنة :

كم بثّ في ربعنا روح العلوم وكم
ظلّت عنايته تُحيي التّقى فينا
يا ما أُحيلى زمانًا بالعذيب مضى
ومقلة الحبّ قد ظلّت تراعينا
ويا رعى الله أ يّامًا بجيرته
طابت لنا وحميا العلم يسقينا

كيرلُّس (الثاني) كفوري (1880 + 1939)
هو وديع بن يوسف حنّا كفوري ، من مواليد الخنشارة العام 1880 ، لبس ثوب الابتداء في العاشر من آذار سنة 1895 ، ودُعي فلابيانوس . أبرز نذوره في السادس من آب سنة 1896 ، تكرّس شمّاسًا إنجيليًّا ، عن يد كير ملاتيوس فكّاك ، مطران بيروت ، في 22 كانون الأوّل ، ودُعي كيرلُّس ، وقسًّا ، في دير الصابغ ، عن يد عمِّه كير فلابيانوس ، مطران حمص وحماه ، في 15 آب سنة 1904 .
عندما تأسّست مدرسة بيروت ، كان هو من أوائل التلاميذ الرهبان الذين تخرّجوا في كلّية الآباء اليسوعيّين ، وأخذ قصب السّبق في العلوم الفلسفيّة واللاهوتيّة وباقي العلوم الرياضية ، ونال شهادة الملفنة ودكتوراه .
تعيّن رئيسًا وأستاذًا للمعاني والبيان في اللغة الإفرنسيّة واللاهوت ، بفرعيه النظري والأدبي ، في المدرسة الرهبانيّة ، وتقلّب في وظائف عديدة ، منها : وكيلًا للرهبانيّة في بيروت وخادمًا للأنفس . ولمّا عُقد مجمع عين تراز سنة 1909 ، في عهد البطريرك كيرلُّس (الثامن) جحا ، كان المترجَم من جملة آباء المجمع ، بمعيّة الإيكونومُس يوسف كفوري ، الرئيس العام ، من النافذي الكلمة ، نظرًا إلى ذكائه الممتاز . ثمّ تعيّن مديرًا للدروس في الكلّية الشرقيّة ، وسعى ، مع نسيبه ديونيسيوس ، لإعاشة المدرسة والرهبانيّة أيام الحرب الكبرى . ثمّ طُلب ليكون أستاذًا في مدرسة الآباء اليسوعيّين بمصر ، لأنهم يعرفون مواهبه ومقدرته العلمية في اللغات الأجنبية ، بالأخص اللاتينيّة والإفرنسيّة .
عندما ارتقى غبطة البطريرك كيرلُّس (التاسع) مغبغب إلى السدّة البطريركيّة ، انتدبه رئيسًا موقّتًا على مدرسة الفرزل وأنعم عليه بلقب الإكسرخوس ، لأنه كان يريد أن يرسله إلى البرازيل للإشراف على الجالية السورية والنظر في أملاك البطريرك التي فيها .
وفي أوائل كانون الأوّل سنة 1929 ركب البحر إلى البرازيل ، بأمر بطريركي ، ولم تطل إقامته كثيرًا بسبب الأزمة والثورة التي حدثت هناك ، فقفل راجعًا إلى لبنان خلال صيف 1930 .
تسلّم رئاسة الكلّية الشرقيّة في زحلة (1931-1932) ثمّ استقال ، وأصبح مرشد راهبات دير سيّدة البشارة في زوق مكايل (1934- 1939) .
تُوفّي ، في مستشفى الدكتور رزق ، بنوبة قلبية ، سببها الداء السكَّري ، في 21 كانون الأوّل سنة 1939 ، بعمر 59 سنة .
كان من الأذكياء والمتضلّعين في الفلسفة واللاهوت ، وقد خصّه الله بموهبة الإقدام على الأعمال وكرم النفس والسلوك الحسن ، وهو أنيس ووديع ومتواضع طبقًا لاسمه الأوّلي «وديع» ، وخدم جميع المهام والوظائف التي انتُدب إليها بكل نشاط ونجاح .
من مؤلّفاته :
دوّن حياة الخوري جاورجيوس عيسى ق .ب . في كتاب فرض أخوية السيّدة البتول ، بيروت ، 1913 ، وقد وردت في الصفحات 265 - 282 .
مقالات نُشرت في «المسرّة» ، منها :
خدمة البروجيازمينا أي السابق تقدّيسها ، 2 (1911) ، 810-820 .
نبذة تاريخيّة في تأييد سلطة الأحبار الرومانيّين في الكنيسة الشرقيّة ، 3 (1912) ، 121 - 127 ، 169 - 178 ، 241 - 249 ، 296 - 303 .

ثاوفانوس عكّه (1878 + 1951)
هو أمين بن عبد الله عكّة ، من مواليد دمشق العام 1878 ، لبس ثوب الابتداء في أوّل أ يّار سنة 1895 ، ودُعي ثاوفانوس . أبرز نذوره في السادس من آب سنة 1896 ، تكرّس شمّاسًا إنجيليًّا ، في كنيسة بيروت ، عن يد كير ملاتيوس فكّاك ، في 21 كانون الأوّل سنة 1903 ، وقسًّا ، في كنيسة دير النبي الياس في زحلة ، عن يد كير أغابيوس معلوف ، مطران بعلبك ، في 29 آب سنة 1904 .
تلقّى دروسه الابتدائيّة في مدرسة مار نقولا ، مدرسة الكاتدرائيّة بدمشق ، ثمّ أُرسل إلى مدرسة القدّيسة حنّة في القدس ، فدرس هناك مدّة أربع سنوات . تابع دروسه الفلسفيّة واللاهوتيّة ، منذ العام 1898 ، في جامعة القدّيس يوسف ، للآباء اليسوعيّين ، بيروت ، فمكث فيها أربع سنوات . وأنهى علومه في مدرسة الصابغ على يد العلّامة الأب برنردُس غصن ق .ب . ، وما لبث أن أصبح معلّمًا فيها ، لمدّة أربع سنوات .
طلبه المطران فلابيانوس كفوري ، مطران حمص ، ليكون مديرًا للمدرسة الأسقفيّة في يبرود ، فأقام فيها ست سنوات .
عاد إلى زحلة ، سنة 1911 ، بناء على طلب مطرانها كيرلُّس مغبغب ، فأسند إليه إدارة مدارس الأبرشيّة وعيّنه نائبًا أسقفيًّا عامًّا ، وقد مكث في هاتين المهمّتين زهاء سبع عشرة سنة .
في اليوم الأوّل من شهر كانون الثاني سنة 1914 أنعم عليه مطرانه بلقب «أرشمندريت» .
أثناء الحرب العالمية الأولى ، سنة 1917 ، وُجّهت إليه اتّهامات ملفّقة بمناوءة السلطنة العثمانيّة ، فمثل أمام جمال باشا الجزّار ، وكاد يصل إلى حبل المشنقة لولا أنه أزال ، بذكائه وحنكته ، التهمة الموجّهة إليه .
وعندما انتهت الحرب ، سنة 1918 ، حصل على مكافأة من مطرانه ، إذ طلب له من الدولة الفرنسيّة وسام الجهاد برتبة «بطل» .
بعد انتخاب المطران مغبغب بطريركًا عاد إلى العمل في الرهبانيّة ، كونه مدبّرًا رابعًا (1922 - 1926) ، وأصبح مرشد الراهبات في دير سيّدة النّياح في بقعتوتة (1926 - 1931) ، وفي هذا الدير أجرى بعض الإصلاحات واستثمر أملاكه وحسّن معيشته وسعى لشق طريق العربات إليه .
وفي سنة 1930 منحته الجمعيّة العلمية في باريس وسام الشرف والاستحقاق ، وبناء على طلب المطران باسيليوس قطّان ، متروبوليت بيروت ، تعيّن خادمًا لرعيّة المخلّص في بيروت (1931 - 1933) ورئيسًا لمدرستها (1934 - 1935) ، إلى أن استُدعي إلى مسقط رأسه ، لخدمة البطريركيّة الجليلة بدمشق ، كخادم لرعيّة القدّيس جاورجيوس في باب المصلّى (1935 - 1938) ، ثمّ إلى زحلة ليقوم بخدمة رعيّة القدّيسة بربارة (1938 - 1946) ، بعدها تقدّم بطلب إعفائه من كل وظيفة مُبديًا رغبته في السكن بدير القرقفي في كفرشيما ، للعزلة والراحة ، فكان له ما أراد ، وكان من وقت إلى آخر يزور زحلة ، وغالبًا ما كان يقضي فصل الصيف في شتورة عند ابن شقيقته الصيدلي ديمتري بندُق ، وهناك كان يجتهد في خدمة أهالي قريتَي جديتا وشتوره ، فيقيم لهم القداديس والاحتفالات الدينية .
ولمّا كان نهار الخميس الواقع فيه 5 تمّوز سنة 1951 ، قام من دير كفرشيما إلى بيروت قاصدًا زحلة ، وفي الطريق أحسّ بألم في بطنه ، فكابر على نفسه إلى أن وصل إلى المعلّقة ، فنزل في بيت أخيه ، واستُدعي الطبيب وأعطي بعض العلاجات ، وفي اليوم التالي ، عند المساء ، فارق الحياة .
أُقيم له مأتم حاشد بعد ظهر يوم السبت 7 تمّوز في دير الطُّوَق ، ووُري الثرى في مدافن الرهبان .
كان من الأعضاء البارزين في الرهبانيّة ، علمًا وذكاءً وحبًّا لعمل الخير ، وانطوت نفسه على أدب بليغ وخلق رفيع ومواهب سامية ، وقد جنّدها في خدمة الكنيسة والوطن أثناء تولّيه المهام والمراتب .
من أثاره :
مخطوط «يوميّات دير سيّدة النّياح الكائن في بقعتوتة» ، محفوظ في أمانة السرّ العامّة في الرهبانيّة .

روفائيل (الثاني) الرياشي (1880 + 1963)
هو قسطنطين بن خليل بطرس الرياشي ، من مواليد الخنشارة العام 1880 ، لبس ثوب الابتداء في أوّل تشرين الأوّل سنة 1895 ، ودُعي إبيفانيوس . أبرز نذوره في الثالث من تشرين الأوّل سنة 1897 ، تكرّس شمّاسًا إنجيليًّا ، في كنيسة بيروت ، عن يد كير ملاتيوس فكّاك ، في 25 كانون الأوّل سنة 1902 ، وقسًّا ، في الكنيسة ذاتها ، وعن يد كير ملاتيوس نفسه ، في 23 أ يّار سنة 1903 ، ودُعي روفائيل .
كان رئيس المدرسة في الخنشارة في 15/6/1910 .
اختاره المجلس التدبيري ، في 2 كانون الثاني 1914 ، وكيلًا على أملاك الرهبانيّة في بيروت ، وكذلك مشرفًا على أرزاق الرهبانيّة ، مع الأب مرقس قاصوف ، سنة 1917  .
سافر إلى الولايات المتّحدة الأميركيّة سنة 1919 ، وقد وصلها حوالي العام 1920 ، اعترضت حياته ، في بدء رسالته ، عقبات جمّة لم تُثن همّته .
في 14 حزيران 1935 ، وجّه الأب أغابيوس الرياشي ، خادم رعيّة القدّيس يوسف في أكرون أوهايو ، رسالة إلى مطران «كليفلاند» جوزف schrembs يلتمس فيها الصلاحيات لتصريف الأب روفائيل ، المقيم عنده ، المتواجد في أميركا منذ خمسة عشر سنة . خلال تلك السنوات بقي طليقًا ، يتنقّل من مكان إلى آخر ، يحتفل بالقداس الالهي أينما اتّفق له ذلك . إلى أن عيّنه رئيس الأساقفة «Samuel Strich» كاهنًا لرعيّة شيكاغو في 4 نيسان 1941 ، وقد قضى القسم الأكبر من حياته في خدمتها .
عاد إلى لبنان ، في 3 تمّوز سنة 1956 ، لزيارة الأهل والرهبانيّة .
بدأ بالتغيّب عن شيكاغو ، ما بين السنوات (1960 - 1963) ، ولازم الفراش في مأوى «Alexien Brothers Home» في «Oshkosh, WI» .
تُوفّي ، في السادس من حزيران 1963 ، في المأوى المذكور أعلاه ، ودُفن في مقبرة Riverside Cemetery – 1901 Algoma Blvd

جراسيموس صوايا (1879 + 1949)
هو نجيب بن فارس غصن صوايا ، من مواليد دوما (البترون) العام 1879  ، لبس ثوب الابتداء في 15 كانون الأوّل سنة 1895 ، ودُعي جراسيموس . أبرز نذوره في الثالث من تشرين الأوّل سنة 1897 ، تكرّس شمّاسًا إنجيليًّا ، في كنيسة النبي الياس الكاتدرائيّة ، عن يد كير أثناسيوس صوايا ، مطران بيروت ، وقسًّا ، في كنيسة بيروت ، عن يد كير أثناسيوس المذكور ، في الثاني من شباط سنة 1907 .
وصل إلى مدينة «لوس أنجلوس» – «كاليفورنيا» ، في الولايات المتّحدة الأميركيّة ، قادمًا من ميناء «سانتوس» في «ساوباولو» البرازيل ، في 4 تشرين الثاني 1909 ، متمتّعًا بالصلاحيات اللازمة لخدمة الجالية الملكيّة ، البالغ عددهم 900 نسمة .
قضى حياته في «لوس أنجلوس» ، ومنها انطلق لأعمال الرسالة في ولايات ومدن الشاطئ الغربي للولايات المتّحدة ، بتفويض من المطارنة اللاتين في تلك الأماكن ، خاصّة في «سانتيغو» و«سان فرنسيسكو»  .
في الأوّل من حزيران 1926 شيّد كنيسة القدّيسة حنّة ، وكانت الرعيّة تضمّ حوالي 380 شخصًا ، حسب إحصائيّات اللائحة الرعوية الأولى المؤرّخة في 20 شباط 1925 .
وفي العام 1927 استقال من الخدمة الفعلية في كنيسة القدّيسة حنّة . إلّا أنه اعتُمد ، منذ العام 1935 ، أبًا روحيًّا ومرشدًا للعديد من المؤسّسات وفي بعض الأماكن ، وعُرضت عليه خدمة الملكيّين في كنيسة السيّدة بـ  Mishawaka IN ، أمّا مطران اللاتين في «LA» ، فتمنّى عليه أن يثابر على العمل ، لأن نشاطه الروحي في الخدمة ظاهر للعيان .
لم يترك الأب جيراسيموس الخدمة إلّا عندما حالت ، دون ذلك ، دواعي تقدّم السِّن والأمراض التي لازمته منذ زمن بعيد ، ثمّ أُصيب بحروق ، وقد تُوفّي في إحدى مستشفيات «لوس أنجلوس» بتاريخ 17 تشرين الثاني سنة 1949 ، وقد ترك للرهبانيّة بيته وكل ما عنده .

ملاتيوس شحّود (1881 + 1967)


هو عيسى بن جرجس داود شحّود ، من مواليد صافيتا في 25 كانون الأوّل 1881 ، لبس ثوب الابتداء في 15 كانون الأوّل سنة 1895 ، ودُعي كربُس . أبرز نذوره في السادس من تشرين الثاني سنة 1898 ، تكرّس شمّاسًا إنجيليًّا ، في كنيسة بيروت ، عن يد كير ملاتيوس فكّاك ، في 27 كانون الأوّل سنة 1902 ، وقسًّا ، في كنيسة دير الصابغ ، عن يد كير فلابيانوس كفوري ، مطران حمص ، في 25 تمّوز سنة 1904 ، ودُعي ملاتيوس .
كان أستاذًا في الكلّية الشرقيّة مدّة سنتين ، ثمّ تعيّن خادمًا للأنفس في الخنشارة (1908 - 1911) ، ومرشدًا لراهبات دير سيّدة البشارة في زوق مكايل (1911 - 1917) ، وقضى بعض الوقت في دير القرقفي . انتُخب رئيسًا على دير الصابغ (1919 - 1922) ، انتدبته الرهبانيّة وكيلًا لها في مصر وخادمًا للأنفس في كاتدرائيّة القيامة بالقاهرة (1922 - 1929) . عاد إلى لبنان بعد أن تعيّن رئيسًا لدير زحلة (1929 - 1931) ، رقّاه السيّد إفثيميوس يواكيم ، مطران زحلة ، إلى رتبة إيكونومُس في الأوّل من آذار 1931  .
ثمّ عيّنته الزيارة الرسوليّة مدبّرًا رابعًا (1932 - 1934) .
سافر إلى أستراليا سنة 1934 ، وخدم الجالية الملكيّة في سدني مدّة تنيف على ثلاثين عامًا (1934 - 1966) ، كان فيها مثال الراهب المتواضع والكاهن الغيور والرسول المتفاني ، وقد نال احترام ومحبّة وتقدير كاردينال سيدني ، «غيلروي» ، ورجال الدين والدنيا ، ونال من الدولة اللبنانيّة وسامًا رفيعًا ، هو وسام الاستحقاق الذهبي ، قلّده إيّاه قنصل لبنان إدوار غرّة . وخلال تواجده هناك احتفل باليوبيل الذهبي لكنيسة الملاك ميخائيل ، كما بيوبيله الكهنوتي الذهبي .
عاد إلى لبنان قادمًا من سدني ، التي غادرها ، مع وفد لبناني فاق عددهم التسعين شخصًا ، يوم الاثنين الواقع في 11 تمّوز سنة 1966 ، وقضى أيامه الأخيرة في مأوى يسوع الملك في زوق مصبح ، بعد أن زار أديار الرهبانيّة وتفقّد أبناءها ، وقد تُوفّي في 16 من شباط سنة 1967 ، ودُفن في دير الصابغ .
اشتهر بالغيرة على خدمة النفوس ، تاركًا أطيب الذّكر حيثما خدم ، وفي كل المراكز التي خدمها كان مثالًا حيًّا للكمال الرهباني وقدوة في النشاط وكرم الأخلاق . وكانت له مآثر كثيرة في الرهبانيّة ، هي برهان على أفضاله ، نذكر منها : تقدمته ما مجموعه 700 ليرة عثمانيّة توزّعت كما يلي :
في دير الصابغ : بنى قبّة الجرس (100 ليرة) ، مائدة الطعام من الرخام مع طقم كامل الأدوات من الفضّة (70 ليرة) ، أصلح قاعة الاستقبال على الطراز الجديد (270 ليرة) ، ساهم في مشترى ماء نبع المنبوخ (50 ليرة) .
وفي دير الطُّوَق : أصلح كنيسة النساء بالبلاط والموزاييك (40 ليرة) ، قيمة استرجاع الأرض من شركة الكهرباء في زحلة (100 ليرة) ، ثمن قساطل حديد للمياه (70 ليرة) .
هذا عدا جملة مساعدات لأديرة الراهبات والرهبان الدارسين .

سمعان (الثاني) الرياشي (1879 + 1947)
هو بركات بن نقولا بشارة الرياشي ، من مواليد الخنشارة العام 1879 ، لبس ثوب الابتداء في 27 نيسان سنة 1896 ، ودُعي سمعان . أبرز نذوره في الثالث من تشرين الأوّل سنة 1897 ، تكرّس شمّاسًا إنجيليًّا ، في كنيسة بيروت ، عن يد كير ملاتيوس فكّاك ، في 26 كانون الأوّل سنة 1902 ، ثمّ قسًّا ، عن يده أيضًا ، سنة 1903 .
قضى حياته الكهنوتيّة خادمًا للرعايا في أبرشيّتي بيروت وزحلة ، فقد خدم رعيّة الخنشارة (1904 - 1906) ، ورعيّة القدّيس جاورجيوس في بكفيّا ، منذ العقد الأوّل من القرن العشرين ، وقد منحه المطران باسيليوس قطّان ، متربوليت بيروت ، رتبة «أرشمندريت» ، في بكفيّا ، خلال القداس الذي أقام في كنيسة الرعيّة ، بتاريخ 22 تمّوز سنة 1923 ، مكافأة على ما اتّصف به من غيرة وتفاني في خدمة النفس ، ولا سيّما في أيام الحرب الكونيّة ، فإنه كان يُخاطر بنفسه ، حيثما يدعوه الواجب ، ومرارًا عديدة كان يحمل الموتى على كتفيه ليُلحدهم .
كان خادمًا للرعايا في البقاع ، في خربة قنفار سنة 1929 ، جب جنّين (1930 - 1934) ، الراسية (1935 - 1936) ، مار ميخائيل في حارة التحتا (1937 - 1947) .
تُوفّي ، في 10 أيلول سنة 1947 ، في رعيّة مار ميخائيل في زحلة ، بعارض ناتج عن ضغط ومرض في القلب .
وكان لطيف المعشر ، بسيط القلب ، غيورًا على خلاص النفوس .
له ، في «المسرّة» ، المسرّة واليوبيل البطريركي تلاثما .

فيليبُّس لطفي (1879 + 1962)


هو فيليبُّس بن نخلة لطفي ، من مواليد بيروت العام 1879  ، لبس ثوب الابتداء في السادس من آب سنة 1896 ، ودُعي باخوميوس . أبرز نذوره في الثالث من تشرين الأوّل سنة 1897 ، تكرَّس شمّاسًا إنجيليًّا ، في كنيسة بيروت ، عن يد كير ملاتيوس فكّاك ، في 26 كانون الأوّل سنة 1902 ، ثمّ قسًّا ، في الكنيسة ذاتها وعن يد كير ملاتيوس نفسه ، في 23 أ يّار سنة 1903 ، وعاد فاتّخذ اسمه الأصلي فيليبُّس .
درس في إكليريكيّة القدّيسة حنّة (الصلاحيّة) في القدس ، مدّة أربع سنوات ، ثمّ ترك المدرسة ، من أجل صحّته ، وجاء ليرتاح في جبل لبنان ، حيث دخل إلى دير مار يوحنّا في الخنشارة .
عُيّن رئيسًا لمدرسة المخلّص في بيروت من سنة 1907 حتّى سنة 1923 . خدم الرعيّة في زوق مكايل سنة 1923 ، مع الخوري دانيال شريم ق .ب . ، ثمَّ وحده سنة 1924  ، وتعيّن ، في هذه السنة ، مفتّشًا لمدارس أبرشيّة بيروت .
خدم رعيّة الفرزل (1926 - 1929) ، وأصبح مُدرّسًا ومُديرًا للمدرسة البطريركيّة في القاهرة (1929 - 1931) ، بعدها خدم رعيّة النبي الياس في بور سعيد (1931 - 1932) ، وفي سنة 1932 تمّ تعيينه كاهنًا لرعيّة القدّيس أنطونيوس (العكّاوي) في بيروت ، وبقي فيها حتّى سنة 1954 ، تاريخ تقاعده وانتقاله إلى دير القدّيس أنطونيوس (القرقفي) في كفرشيما .
توفّاه الله ، يوم الأحد في 10 حزيران 1962 ، في بيروت ، وكانت الوفاة على أثر صدمة سيارة بالقرب من بيت أخيه ، فنُقل إلى المستشفى وما لبث أن فارق الحياة ، ودُفن في دير القرقفي في كفرشيما .
كان قويّ البنية ، طويل القامة ، طيّب القلب ، لطيف المعشر ، وهو أوّل من أدخل الحركة الكشفيّة إلى لبنان ، وكان مُحبًّا للنفوس ، مُتفانيًا في سبيل المدرسة والرعيّة والكنيسة .

سبيريدون صليبا (1871 + 1911)


هو بطرس بن نعمان صليبا ، من مواليد بتغرين العام 1871 ، لبس ثوب الابتداء في 16 أيلول سنة 1896 ، ودُعي اسبيريدون . أبرز نذوره في السادس من تشرين الثاني سنة 1898 ، تكرّس شمّاسًا إنجيليًّا ، في كنيسة بيروت ، عن يد كير ملاتيوس فكّاك ، في 22 كانون الأوّل سنة 1902 ، وقسًّا ، في كنيسة بيروت ، عن يد كير ملاتيوس أيضًا ، في 23 أ يّار سنة 1903 .
كان ، سنة 1905 ، من عداد جمهور دير الصابغ ومدرسته ، وخادم رعيّة الخنشارة سنة 1906 ، ثمّ انتقل إلى دير كفرشيما .
توفّاه الله ، في دير مار أنطونيوس القرقفي ، في 13 كانون الثاني سنة 1911  ، وكان مرضه بداء السّل ، وقاسى به نحو أربع سنين ، محتملًا إيّاه بصبر وجَلَد .
كان ذكيًّا جدًّا ، ومتعمّقًا ، بنوع خصوصي ، في العلوم الرياضيّة ، ويبدو أنه كان يُحسن الشّعر والنثر ، وفي إضبارته رسالة طريفة بعث بها لأحد إخوته الرهبان ، تختصر هذه الموهبة .

عازار سماحة (1871 + 1917)
هو عازار بن إبراهيم نقولا سماحة ، من مواليد الخنشارة العام 1871 ، لبس ثوب الابتداء في 16 أيلول سنة 1896 ، وبقي على اسمه . أبرز نذوره في 12 تشرين الثاني سنة 1899 ، تكرّس شمّاسًا إنجيليًّا ، في كنيسة بيروت ، عن يد كير ملاتيوس فكّاك ، في 30 كانون الأوّل سنة 1902 ، وقسًّا ، في كنيسة دير النبي الياس في زحلة ، عن يد كير أغابيوس معلوف ، مطران بعلبك ، في 29 آب سنة 1904 .
عُيّن أستاذًا للتعليم المسيحي في مدرسة الجوار ، وعمل في حقل الرسالة والخدمة الرعويّة ، فقد خدم في أبرشيّة بعلبك رعيّتي الجديدة والفاكهة (1905 - 1906) ، وكان في رعيّة عين بورضاي سنة 1909 . ثمّ خدم رعيّة عالَيه حتّى تاريخ وفاته .
توفّاه الله ، بحمّى ، التيفوس في مستشفى القدّيس جاورجيوس في بيروت ، بتاريخ 2 نيسان 1917 ، ودفن في مدافن الرهبان الشويريّين ، في كاتدرائيّة مار الياس – بيروت .

إكليمنضوس أبي زيد (1881 + 1937)


هو سمعان من بيت الحج أبي زيد ، من مواليد دوما (البترون) العام 1881 ، لبس ثوب الابتداء في 16 أيلول سنة 1896 ، ودُعي ناوفيطوس . أبرز نذوره في السادس من تشرين الثاني 1898 ، تكرّس شمّاسًا ، إنجيليًّا ، في كنيسة بيروت ، عن يد كير ملاتيوس فكّاك ، في 23 كانون الأوّل 1902 ، وقسًّا سنة 1904 . تُوفّي ، في دير مار أنطونيوس (القرقفي) ، في الخامس من شهر كانون الثاني سنة 1937 ، بمرض القلب ، وذلك بعد أن قاسى آلامًا شديدة تحمّلها بصبر وتسليم مستعدًّا للموت أحسن استعداد . وكان رحمه الله دقيق الضمير إلى درجة متجاوزة الحَدّ .
قضى حياته في التعليم ، خاصّة في الكلّية الشرقيّة بزحلة ، وفي مدرسة الخنشارة للصبيان ، وكان بارعًا في علم النحو .
من مؤلّفاته :
سلسلة مقالات في موضوع «السعادة» ظهرت تباعًا في مجلّة «الجسمانية» البيروتية العام 1914 ، ثمّ طُبعت على حدة ، العام نفسه ، بعنوان : «متمنّى الإنسانيّة في السعادة الحقيقية» .

باسيليوس أبي اللمع (1880 + 1946)
هو الأمير منصور ابن الأمير حيدر أبي اللمع ، من مواليد بسكنتا  العام 1880 ، لبس ثوب الابتداء في 29 أيلول سنة 1896 ، ودُعي باسيليوس . أبرز نذوره في الثالث من تشرين الأوّل سنة 1879 ، تكرّس شمّاسًا إنجيليًّا ، في كنيسة بيروت ، عن يد كير ملاتيوس فكّاك ، في 23 كانون الأوّل سنة 1902 ، وقسًّا ، في كنيسة دير الصابغ ، عن يد كير أغابيوس معلوف ، مطران بعلبك ، في 22 آب سنة 1904 . 
درس الفلسفة واللاهوت ، في جامعة القدّيس يوسف ، للآباء اليسوعيّين ، إذ وقع الخيار عليه ، سنة 1898 ، مع بعض الإخوة ، لإتمام دراستهم في بيروت  ، وقد حاز على شهادة الملفنة في الفلسفة .
أُرسل إلى بلدة الفاكهة ، في البقاع الشمالي ، خادمًا لرعيّتها (1909-1911) ، وقضى وقتًا في التعليم ، إذ كان ، في سنة 1912 ، في الكلّية الشرقيّة ، وتعيّن رئيسًا لدير القرقفي في كفرشيما (1917 - 1919) ، وعندما اختير المطران بولس أبو مراد ، من قبل البطريرك ، ليترأّس انتخاب مطران جديد لبيروت ، أصدر رقيمًا من قبله ، بتاريخ 24 كانون الثاني 1921 ، يُعيّن فيه الأبوين باسيليوس أبي اللمع واستيفانُس سماحة ، معتمدَين مكلّفين إجراء الانتخاب القانوني ، بالاشتراك مع خوري كل رعيّة  . 
أُرسل للخدمة في حمص ، وكان هناك ، استنادًا إلى السجلّات ، في العام 1922 ، وما لبث أن تعيّن وكيلًا أسقفيًّا ، وفي العام 1926 ، تمّت ترقيته إلى رتبة إيكونومُس  . وعندما تعيّن ، في 7 تشرين الثاني 1926 ، مدبّرًا أوّلًا (1926 - 1928) . ترك النيابة في حمص ، بتاريخ 21 تشرين الثاني من السنة ذاتها  ، وفي سنة 1929 صدر مرسوم تعيينه نائبًا أسقفيًّا عامًّا وكاهنًا لكاتدرائيّة مار الياس في بيروت  . ذهب إلى مصر ، وكان خادم رعيّة بور سعيد سنة 1936 ، وعندما عاد من هناك ، خدم رعيّة مار يوسف (الشير) في زحلة (1938 - 1940) ، وتعيّن رئيس المدارس الأسقفيّة  .
وقد أمضى سنواته الأخيرة في دير القرقفي ، حيث توفّاه الله فيه ، على أثر مرض في القلب ، بتاريخ 15 شباط سنة 1946   .
كان ملفانًا وخطيبًا وكاتبًا ، وكان ذا اطّلاع واسع وذاكرة مدهشة ؛ وله مبرّات في الرهبانيّة ، منها : أنّه تبرّع بمالَه من الدين على دير القرقفي ، وقدره 350 ليرة عثمانيّة  ، وكذلك بربع كرم الزيتون الذي ابتاعه من الشريك بشارة قشّوع ، سنة 1918 ، في كفرشيما  ، وساهم بمبلغ 25 ليرة سورية لشراء ثلاثين متر ماء من مياه المنبوخ  ، وتبرّع لدير سيّدة النّياح في بقعتوتة بمبلغ 40 ليرة سورية  .
من آثاره :
مخطوط هام ، وهو الخطاب الذي ألقاه في كاتدرائيّة القدّيس جاورجيوس المارونيّة في بيروت ، في اليوم الرابع من شهر حزيران سنة 1927 ، بعنوان :
«في تطويب الشهداء الثلاثة المكّابيّين» ، ويقع في 25 صفحة ، بقياس 21 × 14,5 سنتيم .
عيد الحبل بلا دنس ، مقال في «المسرّة» 13 (1927) ، 384 - 386 .
* للمعلومات التاريخيّة : 
نبذة تاريخيّة في تنصُّر بعض الأمراء اللمعيّين ، عُني بنشرها القس أنطونيوس شبلي اللبناني ، المشرق 28 (1931) ، ص 431 – 435 ، 496 – 500 .
أسرة ابي اللمع ، الشيخ إدمون بليبل ، تقويم بكفيّا الكبرى وتاريخ أُسَرِها ، مطبعة العرائس ، بكفيّا ، 1935 ، ص 59-63 .
مخطوط «تاريخ الأمراء اللمعيّين» ، الخوري اسطفان البشعلاني .
«بيت أبي اللمع» ، الخوري اسطفان البشعلاني ، تاريخ بشعلي وصَليما ، دار صادر ، الطبعة الثانية ، 2003 ، ص 257-278 .
انتقال الملكيّة والنفوذ من اللمعيّين إلى الإكليروس في المتن في القرن الثامن عشر ، جوزيف أبو نهرا ، الإكليروس والملكيّة والسّلطة ، أبحاث في تاريخ لبنان الاجتماعي والاقتصادي ، دار النهار للنشر ، بيروت ، الطبعة الأولى ، 2007 ، ص 37 – 57 .

أونيسيموس طبّاخة (1882 + 1932)
هو لطف الله بن خليل طبّاخة ، من مواليد بيروت العام 1882 ، لبس ثوب الابتداء في 21 تشرين الثاني سنة 1897 ، ودُعي نصرالله . أبرز نذوره في 12 تشرين الثاني سنة 1899 ، تكرّس شمّاسًا إنجيليًّا ، في كاتدرائيّة مار الياس بيروت ، عن يد كير ملاتيوس فكّاك ، في 28 كانون الأوّل سنة 1902 ، وقسًّا ، فيما بعد ، في كاتدرائيّة القدّيسة بربارة بعلبك ، عن يد كير أغابيوس معلوف ، ودُعي أونيسيموس .
خدم الرعايا في جديدة بعلبك (1906 - 1908) ، وكان مديرًا للمدارس في أبرشيّة بيروت ، حتّى أواخر سنة 1923 ، وفي أبرشيّة زحلة ، تنقّل في قرى البقاع الأوسط والغربي ، فكان ، حسب السجلّات ، في قب الياس (1924 - 1925) وصغبين (1927 - 1930) ، وحوش حالا (1930 - 1932) ، وتسلّم رئاسة المدارس الأسقفيّة (1928-1931) .
توفّاه الله في 17 تشرين الأوّل سنة 1932 ، في حوش حالا ، بمرض الحمّى ، ولم تمهله إلّا ثلاثة أيام ، غير أنّه تمّم واجبات نفسه .
كان حائزًا على قسم وافر من العلوم وخبرة في الإدارة ، ممّا أهّله لإدارة المدارس الأسقفيّة في أبرشيّتي بيروت وزحلة ، كما كان المدير المسؤول لمجلّة «صوت الحق» التي كانت تصدر عن الرهبانيّة .

ديمتري صيدناوي (1882 + 1964)


هو ديمتري بن أنطون صيدناوي ، من مواليد الشام العام 1882 ، لبس ثوب الابتداء في أوّل أ يّار سنة 1898 ، وبقي على اسمه . أبرز نذوره في 12 تشرين الثاني سنة 1899 ، تكرّس شمّاسًا إنجيليًّا ، في كنيسة بيروت ، عن يد كير ملاتيوس فكّاك ، في 28 كانون الأوّل سنة 1902 ، وارتسم كاهنًا ، سنة 1906 . كان في الكلّية الشرقيّة (1905 - 1906) ، فدرّس اللغة العربيّة للصف السابع في الدائرة الإعدادية ، كما درّس الصف السادس أيضًا ، بالإضافة إلى مناظرة التلاميذ في أثناء الأكل .
أسّس مدرسة القدّيس أثناسيوس ، المجّانية (نهارية – ليليّة) ، في بيروت سنة 1911 ، في عهد المتروبوليت أثناسيوس صوايا ، وأصبح مديرًا لها ، وفيها أسّس أخوية السيّدة للبنات في المدرسة النهارية ، وأخوية القدّيس نيقولاوس العجائبي للصبيان .
تعيّن للخدمة في أبرشيّة طرابلس سنة 1925  ، إلّا أن هذا التعيين لم يتم ، لأنه أُرسل ، في هذه السنة ، إلى الأرجنتين ، حيث أسّس نواة أوّل كنيسة للملكيّين في «بوينس آيرس» ، وكذلك فقد أسّس مدرسة على اسم «سان مرتين» .
بقي في الأرجنتين حتّى سنة 1956 ، حيث احتفل بيوبيله الكهنوتي الذهبي ، ثمّ عاد إلى لبنان ، وقضى سنواته الأخيرة في دير القرقفي في كفرشيما .
تُوفّي ، في الثاني والعشرين من آذار سنة 1964 ، في الدير المذكور ، ودُفن فيه .
في حياته الكهنوتيّة تميّز بالروح المثاليّة من حيث الرصانة والتجرّد والغيرة ، فقد ترك للرهبانيّة بيتًا ومحلّات في منطقة «أفيجانيدا» في العاصمة الأرجنتينيّة ، وفي سنواته الأخيرة كان رجل التقوى والصبر على الأوجاع الكثيرة التي ألّمت به ، وكان وجهه يطفح بالوداعة والهدوء والاستسلام لمشيئة الله .

بوليكربوس قطّان (المطران باسيليوس)  (1881 + 1952)
وُلد إسكندر ، في بيروت ، في 30 آب سنة 1881 ، من أ بَوين فاضلَين ، هما : جرجي قطّان ، من طائفة الروم الكاثوليك ، وفيلومينا موصلّي ، من طائفة السريان الكاثوليك . وفي كنف هذه الأسرة الزوقيّة ، العريقة في التقوى والفضيلة ، التي أنجبت أيضًا أخاه الخوري ألكسيوس  ، نشأ وترعرع . تابع دروسه العاديّة في مدارس بيروت ، عاصمة الثقافة والعلوم ، وكان من المتفوّقين .
عُرف منذ صغر سنّه ، بحبّه للصلاة والعلم ، واشتُهر ببساطة العيش والابتعاد عن بذخ الدنيا . ثمّ ما لبث أن شعر ، في داخل ، بصوت الربّ يدعوه لحياة أسمى ، فقرّر الانخراط في الحياة الرهبانيّة الشويريّة ، وتقدّم ، سنة 1897 ، من قدس الإيكونومُس يوسف كفوري ، رئيس عام الرهبانيّة طالبًا منه دخول الدير . وعندما تحقّق الرئيس العام من صدق نواياه وجدّية طلبه ، قَبِله بين صفوف التلاميذ ليتحضّر ، بحسب قوانين الرهبانيّة ، قبل أن يلبس ثوب الابتداء .
لبس إسكندر ثوب الابتداء ، في دير القدّيس يوحنّا الصابغ – الخنشارة ، بتاريخ 1 تشرين الأوّل سنة 1898 ، ودُعي بوليكاربوس . خلال فترة الابتداء ، برزت مواهبه العلميّة وفضائله الرهبانيّة ، وتميّز بالرصانة والتجرّد وحبّ الصلاة والجماعة . 
ارتبط بالنذور المؤبّدة ، في دير البشارة – زوق مكايل ، بتاريخ 12 تشرين الأوّل سنة 1899 ، عن يد الرئيس العام الإيكونومُس يوسف كفوري  . ولمّا كان ، كما سبق وقلنا ، مُحبًّا للعلم ومتميّزًا فيه ، أرسلته الرهبانيّة إلى روما لمتابعة دروسه الفلسفيّة واللاهوتيّة ، فدخل معهد القدّيس أثناسيوس المعروف بالمعهد اليوناني ، وتابع دروسه في جامعات روما الحبريّة . نال شهادة دكتوراه في الفلسفة واللاهوت ، وارتسم شمّاسًا في المعهد المذكور ، ثمّ كاهنًا في 7 حزيران 1908 ، بوضع يد سيادة المطران فلادينوف البلغاري ، واختار له اسم باسيليوس .
رجع إلى الشرق مارًّا ببلاد اليونان لدرس الطقس اليوناني فيها ، وبعد وصوله إلى لبنان علّم اللاهوت ، مدّة سنة ، في مدرسة دير الصابغ ، وخدم الرعيّة ، سنة أخرى ، في بيروت .
وبما أنّه كان قد امتلك ثقافة واسعة ، عيّنته الرهبانيّة وكيلًا لها لدى الكرسي الرسولي ، في 8 تشرين الثاني سنة 1910   ، وبقي في هذا المنصب حتّى سنة 1921 . وفي سنة 1912 ، نال ، من حكومة إيطاليا ، إجازة لتدريس آداب اللغة العربيّة ، وعُيّن أستاذًا محاضرًا في جامعة روما الملكيّة .
لم يتوانَ ، خلال فترة الحرب العالميّة الأولى ، عن العمل بكلّ طاقته لمساعدة بلاده ، التي كانت ترزح تحت عبء كبير من الأزمات والمشاكل ، ممّا دفع الرؤساء أن يفكّروا به أسقفًا .
في غضون ذلك ، انتقل إلى رحمة الله المثلّث الرحمة المطران أثناسيوس صوايا ق .ب . ، متروبوليت بيروت ، فوقع اختيار آباء السينودس على باسيليوس ، وبالفعل تمّ استدعاؤه من روما . نال الرسامة الأسقفيّة ، في الإسكندريّة ، بوضع يد السيّد البطريرك ديمتريوس (الأوّل) قاضي ، ومعاونة السيّدين الجليلَين نيقولاوس قاضي (حوران) وإستفانوس سكّريّة (مصر) ، وذلك في 13 آذار سنة 1921   .
تسلّم باسيليوس أبرشيّة بيروت  ، في فترة من أصعب الفترات ، فمن جهة أولى ، وجد نفسه في أبرشيّة رازحة تحت حمل الديون ، فحاول أن يخفّف هذا العبء الثقيل ، ومن جهة ثانية كان عليه أن يساند أبناء وطنه في الدفاع عن حريّة واستقلال وطنهم . الأمر الذي جعله محطّ أنظار الجميع ، فتحرّك ضدّه بعض الكهنة والعلمانيّين بمساعدة بعض الأساقفة ، وخصوصًا القاصد الرسولي فريديانو جيانيني ، مندّدين بإدارة المطران ، ورافعين عليه الشكاوى إلى الكرسي الرسولي ، الذي ألّف لجنة لفحص حقيقة التّهم المنسوبة إليه بطريقة سرّية . أمّا التّهم فكان منها : اشتراكه في القدسيّات مع الأرثوذكس ، وفسخ زواج أحد وجهاء مدينة بكفيّا ، بحجّة أنّه غير معمّد ، خلافًا للواقع ، ومباركته زواج المذكور مع امرأة أخرى . . . في هذه الأثناء ، ذهب المطران إلى روما لمباركة زواج أخيه الذي كان يقيم ويعمل هناك . فذهب إلى المجمع الشرقي وحاول تبرير نفسه ، بدفاع خطّي مسهب إلّا أنّ المجمع خيّره بين أمرين : إمّا أن يستقيل تلقائيًّا من كرسي بيروت ، وهذا هو الأفضل ، فيقيم في روما ، ويعيّن له مرتَّب شهري كافٍ لمعيشته ، وإمّا أن يمثل أمام المحاكم الرومانيّة ، وتجري عليه المعاملات القانونيّة . . . فآثر سيادته الاستقالة على المثول أمام محكمة حسبها مصمّمة على إقالته في جميع الأحوال . قُبلَت استقالته ، في 5 آب 1933 ، على أن يبقى مقيمًا في روما ، لقاء مرتَّب شهري لمعيشته ، ثمّ أوعزت روما إلى البطريرك كيرلُّس (التاسع) مغبغب ، الذي لم يكن راضيًا عن الإجراءات التي اتُّخذت بمعزل عنه ، أن يسمّي وكيلًا بطريركيًّا على الكرسي الشاغر إلى أن يُقام أسقف عليها . ثمّ ما لبثت روما أن عيّنت المطران مكسيموس صائغ ، متروبوليت أبرشيّة صور ، خلفًا للمطران قطّان المستقيل ، في 3 كانون الأوّل 1933   .
بقي المطران باسيليوس ، كرئيس أساقفة «بروكونيزو» الفخري ، في روما ، إلّا أنه عاد إلى لبنان ، على سبيل الزيارة ، في 13 كانون الأوّل 1948 ، ثمّ رجع إلى روما في 25 أ يّار 1949   ، ورقد بالربّ فيها ، بتاريخ 11 أ يّار سنة 1952 ، إثر نوبة قلبيّة . وكان جنّازه في كنيسة القدّيس أثناسيوس التي للمعهد اليوناني ، وعلى الأرجح دُفن فيها  .
من أعماله :
تكريس كنيسة القدّيس جاورجيوس في بحمدون بتاريخ 15 آب 1924 ، وقد بُنيت على نفقة الوجيه ميشيل أفندي عيد  .
بناء كنيسة القدّيس جاورجيوس ، في حبرمون ، سنة 1929  .
تدشين كنيسة سيّدة الملائكة في محلّة البدوي بالأشرفيّة بتاريخ 15 آذار 1931 ، وقد قامت بفضل منشئها الخواجا خليل البدوي  .
بناء كنيسة ومدرسة نياح السيّدة في بتغرين ، سنة 1931 ، بعد أن أُنجزت الطبقة السفلى ، بفضل أصحاب البِرّ ، ومنهم السيّد نجيب السكاف المغترب في أميركا  .
الاحتفال بالتذكار المئوي الخامس عشر لمجمع أفسس ، الذي أُعلنت فيه عقيدة أمومة العذراء مريم المجيدة ، خلافًا لتعاليم نَسطور وأتباعه . إذ أقام سيادته ، في 24 أ يّار 1931 ، عيد العنصرة ، مُحاطًا بإكليروسه ، قدّاسًا حبريًّا في كاتدرائيّة بيروت . وقد تصدّر هذه الحفلة نيافة القاصد الرسولي في سورية ولبنان ، السيّد فريديانو جيانيني ، والسادة المطارنة : إغناطيوس نوري وثاوفيلوس يوسف جرجي (سريان كاثوليك) ، وأواديس أرپياريان (أرمن كاثوليك)  .
تكريمه :
ونذكر ، هنا ، بأن المطران باسيليوس قد حاز على عدّة أوسمة ، منها : وسام «الإقرار بالجميل» الذي أنعم عليه به رئيس الجمهورية الفرنسيّة سنة 1921   ، ووسام «جوقة الشرف» من رتبة «كافاليير» ، الذي أهدته إيّاه الحكومة الفرنسيّة سنة 1927   .
كما أُقيم له احتفال كبير ، سنة 1933 ، بمناسبة يوبيله الكهنوتي الفضّي (1908 - 1933)  .
مؤلّفاته :
اشتهر المطران باسيليوس قطّان بغزارة علمه ، وفصاحة لسانه ، وعُرف مؤرّخًا وكاتبًا في شتّى المجالات التاريخيّة وله عدّة مؤلّفات أكثرها في اللغة الإيطاليّة . أتقن اللغات العربيّة والإيطاليّة والفرنسيّة واللاتينيّة واليونانيّة القديمة والحديثة ، وألمَّ باللغتين الألمانيّة والإنكليزيّة . وترجم ، عن هذه اللغة الأخيرة ، إلى الإيطاليّة كتاب «تاريخ العرب» للمستشرق Michelson وهو يحتوي على 800 صفحة .
وكان سيادته من عداد الكتّاب في مجلّة «الدروس الشرقيّة» المدعوّة Bessarione التي أسّسها نيافة الكردينال نقولا ماريني ، وقد وضع مقالات متنوّعة في العديد من المجلّات والصحف الرومانيّة . من مؤلّفاته :
Greci Melchiti e L’ellenismo, (in Greco) Atene , 1908.
الملكيّون واليونان ، طُبع في اليونان باللغة اليونانيّة ، 1908 .
Les Eglises d’Orient et d’Occident, Réponse à S. G. le Métropolite de Beyrouth Mgr. G. Messarra, Rome , 1910.
كنائس الشرق وكنائس الغرب ، جواب لمتروبوليت بيروت الأرثوذكسي جيراسيموس مسرّة ، باللغة الفرنسيّة ، روما ، 1910 .
La vita di Matteo Schwân, Beirut , 1911.
حياة متّى شهوان ، باللغة الإيطاليّة ، بيروت ، 1911 .
Cenni Storici intorno alla vita di Mgr Neofito Nasri vescovo di Saidnaia, bessarione, Rivista di Studi Orientali, Roma , 1912.
لمحات حول حياة السيّد ناوفيطوس نصري ، أسقف صيدنايا ، باللغة الإيطاليّة ، روما ، 1912 .
Grammatica elementare della lingua Araba, Roma, 1912.
مبادئ اللغة العربيّة ، للإيطاليّين ، روما ، 1912 .
الطباعة في سوريا والكنائس الشرقيّة ، بالإيطاليّة ، روما ، 1913 .
Grammatica Teorico-pratica della lingua Araba, Citta di Castello , 1914.
قواعد نظريّة وعمليّة للقواعد العربيّة ، بالإيطاليّة ، كاستيلو ، 1914 .
Breve notizia biografica per servire alla storia religiosa dell’Oriente, Roma , 1914.
لمحة وجيزة ومفيدة لتاريخ الشرق الديني عبر المجلّات العربيّة ، بالإيطاليّة ، روما ، 1914 .
La donna Araba prima e dopo Maometto, Roma , 1916.
المرأة العربيّة قبل محمّد وبعده ، بالإيطاليّة ، روما ، 1916 .
S. Maria in Domenica detta Volgarmente della Navicella, Rome, 1916.
كنيسة مريم في دومينيكا المدعوّة «ناڤيتشلّا» ، بالإيطاليّة ، 1916 .
شعر عربي مع ترجمة حرّة ، بالإيطاليّة ، على شرف الكاردينال نيكولو ماريني بمناسبة تبوّئه الشرف الكاردينالي ، روما ، 1917 .
وفاة رسول الاتحاد ، بالإيطاليّة ، روما ، 1917 .
La Chiesa Copta nel secolo XVII, Documenti inediti, Bessarione Rivista di studi Orientali, Roma , 1919.
الكنيسة القبطيّة في القرن الثامن عشر ، بالإيطاليّة ، روما ، 1919 .
L’hellénisme dans la première constitution de l’Eglise Greco- Melkite, Rome , 1920.
اليونانيّة (الهيلينيّة) في أوّل قانون لكنيسة الروم الملكيّة ، بالفرنسيّة ، روما ، 1920 .
المنشور الأسقفي الأوّل ، المطبعة الكاثوليكيّة ، بيروت ، 1921 ، 16 صفحة ، يتضمّن خطّة عمله الرعائي ، وحرمًا للمعتدين على أملاك المطرانيّة ، وتأليف القوميسيون المحلّي ، ثمّ قانونًا لكهنة الروم الكاثوليك المقيمين في الأبرشيّة يحدّد النظام الداخلي والخارجي ، ويتناول الكهنة المتجوّلين [تعريفه في المسرّة 8 (1922) ، 89 – 90] .
حول جزيرة العرب القديمة (الحنيفيّة) ، المسرّة 8 (1922) ، الصفحات 5 - 12 ، 60 - 66 ، 211 - 217 .
يونانيّة الكنيسة الملكيّة ، صوت الحق 1 (1923) ، عدد 2 ، ص 86- . . . ، عدد 4 ، ص 181 - 185 .
منشور «في فضيلة الطاعة» ، المطبعة الكاثوليكيّة ، بيروت 1923 ، 23 صفحة [تعريفه في المسرّة 9 (1923) ، 186 – 187] .
منشور «في محبّة القريب» ، المطبعة الكاثوليكيّة ، بيروت 1924 ، 23 صفحة [تعريفه في المسرّة 10 (1924) ، 235 ؛ المشرق ، 22 : 396] .
منشور «في الصِّدق» ، المطبعة الكاثولكيّة ، بيروت 1925 ، 24 صفحة [تعريفه في المسرّة 11 (1925) ، 239 ؛ المشرق ، 23 : 316] .
روما والكنائس الشرقيّة ، خطاب ألقاه بمناسبة المعاهدة بين الكرسي الرسولي وحكومة إيطاليا ، بالعربيّة ، بيروت ، 1929 .
مصادر تاريخيّة لحوادث لبنان وسوريا من سنة 1745 إلى سنة 1800 ، للأب روفائيل كرامة ، الراهب الشويري ، عُني بنشرها وتعليق حواشيها ووضع فهارسها ، المطبعة الكاثوليكيّة ، بيروت ، 1929 ، 176 صفحة . [تعريفه في المشرق ، 27 : 395] .

نعمة الله صليبا (1882 + 1976)
هو عبده بن نعمان بو كرم صليبا ، من مواليد البالوع (الخنشارة) العام 1882 ، لبس ثوب الابتداء في 20 تشرين الثاني سنة 1898 ، ودُعي نعمة الله . أبرز نذوره في 21 نيسان سنة 1901 ، تكرّس شمّاسًا إنجيليًّا ، في كنيسة النبي الياس – بيروت ، عن يد كير أثناسيوس صوايا ، وقسًّا ، عن يد المطران المذكور ، في 30 كانون الثاني سنة 1907 .
سافر ، سنة 1912 ، إلى أميركا الجنوبيّة ثمّ إلى الولايات المتّحدة وعاد إلى لبنان ، ثمّ سافر ، من جديد ، إلى الولايات المتّحدة ، وقد وصلها ، عن طريق فرنسا ، في 18 تشرين الثاني سنة 1913 .
خدم حوالي ثلث قرن في رعايا : «سْكرانْتُن – بنسلفانيا» ، «بْرانزويك – نيوجِرسي» ، «فيلادلفيا» ، «دانبري – كَنَكْتيكت» .
أولى محاولاته ، لاستلام خدمة رعيّة ، كانت في «برانزويك – نيوجرسي» ، حيث استملك أرضًا وجمع الأموال اللازمة ، إلّا أن مطران اللاتين عدل عن الموافقة على المشروع ، بسبب دعوى الأطبّاء عليه وشكواهم إيّاه بتعاطي الطّب وإعطاء الوصفات ، حينئذ أُجبر على الرحيل من «نيوجرسي» ، فغادرها إلى «سْكرانْتُن» وخدمها مدّة من الزمن ، ثمّ فذهب إلى «دانبري» وأصبح ، بشكل موقّت ، كاهنًا رديفًا منذ سنة 1928 ، وفي العام 1931 ، خدم كنيسة القدّيسة حنّة ، ثمّ انطلق ، سنة 1936 ، إلى «فيلادلفيا» وأكمل رسالته هناك ، وأخيرًا سكن مع أقربائه في «داربي» العليا ، وقد توفّاه الله ، في 21 كانون الأوّل سنة 1976 ، في دار تابعة لرهبانيّة تهتمّ بالمسنّين ، وقد بلغ من العمر ستًّا وتسعين عامًا .

ثاوفيلوس خلَف (1879 + 1938)


هو يوسف بن سليمان خلف ، من مواليد زحلة العام 1879 ، لبس ثوب الابتداء في 23 تشرين الأوّل سنة 1894 ، ودُعي جراسيموس ، شلح. ثمّ عاد ولبس ثوب الابتداء ، للمرّة الثانية ، في الخامس من تشرين الثاني سنة 1898 ، ودُعي ثاوفيلوس . أبرز نذوره في 12 تشرين الثاني سنة 1899 ، تكرّس شمّاسًا إنجيليًّا ، عن يد كير فلابيانوس كفوري ، مطران حمص ، في شهر كانون الثاني سنة 1902 ، وقسًّا ، عن يد كير فلابيانوس المذكور ، في كاتدرائيّة القدّيسين قسطنطين وهيلانة في يبرود ، في شهر أ يّار سنة 1903 .
ابتدأ نشاطه الكهنوتي في يبرود ، حيث أمضى وقتًا في خدمة الرعيّة ، ونراه خادمًا لرعيّة الخنشارة (1911 - 1915) ، ثمّ رئيسًا قانونيًّا لدير زحلة ، في 18 تشرين الثاني 1916 ، عوضًا عن الخوري أناطوليوس حدّاد الذي طلب الاستقالة من وظيفته ، نظرًا لانحراف صحّته . ومرشدًا لدير النّياح (1917 – 1919) ، ومدبّرًا ثانيًا (1919 - 1922) .
سافر إلى الولايات المتّحدة الأميركيّة ، بعد أن تسلّم المأذونيّة في 1 تشرين الأوّل 1922  ، وخدم في كنيسة القدّيس جاورجيوس في نيويورك ، وقفل عائدًا إلى الشرق ، بعد أن أمضى خمس سنوات في خدمة الجالية في الاغتراب . تعيّن مرشدًا لراهبات دير سيّدة البشارة في زوق مكايل (1929- 1931 ) ، ورئيسًا لدير زحلة (1931- 1934 ) .
وقد نُقل إلى دير كفرشيما خلال العام 1936 ، وتُوفّي ، في 18 أيلول 1938 ، بتسمّم في الدم الناتج عن مرض السكَّري والزلال ، وذلك في مستشفى القدّيس شارل الألماني في بيروت ، ودُفن في دير الطُّوَق بزحلة .
نال رتبة «أرشمندريت» ، وقد كان من أهل الغيرة ، وله تبرّعات في دير الصابغ 1000 غرش سوري مساهمة في عمل باطون لسطح الكلار القديم ، وفي دير زحلة 20 ليرة عثمانيّة من أصل مائة ليرة كلفة نفقات بناء قبّة كنيسة دير الطُّوَق ، والباقي على نفقة الأب بطرس بيروتي . كما تبرّع بالمائدة في غرفة الطعام والبوّابة الكبرى في الطابق الأرضي من الدير . وقد حباه الله هبة سماوية أي صوته الرخيم وأنغامه الشجيّة وموسيقاه الملائكيّة ، إضافة إلى خطّه الجميل ، ومن آثاره : بعض مخطوطات ليتورجيّة وموسيقيّة وفلكيّة ، محفوظة في خزانة دير الصابغ .

أغابيوس (الأوّل) سماحة (1883 + 1935)


هو الياس بن شكرالله شاهين يزبك خطّار سماحة ، من مواليد الخنشارة العام 1883 ، لبس ثوب الابتداء في 20 نيسان سنة 1899 ، ودُعي أغابيوس . أبرز نذوره في 21 نيسان سنة 1901 ، تكرّس شمّاسًا إنجيليًّا ، في كنيسة دير الصابغ ، عن يد كير أثناسيوس صوايا ، مطران بيروت ، في 26 تمّوز سنة 1908 ، وقسًّا في أوّل أيلول سنة 1908 .
قضى معظم خدمته الروحيّة في مدينة بعلبك ، حيث ذهب إليها سنة 1911 ، ولم يتركها إلّا سنة 1929 فقط ، إذ تعيّن خادمًا لرعيّة شبرا في مصر .
تُوفّي على أثر عمليّة جراحيّة أُجريت له خطأً في بعلبك ، بسبب خرّاج في شقّ الفخذين قرب الحالب ، وإذ كان مصابًا بداء السكَّري والزلال ولم تؤخذ الاحتياطات الكافية قبل العمليّة ، تسمّم دمه ومات في مستشفى الدكتور رزق في بيروت ، بعد وصوله إليه بنحو أربع ساعات ، وذلك في 11 أيلول سنة 1935 ، والذي عمل العمليّة هو الدكتور غرّة . وقد أُقيم له جنّاز في بعلبك ، ودُفن في دير الصابغ .
كان محبوبًا جدًّا وذا نفوذ عظيم بين أبناء رعيّته ، وقد رُقّي إلى رتبة «إيكونومُس» الأبرشيّة البعلبكيّة ، ويقول عنه كتاب «التحفة السنيّة إلى العائلة السماحيّة» إنه : [كاهن فاضل شجيّ الصوت رخيمه ، تعلّم الموسيقى الكنسيّة فنبغ فيها] .

أغابيوس (الثالث) معلوف (1883 + 1950)


هو إبراهيم بن حبيب نَكَد المعلوف ، من مواليد وادي الكرم العام 1883 ، لبس ثوب الابتداء في الثالث من أيلول سنة 1899 ، ودُعي بابيلا . أبرز نذوره في 21 نيسان سنة 1901 ، تكرّس شمّاسًا إنجيليًّا ، عن يد كير أثناسيوس صوايا ، مطران بيروت ، في شهر تمّوز سنة 1908 ، وقسًّا ، عن يد كير كيرلُّس مغبغب ، مطران زحلة ، في 25 آذار سنة 1909 .
تُوفّي في السابع من كانون الثاني سنة 1950 ، في وكالة الرهبنة في فرن الشبّاك ببيروت ، بعد أن قضى شهرًا طريح الفراش يتألّم من نزلة صدريّة ومن ضعف في القلب ، وله ثمانٍ وستّون سنة .
كان كاهنًا ذكيًّا نشيطًا ، خدم ، مدّة طويلة ، كمعاون في أبرشيّة بعلبك لعمّه المطران أغابيوس (الثاني) معلوف ، وقد رافقه إلى المنفى في تركيّا ، في أثناء الحرب الكبرى . وبعد وفاة عمّه ، غادر أبرشيّة بعلبك إلى أديار الرهبنة ، ثمّ عندما أحسّ بمرض القلب ، قطن في فرن الشبّاك ، حيث اشترى أرضًا واسعة بنى فيها بيتًا لسكناه ، وبيتًا للإيجار ، كما بنى بيتًا في عين السيّدة قرب عالَيه ، بالمال الذي جمع قسمًا منه في أميركا وهو علماني ، القسم الآخر استلمه من محسن كلّفه أن يعمل به وقفيّة لعمل الخير الذي يراه ، وقد أوقف ، في 15 نيسان 1931 ، كل هذه البنايات للرهبانيّة ، وقد نُقل ، بعد وفاته ، إلى دير القدّيس باسيليوس في الأشرفيّة ، وبعد مأتم حافل ، دُفن في المدفن الخاص بالرهبان .

تدّاوس صليبا (1877 + 1942)
هو نعمان بن نقولا صليبا ، من مواليد قاع الريم العام 1877 ، لبس ثوب الابتداء في أوّل تشرين الأوّل سنة 1899 ، ودُعي تدّاوس . أبرز نذوره في 21 نيسان سنة 1901 ، تكرّس شمّاسًا إنجيليًّا ، في كنيسة بيروت ، عن يد كير ملاتيوس فكّاك ، في 30 كانون الأوّل سنة 1902 ، وقسًّا ، في بيروت ، عن يد كير ملاتيوس المذكور ، في 20 أ يّار سنة 1903 .
قضى معظم حياته في قرى أبرشيّة بعلبك ، وكان آخرها رعيّة سيّدة النّياح في الطّيبة (1929 - 1938) ، ورعيّة القدّيس جاورجيوس في عين بورضاي (1938 - 1940) ، ثمّ رجع إلى دير مار الياس الطُّوَق .
تعيّن ، سابقًا ، وكيلًا لدير النبي الياس الطُّوَق ، وأُعطي صك الوكالة في 26 شباط 1926 ، وبما أنه لم يُثبت اقتدارًا على القيام بوظيفة وكالته ، فقد تقرّر استبداله ، في 22 آذار 1927 ، بالخوري أنطون يارد .
توفّاه الله ، في دير زحلة ، بسبب شلل في أعضائه ناتج عن داء السكَّري ، في 22 آب سنة 1942 . كان كاهنًا تقيًّا وبسيط القلب جدًّا .

لفرنديوس (الثاني) صوايا (1885 + 1981)
هو يوحنّا بن نجم عقل صوايا ، والدته هندومة معلوف ، من مواليد الشوير في 10 حزيران 1885 ، لبس ثوب الابتداء في 17 نيسان سنة 1900 ، ودُعي لفرنديوس . أبرز نذوره في الثامن من أ يّار سنة 1902 ، سافر هذا الأخ إلى مدرسة القدّيس أثناسيوس في روما في 25 تشرين الأوّل سنة 1903  ، وعاد بعد أن درس العلوم اللازمة ، وتكرّس شمّاسًا إنجيليًّا ، في دير الصابغ ، عن يد كير أثناسيوس صوايا ، في 23 آب سنة 1911 ، وقسًّا ، عن يد السيّد المذكور ، في دير مار سمعان ، في الأوّل من شهر أيلول سنة 1911 .
تعيّن مديرًا لمدرسة الصابغ ، ثمّ خادم رعيّة زبّوغا (1912 - 1915) ، ومعلّمًا للمبتدئين (1915 - 1916) ، خدم رعيّة الخنشارة (1915-1917) ، والشوير (1918 - 1920) .
سافر إلى الولايات المتّحدة الأميركيّة ، وقد وصل إليها في 22 آذار 1920 ، وبقي فيها مدّة 27 سنة ، وخدم في مدينة «لوس أنجلوس» في ولاية «كاليفورنيا» ، ومن أوّل آذار 1928 حتّى سنة 1933 كان خادم رعيّة القدّيس جاورجيوس في «برمنغهام ألاباما» .
خلال شهر شباط 1936 التمس من أسقف Savannah, GA أن يؤسّس رعيّة في Atlanta .
وفي العام 1941 ، كان في أبرشيّة «Natchez Mississippi» ويقيم في «جاكسُن» ، أقلّه في فترة الحرب ، وقد مُدّد له البقاء بأمر من روما . وكان ، في العام 1946 ، ما يزال في «جاكسُن» .
عاد إلى لبنان خلال العام 1947 وأقام في دير الصابغ ، وخدم رعيّة مار الياس في عين الصفصاف (1947 - 1948) ، وعُيّن نائبًا لرئيس دير الصابغ (1948 - 1955) ، وانتُخب مدبّرًا رابعًا بديلًا (1955-1956) ، كما تعيّن نائبًا لرئيس دير مار باسيليوس في بيروت سنة 1956 .
تُوفّي ، طاعنًا في السّن ، في مستشفى د . صوايا في بكفيّا ، في 22 تشرين الثاني سنة 1982 ، ودُفن في دير الصابغ – الخنشارة .
اشتهر بغزارة علمه ، وكان يخدم برأيه وقلمه ويعظ بقوله ومثله . كما اشتهر بهواية جمع الطوابع ، وقد ترك في خزائن دير الصابغ كمًّا هائلًا من الطوابع الفريدة ، مع مكتبته التي تضمّ كتبًا هامّة .
وأيضًا عكف ، منذ أيلول 1957 ، على تصنيع النبيذ والمشروبات الروحيّة ، وعمل في هذا المجال سنوات طويلة .

غفرائيل سارة (1883 + 1942)
هو خليل سارة ، من مواليد دمشق العام 1883 ، لبس ثوب الابتداء في 25 نيسان سنة 1900 ، ودُعي غفرائيل . أبرز نذوره في الثامن من أ يّار سنة 1902 ، تكرّس شمّاسًا إنجيليًّا ، عن يد كير أثناسيوس صوايا ، مطران بيروت ، في السابع من أ يّار سنة 1911 ، وكاهنًا ، عن يد كير أثناسيوس أيضًا ، في 15 آذار سنة 1912 .
خدم العديد من القرى في أبرشيّة بعلبك ، ومنها رعيّة الجديدة (1920 - 1923) وعين بورضاي (1925 - 1930) ، وفي بعلبك (1928 - 1929) .
ويبدو أنه خدم الرعيّة في جديدة عرطوز ، قرب دمشق ، كما خدم رعيّة عين الصفصاف في المتن ، وأخيرًا ، أصبح خادم رعيّة بسرين ، إلى أن تُوفّي فيها .
توفّاه الله ، فجأة ، في بسرين ، بسكتة قلبيّة ، في الخامس من كانون الثاني سنة 1942 . كان من أهل السذاجة وسلامة القلب ، وزاول مهنة تطريز القنابيز والشراويل ، وكان يقدّم مداخيله للرهبانيّة .

يوسف سماحة (1886 + 1920)
هو الياس بن يوسف صليبا سماحة ، من مواليد الخنشارة العام 1886 ، لبس ثوب الابتداء في أوّل حزيران سنة 1902 ، ودُعي صفرونيوس . أبرز نذوره في العاشر من حزيران سنة 1904 ، تكرّس شمّاسًا إنجيليًّا ، في 25 آذار سنة 1911 ، وقسًّا ، عن يد كير فلابيانوس كفوري ، مطران حمص ، في 24 نيسان سنة 1911 ، ودعُي يوسف .
قضى معظم خدمته في يبرود ، وكان في الفاكهة (1916 - 1917) . يبدو أنه كان يقرض الشعر ويُجيد الكتابة ، ونثره له مسحة من الشفافيّة والرومانطيقيّة .
كانت وفاته ، اغتيالًا عن يد الأشقياء ، في أوّل حزيران سنة 1920 ، وذلك أثناء رجوعه إلى يبرود ، رميًا بالرصاص .

إكليمنضوس صوايا (1886 + 1969)


هو مالك ابن الخوري سمعان صوايا ، والدته صوفيّا صوايا ، من مواليد قاع الريم العام 1886   ، لبس ثوب الابتداء في أوّل أيلول سنة 1902 ، ودُعي إكليمنضوس . أبرز نذوره في العاشر من حزيران سنة 1904 ، تكرّس شمّاسًا إنجيليًّا ، عن يد أخيه كير أثناسيوس صوايا ، مطران بيروت ، في 26 تشرين الأوّل سنة 1909 ، وقسًّا ، عن يد أخيه أيضًا ، في كنيسة مار بطرس الشوير ، في 17 تمّوز سنة 1910 .
وصل إلى الولايات المتّحدة الأميركيّة في 16 أ يّار سنة 1914 ، وقصد مدينة «ترينيداد» في ولاية «كولورادو» ، حيث أقام عند نسيبه جوزف صوايا ، واحتفل بالخِدم الليتُرجيّة ، بما له من صلاحيات ، في رعيّة القدّيسة مريم الصغيرة والحديثة .
نال تفويضًا ، لخدمة الجالية في أبرشيّة «دِنفِر» ، في 31 تمّوز 1917 ، وفي جنوب «كولورادو» في 21 آب 1917 .
ثمّ ابتاع منزلًا ومعبدًا صغيرًا في «ترينيداد» ، واستبدلهما بآخر حوالي سنة 1944  ، وخدم الرعيّة طيلة 55 عامًا .
في العام 1963 تراجعت صحّته تحت وطأة المرض ، فانتقل إلى «Raton» في «نيومكسيكو» ، وسكن مع ابنة أخيه فريدة وزوجها الياس صوايا .
ثمّ أُدخل المأوى سنة 1968 ، إلى أن تُوفّي في الأوّل من تمّوز سنة 1969 ،
وجرت جنازته في كنيسة القدّيس يوسف ، في السابع من تمّوز ، وقد ترأّسها المطران Charles Buswell أسقف Pueblo ، ودُفن في مقبرة Fairmont .
كان رسولًا فاضلًا وغيورًا على الأنفس ومتفانٍ في سبيلها ، وعُرف عنه أنه وَرِعٌ وتقي .

نيقولاوس معلوف (1883 + 1920)
هو أمين بن إبراهيم نكد ياغي معلوف ، من مواليد وادي الكرم العام 1883 ، لبس ثوب الابتداء في 25 تشرين الثاني سنة 1903 ، ودُعي نيقولاوس . أبرز نذوره في 16 تمّوز سنة 1905 ، تكرّس شمّاسًا إنجيليًّا ، في كنيسة دير الصابغ ، عن يد كير أثناسيوس صوايا ، مطران بيروت ، في 27 تمّوز سنة 1908 ، وكاهنًا ، عن يد كير كيرلُّس مغبغب ، مطران زحلة ، في 25 آذار سنة 1909 .
مارس العمل الرسولي خصوصًا في يبرود ، معاونًا للخوري جيورجيوس حدّاد ق .ب . ، الوكيل الأسقفي فيها ، فجعلا من رعيّتها رعيّة مثاليّة . . .  ، وكان الأب معلوف بليغًا ومؤثّرًا في مواعظه الشيّقة ، جذابًا بلطفه وسعة معارفه للشبيبة المتألّبة حوله في حلقات وسهرات أدبيّة واجتماعيّة وروحيّة ، وكان كذلك لمّا نُقل إلى بلدة دوما في البترون ، عام 1913 ، حيث رعى طائفتها الكاثوليكيّة . عاد ، قبيل الحرب الكبرى ، إلى دير الصابغ ، فكان أستاذًا في الإكليريكيّة ، علّم فيها الدروس الدينيّة والأدب والحساب وعلم الطبيعة ، وكان ، إلى ذلك ، شاعرًا ، وله ، في النثر ، مقالات علميّة ومجموعة من العظات وغير ذلك ، فُقد أغلبها بعد وفاته .
تُوفّي ، في بيروت ، في 11 آذار سنة 1920 ، بالسّل الرئوي ، بالغًا من العمر السادسة والثلاثين ، وكان ذا سيرة صالحة ، لطيفًا ، غيورًا ، محبًّا لإخوته الرهبان ومحبوبًا منهم جدًّا ، ذا ذكاء نادر وعلم وافر ولا سيّما في العلوم الرياضيّة وعلم الفلك .
من نظمه بيتان جمع فيهما أسماء الأبراج الاثني عشر :

حملُ الربيع الثور فالجوزاء
سرطانٌ ليثٌ بعده العذراءُ
ميزان عدلٍ عقربُ رامي الجدا
دلوٌ وحوتٌ فيه تمّ الشتاءُ
ومن شعره ، أيضًا ، قطعة يصف فيها الجمال ، فيقول :

سقطت جذوةٌ على ثلج خدٍّ
فأذابت منه مياه الجمالِ
وتراءت لمرقب الرّصد شمسًا
ضبطت نورها شفاه الهلالِ
ومن مقالاته ، في علم الهيئة ، «براهين قاطعة على أن الأرض تدور على ذاتها ، وحول الشمس» ، نُشرت في مجلّة «الشرقيّة» سنة 1940 ، ص 28 - 32 .

فلابيانوس (الثالث) كفوري (1886 + 1934)


هو نقولا بن الياس بن إيليّا بن مراد كفوري ، من مواليد أبو ميزان العام 1886 ، لبس ثوب الابتداء في أوّل أيلول سنة 1904 ، ودُعي أشعيا . أبرز نذوره في 25 كانون الأوّل سنة 1905 ، تكرّس شمّاسًا إنجيليًّا ، في كنيسة دير الصابغ ، عن يد كير أثناسيوس صوايا ، مطران بيروت ، في 27 تمّوز سنة 1908 ، وكاهنًا ، عن يد كير كيرلُّس مغبغب ، مطران زحلة ، في 25 آذار سنة 1909 ، ودُعي فلابيانوس .
تربّى ، قبل دخوله إلى الدير ، في مدرسة الصلاحيّة في القدس ، سنة 1898 ، رقمه في لائحة الطلّاب 360  ، ثمّ في الكلّية الشرقيّة بزحلة .
تعيّن ، بعد رسامته الإنجيليّة ، أستاذًا في الكلّية الشرقيّة ، وفي سنة 1912 تعيّن وكيلًا للرهبانيّة في بيروت وخادمًا للأنفس ومرشدًا لأخوية السيّدة البتول ، وجدّد لها كتاب الفرض الذي كان جمعه وطبعه الخوري جرجس عيسى ق .ب . ، المؤسّس الأوّل للأخوية في بيروت .
في سنة 1914 تعيّن وكيلًا للرهبانيّة في دمشق واستلم إرشاد أخوية الرجال .
في العام 1919 تعيّن في مصر خادمًا لكاتدرائيّة القيامة ، وبعد أن رجع ، سنة 1922 ، تعيّن خادمًا لرعيّة البربارة في زحلة ، وخادمًا لرعيّة القدّيس جاورجيوس بباب المصلّى في دمشق (1924 - 1925) ، ثمّ نائبًا أسقفيًّا في بيروت ، سنة 1927 ، ونال لقب «إكسرخُس» .
وعند اختتام المجمع العام ، سنة 1928 ، عيّنته الزيارة الرسوليّة مدبّرًا ثانيًا ، وبما أن الأب العام المنتخَب الأرشمندريت ثيوضوسيوس معلوف كان وكيلًا للرهبانيّة لدى الكرسي الرسولي ، فقد اختير المترجَم ليكون عوضه في ذلك المقام ، وفي 29 آب سنة 1929 سافر إلى روما ، وبما أنه كان من محبّي الدرس والعلوم ، فقد درس ، هناك الحق القانوني ، ونال شهادته قبل وفاته بسنتين .
توفّاه الله ، في روما العُظمى ، بتسمّم ناتج عن التهاب أغشية العروق ، في 24 تشرين الأوّل سنة 1934 .
له أقرباء في الرهبانيّة ، فخاله الخوري ساروفيم كفوري ، وخالا أبيه الأبوان أثناسيوس وأشعيا كفوري .
من آثاره :
جدّد كتاب الفرض لأخوية السيّدة البتول ، وأضاف إليه معلومات تاريخيّة مع المقدّمة وغيرها ، وذلك سنة 1913 .
خطاب تاريخي ألقاه ، في 13 آذار سنة 1921 ، في الحفلة التذكارية التي أُقيمت احتفاء بالمرتسم الجديد المطران باسيليوس قطّان ق .ب . ، في مصر ، وقد كان المترجَم رئيس لجنة الاحتفال .
وله عدّة مقالات لاهوتيّة وقانونيّة وأدبيّة في مختلف المجلّات ، ومنها :
«المسرّة» :
الكنوز الروحيّة في الغفرانات الكنسيّة .
زيارة فيكتور عمانوئيل الثالث لقداسة البابا بيّوس الحادي عشر .
«صوت الحق» :
لمحة تاريخيّة في مجامع الروم الكاثوليك الملّية .
فلسفة الأمثال العربيّة .

جبرائيل مقدسي (هيلون) (1890 + 1940)
هو الياس بن ميخائيل بن بطرس مقدسي ، من مواليد دمشق العام 1890 ، لبس ثوب الابتداء في العاشر من كانون الأوّل سنة 1904 ، ودُعي كربُس . أبرز نذوره في التاسع من أ يّار سنة 1907 ، ارتسم كاهنًا ، بوضع يد كير أغابيوس معلوف ، مطران بعلبك ، سنة 1915 ، ودُعي جبرائيل .
قضى حياته ، خارج الأديار ، في خدمة الرعايا . فكان ، منذ ما قبل العام 1921 ، خادم رعيّة مار الياس في ربلة ، قرب القصير ، في أبرشيّة حمص .
وأثناء خدمته لهذه الرعيّة شرع أبناؤها ببناء كنيسة لهم سنة 1923  .
كما خدم رعيّة معرّة صيدنايا حتّى أواخر سنة 1930  ، حيث أُرسل إلى الأردن ، في العام 1931 ، فعمل مرسلًا مساعدًا في عمّان ثمّ خادمًا لها ، وعندما تأسّست مدرسة صغيرة ، في كانون الثاني من عام 1932 ، اهتمّ الأب جبرائيل بتدريس اللغة العربيّة ، كما قام بخدمة النفوس في ضاحيتي ناعور وأم القنافد ، أرسله البطريرك كاهنًا لرعيّة الزبداني ، ثمّ عاد إلى لبنان ، فخدم ، أوّلًا ، رعيّتي جب جنّين وتربل ، في البقاع ، ما بين (1934 - 1939) ، وأخيرًا رعيّة المَشرَع في المتن (1939 - 1940) .
توفّاه الله ، في 24 شباط سنة 1940 ، في كنيسة المَشرَع ، بانفجار دماغي ، سببه شدّة الضغط الدموي لزيادة السّمن ، ودُفن في دير مار يوحنّا – الخنشارة .
كان يحب العمل في الرسالات ، وعُرف عنه بأنه زهراويّ الطّبع إلى آخر درجة .

استيفانوس (الثاني)  سماحة  (1891 + 1951)
هو وديع بن فرنسيس سماحة من الخنشارة . وُلد سنة 1891 ، لبس ثوب الابتداء في 20 كانون الأوّل سنة 1904 ، وأبرز نذوره الرهبانيّة في 9 أ يّار سنة 1907 متّخذًا اسم إسطفانُس . سيم شمّاسًا إنجيليًّا ، في كنيسة دير الصابغ ، عن يد المطران أثناسيوس صوايا ، متروبوليت بيروت ، في 20 حزيران سنة 1912 . وفي أوّل تمّوز سنة 1913 سيم كاهنًا ، بوضع يد المطران المذكور أعلاه . 
تعيّن ناظرًا في الكلّية الشرقيّة (1915 - 1917) ، وفي صيف سنة 1917 عُيّن وكيلًا لمدرسة دير الصابغ ، ثمّ رئيسًا لها ، وظلّ حتّى سنة 1927 ، ثمّ تعيّن رئيسًا للإخوة الدارسين في بيروت سنة 1928 ، ثمّ قيّمًا عامًّا ، وكان أوّل مَن شغل ، رسميًّا ، هذه المهمّة الجديدة في الرهبانيّة . 
سنة 1929 تعيّن كاهنًا لرعيّة البربارة في زحلة ، فقضى فيها ستّة أشهر ، ثمّ تعيّن معلّمًا للمبتدئين سنة 1929 مدّة سنة واحدة . وفي سنة 1930 انتُخب ، من جديد ، رئيسًا للإخوة الدارسين في مدرسة بيروت ، وبقي في هذه المهمّة حتّى اختاره الكرسي الرسولي لمنصب الرئاسة العامّة ، وأُعلن تعيينه رسميًّا في 2 حزيران سنة 1934 ، وفي عام 1943 تمّ التجديد له لولاية ثانية ، حتّى 15 كانون الأوّل 1949 ، حيث عُيّن رئيسًا لدير ما يوحنّا في الخنشارة سنة 1950 ، وبقي إلى أن توفّاه الله في 13 نيسان 1951 ، في مستشفى رزق في بيروت ، وقد دُفن ، في اليوم التالي ، في كنيسة مار يوحنّا القديمة في دير الصابغ  .
كان نفحة طيب شذيّة ، فتحلّى بالوداعة والتواضع ، ولم تفارق البسمة ثغره . وكان متجرّدًا ، محبًّا للسلام ، ثابتًا في زرع البِشر والبشاشة بين رهبانه . وقد امتاز بتقواه ، فعُرف عنه محبّة الصلاة الفرضيّة والترنيم ، الذي كان يتقاضاه غيبًا ، وباليونانيّة ، ويلقّنه للمبتدئين .
وخلال عهده وجّه رسالتين عامّتين لأبناء الرهبانيّة ، هما :
1 – رسالة عامّة بعنوان : «في الحياة المشتركة» ، المطبعة الحديثة ، بيروت ، 1939 ، 17 صفحة .
2 – رسالة عامّة بعنوان : «في طريق الرهبانيّة الضيّق» ، المطبعة الحديثة ، بيروت ، 1944 ، 16 صفحة .
من أعماله :
شيّد مدرسة الصابغ الجديدة سنة 1934 ، ودير مار باسيليوس سنة 1935 ، وسعى بتشييد بناية ساحة النجمة في بيروت سنة 1936 ، وبدأ بتشييد كنيسة السيّدة في غابة بولونيا ووضع حجرها الأساسي في 11 أيلول سنة 1938 ، وبنى دير الصابغ الجديد سنة 1940 ، وشيّد بنايات عديدة في غابة بولونيا ، وأسّس فرع الراهبات الشويريّات المرسَلات سنة 1940 .

أندراوس الحلّاق (1888 + 1962)


هو الياس بن أنطونيوس الحلّاق ، وابن عمّ الأب كريزوستوم ، من مواليد يبرود (القلمون) 8 نيسان 1888 ، لبس ثوب الابتداء في 27 حزيران سنة 1905 ، ودُعي أندراوس . أبرز نذوره في التاسع من أ يّار سنة 1907 ، تكرّس شمّاسًا إنجيليًّا ، في كنيسة دير الصابغ ، عن يد كير فلابيانوس كفوري ، مطران حمص ، في شهر كانون الأوّل سنة 1912 ، وكاهنًا ، عن يد كير فلابيانوس المذكور ، في كاتدرائيّة القدّيسين قسطنطين وهيلانه في يبرود ، في شهر كانون الثاني سنة 1913 .
تلقّى دروسه الأوّليّة ، عند الآباء اليسوعيّين ، في المدرسة الأسقفيّة في يبرود . استبقاه المطران كفوري ، بعد الرسامة ، في يبرود ، وعيّنه أمينًا لسرّه (1913 - 1914) ، ثمّ عاد إلى زحلة ، ودرّس الفرنسيّة والعربيّة في الكلّية الشرقيّة (1914 - 1920) .
قضى قسمًا كبيرًا من حياته في خدمة الرعايا في أميركا الشماليّة ، التي وصل إليها حوالي العام 1920 ، حيث خدم رعيّة سيّدة النّياح بمدينة «Dibois» في ولاية «بنسلفانيا» (1920 - 1933) ، وخلال هذه المدّة نال الصلاحيّات اللازمة التي خوّلته الخدمة في «أتلانتا» و«توليدو» وغيرهما .
ثمّ انتقل إلى رعيّة القدّيس جاورجيوس في «برمنغهام ألاباما» (1933 - 1946) .
نال رتبة «الأرشمندريتية» سنة 1939 ، بإنعام من البطريرك كيرلُّس (التاسع) مغبغب .
انتدبته السّلطة الكنسيّة لخدمة رعيّة القدّيس نيقولاوس في «روتشِستِر» في نيويورك (1946 - 1962) ، وتُوفّي ، هناك ، في التاسع من شهر تشرين الأوّل سنة 1962 .
كان من أصحاب الأجسام الضخمة ، وتميّز برصانته ، فارضًا حبّه واحترامه بفضله وفضيلته ، وكان ينتهز كل سانحة لمساعدة أمّه الرهبانيّة ، إضافة إلى ذلك ، فقد تمكّن ، بنشاطه وتجرّده وقشف حياته ، أن يجمع مبلغًا كبيرًا من المال ، وُزّع منه ، بعد وفاته ، قسم كبير لرهبانيّته ولغيرها ، طبقًا لوصيته .
وعن ثقافته ، فقد تعمّق بالعلوم وأتقن اللغات ، وفي العربيّة نظم الشعر ، وله في هذا المضمار قصائد متنوّعة ، عثرنا على اثنتين منها ، وهما :

1 – قصيدة تغزّل في مريم العذراء ربّة المجد والبهاء  .
2 – قصيدة فاجعة الخافقين في شخص قداسة البابا بيّوس العاشر .
وله مقال بعنوان : «الطيارات تسقط المطر» .

يوسف شلهوب (1885 + 1963)
هو يوسف بن خليل شلهوب ، من مواليد دمشق العام 1885 ، لبس ثوب الابتداء في 17 آب سنة 1905 ، ودُعي عبد الله . أبرز نذوره في التاسع من أ يّار سنة 1907 ، ارتسم شمّاسًا إنجيليًّا ، ثمّ كاهنًا ، عن يد كير أغابيوس معلوف ، مطران بعلبك ، في شهر آذار سنة 1912 ، ودُعي يوسف .
عُيّن خادمًا لرعيّتي الفاكهة والجديدة (بعلبك) من سنة 1912 حتّى سنة 1915  ، ثمّ خادمًا لرعيّة دوما في البترون (1918-1919) ، وعُيّن لخدمة رعيّة القدّيس جاورجيوس في زوق مكايل (1920 - 1921) .
سنة 1923 عيّنه البطريرك معلّمًا في مدرسة باب المصلّى بدمشق ومعاون كاهن في خدمة الرعيّة ، ثمّ خدم رعيّة جديدة عرطوز حتّى سنة 1930  ، وخدم  في أبرشيّة بعلبك ، إذ عُيّن كاهنًا لرعيّة القدّيس جاورجيوس في عين بورضاي حتّى سنة 1937 ، وفي هذه الأثناء خدم رعيّة القاع (1932 – 1933) ، ورعيّة سيّدة النّياح في الطّيبة سنة 1939 ، استُدعي لخدمة رعيّة الملاك ميخائيل في قارة (القلمون) ما بين (1940 – 1941) ، ولرعيّة داريّا (الشام) ، إذ كان فيها سنة 1948 ، وسنة 1951 كان خادمًا لرعيّة العين (بعلبك) . انتقل إلى رعيّة القدّيس جاورجيوس في النبك (القلمون) سنة 1957 .
توفّاه الله ، في مستشفى النّبك ، بتاريخ 21 تشرين الثاني 1963 ، وكانت الوفاة بسبب ضعف وتعب ناجم عن مرض السكَّري ، وأُقيم له جنّاز ، في اليوم التالي ، ودُفن تحت مذبح الكنيسة .
قضى أغلب سنّي حياته الكهنوتيّة في خدمة الرعايا خارج الأديار ، ما عدا بعض السنوات المتفرّقة التي أمضاها في دير القرقفي – كفرشيما . وكان صاحب نكتة ، مُحبًّا للصلوات الفرضيّة واقتناء الكتب الطقسيّة ، وغيورًا على الرهبانيّة ومحبًّا لها .

مكسيموس (الأوّل) كفوري (1890 + 1920)
هو مخايل بن لطّوف كفوري ، من مواليد الخنشارة العام 1890 ، لبس ثوب الابتداء في 29 تشرين الأوّل سنة 1905 . أبرز نذوره في 29 أيلول سنة 1907 ، سيم شمّاسًا وكاهنًا ، في 30 حزيران وأوّل تمّوز سنة 1913 ، في كنيسة دير الصابغ ، بوضع يد المطران أثناسيوس صوايا ، متروبوليت بيروت .
طلبه عمّه المطران فلابيانوس ، وسلّمه إدارة المدرسة الأسقفيّة في يبرود ، فجعلها مدرسة راقية في العلوم والآداب .
وفيما هو يجاهد في كرم الرب ، ويثقّف ويهذّب الناشئة اليبروديّة ، اعتراه مرض خبيث وهو الحمّى المحرقة (الإسبانيولية) ، وكانت وفاته في 24 شباط سنة 1920 ، ودُفن تحت المذبح الجنوبي في كاتدرائيّة يبرود .
وكان ذا سيرة حسنة ، تقيًّا وديعًا ، من الآباء الأذكياء ذوي الغيرة والنشاط .

نقولا كَبا (1890 + 1932)


هو شاكر بن إبراهيم كَبا ، من مواليد حمص العام 1890 ، لبس ثوب الابتداء في 29 تشرين الأوّل سنة 1905 ، ودُعي أكاكيوس . أبرز نذوره في 29 أيلول سنة 1907 ، تكرّس شمّاسًا إنجيليًّا ، في كنيسة دير الصابغ ، عن يد كير أثناسيوس صوايا ، مطران بيروت ، في 30 حزيران سنة 1913 ، وكاهنًا ، في المكان ذاته ، وعن يد كير فلابيانوس كفوري ، مطران حمص ، في الثاني من تمّوز سنة 1913 ، ودُعي نقولا .
تلقّى دروسه الأوّليّة في مدرسة الآباء اليسوعيّين في مسقط رأسه ، وباقي العلوم في مدرسة الصابغ .
كان إلى جانب الأب سليمان الشامي ، رئيس دير الطُّوَق ، خلال العام 1914 ، وتابع رئاسته على الدير المذكور (1914 - 1916) .
أمضى مدّة في الكلّية الشرقيّة بزحلة ، مديرًا للدروس فيها ، حتّى سنة 1920 ،
وانتقل إلى العمل في أبرشيّة حمص ، فخدم رعيّتي القدّيس جاورجيوس في الدمينة وجندر ، حتّى سنة 1924 ، وكان الأهالي متعلّقين به .
في 5 كانون الأوّل 1924 طلب البطريرك من الرئيس العام تعيين الأب كبا في أستراليا ، فسافر إلى هناك ، وكان الوصول إلى سدني في مطلع العام 1925  .
في المرحلة الأولى من خدمته ساعد الأب سلوانُس منصور ق .ب . ، ثمّ تسلّم الرعيّة ، فخدمها لمدّة ثماني سنوات ، حتّى تاريخ وفاته .
رقّاه البطريرك كيرلس (التاسع) مغبغب إلى رتبة «أرشمندريت» ، بموجب إعلام بطريركي سجل 3 عدد 2194 تاريخ 3 تشرين الثاني 1930 ، نظرًا لما ازدانت به نفسه من الفضائل والعلوم الكهنوتيّة ، وما أظهره من الغيرة والإخلاص في خدمة البطريركيّة والطائفة في سدني .
تُوفّي على أثر ذات الرئة ، لأنه كان مصابًا بداء السكَّري ، في مستشفى Lewisham Hospital ، في شهر تشرين الثاني سنة 1932 ، ودُفن في مدافن «روكوود» Rookwood  .
ترك للرهبانيّة ثلاثة بيوت في سدني مع الأموال التي جمعها .
كان كاهنًا غيورًا محبًّا للسلام ، وممّا اشتهر به طيب القلب ومحبّة إخوته والإخلاص .
له رسالة طريفة ، مؤرّخة في 29 تشرين الثاني 1925 ، بعث بها إلى الأخ سليمان عبد المسيح ق .ب . ، يصف فيها الحالة الاجتماعيّة والخلقيّة في المحيط الذي يعمل فيه .

إكليمنضوس خاشوق (1891 + 1960)


هو عبد الله بن يونس خاشوق وماريا جرجي عبد النور . من مواليد حمص في غرّة كانون الثاني سنة 1891 ، نال سرّي المعمودية والميرون في 25 آذار 1891 . لبس ثوب الابتداء في 29 تشرين الأوّل سنة 1905 ، وأبرز نذوره في 29 أيلول سنة 1907 ودُعي حزقيال .
سيم شمّاسًا إنجيليًّا ، في 11 أ يّار سنة 1913 ، عن يد المطران أغابيوس معلوف ، وكاهنًا ، في 22 أ يّار سنة 1913 ، عن يد السيّد المذكور ، في كاتدرائيّة الشهيدتين بربارة وتقلا ، في مدينة بعلبك ، وسُمّي إكليمنضوس .
قضى قسمًا كبيرًا من حياته في أبرشيّة بعلبك (1913 - 1922) كوكيل ورئيس للمحكمة الروحيّة وخادم للرعيّة ، ثمّ كخادم لرعيّة القدّيس جاورجيوس في القاع (1922 - 1923) .
كما خدم مدّة طويلة في رعيّة الملاك ميخائيل في قارة (القلمون) ، أيام الثورة السورية (1923) ، وفي سنة 1930 كان في جديدة عرطوز ، قرب دمشق ، ونُقل ، بأمر البطريرك ، سنة 1936 ، إلى معرّة صيدنايا ، وبعد ذلك خدم حارة الراسية في زحلة منذ سنة 1941 إلى حين وفاته .
رقد بالرب في الثاني عشر من شهر شباط سنة 1960 ، وذلك على أثر نوبة قلبيّة ، في دير مار الياس الطُّوَق – زحلة  .
كان على قسط وافر من الذكاء العملي ، وقد اشتهر بمعلوماته التاريخيّة ، التي دوّنها في سجل الوفيّات بدير زحلة ، ومن جملتها دوّن بعض محطّات من سيرته الذاتيّة ، وكانت له غيرة كبيرة على خدمة النفوس ، لهذا كان محبوبًا من أبناء الرعايا التي خدمها .

جرمانوس عون (1893 + 1953)


هو أنطون بن مخّول نقولا عون ، والدته هيلانة خليل داود .
نترك له تفصيل حياته كما دوّنها ، في دفتر قداديسه ، بخط يده :
[ولدتُ ليلة عيد الميلاد سنة 1892 في قرية الفاكهة (بعلبك) ، وتعمّدت في 17 كانون الثاني سنة 1893 ، ودُعيت أنطون .
في أوّل سنة 1906 تركنا الفاكهة وسكنّا قرية الجديدة ، كان الأب عازار سماحة ق .ب . خادمًا فيها . مثّل رواية لعازار وأعطاني دور المسيح فيها . وقت التمثيل كنت أسمع ممّن حولي يقولون (ما أحسنه كاهنًا) ، ففي نفس السنة المذكورة بشهر نيسان دخلت دير الصابغ ليلة أحد توما مع رفيقي يوسف خوري ، وجمهوره يرنّم «إذ كان القبر مختومًا» في صلاة الغروب . وفي ختامها حضرت أمام الرئيس العام يوسف كفوري الفائق الاحترام فعملت له علامة الاحترام وقدّمت لسيادته التحارير التي كانت في جيبتي . فسألني جملة سؤالات ثمّ طلب معلّم المبتدئين الأب ديونيسيوس كفوري فذهبنا برفقته وهو يقول لنا إن سيادة الأب العام رضي أن نكون في الرهبانيّة . . .
في 12 أ يّار من السنة المذكورة ألبسني ثوب الابتداء وسمّاني الأخ جرمانوس ورفيقي الأخ إبيفانيوس . إشبيننا الروحي الأب يواكيم مدوّر .
حياة الابتداء كانت جميلة جدًّا خدمت فيها سيادة الأب العام . ولكن عدو الخير ما فتئ يشوّق لرفيقي الوطن حتّى ترك الدير . . .
في 29 أيلول سنة 1907 نذرت الطاعة والفقر والعفة أمام سيادته صحبة إخوتي مكسيموس كفوري (الخنشارة) . أكاكيوس كبا وحزقيال خاشوق (حمص) . ثمّ دخلت المدرسة . كانت مدّة إقامتي فيها قصيرة وغير مثمرة بداعي وجع معدتي فخرجت إلى الدير ، وفي ابتداء سنة 1911 طلبني الرئيس العام وزوّدني بعض إرشادات وتعليمات في كيفية السلوك مع الأولاد في المدارس ، وأمرني لأستلم مدرسة الخنشارة للذكور ، وفي هذا الوقت سمح لي بحمل الدراهم . كان ذلك برئاسة مطران الأبرشيّة أثناسيوس صوايا فخدمت في المدرسة حتّى سنة 1915 . كانت حياة مدرسة البروتستانت قصيرة ومديرها المعلّم داود تركها وسافر لانقطاع الأولاد عنها . أمّا الأساتذة الذين تبدّلوا عليّ هم بشارة صوايا من بتغرين . شكري سماحة من جديتا . المعلّم أمين من دوما . الشمّاس توما سلامة (باسيليوس) من المزرعة (كفرذبيان) . الأب إكليمنضوس أبي زيد من دوما . الأب ديونيسيوس كفوري من الخنشارة . الأخ أشعيا حنش من بيروت . . .
في 2 تمّوز سنة 1913 في عيد وضع زنّار العذراء المجيدة سامني شمّاسًا إنجيليًّا ، سيادة المطران أثناسيوس صوايا والشمامسة إستفانوس سماحة ومكسيموس كفوري وأغابيوس الرياشي من الخنشارة . ونقولا كبا من حمص . وفلابيانوس غنمة من دوما . وتوما سلامة من المزرعة . ساعده المطران فلابيانوس كفوري . وبعد السيامة زرت أهلي والوطن في شهر أيلول . في هذا الوقت كانت الدولة التركية تجمع العساكر الاحتياطية .
سيامتي كاهنًا ، في دير سيّدة البشارة – زوق مكايل ، 2 شباط سنة 1919 : نزلت في الأول منه لدير البشارة وبرفقتي رسول يحمل هدية لسيادة المطران أغابيوس معلوف الفائق الاحترام ، فوصلت الدير ليلًا بسبب الثلج والمطر القوي المتواصل . وثاني يوم الأحد الموافق لعيد دخول المسيح إلى الهيكل احتفل سيادته بقداس حبري خدمه المصاف المبارك ، وفيه سامني سيادته كاهنًا . . . وبعد الظهر زرت دير الملاك (ميخائيل) صحبة الأب زخريا سماحة . . . ونهار الثلاثاء قمت ماشيًا إلى دير القرقفي (كفرشيما) وقابلت فيه الأب المرشد ملاتيوس شحّود .
في 12 منه نزلت إلى بيروت ماشيًا ومنها إلى الصابغ صحبة البعض من الخنشارة .
في 10 كانون الأوّل سنة 1920 عيّنني الأب العام ميخائيل كفوري برئاسة الأب شحود وكيلًا على دير الصابغ وخادمًا لرعيّة الجوار ومعلّمًا في مدرستها . ثمّ ولّاني إدارة المبتدئين وأرسل الأخ سليمان عبد المسيح مدرّسًا في مدرسة الجوار وأبقى المرتّب الشهري لي . فأصبحت كاهن الرعيّة ووكيل الدير ومعلّم المبتدئين . . . في هذا الوقت سعيت مع أبناء الرعيّة المحبوبة ببناء كنيستهم فحالًا سلّموني أمانة الصندوق ودفتري الدخل والصرف وأقاموا مساعدًا معي الخواجة أسعد سماحة كبيرهم . فسلّمت إدارة العمل للمعلّم النشيط عسّاف جرجس سماحة وبعونه تعالى ومساعدة صاحبة المعبد سيّدة المعونات قد أتممنا البناء مع النرتكس بظرف ستين يومًا فقط .
في 22 أيلول سنة 1922 عيّنني الأب العام جاورجيوس حدّاد مساعدًا مع مرشد دير البشارة مخائيل كفوري . . . استلمت وظيفتي وكانت الأم إيريني دهّان رئيسة] .
وهنا نضيف ما لم يدوّنه هو :
كان راهبًا نشيطًا وغيورًا ، شغل عدّة وظائف في الرهبانيّة . قيّم في أغلب أديارها ، وكيل دير مار أنطونيوس القرقفي في كفرشيما (1926 - 1929) ، خادم رعيّة مار تقلا في كفرشيما (1927 - 1929) ، نائب أسقفي في طرابلس (1930 - 1932) ، مرشد دير سيّدة النّياح في بقعتوتة (1932 - 1938) ، رئيس أنطش بعلبك (1938 - 1939) ، أمين الصندوق في الكلّية الشرقيّة – زحلة (1939 - 1940) ، رئيس دير مار الياس الطُّوَق (1940 - 1943) .
توفّاه الله ، بداء السرطان في المعدة ، يوم الثاني والعشرين من شهر كانون الأوّل سنة 1953 في دير مار أنطونيوس القرقفي في كفرشيما .
له : «سجل مذكّرات ويوميّات ورسائل» (1932-1949) ، غلاف أسود ، أبعاده (29×20سنتم) ، 97 صفحة ، الصفحات 31-39 ، 48-94 غير مرقّمة ، الصفحتان 95-96 تتضمّن سيرته الذاتيّة .

جبرائيل أبي شديد (1890 + 1955)


هو الياس بن خطّار أبي شديد ، ماروني ، من مواليد بسوس سنة 1890 . لبس ثوب الابتداء بتاريخ الأوّل من تشرين الأوّل سنة 1905 . وأبرز نذوره المؤبّدة في 28 أ يّار سنة 1908 . رُسم شمّاسًا إنجيليًّا ، في دير الصابغ ، بتاريخ 3 تمّوز سنة 1912 ، بوضع يد المطران فلابيانوس كفوري ، متروبوليت حمص ، ثمّ كاهنًّا في 20 تمّوز سنة 1916 .
قضى السنوات الأولى من خدمته الكهنوتيّة في يبرود ، وفي مدينة زحلة ، حيث مارس التعليم والترتيل وإرشاد الأخويات . . . . ،
وقضى القسم الأكبر من حياته في خدمة النفوس في أبرشيّة بيروت . فقد عُيّن لخدمة الرعيّة في زوق مكايل سنة 1922 ، ثمّ قضى نحوًا من عشرة أعوام خادمًا لرعيّة الخنشارة (1922 - 1926 ، 1929 - 1935) ، وكاهنًا ، لرعيّة السيّدة في بتغرين (1927 - 1928) ، وبعدها في الشوير سنة 1929 ، وتمّ تعيينه كاهنًا لرعيّة سيّدة المعونات في بولونيا (1935 - 1936) ، ثمّ انتقل إلى خدمة رعيّة المخلّص في بيروت وبقي فيها حوالي ثماني عشرة سنة حتّى سنة 1955 تاريخ وفاته في 7 آذار ، على إثر نشاف في عروق القلب وشلل قاسى منه شهورًا عديدة ، ودُفن في دير القدّيس باسيليوس الكبير في الأشرفيّة .
خلال شهر آب 1922 تبرّع بعشرين ليرة سورية لطرش وتزيين كنيسة القدّيس نيقولاوس وبيت المائدة في دير الصابغ .
وفي العام 1934 قدّم كراسي الخورض لكنيسة القدّيس نيقولاوس .
كان رجلًا بارًّا صالحًا قدّيسًا ، اشتهر بصلاحه ومحبّته للصلاة . كما اشتهر بطيبة قلبه ومحبّته للسلام ، وبصوته الرخيم وعلمه الواسع في الموسيقى الكنسيّة ، وله فيها مؤلّفات لا يزال أغلبها مخطوطًا ومحفوظًا ، مع مكتبته الموسيقيّة الهامّة ، في المكتبة العامّة بدير الصابغ .
من مؤلّفاته :
خدمة الصوم المقدّس ، عُني بترتيبها وضبط ألحانها العربيّة على الأصول اليونانيّة ، نرديغراف الصابغ ، 1939 ، 104 صفحات .
كتاب «الباراكليسي الصغير» ، المطبعة البولسيّة ، جونيه – لبنان ، سنة 1942 ، 93 صفحة .
كتاب «المسيحي العابد» الذي يحتوي على صلوات متنوّعة للمؤمنين ، طبعة أولى سنة 1954 ، 160 صفحة ؛ طبعة ثانية ، مطبعة هارون ، 1978 .

باسيليوس سلامة (1892 + 1973)


هو نايف بن يوسف سلامة ونجاة عقيقي ، من مواليد مزرعة كفرذبيان 1892 ، لبس ثوب الابتداء ، في الأوّل من تشرين الأوّل سنة 1906 ودُعي توما . أبرز نذوره المؤبّدة في 28 أ يّار سنة 1908 ، ارتسم شمّاسًا إنجيليًّا ، في الثاني من تمّوز سنة 1913 ، بوضع يد المطران أثناسيوس صوايا ، متروبوليت بيروت ، في كنيسة دير الصابغ في الخنشارة ، وكاهنًا ، سنة 1915 ، بوضع يد المطران فلابيانوس كفوري ، متروبوليت حمص وحماه ويبرود ، في كاتدرائيّة يبرود ، ودُعي باسيليوس . تابع دروسه الابتدائيّة ثمّ اللاهوتيّة ، في مدرسة دير الصابغ ، خلال الأعوام (1908 - 1914) .
بعد رسامته ، خدم رعيّة يبرود (1915 - 1916) ، ثمّ عُيّن نائبًا أسقفيًّا وكاهن رعيّة في حمص ، عاد إلى زحلة بعد أن عيّنته السّلطة مناظرًا وأستاذًا للغة العربيّة في الكلّية الشرقيّة (1918 - 1920) ، نُقل بعدها إلى بيروت خادمًا لرعيّة مار الياس الكاتدرائيّة (1920 - 1925) ، عُيّن وكيل دير مار الياس الطُّوَق في زحلة (1925 - 1927) ، ثمّ وكيل دير مار يوحنّا (1927 - 1931) ، خدم رعيتي السيّدة في الجوار (1930 - 1932) ومار بطرس في الشوير (1932 - 1934) ، أُقيم رئيسًا على دير القدّيس أنطونيوس القرقفي في كفرشيما (1934 - 1940) ، خدم مسقط رأسه مزرعة كفرذبيان كخادم رعيّة السيّدة وأستاذ للتعليم المسيحي (1941 - 1951) ، إلى أن انتُخب رئيسًا على دير القدّيس يوحنّا في الخنشارة (1951 - 1955) ، عُيّن خادمًا لرعيّة الأشرفيّة في بيروت (1955 - 1958) ، ثمّ خادمًا لرعيّة حارة الراسية في زحلة ومرشدًا لأخوية الحبل بلا دنس للرجال (1958 - 1969) .
قضى بقيّة حياته في منزل والديه إلى أن وافته المنيّة في 12 تشرين الأوّل سنة 1973 ، ودُفن قرب والديه في قريته مزرعة كفرذبيان .

فلابيانوس غنمة (1892 + 1966)


هو سمعان بن حبيب غنمة ، من مواليد دوما سنة 1892  ، دخل الرهبانيّة في 20 نيسان سنة 1907 ، ولبس ثوب الابتداء في الأوّل من شهر أ يّار سنة 1907 . أبرز نذوره في 25 نيسان سنة 1909 ، سيم شمّاسًا إنجيليًّا ، بوضع يد المطران أثناسيوس صوايا ، متروبوليت بيروت ، في 2 تمّوز 1912 ، وكاهنًا ، بوضع يد المطران فلابيانوس كفوري ، متروبوليت حمص ، في الأوّل من شهر أيلول سنة 1915 .
انتُخب مدبّرًا ثالثًا (1926 - 1928) .
قضى ، في خدمة بلدته دوما ، أكثر من أربعين سنة متواصلة (1920-1966) ، كان فيها مثال الرسول الملتهب غيرة ، والذائب محبّة لجميع أبناء رعيّته على السواء . فكان يعطي من قلبه ومن جيبه ، وله فضل كبير في تجديد كنيسة البلدة (مار سمعان العمودي) وتشييد المدرسة للراهبات ، وقد رُقّي إلى رتبة «أرشمندريت» . احتفل بيوبيله الكهنوتي الذهبي في 1 أيلول سنة 1965 ، وتوفّاه الله ، إثر انفجار في الدماغ ، في مستشفى الدكتور رزق في بيروت ، في الثامن من شهر كانون الثاني سنة 1966 ، وقد أُقيم له مأتم حاشد في دوما ، ومُنح الوسام اللبناني .
أحبّ الشعر ونظم فيه قصائد متنوّعة ، كالتي نظمها بعنوان : «في قلبكم قلب الإله مُصَوَّرٌ» ، وقد ألقاها في استقبال المطران أغسطينوس فرح في طرابلس ، نقتطف منها :

عبقَ الأريج بروضة المطران
فتضوّعت منه رُبى لبنان
وسليل رهبنة الشوير وأسرة
هي منبت الآساد والشجعان
فرحٌ أتاك به الزمان ونعمةٌ
أتُرى يجود بمثل ذا المطران
دوما تُحيّي فضل حَبْرٍ خالد
حَبر المبرّة والحجى اليقظان
وأخرى بعنوان : «قلب الإله ثوى في قلب راهبة» .
طُبعت في كتيّب : زهرة الثناء والشكر لراهبة التُّقى والطُّهر حضرة الأم جوزفين الحوَيّك ، الرئيسة العامّة على جمعيّة العيلة المقدّسة المارونيّة سابقًا الفاضلة الجليلة القدر ، 1963 ، 12 صفحة .

حنانيّا معلوف (1889 + 1967)


هو حبيب بن سمعان معلوف ، من مواليد (جورة جمعة) بقعتوتة سنة 1889 ، دخل الرهبانيّة في 6 كانون الأوّل سنة 1907 ، ولبس ثوب الابتداء في 17 كانون الأوّل سنة 1907 ودُعي حنانيّا . أبرز نذوره في 25 نيسان سنة 1909 ، ارتسم شمّاسًا إنجيليًّا ، في زحلة ، بوضع يد المطران بولس أبي مراد ، وكاهنًا ، في 6 أ يّار سنة 1923 ، في كنيسة دير مار الياس الطُّوَق ، بوضع يد السيّد كيرلُّس مغبغب ، مطران زحلة .
قضى معظم حياته الكهنوتيّة في خدمة بلدة قاع الريم في البقاع ، وكان راهبًا ديريًّا في جمهور دير مار الياس الطُّوَق .
تُوفّي ، في دار يسوع الملك في زوق مصبح ، في السادس من أ يّار سنة 1966 ، وقد ترك ذِكرًا طيّبًا في رعيّته وأوساط رهبنته ، نظرًا لبساطته المسيحيّة وتفانيه وأريحيّة نفسه .

جاورجيوس عنحوري (1876 + 1948)
هو نقولا بن روفائيل عنحوري ، من مواليد الشام سنة 1876 ، لبس ثوب الابتداء في 23 نيسان سنة 1908 ودُعي جاورجيوس . أبرز نذوره في 25 نيسان سنة 1909 ، تكرّس شمّاسًا إنجيليًّا ، عن يد كير أثناسيوس صوايا ، مطران بيروت ، في 14 تمّوز سنة 1910 ، ثمّ قسًّا ، في 17 منه ، بوضع يد سيادته ، في كنيسة مار بطرس بالشوير .
مارس التعليم في مدرسة دير الصابغ مدّة من الزمن ، وخدم رعيّة سيّدة النجاة في الحَدث – بيروت (1913) ، ورعيّة القدّيسة تقلا في كفرشيما (1918 - 1919) . تعيّن نائبًا لرئيس دير القرقفي ، عوضًا عن رئيسه المستقيل ، في 13 تشرين الأوّل 1918  ، ثمّ وكيلًا لدير الصابغ ، ومديرًا للحسابات العموميّة في الرهبانيّة ، في 10 كانون الأوّل 1919  ، قضى باقي حياته سكرتيرًا للبطريرك ديمتريوس (الأوّل) قاضي (1919 - 1925) ، وكاتم أسرار المطران مكسيموس الصائغ ، متروبوليت بيروت (1933 - 1947) ، إلى أن اعتزل مهامه ، في 20 نيسان 1948 ، بسبب انحراف صحّته .
تُوفّي في 7 آب سنة 1948 ، في دير الصابغ ، بعد أن قضى فيه شهرًا طريح الفراش يتألّم من أوجاع وجراحات كثيرة أصابته إثر عملية أُجريت له في بيروت .
هو خال الأستاذ شارل حلو ، رئيس الجمهورية اللبنانيّة .
كان على قسط وافر من العلوم الفرنسيّة والعربيّة والحقوقية ، وقد وضع قاموسًا في الحقوق ، بمثابة مخطوط ، لكنه فُقد بعد حين .
عُرف برقّة مشاعره ولين طبعه ودماثة أخلاقه وطيبة قلبه ، ممّا جذب إليه قلوب الجميع من بطاركة ومطارنة وعلمانيّين .

مكسيموس (الثاني) كفوري (1892 + 1931)
هو لطّوف بن داود أبي سليم من فرع حنّا ، من مواليد أبو ميزان سنة 1892 ، لبس ثوب الابتداء ، في 4 تشرين الأوّل سنة 1907 ودُعي لورنسيوس . أبرز نذوره في 23 تشرين الأوّل سنة 1900 ، وبعد أن أنهى دروسه في مدرسة الصابغ ، سيم شمّاسًا وقسًّا ، في 21 و22 آذار سنة 1920 ، في كاتدرائيّة يبرود ، بوضع يد نسيبه المطران فلابيانوس كفوري .
بعد رسامته تعيّن خادمًا للنفوس في قرى أبرشيّة حمص لا سيّما في قرية جندَر ، ومنها نُقل إلى أبرشيّة بعلبك ، فخدم رعايا العين منذ سنة 1924  ، والفاكهة (1926 - 1927) ، والطّيبة (1928 - 1929) ، ثمّ خادمًا لرعيّة مار الياس في ربلة ، قرب القصير ، التابعة لأبرشيّة حمص .
تُوفّي ، بسلّ الحنجرة ، في مصح بحنّس ، في 26 تشرين الأوّل سنة 1931 ، ودُفن هناك .

يوسف فرج  (1891 + 1975)
هو إبراهيم بن يوسف سمعان فرج ، والدته راحيل يواكيم مسلّم ، من مواليد تربل في الأوّل من كانون الثاني سنة 1891 ، نال سرّ العماد المقدّس في 9 آذار من السنة ذاتها ، دخل الرهبانيّة في 3 تشرين الثاني سنة 1908 ، ولبس ثوب الابتداء ، في 21 تشرين الثاني سنة 1908 ودُعي صموئيل . أبرز نذوره في 23 تشرين الأوّل سنة 1910 ، تابع دروسه ، لمدّة ثلاث سنوات ، في مدرسة دير الصابغ ، وبسبب الحرب الكبرى أُقفلت المدرسة وسائر المدارس ، فأخذ يدرس على نفسه .
سيّم شمّاسًا إنجيليًّا ، في 10 شباط سنة 1920 ، بوضع يد المطران كيرلُّس مغبغب ، بصفته نائبًا بطريركيًّا ، في كاتدرائيّة مار الياس في بيروت . وكاهنًا في 18 شباط سنة 1920 ، بوضع يد السيّد أغابيوس معلوف ، مطران بعلبك ، في دير سيّدة البشارة – زوق مكايل ، ودُعي يوسف .
أُلبس الحِجْرَ الكهنوتي ، في 24 آب سنة 1921 ، عن يد المطران باسيليوس قطّان ، متروبوليت بيروت .
أخذ رتبة «أرشمندريت» ، في 9 كانون الأوّل سنة 1933 ، عن يد البطريرك كيرلُّس (التاسع) مغبغب  .
بعد رسامته الكهنوتيّة تعيّن خادمًا لرعيّة مار الياس في الخنشارة (1920-1922) ، وفي سنة 1923 خدم النفوس في قرى أبرشيّة بعلبك  : العين والفاكهة وعين بورضاي وكان معلّمًا في مدرسة بعلبك ، وفي حوش حالا ، التابعة لأبرشيّة زحلة ، كان يقيم القداسات في الآحاد والأعياد . وفي أبرشيّة بيروت عُهدت إليه رعيّة زبّوغا سنة 1924 ، وعلّم في مدرستها . وفي السنة ذاتها تسلّم رعيّة مار نقولا في رأس بيروت وبقي فيها حتّى سنة 1929 ، حيث انتُخب رئيسًا لدير القدّيس أنطونيوس القرقفي في كفرشيما ، وفي العام 1931 سعى بشقّ طريق للعربات من بلدة كفرشيما إلى الدير ، فوصل أوّل «أوتوموبيل» في 6 تمّوز . واستمرّت رئاسته على الدير المذكور حتّى العام 1932   .
بعد أن استعفى الأب العام ثيوذوسيوس المعلوف من مهامه تعيّن الأرشمندريت فرج نائبًا عامًّا مطلق السُّلطة اعتبارًا من 16 تمّوز سنة 1932 لغاية 2 حزيران سنة 1934 . حيث عُيّن مدبّرًا ثانيًا في العمدة الجديدة ، لكنه استقال على الفور .
انتُخب رئيسًا لدير مار الياس الطُّوَق في زحلة (1934 - 1940) ، ثمّ مرشدًا لدير سيّدة البشارة في زوق مكايل (1940 - 1943) ، وخدم رعيّة القدّيس جاورجيوس في الزوق ، مع الأب مكاريوس القاصوف ، خلال سنة 1943   .
عُيّن قيّمًا عامًّا (1943 - 1949) ، وفي العام 1947 عاون الأب بولس نخلة في خدمة رعيّة الزوق .
انتُخب مدبّرًا أوّلًا في 15 كانون الأوّل سنة 1949 ، واستقال من المدبّرية في أوائل شهر أيلول 1955 وأقام في دير القرقفي ، حيث خدم رعيّة الدامور ثمّ رعيّتي الشبانية والدامور سنة 1957 .
أُعيد انتخابه مُدبّرًا أوّلًا ونائبًا عامًّا (1961 - 1967) ، وأقام في دير الصابغ .
وكانت وفاته ، في مستشفى سيّدة النجاة – بكفيّا ، بتاريخ 7 تمّوز سنة 1975 ، ونُقل جثمانه إلى دير مار الياس الطُّوَق – زحلة ، ودُفن في مدافن الرهبان ، في اليوم التالي .
ترجماته : 
1- متسوّل غرناطة ، للكاتب الألماني هنرمان ، دار الغد للطباعة والنشر ، 1956 ، 243 صفحة . [تعريفه في «الشرقيّة» 17 (1957) عدد 5 ، ص 29/تقريظه في «الينبوع» 1 (1958) عدد 4 ، ص 62] .
2- التصوّف المسيحي ، أدولف تانكره ، عن الفرنسيّة ، ثلاثة أجزاء ، سلسلة الينبوع الحي 3 - 5 ، المطبعة الكاثولكيّة ، 1956 . [تعريفه في «المشرق» 52 : 632/تقريظه في «الينبوع» 1 (1958) عدد 4 ، ص 62] .
3- الفتاة الضالّة ، عن الفرنسيّة ، مطبعة الجهاد – بيروت ، 188 صفحة .
مؤلَّفاته :
1- كتاب مفتاح السماء ، تأمُّلات يوميّة على مدار السنة ، دار الأدب والفن للطباعة والنشر ، 528 صفحة . [تعريفه في «المسرّة» 46 (1960) ، 311/ «الينبوع» 3 (1960) عدد 12 ، ص 19/«الرسالة المخلّصية» 27 (1960) ، عدد 4 ، ص 347] .
2- كتاب مواعظ للآحاد وللأعياد وللأخويات ، دار الأدب والفن للطباعة والنشر ، 686 صفحة [تعريفه في «الرسالة المخلّصية» 28 (1961) عدد 8 ، ص 666/ «المسرّة» 42 (1968) ، 239] .
3- كتاب إدارة الضمير وأمراض النفس ، المطبعة الكاثوليكيّة – بيروت ، 1964 ، 130 صفحة [تعريفه في «المسرّة» 51 (1965) ، 394/«الرسالة المخلّصية» 32 (1965) عدد 2 ، ص 164] .
4- طريق الخلاص رياضات روحيّة ، المطبعة الكاثوليكيّة – بيروت ، 1967 ، 339 صفحة . [تعريفه في «المشرق» 62 : 121/«المسرّة» 53 (1967) ، 478] .
5- حكمة الشعوب ، دار الريحاني للطباعة والنشر – بيروت ، 1969 ، 391 صفحة .
6- يُضاف إليها دفتر «القداسات» ، بخط يده ، الذي يضم الكثير من الحوادث والأخبار الهامّة .

أنطون يارد (1891 + 1945)
هو الياس بن إبراهيم يارد ، من مواليد بيروت سنة 1891 ، دخل الرهبانيّة في السابعة عشرة من عمره ، ولبس ثوب الابتداء في 2 كانون الأوّل سنة 1908 ، ودُعي أنطونيوس ، وفي 23 تشرين الأوّل سنة 1910 أبرز نذوره الاحتفاليّة ، وبعد أن أنهى دروسه في مدرسة الصابغ ، رُسم شمّاسًا إنجيليًّا ، في 15 آب سنة 1915 ، وفي 10 كانون الأوّل سنة 1916 ارتسم كاهنًا .
كان من رجال الغيرة والنشاط ، خدم رعيّة القدّيس بطرس في الشوير (1916 - 1917) .
نُفي ، مع الأب رومانوس بشارة ، إلى الأناضول بتهمة التجسّس لمصلحة الفرنسيّين (1917 - 1919) ، وبعد رجوعه من المنفى خدم في أبرشيات زحلة وبعلبك وحمص . ففي زحلة كان يعلّم في الدار الأسقفيّة سنة 1919 ، ثمّ دعته الطاعة ليكون خادمًا لرعيّة القدّيس جاورجيوس في الفاكهة – بعلبك (1920 - 1923) ،
وعاد إلى زحلة وتسلّم مهمّة وكيل دير مار الياس الطُّوَق في 23 تمّوز 1923 ، واستعفى في 30 تشرين الأوّل من السنة ذاتها ، وأصبح خادمًا لرعيّة السيّدة في حوش حالا (1923 – 1931) ، وما إن أشرف العام 1931 على نهايته ، حتّى وصل إلى أبرشيّة شرقي الأردن الجديدة ليتسلّم رعيّة الكَرَك ومحيطها ، ثمّ عُيّن وكيلًا للمطران في عمّان ، ورُقّي إلى رتبة «أرشمندريت» .
انتقل إلى مأدبا (1934 - 1945) وعُيّن راعيًا للنفوس ، فاشتغل بهذا الحقل الواسع بغيرة الرسول الذي لا يعرف التعب ، إلى أن دهمه مرض السكَّري ، فنُقل إلى مستشفى عمّان حيث تُوفّي في صباح 27 آذار سنة 1945  .
كان ، رحمه الله ، معروفًا بلين طبعه وطيبة قلبه ودقّته وأمانته للرهبانيّة .

رومانوس بشارة (1890 + 1939)


هو اسكندر بن ناصيف بشارة ، من مواليد جديتا (شتوره – البقاع) العام 1890 ، لبس ثوب الابتداء في أوّل تشرين الأوّل سنة 1909 ودُعي رومانوس . أبرز نذوره الاحتفاليّة في 23 تشرين الأوّل سنة 1910 .
ارتسم شمّاسًا إنجيليًّا ، في 10 شباط سنة 1920 ، بوضع يد مطران زحلة كيرلُّس مغبغب ، بصفته نائبًا بطريركيًّا ، في كاتدرائيّة بيروت ، وكاهنًا ، في 17 شباط من السنة ذاتها ، بوضع يد السيّد أغابيوس معلوف ، مطران بعلبك ، في دير سيّدة البشارة في الزوق .
نُفي إلى الأناضول ، بعد إحالته إلى المجلس العرفي ، وهو أخ ، مع الأخ إغناطيوس أبو خاطر الفالوغي ، وكانا من تلامذة إكليريكيّة الصابغ ، وذلك بعد أن قبض الجنود الأتراك عليهما قرب مطار رياق ، حيث كانا ذاهبين للتفرّج على طائرات المعسكر الحربي .
توزّعت خدمته الرعوية بين الشوير والبربارة في زحلة . فقد خدم رعيّة مار بطرس في الشوير مرّتين . الأولى بعد رسامته (1920 - 1929) ، والمرّة الثانية (1934 - 1939) . وخلال خدمته أسّس جمعيّة سيّدة البشارة للنساء ، وأعاد نساخة سجلّات المعموديّة والزواج ، بعد جمعها وترتيبها .
وخدم رعيّة البربارة في الفترة الممتدة ما بين (1929 - 1930 ، و 1931 - 1934) . وقد أجرى ، في كنيستها ، إصلاحات مفيدة ، بلغت نفقاتها 21955 غرشًا سوريًّا .
عانى من داء السكَّري ، وتُوفّي ، بتاريخ 26 تشرين الأوّل سنة 1939 ، في مستشفى الدكتور توفيق رزق في بيروت ، بعد أن أُجريت له عملية لم تُجدِ نفعًا ، فالتسمّم ظلّ يسري حتّى أُصيب بالتهاب عضلات القلب ، وتُوفّي فجأة ، وقد ووري الثرى في بلدته جديتا .
اتّصف بجمال الصوت ، والتكلّم بعبارات أكثرها من السّجع العفوي الذي كان عاديًّا على شفتيه ، وكان تقيًّا ، ولطيفًا ومحبًّا للطاعة .

أغابيوس (الثاني) رياشي (1893 + 1984)


هو جميل بن يعقوب شاهين الرياشي ، والدته حلا ابنة حنّا صبرا القاصوف ، من مواليد الخنشارة في 20 تمّوز سنة 1893  ، لبس ثوب الابتداء في 15 كانون الثاني سنة 1910 . أبرز نذوره الاحتفاليّة في 10 أيلول سنة 1911 ، تلقّى دروسه الابتدائيّة في مدرسة البلدة ، والتكميليّة في الكلّية الشرقيّة في زحلة .
ارتسم شمّاسًا إنجيليًّا ، في 29 حزيران سنة 1913 ، بوضع يد المطران أثناسيوس صوايا ، متروبوليت بيروت ، وكاهنًا ، في 3 تمّوز ، من السنة ذاتها ، بوضع يد المطران فلابيانوس كفوري ، متروبوليت حمص ، في كنيسة دير الصابغ ، ودُعي أغابيوس .
تولّى رئاسة المدرسة الإكليريكيّة في دير مار يوحنّا – الصابغ ، الخنشارة (1914 - 1917) ، ثمّ عُيّن أستاذًا في الكلّية الشرقيّة (1917 - 1919) .
سافر إلى الولايات المتّحدة الأميركيّة في أواخر سنة 1919 لزيارة شقيقته لمدّة سنة ، تحولّت إلى إقامة طويلة .
استلم رعيّة «أُكرن أوهايو» وأقام فيها مدّة عشرين سنة ، وفّى خلالها دين الكنيسة ، وجهّز مبلغًا لبناء كنيسة جديدة .
في أواخر سنة 1939 عيّنه المجمع المقدّس للكنائس الشرقيّة راعيًا لكنيسة سيّدة النجاة في «ديترويت – ميتشيغان» وبقي فيها إلى أن تقاعد سنة 1978 ، حيث سلّمها إلى خلفه الأب جورج رياشي (المطران لاحقًا) .
إبّان خدمته الطويلة ، وفّى ديون الكنيسة واشترى بيتًا فخمًا لسكن الكاهن ، وأجرى تحسينات هامّة في الكنيسة أعطاها طابعًا شرقيًّا . من هذه التحسينات : مذابح وأعمدة رخام وإيقونستاز وإيقونات من فسيفساء ، ورصف دارة الهيكل بالرخام ، استحضرها كلها من إيطاليا . فكانت هذه الكنيسة من أجمل الكنائس الملكيّة في ذلك العهد .
كانت له مساهمات فعّالة في مختلف الأصعدة : الرهبانيّة والكنسيّة والاجتماعيّة والوطنيّة .
فقد ساعد لجنة «مستشفى تل شيحا – زحلة» في نيويورك مساعدة فعّالة في جمع التبرعات . بقي طيلة غيابه على اتصال دائم بالرهبانيّة ، واشترك في مشاريعها . ساهم في بناء المدرسة الجديدة في دير الصابغ ، وفي بناء مدرسة الراهبات في الخنشارة ، وقدّم سيارة فخمة لبلدته لدفن الموتى .
كما ساهم مساهمة كبيرة في وفاء دين البطريركيّة على إثر النداء الذي وجّهه غبطة البطريرك كيرلُّس (التاسع) مغبغب ، وتبرّع بأكلاف بناء غرفة في المعهد البطريركي الجديد في الربوة ، الذي شُيّد في عهد البطريرك مكسيموس (الخامس) حكيم ، ولم ينكفّ عن حثّ المغتربين لجمع التبرعات لمنكوبي أحداث لبنان الدامية منذ اندلاع الحرب سنة 1975 .
وتقديرًا للمساهمة الخيّرة رقّاه البطريرك مغبغب إلى رتبة «أرشمندريت» الكرسي الأنطاكي ، إذ أرسل إليه صك الرتبة ، من باريس ، في حزيران سنة 1939 ، وفي سنة 1959 ، على إثر تبليغ المجمع الشرقي لغبطته تعيينه في ديترويت ، أنعم عليه فخامة رئيس الجمهورية اللبنانيّة اللّواء فؤاد شهاب بوسام الاستحقاق اللبناني من رتبة «فارس أوّل» تقديرًا لخدماته الوطنيّة ، فحمل الوسام إليه سيادة الأرشمندريت أغسطينوس فرح الرئيس العام ، وقلّده إيّاه قنصل لبنان في ديترويت السيّد جورج بشارة ، وبالمناسبة ألقى المحتفى به قصيدة .
تعيّن رئيسًا إقليميًّا ، للآباء المتواجدين في أميركا الشماليّة ، في 11 تمّوز 1962  .
تُوفّي ، بتاريخ 6 تمّوز سنة 1984 ، في «غروس بواينت» Grosse Pointe ميتشيغان .
يُعتبر من الشخصيّات المحترمة في الأوساط الإكليريكيّة والمدنيّة ، وأحد البارزين من كهنة الروم الكاثوليك في المهجر ، إذ هو كاهن غيور وعالم ناضج وشاعر ملهم وخطيب مفوّه من أمراء المنابر بالإنكليزيّة كما بالعربيّة ، وقد جاب أغلب الولايات لإلقاء الخطب والقصائد في مناسبات دينية واجتماعيّة متنوّعة .
من آثاره :
ديوان شعر بعنوان «ديوان الأرشمندريت أغابيوس الرياشي» مطبوع في لبنان ، 164 صفحة .
مخطوط يتضمّن «كلمات وقصائد ومقالات» ، حمله كاتب هذا السجل معه إلى لبنان ، وهو محفوظ الآن في أرشيف الرهبانيّة .
أمّا مكتبته فقد بقيت ، في إحدى قاعات بيت الكهنة ، في «وارن ميتشيغان» .
مقال في مجلّة «المسرّة» ، بعنوان : العناية بالفقراء في الولايات المتّحدة .

مخايل قادري (1877 + 1957)


هو جوزف دعيبس قادري ، والدته سعدى جبّور بو مراد ، من مواليد زحلة سنة 1877 ، اقتبل سرّي العماد ولاتثبيت من يد الإيكونومُس يوحنّا ملّوك ، في نيسة سيّدة النجاة ، بتاريخ 10 أيّار 1877 ودُعي مخايل ، وكان عرّابه يوسف عطا .
دخل طالبًا إكليريكيًّا في مدرسة القدّيسة حنّة (الصلاحيّة) في القدس ، فكان من عداد طلّابها سنة 1901  ، ورفيقًا للبطريرك مكسيموس (الرابع) الصائغ ، وهذا ما يؤكّده في إحدى رسائله ، إذ يقول : « . . . وأنا أعزّه جدًّا لأنه كان رفيقي في مدرسة الصلاحيّة ، لقد درسنا سويّة وعلّمنا سويّة» . ارتسم كاهنًا سنة 1904 .
لقد دوّن سجل «أسماء الرهبان وابتدائهم ونذورهم» ، رقم 1 ، تعريفًا بالمترجَم ، ننقله بحرفيّته ، كما يلي :
[حضر إلينا حضرة الأب الخوري مخايل قادري ، أحد إكليروس أبرشيّة زحلة ، بتاريخ 10 أيلول سنة 1910 ، وبيده إعلام مؤرّخ في 8 آب من سيادة المطران كيرلُّس مغبغب ، متروبوليت الفرزل وزحلة والبقاع ، به يُعلن إعتاق حضرة الأب مخايل المذكور من ارتباطه بأبرشيّة زحلة حسب طلب الخوري ، وهذه صورة الإعلان :
مجلّد أوّل نمرة 760 وجه 75
«بما أن ولدنا العزيز الخوري مخايل قادري أحد إكليروس رسالة أبرشيتنا الجزيل الإكرام قد قدّم لنا عريضة الاستعفاء من خدمة أبرشيتنا لأعذار صحية منذ بضعة أسابيع فأرجأنا قبول استعفائه لنعطيه فرصة ليتروّى في الأمر وعاد إلينا مرارًا يطلب قبولنا حلّه من خدمتنا ومن تعلّقه بأبرشيتنا وإذ جدناه مصرًّا على طلبه هذا فقد قبلنا إعفاءه وحللناه من كرسينا الأسقفي ومن أبرشيتنا أيضًا فصار حرًّا أن يلتصق بخدمة أحد إخوتنا السادة مطارنة الطائفة الكاثوليكيّة أو أن ينخرط في سلك رهبانيّة من رهبانيات طائفتنا العزيزة على أننا نشكره على أتعابه وخدمته في المدّة التي قضاها في معيّتنا ونمتدح من غيرته على خلاص النفوس ومن حسن سلوكه وآدابه الإكليريكيّة آسفين جدًّا لبعاده عنّا على غير رضى منّا ولكي يكون ذلك معلومًا علّقنا عبارتنا هذه وسلّمناه بيده إعلامنا الحاضر محرّرًا في اليوم الثامن من شهر آب سنة 1910» .
(الختم) كيرلس مغبغب
متروبوليت الفرزل وزحلة والبقاع
فنحن بناء على نص الإعلام عن المذكور ومشاهدة سيادة المطران كيرلُّس الكلي الشرف وبموجب فريضتنا قبلنا حضرة الأب الخوري مخايل قادري الجزيل الإكرام في سلك المبتدئين إلى مدّة سنة كاملة وبعده يصير قبوله بقرعة الجمهور المقيم في دير الصابغ وقد حرّرنا هذا ليكون معلومًا عند الجميع في 10 أيلول سنة 1910] .
كاتبه الإيكونومس يوسف الكفوري أب عام .
ويُكمل السّجل : [بأن الخوري مخايل قادري (عمره 35 سنة) ، نذر في 10 أيلول سنة 1911 ، ثمّ ترك الرهبنة وسافر لأميركا وتزوّج ، ورجع إلى الرب بتوبة صادقة سنة 1940] .

عمل في حقل الرهبانيّة ، وتعيّن مديرًا للدروس في الكلّية الشرقيّة في 16 آذار 1918  .
[وفي 2 آذار 1957 تُوفّي ، في كاليفورنيا ، حضرة الأب ميشال قادري الراهب الشويري سابقًا . وهذا الأب المذكور ترك الرهبانيّة والثوب الكهنوتي وسافر إلى أوروبا فأميركا وتزوّج . ثمّ بعد سنوات ماتت زوجته دون ولد ، ثمّ عاد إلى ذاته وطلب العفو وعمل توبة شديدة ، فسمحت له روما بالقدّاس ، وبعد مرور سنوات سمحت له بسماع الاعتراف ، وقد ساعده لدى الڤاتيكان غبطة البطريرك مكسيموس (الرابع) وقدّس الأرشمندريت أغسطينوس فرح . ومنذئذٍ أخذ يكتب إلى الدير ويرسل حسنات القداديس عن يد نسيبه الأب نقولا قادري ، وأخيرًا ، عند موته ، أوصى ببدلاته الكهنوتيّة وأواني القدّاس من كاسات ثمينة وصلبان وذخائر وكتب مقدّسة إلى الرهبانيّة] .
بعد أن سمحت له روما بأن يتجوّل ويباشر خدمته الكهنوتية من جديد ، وضعه رئيس أساقفة لوس أنجلوس في دير الآباء الآلاميين «Passionist» ، ثمّ نقله إلى دير راهبات الكرمل ، حيث أصبح يقدّس لهنَّ ويساعدهنَّ في الرياضيّات الروحيّة والأسبوعيّة ، وكان يقيم الطقوس والقدّاسات حسب الطقس البيزنطي ، وقد علّم الراهبات خدمة القدّاس باللغة اليونانيّة حسب أنغام الصلاحيّة وقد وضعها وِفق العلامات الموسيقيّة الغربيّة ، كما مُنح التصرّف للخدمة في كنائس الأبرشيّة والبلدان المجاورة للولاية . احتفل بيوبيله الذهبي الكهنوتي في 15 آب 1954  ، وفي 15 كانون الأوّل 1956 حرّر آخر رسالة لنسيبه الأب نقولا قادري ، وفيها يعلمه بدخوله إلى المستشفى في لوس أنجلوس ودنو أجله ، ويطلب المغفرة والصلاة من أجله ، فكانت هذه الرسالة بمثابة وصيّته الأخيرة .
وهنا تجدر الإشارة بأن الأب ميخائيل هو ابن شقيقة الأب المكرّم بشارة أبو مراد المخلّصي ، وهو يصرّح ، بعد رجوعه للقيام بواجباته الكهنوتيّة ، بأن «أكبر الفضل راجع أيضًا للمثلّث الرحمة خالي الأب بشارة الذي ظهرت عن يده عجائب كثيرة حتّى هنا في أميركا مؤخّرًا ، وأنا الآن ساعٍ بكتابة حياته بالإنكليزيّة . . . ولقد أرسل الأب العام (المخلّصي) إلى والدتي شقيقة الأب بشارة بدلة القدّاس الوحيدة التي كان يستعملها كل حياته ، وأنا الآن أستعملها» .

نقولا الفتى (1894 + 1970)


هو كريم بن حنّا الفتى ، والدته أنسطاس المحولة ، من مواليد كفرشيما العام 1894 ، نال سرّ العماد في 13 حزيران سنة 1894 ، لبس ثوب الابتداء في 14 أ يّار سنة 1910 ودُعي إبراهيم ، شلح. ثم لبس ثوب الابتداء ، للمرّة الثانية ، في 24 حزيران سنة 1911 ودُعي مرتينوس . أبرز نذوره الاحتفاليّة في 25 أ يّار سنة 1913 ، قُطع من شركة الرهبانيّة لعصيانه ، وذلك بحكم مجمع المدبّرين سنة 1921 ، ثمّ قُبل في المجمع العام سنة 1922 وأظهر توبة صحيحة ، وارتسم شمّاسًا إنجيليًّا ، في 17 كانون الثاني سنة 1924 ، بوضع يد المطران باسيليوس قطّان ، متروبوليت بيروت ، في كنيسة دير القدّيس أنطونيوس القرقفي ، ثمّ كاهنًا ، في 6 آب سنة 1930 ، بوضع يد المطران نفسه ، في كنيسة المخلّص – ضهور الشوير ، ودُعي نقولا .
بعد رسامته خدم رعيّة بيت مري حتّى سنة 1932 ، ثمّ انتقل لخدمة رعيّة القدّيسة تقلا في كفرشيما (1932 - 1935) ، وأمضى بقيّة خدمته الكهنوتيّة في أبرشيّة زحلة ، حيث خدم رعيّة الراسية (1936 - 1940) ، ورعيّة مار يوسف (الشير) منذ سنة 1941 ، وعُيّن كاهن رعيّة سيّدة النجاة في المطرانية منذ العام 1959 وحتّى العام 1967 ، إذ أُعفي من خدمة الرعيّة ونُقل إلى دير مار الياس الطُّوَق .
توفّاه الله في 20 كانون الثاني سنة 1970 ، في دير يسوع الملك – ذوق مصبح .

أثناسيوس الشاعر (1894 + 1993)


هو موسى بن جريس الشاعر ، من مواليد معلولا في 14 أيلول سنة 1894 ، لبس ثوب الابتداء في 30 كانون الأوّل سنة 1911 ودُعي سبيريدونُس . أبرز نذوره في 25 أ يّار سنة 1913 .
سامه المطران فلابيانوس كفوري ، متروبوليت حمص ، شمّاسًا إنجيليًّا ، في 21 أيلول سنة 1919 ، في كاتدرائيّة يبرود ، وكاهنًا ، في العام نفسه ، وفي الكاتدرائيّة المذكورة .
خدم رعيّة الملاك ميخائيل في قارة (القلمون) (1919 - 1921) ، نقله المطران باسيليوس الخوري إلى حمص ، وعيّنه فيها نائبًا أسقفيًّا (1921 - 1940) ، وقد رُقّي إلى رتبة «أرشمندريت» ، وهناك أسّس الجمعيّة الخيرية سنة 1928  ، وساعد الفلّاحين في القرى وساهم في تخفيف وطأة الإقطاعيّين عليهم ، وسعى إلى شراء الأراضي منهم وتمليكها للفلّاحين ، خاصّة في قرية الدمنية الشرقيّة . قدّم استعفاءه ، من مهمّة النيابة ، إلى المطران أثناسيوس توتونجي ، في شهر آب سنة 1940 ، وعاد إلى دير زحلة .
طلبه المطران مكسيموس الصائغ ، متروبوليت بيروت ، وعيّنه نائبًا أسقفيًّا ، بشكل موقّت ، في 19 أيلول 1941 ، عوض الخوري لاونديوس كلزي ق .ب . ، الذي اعتزل المهمّة ، ثمّ أصبح نائبًا أسقفيًّا عامًّا (1941 - 1951) .
انتخبه السينودس المقدّس ، المنعقد في عين تراز من 23 إلى 28 تمّوز 1951 ، مطرانًا على أبرشيّة بانياس – مرجعيون ، ومُنح السيامة الأسقفيّة في 7 تشرين الأوّل سنة 1951 ، بوضع يد البطريرك مكسيموس (الرابع) الصائغ يعاونه المطرانان فيليبّس نبعة (بيروت) وإفثيميوس يواكيم (زحلة) ، وذلك في كاتدرائيّة النبي الياس ، في ساحة النجمة ببيروت .
وكانت أبرشيّة مرجعيون قديمًا أوسع ممّا هي عليه اليوم ، إذ كانت تشمل مساحات واسعة واقعة في الأراضي السورية والفلسطينية . وبحكم موقعها في جنوبي لبنان ، تعرّضت لكل المآسي وما جرّته الحرب العربيّة – الإسرائيلية ، عام 1948 ، من دمار وتهجير ، والاستيلاء على الأراضي . فانبرى سيادته يهتم بشؤون أبناء الأبرشيّة المقيمين ، ويقدّم الضيافة والعون للّاجئين باذلًا كل ما في وسعه ليخفّف عنهم وطأة الهلع والتهجير والحرمان من كل شيء . فاشتهر بمحبّته وعطفه وحُسن إدارته روحيًّا وماديًّا ، إذ عرف أن يُحسّن أراضي الأبرشيّة وممتلكاتها ، خاصّة في مزرعتي هورة وسردة ، وكان رجل المواقف والآراء السديدة .
أنعمت الحكومة اللبنانيّة على سيادته ، بوسام الأرز المذهّب ، من رتبة «كومندور» ، في 18 كانون الثاني سنة 1956 .
وفي عهده تمّ افتتاح رسالة الرهبانيّة الباسيليّة الشويريّة ، رهبانًا وراهبات ، لخدمة الرعايا والمدارس والعمل الرسولي .
شارك في أعمال المجمع المسكوني الڤاتيكاني الثاني (1962 - 1965) .
شيّد كنيسة مار ماما في دير ميماس ودشّنها سنة 1962 ، ورمّم العديد من كنائس الأبرشيّة ، كما قام بتجديد بناء كاتدرائيّة القدّيس بطرس في مرجعيون ، بعد أن شبّ فيها حريق مفتعل ، ليلة الجمعة في 23 آب 1968 ، عند الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل ، فتسلَّح بهمّة الشباب وبدأ يتحرّك لإصلاح الكنيسة ، وكان تجاوب المؤمنين ، من كل ناحية ، كبيرًا ، فاستطاع ، بفضل هؤلاء وسخاء المحسنين ، إنجاز ترميم الكاتدرائيّة ، وأعادها إلى رونقها وجمالها ، وتخليدًا لجهوده الجبّارة كُتبت فوق بابها الغربي الأبيات الشعريّة التالية :

أفنى الحريق مقام بطرس لم يدع
منه سوى أثرٍ من الجدران
لكن بهمّة حبرنا أثناسيوس
وسخاء أهل البرّ والإحسان
عاد المقام إلى قديم جماله
بل فاقه بفخامة البنيان
فالحبر إذ أنهاه وجّه مُنشدًا
للرّب آي الحمد والشكران
وأشاد في التاريخ كن سندًا لنا
ومباركًا يا صخرة الإيمان
ولمّا اندلعت حرب لبنان ، عام 1975 ، واستولت إسرائيل على الشريط الحدودي ، ثمّ اجتاحت الجنوب ، عام 1982 ، وزحفت نحو بيروت والجبل ، ظلّ ملازمًا كرسي أسقفيّته إلى جانب أبنائه ، فكان المرجع الديني الوحيد لجميع الطوائف المسيحيّة ، كأسقف وخادم للرعايا .
تقدّم باستقالته إلى السينودس المقدّس ، عام 1986 ، تحت وطأة الجهاد والغيرة الرسوليّة وعجز الشيخوخة ، ولجأ إلى ديره الأم في الخنشارة ، ثمّ إلى مسقط رأسه معلولا ، وعاش مع أسرته بقيّة حياته ، وقد قضى ساعاته الأخيرة في فراشه واضعًا أمامه إيقونة السيّدة العذراء ، متوكّلًا على شفاعتها وعنايتها وحمايتها ، وتُوفّي ، وقد أشرف على المائة ، في 28 شباط 1993 ، وقد أُقيم له جناز مهيب ومأتم حافل ، في الثاني من شهر آذار ، في الكاتدرائيّة البطريركيّة بحارة الزيتون (دمشق) ، ترأّسها البطريرك مكسيموس (الخامس) حكيم ، ودُفن في مدافن البطريركيّة ، تحت الكنيسة الكاتدرائيّة ، إلى جانب البطاركة والأساقفة الملكيّين .
ترك للرهبانيّة سيارته وقطعة أرض في منطقة الضبّية ، وحصّته من مُلكيّة منزل في بعبدا .

باسيليوس (الثاني) معلوف (1893 + 1970)
هو اسكندر بن عقل يوسف معلوف ، والدته سيّدة مخّول معلوف ، من مواليد المَشرَع ، في 24 كانون الثاني سنة 1893 ، لبس ثوب الابتداء في الأوّل من شهر آذار سنة 1913 ودُعي إفثيميوس . أبرز نذوره في 20 كانون الأوّل سنة 1914 ، سامه المطران بولس أبي مراد ، مطران دمياط شرفًا والنائب البطريركي على أبرشيّة بيروت ، شمّاسًا إنجيليًّا ، في كاتدرائيّة النبي الياس في بيروت ، في 4 كانون الثاني سنة 1921 ، وكاهنًا ، في 12 شباط من السنة ذاتها .
نظرًا لتقواه ورصانته ، أُنيطت به مسؤوليّات كبرى في الرهبانيّة ، فتسلّم المهام التالية :
مدرّس ومدير في مدرسة الصابغ (1921-1927) ، رئيس مدرسة دير الصابغ (1927-1929) ، رئيس دير الصابغ في الخنشارة (1932-1943) ، رئيس الإكليريكيّة الكبرى في بيروت (1943-1944) ،
انتُخب مدبّرًا عامًّا عدّة مرّات : مدبّر أوّل (1934 - 1949) ، مدبّر ثانٍ (1956 - 1961) ، أُقيم نائبًا عامًّا طيلة غياب الرئيس العام في المهجر (تشرين الأوّل 1959- تمّوز 1960) ،
وعُيّن قيّمًا عامًّا للرهبانيّة (1949 - 1955) ،
وقد قضى مدّة طويلة معلّمًا للمبتدئين ، على فترات متقطّعة ، (1945-1949 ، 1956-1960 ، 1962-1965 ، 1965-1970) .
خلال فترة رئاسته على دير الصابغ تمّ بناء الجناح الجديد في الدير ، ودكاكين سوق الخنشارة ، وبنايات غابة بولونيا .
وكان له الفضل ببناء كنيسة ومدرسة القدّيسة تريزيا في عين السنديانة ، فقد سعى إلى جمع الأموال من المحسنين وإتمام البناء سنة 1948 ، فخدمها منذ تدشينها وحتّى العام 1965 .
توفّاه الله ، في دير الصابغ ، ليلة عيد الميلاد سنة 1970 ، ودُفن ، يوم العيد ، في مقبرة الرهبان .

بطرس رحمة (1892 + 1973)


هو حنّا بن حبيب الياس رحمة ، والدته وردة جبلي .
نورد هنا سيرته الذاتية كما دوّنها بخط يده ، وقد عثرنا عليها بين أوراقه المحفوظة في خزائن الأمانة العامّة في الرهبانيّة ، ثمّ نُكمل ما تبقّى من المعلومات عن بطاقة الأعمال في إضبارته الشخصيّة  وغيرها .
يقول المترجَم : [أنا كاتبه القس بطرس رحمة ، وُلدت في قرية يبرود في 25 آذار سنة 1892 ، وقبلت سرّي المعمودية والتثبيت ، عن يد المرحوم الخوري ميخائيل جبلي ، في 10 أ يّار من السنة نفسها ، ولمّا بلغت العشرين من سنيّ شعرت بنزوع شديد إلى الحالة الرهبانيّة ، فبعد الالتجاء إلى الأنوار الإلهية واستشارة بعض أهل الصلاح ، قررّت العزم على اعتناق الدعوة الفضلى مع نعمة الرب . على أنّي لم استطع إنجاز مقصدي إلّا بعد سنتين من عقده ، وذلك لأسباب أهليّة محضة وموانع زمنية شاءت العناية الإلهية أن أزالتها من سبيلي ، فيمّمت دير القدّيس يوحنّا الصابغ المعروف بدير الشوير ، فوصلته في 25 تمّوز سنة 1914 ، ولبست ثوب الابتداء ، عن يد رئيس الدير الأب بروكوبيوس سماحة ، في 2 آب من السنة نفسها ، وذلك في عهد رئاسة الأرشمندريت ساروفيم الشميّل العامّة على الرهبنة ، ودُعيت كيرلُّس ، وأبرزت نذوري الرهبانيّة ، في الدير نفسه ، على يد سيادة الرئيس العام الأرشمندريت يعقوب الرياشي ، في 28 كانون الثاني سنة 1917 ، وإنّما تأخّر نذري ، مع رفاقي لدواعٍ سياسية بسبب الحرب ، ثمّ قبلت الدرجة الإنجيليّة في 4 كانون الثاني سنة 1921 ، ودرجة الكهنوت في 12 شباط سنة 1921 أيضًا ، وكلتا الدرجتين نلتهما عن غير أهليّة في كنيسة النبي الياس الكاتدرائيّة في بيروت ، وذلك عن يد سيادة الحبر الجليل كيريوس بولس أبي مراد ، مطران دمياط شرفًا ، وذلك أيام نيابته البطريركيّة على أبرشيّة بيروت بداعي ترمّلها ، فأشكر الله تعالى على نعمته الواردة إليّ لمجرّد فضله الإلهي ، وأسأله أن يعينني على إتمام واجباتي لمجده الأعظم] .
ثمّ يسرد «مفكّرة الأعمال التي قمت بها والخدم التي أُمرتُ بها» :
[في 25 آب سنة 1922 انتُخب البروتوسنكلوس جورجيوس حدّاد رئيسًا عامًّا ، فاختارني كاتم أسراره ، وكنت بعد في مدرسة الصابغ ، على إثر انتهاء درسي اللاهوت ، وبقيت في تلك المهمة حتّى اعتزاله الرئاسة في 11 كانون الأوّل سنة 1928 ، في 11 كانون الثاني سنة 1929 عُيّنت خادمًا لرعيّة الخنشارة بأمر المدبّر متّى سماحة ، النائب العام ، وتفويض السيّد قطّان (باسيليوس مطران بيروت) .
في 16 تمّوز سنة 1929 عُيّنت بأمر الأب العام ثيودوسيوس (معلوف) لخدمة رعيّة بعلبك (1929 - 1930) واستلمتها في 29 أيلول ، فبقيت فيها سنة كاملة إذ تركتها ، في 29 أيلول سنة 1930 ، بأمره نفسه ، لاستلام رعيّة البربارة – زحلة (1930 - 1931) ، وتاريخ الأمر 15 أيلول وقد استلمتها في 3 تشرين الأوّل سنة 1930 ، وبعدها عُيّنت أمينًا لصندوق المدرسة الشرقيّة ، فتركت البربارة في 29 أيلول سنة 1931 وأقمت في الشرقيّة ، وبقيت فيها ثلاث سنين غير كاملة (1931 - 1934) .
ففي 2 حزيران سنة 1934 انتُخبت من قبل قدس الأب العام الأرشمندريت إستيفانوس سماحة والآباء المعاونين (غاريادور ، مينيز وده لاجيري) مدبّرًا ثانيًا وقيّمًا عامًّا للرهبانيّة (1934-1943) ، وفي ذات الوقت اتّخذني قدس الأب العام كاتمًا لأسراره .
وفي 29 كانون الأوّل سنة 1934 كانت لي مقابلة خصوصية مع قداسة البابا .
وإذ عُقد المجمع العام ، في دير الصابغ ، تحت رئاسة الأباتي بول كروفرور ، رئيس دير النطرون في فلسطين ، منذ 6 حتّى 2 آب سنة 1943 ، انتُخبت من جديد مدبّرًا ثانيًا (1943 - 1949) وعُيّن الأب يوسف فرج قيّمًا عامًّا بدلًا منّي ، لأن القوانين الجديدة توجب أن لا يكون القيّم العام مدبّرًا] .
وهنا نُكمل باقي أعماله والخدمات التي قام بها لاحقًا :
أصبح نائبًا أسقفيًا عامًّا في أبرشيّة زحلة (1943 - 1946 ثمّ 1950 - 1953) ، وأُعطي لقب أرشمندريت في 15 آب سنة 1944 ، ونائبًا أسقفيًّا عامًّا وخادم رعيّة في بعلبك (1948 - 1949) .
قام بزيارة إخوته في الأرجنتين والبرازيل (1953 - 1955) ، ثمّ تسلّم رعيّة القدّيس جاورجيوس في كوردوبا في الأرجنتين (1955-1963) ، نُقل بعدها إلى ساوباولو في البرازيل ، إذ تسلّم الرعيّة (1963 - 1973) ، ومهام نائب أسقفي لراعي الأبرشيّة المطران الياس كويتر .
في 12 شباط سنة 1971 أقام له المطران كويتر وأبناء الرعيّة وجمعيّاتها عيدًا بمناسبة يوبيله الكهنوتي الذهبي ، وفي هذه المناسبة أنعم عليه غبطة البطريرك مكسيموس (الخامس) حكيم برتبة إكسرخوس بطريركي .
كانت وفاته ، في 6 أيلول سنة 1973 ، في ساوباولو ، إثر مرض السرطان ، ودُفن هناك .
يُعتبر الأب رحمة من الآباء المميّزين في الرهبانيّة تقوىً ورصانة وإدارة وحكمة ، وقد حباه الله صوتًا كنسيًّا حنونًا وموهبة نظم القصائد ، وكان ذا خط جميل جدًّا في غاية النعومة والدقّة .
وهذه بعض أبيات من قصيدة لعيد الميلاد ، تهنئة للرئيس العام سنة 1919 ، إذ كان بعد تلميذًا في إكليريكيّة الصابغ :

عظيم السجايا ينال اقتدارا
ثوى الصّرح واتّخذ القفر دارا
وإن المسيح أوى مزودًا
فأمسى حظار المواشي مزارا
وما ضرّ باري الملا فقرُه
أأسقطَ عنه العُلى والوقارا؟
ومن نظمه قصيدة «يا كرمةً تنبت على قدم الصليب» ، قيلت بمناسبة عيد العنصرة الذي يذكّرنا بنشأة بيعة السيّد المسيح .
كما نظم تأريخًا لدير القدّيس باسيليوس في الأشرفيّة سنة 1935 :

تيودوسيوس المعلوف شاد بفضله
ديرًا به تُجنى العلوم فأبدعا
في صدره ملك الملوك قد استوى
تجثو لعزّته البرايا خُشّعا
وببابه التاريخ سجّل آيةً
«الله داخله فلن يتزعزعا»
(مزمور 45 : 6)
وله في مجلّة «صوت الحق» ، السنة 1923 ، مقال بعنوان : «كلمة لا بدّ منها» .

ntent

بولس نخلة (1892 + 1969)


هو خليل بن ميخائيل جرجس نخلة ، والدته حكّوم طرفة ، من مواليد يبرود العام 1892 ، لبس ثوب الابتداء في 25 أيلول سنة 1914 ودُعي بولس . أبرز نذوره في 28 كانون الثاني سنة 1917 ،
ارتسم شمّاسًا إنجيليًّا ، في 4 كانون الثاني سنة 1921 ، وكاهنًا ، في 12 شباط سنة 1921 أيضًا ، وقد نال كلتا الدرجتين في كاتدرائيّة النبي الياس في بيروت ، وذلك ، بوضع يد السيّد بولس أبي مراد ، مطران دمياط شرفًا ، والنائب البطريركي على أبرشيّة بيروت .
خدم رعيّة مار يوسف في منيارة – عكّار (1921 - 1922 ؛ 1924 - 1926) ؛ وشغل مهام معلّم المبتدئين مدّة طويلة ومتقطّعة (1923 ، 1931-1934 ، 1937-1942) ؛ ومرشدًا في الكلّية الشرقيّة ، في زمن إدارة الإخوة المريميّين للمدرسة المذكورة ، مدّة ثلاث سنوات (1927 - 1930) .
أصبح رئيس الإخوة في بيروت (الإكليريكيّة الكبرى) عدّة مرّات (1935 - 1937 ، 1943 - 1945) ، وأحيانًا رئيس دير القدّيس باسيليوس ، حيث مقر الإكليريكيّة (1943 استعفى ، 1945 - 1946) .
عُيّن مرشدًا وقيّمًا في زحلة سنة واحدة (1942 - 1943) .
قضى القسم الأكبر والأخير من حياته ، ما يقارب الربع قرن ، مرشدًا للراهبات الشويريّات في دير سيّدة البشارة – زوق مكايل (1947-1954 ، 1955-1959 ، 1959-1962 ، 1962-1965 ، 1965-1969) .
نراه يخدم رعيّة القدّيس جاورجيوس في زوق مكايل سنة 1947 مع الأرشمندريت يوسف فرج ، ثمّ بمفرده (1948 - 1949) .
توفّاه الله إثر نوبة قلبية ، في 20 تشرين الأوّل سنة 1969 .
تلألأ الأب بولس بالفضائل الرهبانيّة ، وكان قدوة بمثاله قبل كلامه . على أن ما امتاز به على الأخصّ شغفه بالكتاب المقدّس ، حتّى كان من الصعب أن يُسأل عن شيء من مضامينه ولا يعطي الجواب واضحًا دقيقًا ، من أجل ذلك كانت إرشاداته ومراسلاته طافحة بروح الكتاب ونصّه . ومن أميز صفاته البساطة والأمانة في ما يُعهد به إليه من عمل ، وتجنّب الظهور ، وعاش العطاء الكثير في الخفية .
من كتاباته :
للأب بولس كتابات وترجمات مخطوطة ، منها :
مخطوط «سلّم الفضائل» للقدّيس يوحنّا السلّمي .
مخطوط «في الحياة الروحيّة» ، وهو عبارة عن دروس تعليميّة للمبتدئين .
مذكّرات بعنوان : «ذكريات في عكّار من 9/5 - 26/5 سنة 1958» ، مضروب على الآلة الكاتبة ، 9 صفحات ، وفيها وصفٌ لأحداث العام 1958 .
مسرحيّات متنوّعة (مشاهد وشخصيّات من الكتاب المقدّس ، قدّيسون ، اجتماعيّة ، هزليّة) ، تأليف وترجمة ، حوالي 35 مسرحيّة ، منها : «محرقة إبراهيم» ، «في سبيل الواجب (المعمدان)» .
مسرحيّة «في سبيل الآب» مأساة ذات ثلاثة فصول ، وقعت أحداثها أثناء الاضطهاد المكسيكي . مجلّة «الينبوع» 5(1962) ، عدد 23 و24 : 34-41 .

أثناسيوس الحاج  (1898 + 1984)
هو نصري بن أمين الحاج ، والدته حبّوبة عكر ، من مواليد دوما في الأوّل من آذار سنة 1898 ، لبس ثوب الابتداء في 15 تشرين الأوّل سنة 1914 وبقي على اسمه . أبرز نذوره الاحتفالية في 28 كانون الثاني سنة 1917 ودُعي أثناسيوس . قبل دخوله إلى الرهبانيّة درس في معهد الإخوة المريميين في جونية ، ثمّ تابع دروسه ، في جامعة القديس يوسف للآباء اليسوعيين ، بدءًا من العام 1920 ، وكان من ألمع طلّابها . نال ، بتفوّق ، شهادتي الدكتوراه في الفلسفة واللاهوت .
رُسم شمّاسًا إنجيليًّا في 20 كانون الثاني 1929 ، وكاهنًا ، في 2 حزيران من السنة ذاتها ، وأُعطي «الحِجر الكهنوتي في 31 أيّار 1931 ، وقد أخذها جميعها ، بوضع يد المطران باسيليوس قطّان ، متروبوليت بيروت ، في كاتدرائية النبي الياس . 
تسلّم عدّة مسؤوليّات مهمّة في الرهبانيّة ، منها : أستاذ ثمّ مدير في إكليريكية الصابغ وكاهن رعيّة البالوع (الخنشارة) سنة 1930 ، كاتم أسرار الرئيس العام 1931   ، رئاسة الكلّية الشرقيّة في زحلة (1932 - 1940) ، وأسّس فيها جريدتها والنوادي العلمية والأخويات والكشافة ونادي الشبيبة الكاثوليكيّة  .
عُيّن مدّبرًا رابعًا ثمّ ثالثًا (1934 - 1943 ، 1943 - 1948) ، وأستاذًا في مدرسة الصابغ وكاهن رعيّة عين الصفصاف سنة 1940 ، تسلّم رئاسة الإكليريكية الكبرى ودير القديس باسيليوس في الأشرفيّة (1941 - 1943 ، 1946 - 1948 ، 1956 - 1959) ، ودير مار يوحنّا في الخنشارة (1943 - 1946) ، وتعين رئيسًا للمحكمة الكنسيّة (1945 - 1948) .
سافر إلى روما بمهمّة رهبانيّة سنة 1948 ، وتابع دروسه الكنسيّة العليا في المعهد الشرقي ، ونال ، بامتياز شرف ، مع تهاني اللجنة الفاحصة ، شهادة الملفنة في الحق القانوني عن أطروحته «موانع الزواج في الحق القانوني الشرقي» ، وقد ظهرت أطروحته في كتاب صدر ، بالفرنسية ، في بيروت سنة 1954 ، وهو يُعتبر من أهم المراجع في الحق القانوني الشرقي  . خلال تواجده في روما ، عيّنه مجمع الكنائس الشرقيّة مديرًا لقسم الإذاعة العربيّة في راديو الڤاتيكان (1949 - 1951) .
في العام 1951 ، سافر إلى أفريقيا فالبرازيل فالأرجنتين ، بمهمّة رهبانيّة ، بمناسبة يوبيل الكلّية الشرقيّة الذهبي ، ولزيارة الأهل ، حيث أُقيم مساعدًا لكاهن رعيّة كوردوبا ، وبقي هناك حتّى أواخر 1952 . وقد انتهز أهل دوما في الوطن فرصة سفر الأب حاج هذه ، وكلّفوه أن يكون رسولهم ، قرب إخوانهم في المهجر ، لأجل إكمال ما ينقص داخل كنيسة مار سمعان والمدرسة ، وشفعوا طلبهم بكتاب رسمي من راعي أبرشية بيروت المطران فيليبّس نبعة ، يوجّه فيه النداء إلى جميع الدومانيين ، لإمداد بلدتهم بالتبرّعات السخيّة ، فأخذ المتَرجم على عاتقه هذه المهمة ، وجاب البلدان الآنفة الذّكر ، حيث جمع الإحسان ، ووضع بيانًا مفصّلًا في كتاب أعدّه لهذه الغاية  . 
قام بتدريس مادّة الحق القانوني الكنسي في جامعة القديس يوسف ببيروت ، وكان رئيسًا لمحكمة الاستئناف البطريركيّة في بيروت ودمشق والأردن منذ العام 1954 ، وعضوًا في لجنة صياغة الحق القانوني الشرقي .
انتُخب مدبّرًا أوّلًا (1956 - 1961) ، ثمّ نائبًا عامًّا سنة 1961 بعد انتخاب الرئيس العام أغسطينوس فرح أسقفًا على طرابلس ، وما لبث أن تبوّأ منصب الرئاسة العامّة (1961 - 1967)  ، حيث أُعيد انتخابه مدبّرًا أوّلًا 1967 - 1971)  ، ونائبًا عامًّا (1971 - 1972) بعد استقالة الرئيس العام .
عندما تأسّست «جمعية الرؤساء الأعلين للمؤسّسات الرهبانيّة للرجال في لبنان» ، أُسندت إليه رئاسة الجمعيّة ، لمدّة ثلاث سنوات ، وكان ذلك في مطلع شهر آب سنة 1962 ، وأُعيد انتخابه ، سنة 1965 ، لثلاث سنوات أخرى  .
إلى كل ذلك ، صرف وقتًا طويلًا في التأليف ، فظّل يكتب حتّى آخر أيامه ، لمّا أدركته الوفاة ، في 18 نيسان 1984 ، في مستشفى مار يوسف - الدورة ، فدفن في اليوم التالي ، في مقبرة دير مار يوحنّا في الخنشارة  .
برز الأب أثناسيوس في ميدان الوعظ والإرشاد فطاف في لبنان وسورية والأردن يُلقي المواعظ والمحاضرات ، وعكف على التعليم والتأليف ، وقد ساهم في أعمال المجمع الڤاتيكاني الثاني (1962 - 1965)  أوّلًا : كخبير في اللجنة الإعدادية للكنيسة الشرقيّة (1960 - 1962)  ، وثانيًا : كعضو من أعضائه بصفته رئيسًا عامًّا ، وقد ألقى ، خلال الدورات المجمعية الأربع ، ثلاث خُطب ، وقدّم ، كتابةً ، خطابًا رابعًا ودرسًا قانونيًّا على عدم انحلال سرّ الزواج المكتمل ، حتّى في حالة زنى أحد الزوجين . كما أنه ألقى ، بعد المجمع ، من محطة تلفزيون لبنان ، محاضرة عن وثيقة «الكنائس الشرقيّة» ، وكان قد سبق فألقى ثلاث محاضرات ، على الدورة المجمعية الأولى ، في مدرسة الصابغ (الخنشارة) لأهالي المنطقة ، والثانية في زحلة لطلبة بعض المعاهد وللأهالي ، والثالثة في مدرسة الراهبات الدُمينيكيات في بيروت  .
مؤلَّفاته :
بين لبنان وفرنسا . مشاهد وعِبَرْ ، حريصا 1948 ، 222 صفحة [تقريظه في : المسرّة 34  (1948) ، 514 ؛ المشرق ، 45 : 506 ؛ الرسالة المخلّصيّة 15 (1948) ، 639 - 640] .
صفحة من تاريخ الرهبانيّة الباسيليّة الشويريّة الملكيّة ، المطبعة الكاثوليكيّة – بيروت ، 1948 ، 79 صفحة [تعريفها ضمن خبر «الرهبانيّة الباسيليّة الشويريّة في يوبيلاتها» ، الرسالة المخلّصيّة 15 (1948) ، 475 - 476 ؛ المسرّة 34  (1948) ، 318] .
Les Empechements du Mariage en droit Canonique Oriental, Etude historico - canonique, Beyrouth 1954, 332 pages.
كتاب العوائد الرهبانيّة ، مضروب على الآلة الكاتبة ، 1962 ، 54 صفحة .
الطهارة ، مطبعة خليفة – بيروت ، 1963 ، 68 صفحة [تعريفه في الرسالة المخلّصيّة 31 (1964) ، 173 ؛ المسرّة 50 (1964) ، 301] .
رسالة عامّة في التجدّد الرّوحي ، من وحي أعمال المجمع الڤاتيكاني الثاني ، 1964 ، 51 صفحة [تعريفها في الرسالة المخلّصيّة 32 (1965) ، 164 - 166] .
صفحة مجيدة من تاريخ دوما – لبنان ، مطبعة الرهبانيّة اللبنانيّة ، 1964 ، 61 صفحة .
رسالة عامة في التجدّد الرهباني ، حسب قرار المجمع الڤاتيكاني الثاني «المحبة الكاملة» ، 1967 ، 32 صفحة .
الرهبانيّة الباسيليّة الشويريّة في تاريخ الكنيسة والبلاد ، الجزء الأوّل 1710 - 1833 ، مطابع الكريم – جونية 1974 ، 1015 صفحة [نقده في المسرّة 60 (1974) ، 679 - 680] .
الرهبانيّة الباسيليّة الشويريّة في تاريخ الكنيسة والبلاد ، الجزء الثاني 1833 - 1966 ، مطبعة زحلة الفتاة 1978 ، 938 صفحة .
محاضرة بعنوان : فوزي معلوف خرّيج الشرقيّة  ، بتاريخ 3/10/1937 .
مقالات بحثيّة :
 1) صفحة من تاريخ الرهبانيّة الباسيليّة الشويريّة ، المشرق 28 (1930) ، 744 - 750 ؛ 827 - 835 ؛ 914 - 921 / 29(1931) ، 49 - 55 .
 2) الرهبنة الباسيليّة الشويريّة ، رسالة قلب يسوع 11 (1930) ، 60 - 64 .
 3) البطريركيّة الأنطاكية بين الاتحاد والانفصال ، المشرق 31 (1933) ، 241 - 247 ؛ 335 - 356 .
 4)  أعاجيب النقد الحديث . نظرة في «أدب» جرائدنا البيروتية ، المشرق 31 (1933) ، 937 - 940 .
 5) صلاة روما لأجل شهيد الإيمان الكاردينال «ميندزانتي» ، الرسالة المخلّصيّة 16 (1949) ، 435 - 441   .
 6) كلمة موجزة عن الرهبانيّة الباسيليّة الشويريّة الحنّاويّة ، المجلّة الكهنوتيّة 6 (1956) ، 282 - 289 .
 7) منذ القرن الرابع باسيليوس الكبير يحلّ المشكلة الاجتماعية ، المسرّة 48 (1962) ، 168 - 171 .
 8)  المسيح قام ، نشيد وصلاة القيامة ، الشرقيّة 23 (1963) ، 3 - 6 .
 9) درس موجَز في موانع الزواج ، الرسالة المخلّصيّة 23 (1965) ، 541 - 578 .
مقالات قصيرة في «مجلّة الينبوع» :
قوام التربية وشروطها ، 1 (1958) عدد 1 ، ص 32 - 33 .
المجمع المسكوني أمل القرن العشرين ، 4 (1961) عدد 15 ، ص 3 - 7 .
ينبوع وينبوع ، 5 (1961) عدد 18 ، ص 3 - 4 .
بين البيت والمدرسة ، 16 (1972) عدد 2 ، ص 9 .
خطابات ألقاها في المجمع الڤاتيكاني الثاني :
1) الخطاب الأوّل ، في الدورة المجمعيّة الأولى ، على الأعداد 39 - 42 من مشروع الليتُرجيّا ، أُلقي بتاريخ 27/11/1962 .
2) ملاحظات تفصيليّة على نص مسودة الفصل الثاني عشر «المسكونيّة» ، لتحسينه ، قدّمه بتاريخ 28/11/1962   .
3) الخطاب الثاني ، في الدورة المجمعيّة الثانية ، على الفصل الثالث من مشروع المسكونيّة ، أُلقي بتاريخ 29/1/1963   .
4) الخطاب الثالث ، في الدورة المجمعيّة الثالثة ، الفصل الرابع من مشروع الكنيسة ، وهو بعنوان : «الحياة الرهبانيّة في الكنيسة» ، أُلقي بتاريخ 30/9/1964   . 
* وله آثار مخطوطة ، أهمّها :
يوميّات المجمع الڤاتيكاني الثاني ، بالعربيّة ، نَشر بعضها في كتابه : الرهبانيّة الباسيليّة الشويريّة في تاريخ الكنيسة والبلاد  .
مجموعة رياضات ومواعظ وقصائد .
مجموعة «كورات» جامعيّة في مادة الحق القانوني ، بالفرنسية ، منها :
DES RELIGIEUX, 1958, 165 pages.
DES RITES ORIENTAUX ET DES PERSONNES, 1958, 82 pages.

سليمان عبد المسيح (1867 + 1928)
هو نجيب بن حبيب عبد المسيح ، من مواليد بيروت العام 1867 ، لبس ثوب الابتداء في 12 أ يّار سنة 1919 ودُعي سليمان . أبرز نذوره في 24 حزيران سنة 1920 ،
وفي 10 كانون الأوّل من السنة ذاتها ، أُرسل مدرّسًا في مدرسة الجوار ، وأمضى القسم الأكبر من حياته في تعليم الأولاد .
توفّاه الله ، أخًا ، في دير القدّيس أنطونيوس القرقفي – كفرشيما ، بسبب ضعف شديد ألمَّ به من جرّاء البواسير ، في 25 حزيران سنة 1928 .

مكاريوس قاصوف (1900 + 1962)
هو أكرم بن نخلة قاصوف ، من مواليد الخنشارة العام 1900 ، لبس ثوب الابتداء في 11 تمّوز سنة 1919 ودُعي أفرام . أبرز نذوره في 31 تمّوز سنة 1921 ، ودُعي مكاريوس ، ارتسم شمّاسًا إنجيليًّا ، في 13 شباط سنة 1929 ، بوضع يد المطران باسيليوس قطّان ، متروبوليت بيروت ، في كنيسة دير الصابغ ، وكاهنًا ، في 23 آذار من السنة ذاتها ، بوضع يد المطران المشار إليه ، في كاتدرائيّة بيروت .
أُوكلت إليه خدمة النفوس في قرى الجبل وزحلة ، فكان كاهن رعيّة : في الشوير (1929 - 1931) ، في مار ميخائيل – زحلة (1932 - 1935) ، في مشغرة (1936 - 1939) ، في مطرانية زحلة (1939 - 1943) ، في زوق مكايل (1943 - 1946) ، في بتغرين (1946 - 1951) ، في الخنشارة (1951 - 1954) ، في الجوار (1954 - 1957) ، مرشد الراهبات في دير السيّدة بقعتوتة (1957 - 1959) ، في بولونيا (1959 - 1960) ، وأعفي من الخدمة بسبب مرضه وعاش في بيت أهله (1960 - 1961) .
انتقل إلى رحمة ربّه ، في 9 أيلول سنة 1962 ، في مستشفى القدّيس جاورجيوس – بيروت ، بداء الصفيري (اليرقان) ألمّ بكبده ، وكان قد أُصيب سابقًا بفالج جعله يلازم الفراش مدّة سنة تقريبًا ، ودُفن في دير الصابغ .

كريزوستوم (يوحنّا) حلّاق (1903 + 1996)


هو ميخائيل بن يوسف مخّول الحلّاق ، والدته سلطانة حلّاق ، من مواليد يبرود العام 1903 ، لبس ثوب الابتداء في 14 أيلول سنة 1920 ودُعي يوحنّا . أبرز نذوره في 2 نيسان سنة 1922 ، تلقّى دروسه الأوّليّة في مدرسة دير الصابغ ، ثمّ أُرسل إلى روما ليكون من عداد تلامذة معهد القدّيس أثناسيوس أو المعهد اليوناني (1922 - 1930) ، ودرس الفلسفة واللاهوت ، فحاز أوّلًا على ديبلوم في الفلسفة من أكاديميّة القدّيس توما الأكويني بتاريخ 14/11/1927 ؛ ثمّ الإجازة ، بدرجة «جدير بالتكريم» ، في اللاهوت ، من كلّية اللاهوت الحبرية – الأنجيليكوم ، بتاريخ 22/6/1929 ،
وأخيراً حاز على شهادة الدكتوراه من جامعة الأنجيليكوم «Magna Cum Laude» ، بامتياز عن أطروحته المكتوبة باللاتينية : «نظرية القدّيس يوحنّا الدمشقي في انبثاق الروح القدس» ، بعد أن دافع عنها في 31/5/1930 .
رُسم شمّاسًا إنجيليًّا ، في 2 أ يّار سنة 1929 ، بوضع يد السيّد «Giovanni Mele» مطران «Longro» في «كالابريا» ، جنوبي إيطاليا ، وذلك في كابيلا القدّيس أثناسيوس في المعهد اليوناني بروما .
وكاهنًا ، في 6 كانون الثاني سنة 1930 ، بوضع يد المطران المذكور وفي الكنيسة ذاتها . بعد رسامته سافر إلى باريس (1930 - 1931) ودرس في كلّية القدّيس لويس ده غونزاغا للآباء اليسوعيّين .
ومنذ عودته من الغرب ، حيث لمع في دروسه العالية ، وحتّى يوم وفاته المقدّسة ، خدم في أكثر من عشرين مركزًا سواء في الرهبانيّة أو في الأبرشيات ، حسب الحاجة ، ودائمًا بناء على طلب الرؤساء . وكان بعضها لبعض شهور ، وبعضها لأكثر من عشرين سنة ، وفي كلّها كانت يد الله معه ، فكان النجاح حليفه .
من هذه المهام :
مدير وأستاذ في مدرسة الصابغ (1931 - 1932) ، مناظر عام وأستاذ في الكلّية الشرقيّة (1932 - 1933) ، مساعد معلّم المبتدئين (1933 - 1934) ، مدبّر رابع (1934 - 1949) ، رئيس إكليريكيّة الصابغ وأستاذ اليونانيّة واللاتينيّة ومساعد في الابتداء ومعلّم لاهوت (1934 - 1940) ، رئيس الشرقيّة (شهر آب 1940 ثمّ استعفى) ، رئيس دير القدّيس باسيليوس في بيروت وأستاذ اليونانيّة في جامعة القدّيس يوسف للآباء اليسوعيّين (1940 - 1941) ، مساعد كنسي ومرشد عام ، من قبل الرهبانيّة ثمّ روما ، للراهبات الشويريّات في عملية انتقالهنّ من الحياة التوحّدية إلى الحياة الرسوليّة (1941 - 1962) ، رئيس دير مار الياس الطُّوَق في زحلة (1943 - 1946) ، خلال تواجده في زحلة مع الراهبات ، درّس الفلسفة في الكلّية الشرقيّة نحو خمس سنوات واستلم صندوقها ثلاث سنوات ، وكان ذلك بين (1943 - 1955) ، مدبّر ثالث (1961 - 1967) ، رئيس دير القدّيس باسيليوس والإكليريكيّة الكبرى (1962 - 1965) ، مرشد الراهبات في دير سيّدة النّياح – بقعتوتة (1965 - 1968) ، مرشد روحي ومدرّس التعليم الديني في الكلّية الشرقيّة (1968 - 1970) ، مرشد روحي ومدرّس التعليم المسيحي في إكليريكيّة ومدرسة الصابغ (1970 - 1971) ، مرشد عام لراهبات الخدمة الصالحة في دير جبّولة – بعلبك (1971 - 1973) ، نائب مطران طرابلس (1974 - 1975) ، ثمّ نائب مطران حمص حتّى الربع الأخير من العام 1979 .
قيّم عام في أبرشيّة زحلة (1980 - 1983) .
إضافة إلى كل تلك المهام ، فقد كان عضوًا في اللجنة البطريركيّة الفاحصة للمتقدّمين للرسامة الكهنوتيّة من إكليروس الطائفة القانوني والعلماني (1940 - 1945) ، ثمّ رئيسًا لها منذ العام 1946 ، كما كان عضوًا وأمين سرّ في اللجنة البطريركيّة الليتُرجيّة منذ العام 1948.
قضى أيامه الأخيرة ، وقد تقدّم في السن ، ما بين دير الطُّوَق وأهله في دمشق ، وبيت الراحة للمسنّين في تلشيحا بزحلة ، إلى أن تُوفّي في 10 تشرين الثاني 1996 ، ودُفن في دير مار الياس الطُّوَق .
من آثاره :
إضافة إلى أطروحته التي هي بعنوان : «نظرية القدّيس يوحنّا الدمشقي في انبثاق الروح القدس» ، كتب مقالات لاهوتيّة وآبائية في «المجلّة الكهنوتيّة» ، السنة الأولى ، 1950 :
الإفخاريستيا والدعوة الكهنوتيّة ، عدد 4 ، ص 6-12 .
الدمشقي اللاهوتي ، عدد 11 ، ص 14-19 .
انتقال السيّدة في تعليم الآباء الشرقيّين ، عدد 12 ، ص 16-26 .
وله في «هدايا المسرّة» ، الذكرى المئوية الثانية عشرة لوفاة القدّيس يوحنّا الدمشقي ، المطبعة البولسيّة – حريصا ، 1950 ، مقال بعنوان :
الدمشقي اللاهوتي ، ص 94-114 .
وترجم كتبًا طقسيّة من اليونانيّة إلى العربيّة ، منها :
مقتطفات من كتاب الألحان الثمانية المعروف بالأيكطويخوس ، للقدّيس يوحنّا الدمشقي ، أُنجز استنساخ هذه المقتطفات على الآلة الكاتبة ، بمساهمة السيّد بركيف تشكمكيان – بيروت ، وذلك في الرابع عشر من أيلول سنة 1968 ، 417 صفحة .
كتاب «الأنتولوجيون» :
ورد في بيان السينودس المقدّس لسنة 1972 ما يلي : «بعد الاطّلاع على ترجمة الجزء الأوّل منه ، كلّف السينودس الأب كريزوستوم حلّاق ، من الرهبانيّة الشويريّة ، مواصلة الترجمة لتشمل أجزاءه جميعًا ، فيُصار إلى طبعه» .

بندكتوس (الثاني) عبده (1903 + 1976)


هو وليم بن سلّوم عبده ، والدته مريم سليم معلوف ، من مواليد بسكنتا 1903 ، لبس ثوب الابتداء في 2 آب 1921 ودُعي بناديكتوس . أبرز نذوره الاحتفاليّة في 7 كانون الثاني 1923 ، تلقّى دروسه الأوّليّة في مدرسة الصابغ ثمّ في اليسوعية في بيروت ،
ارتسم شمّاسًا إنجيليًّا ، في 13 شباط 1929 ، بوضع يد المطران باسيليوس قطّان متروبوليت بيروت ، في كنيسة دير الصابغ ، وكاهنًا ، بوضع يد السيّد نفسه ، في 23 آذار من نفس السنة في كاتدرائيّة بيروت .
خدم رعيّة مار الياس في عين الصفصاف (1929 - 1935) ، وخلال هذه الفترة خدم رعيّة السيّدة في بولونيا (1930 - 1932) ، سنة 1935 ذهب إلى دير الرهبان الترابيست لاختبار الحياة النسكيّة ، وبعد عودته تعيّن مرشدًا في الكلّية الشرقيّة (1935 - 1939) ، خدم رعيّتي الجديدة والعين (1939 - 1956) ، بناء على طلب خاله السيّد يوسف معلوف ، مطران بعلبك ، إلى أن شاء الأب عبده أن يعيش حياة نسكيّة ، في جبّولة ، مزرعة خاله المطران يوسف ، قرب دير راهبات سيّدة الخدمة الصالحة ، فوافق المجمع الشرقي والعمدة الرهبانيّة على ذلك ، فذهب إلى هناك خلال شهر حزيران 1956 ، وبقي حتّى عودته إلى الدير الأم في الخنشارة ، حيث سكن غرفة في رواق الخدم ، قرب كنيسة مار يوحنّا ، وعاش ، منفردًا ، عيشة نسكيّة ، إلى أن توفّاه الله ، يوم الاثنين العظيم من أسبوع الآلام ، في 12 نيسان 1976 ، بينما كان راقدًا في فراشه .
له بعض كتابات وتحليلات مخطوطة عن سفر الرؤيا ونهاية الأزمنة وغيرها .

ديمتريوس حاطوم (1904 + 1986)
هو منصور بن حنّا عبد الله حاطوم ، من مواليد خربة قنفار العام 1904 ، لبس ثوب الابتداء في 29 تشرين الأوّل سنة 1921 ودُعي ديمتريوس . أبرز نذوره الاحتفاليّة في 30 أيلول 1923 .
تلقّى دروسه الأوّليّة والثانوية في مدرسة الصابغ ، والفلسفة واللاهوت في جامعة القدّيس يوسف للآباء اليسوعيّين في بيروت .
ارتسم شمّاسًا إنجيليًّا ، في 25 أيلول 1933 ، في دير زحلة ، بوضع يد المطران ديونيسيوس كفوري ، النائب البطريركي في مصر ، وكاهنًا ، في 24 حزيران 1934 ، بوضع يد المطران مكسيموس الصائغ ، متروبوليت بيروت .
خدم رعيّتي الخنشارة وبولونيا (1935 - 1939) ، ثمّ رعيّة الشوير (1939 - 1946) .
أصبح رئيسًا لدير مار الياس الطُّوَق (1946-1947) ، وفي هذه الأثناء عُيّن رئيسًا للمحكمة الكنسيّة في زحلة .
سافر إلى الولايات المتّحدة سنة 1947 ، وجمع التبرّعات واشترى مطبعة جديدة للرهبانيّة ، بقيت تعمل في بيروت حتّى سبعينيّات القرن العشرين ، حيث اندلعت الحرب ، فتضرّرت وتوقّفت عن العمل ، ومن ثمّ بيعت .
انتُخب مدبّرًا ثانيًا ثمّ أوّلًا (1949-1952) ، ورُقّي إلى رتبة «أرشمندريت» . منحه رئيس الجمهورية بشارة الخوري وسام «الاستحقاق الفضي ذي السعف» بتاريخ 17 تشرين الأوّل 1950 ، وقام بتقليده إيّاه في احتفال عظيم بدير الصابغ ، وزير البرق والبريد والأنباء خليل أبو جوده . وعلى أثر الاحتفال ، وضع المحتفى به كتابًا عن المطبعة .
أرسلته الرهبانيّة إلى الولايات المتّحدة الأميركيّة ، فخدم هناك رعيّة القدّيسة حنّة في «دانبري» (1952 - 1976) ، ورعيّة القدّيس يوسف في «سكرانتون» (1976 - 1984) ، ثمّ تقاعد ، وبقي يتردّد على كنيسة سيّدة الأرز في «مانشستر» إلى أن توفّاه الله ، بمرض خبيث ، في «مانشستر» ، في 7 تشرين الأوّل 1986 ، ودُفن ، في مدافن القدّيس بطرس ، في «دانبري» .
مؤلَّفاته :
كتاب «المطبعة الشويريّة بين الأمس واليوم» ، بيروت ، 1951 ، 96 صفحة + صور وملحق .
مقالان في مجلّة «الشّراع» (13و20/8/1950) .

لورنسيوس كرم (1904 + 1989)


هو الياس بن يوسف كرم ، من مواليد خربة قنفار في 12 آذار 1904 ، ماروني ، نال إجازة انتقال الطقس من البطريرك الماروني الياس الحويك ، ولبس ثوب الابتداء في 29 تشرين الأوّل 1921 ودُعي إفثيميوس . أبرز نذوره الاحتفاليّة في الأوّل من كانون الثاني 1924 ، تلقّى دروسه الابتدائيّة والثانوية في مدرسة دير الصابغ ، وتابع دروسه الفلسفيّة واللاهوتيّة في جامعة الأنجيليكوم ، للآباء الدومينيكان ، في روما ، وهو مجاز في اللاهوت .
نال درجة الشمّاس الإنجيلي ، في 8 كانون الأوّل 1934 ، بوضع يد السيّد «خلافاسيس» مطران أثينا ، في كنيسة القدّيس أثناسيوس في المعهد اليوناني بروما ، ورُسم كاهنًا ، في الأوّل من كانون الأوّل 1935 ، بوضع يد السيّد «Giovanni Mele» مطران «Longro» في «كالابريا» ، جنوبي إيطاليا ، وذلك في الكنيسة نفسها ، ودُعي لورنسيوس .
عاد من روما سنة 1936 وعُيّن مديرًا للدروس في الكلّية الشرقيّة – زحلة حتّى سنة 1938 ، حيث نُقل لخدمة رعيّة السيّدة في بتغرين ، ومن ثمّ إلى رعيّة مار تقلا في كفرشيما (1939 - 1940) ثمّ إلى رعيّة الخنشارة (1940 - 1943) . أُرسل إلى الإسكندريّة ، سنة 1943 ، ليكون رئيسًا على المدرسة البطريركيّة ، و «استلم شغله في أوّل الشهر مرشدًا وأبًا روحيًّا في مدرسة البنات التي تديرها راهبات البيزنسون» . وعاد ، من هناك ، في 30/6/1945 إلى الكلّية الشرقيّة ، وبقي فيها حتّى العام 1947 .
سافر إلى الولايات المتّحدة الاميركية ، واستلم رعيّة وكنيسة Our Lady of Mercy Church في «شيناندووا» بولاية «بنسلفانيا» منذ 20 أ يّار 1948 ، وفيها احتفل بيوبيله الكهنوتي الفضي سنة 1960 .
رجع إلى لبنان في منتصف ثمانينيّات القرن الماضي ، بعد أن أُصيب بداء الفالج ، وعاش بعض الوقت في دير الصابغ ، ولمّا ساءت صحّته نُقل إلى دير يسوع الملك في ذوق مصبح ، وقد تُوفّي في 11 آذار 1989 ، ودُفن في دير الصابغ .
كان الأب كرم خطيبًا مفوّهًا وواعظًا من الطّراز الرفيع ، وقد تأثّر كثيرًا بشخصيّة الكاردينال الأميركي «فِلتُن شين» ، وكان إلى ذلك ضليعًا باللّغات الأجنبية .

إبراهيم الرياشي (1906 + 1994)


هو خليل بن الياس جحى الرياشي ، والدته ليزا قيامة ، من مواليد الخنشارة في 6 تشرين الأوّل سنة 1906 ، لبس ثوب الابتداء في 2 كانون الأوّل سنة 1922 ودُعي إبراهيم . أبرز نذوره ، في أوّل كانون الثاني سنة 1924 ،
تلقّى دروسه الابتدائيّة في مدرسة الصابغ ، والفلسفيّة واللاهوتيّة عند الآباء اليسوعيّين في بيروت .
نال الدرجات المقدّسة ، بوضع يد المطران مكسيموس الصائغ ، متروبوليت بيروت ، الذي سامه شمّاسًا إنجيليًّا ، في 24 حزيران سنة 1934 ، بدير الصابغ ، وكاهنًا ، في 11 نيسان سنة 1937 ، في كنيسة المخلّص ببيروت .
خلال خدمته الرهبانيّة والكهنوتيّة ، طيلة 57 عامًا ، شغل العديد من المهام ، منها : رئيس مدرسة المخلّص في بيروت ، قبل رسامته ، (1933 - 1934) ، أستاذ الفلسفة العربيّة في مدرسة عينطورة ، على مرحلتين (1935 - 1938 ، 1945 - 1947) ، رئيس المدرسة الأسقفيّة في بعلبك (1939 - 1944) ، مدير الدروس في الكلّية الشرقيّة (1946 - 1954) ، أستاذ في مدرسة الراهبات الشويريّات – الدورة ، ببيروت (1954 - 1958) ، كاهن رعيّة فورتاليزا في شمال البرازيل (1958 - 1991) ، حيث شيّد فيها كنيسة فخمة للطائفة ، على اسم «سيّدة لبنان» .
نال ، من المطران الياس كويتر ، رتبة «أرشمندريت» خلال العام 1963 ، بعد موافقة المجلس التدبيري على ذلك في 26 آب  ، وذلك بمناسبة تدشين الكنيسة التي بُنيت بمسعاه وحُسن تدبيره .
احتفل بيوبيله الكهنوتي الذهبي 55 عامًا ، وبهذه المناسبة ، أعلم المطران بطرس المعلّم ، راعي أبرشيّة البرازيل ، غبطة البطريرك مكسيموس (الخامس) حكيم ببرنامج الاحتفالات ، فما كان من غبطته إلّا أن أرسل للمحتفى به كتاب تقدير وتقريظ ، وفيه يبلغه أنه : «رأينا أن نرقّيكم إلى أعلى درجة فخرية في كنيستنا الملكيّة ، ونعيّنكم «إكسرخُسًا» للكرسي الأنطاكي» .
كما تلقّى أيضًا رسالة تهنئة مماثلة من أمانة سرّ الفاتيكان للغاية نفسها .
وبعد أن أتمّ شوطه في بلاد الانتشار ، قفل راجعًا إلى ديره الأم في الخنشارة حيث أمضى ما تبقّى له من العمر ، إلى أن رقد بالرب ، على إثر نوبة قلبية ، في 29 تشرين الأوّل 1994 ، ودُفن في مقابر الرهبان .
خلال إدارته للشرقيّة ، أطلق إذاعة موسيقيّة داخلية وإذاعة كلاسيكية تبثّ في البقاع ، وقد دُشّنت الإذاعة الداخلية ، في جميع غرف التدريس ، سنة 1948 ، وسنة 1951 أطلق صوت فيروز ، لأول مرّة منفردةً في الشرقيّة ، وقد كانت من كورس الإذاعة اللبنانيّة ، وأضحى لها أبًا روحيًّا ، وهو الذي واكب انطلاقتها .
قدّم للرهبانيّة مبالغ ماليّة كبيرة ، وساهم في إنجاز بعض مشاريعها ، ومنها مساهمته الشخصيّة لإنجاح الاحتفال باليوبيل المئوي للإكليريكيّة ومدرسة الصابغ ، سنة 1982 ، وكان له اهتمام خاص بكنيسة القدّيس نيقولاوس بدير الصابغ ، فقد قام بتجديدها ، خلال العام 1980 ، وفرشها ، لاحقًا ، بالسجّاد الأحمر الفاخر .
عُرف الأب إبراهيم بدماثة أخلاقه ورقّة مشاعره ، واتّصف بالكياسة والذوق الرفيع ، وكان يعشق الموسيقى ويهوى الفنون ، وقد تميّز بالتقوى والرصانة والهدوء ، وهذا ما جعله محترمًا في كل المجالس والأوساط .
برع في مجال الترجمة ، فكانت له ترجمات عديدة ، إلّا أنها فُقدت بمعظمها أثناء عودته من البرازيل . لكنّنا وجدنا نموذجًا لترجماته نُشر في مجلّة «الينبوع» 4 (1961) ، عدد 13 و14 ، ص7 ، في زاوية روائع الأدب العالمي ، تحت عنوان : «أغنية الخريف» لغرلين .

لوقا القسّيس (1905 + 1962)


هو يوسف بن حنّا القسّيس ، من مواليد يبرود العام 1905 ، لبس ثوب الابتداء في 20 كانون الثاني سنة 1923 ودُعي لوقا . أبرز نذوره الاحتفاليّة في 29 آب سنة 1925 ، نال الدرجات المقدَّسة ، بوضع يد المطران باسيليوس قطّان متروبوليت بيروت ، الشمّاسية ، في 14 شباط سنة 1929 ، في كنيسة دير الصابغ ، والكهنوت ، في 25 آذار من السنة ذاتها ، في كنيسة البشارة في بيروت .
قضى معظم سني حياته خادمًا للرعايا في أبرشيّة زحلة ، ما عدا فترات متقطّعة أمضاها في دير كفرشيما .
فقد خدم رعيّة الراسية (1932 - 1933) ، ثمّ رعيّة مار جرجس في رياق (1942 - 1944) كما نراه خادمًا لرعيّة كفرشيما سنة 1947 و1951 ، وأخيرًا في رعيّتي جديتا والدكوة (1953 - 1962) .
كان أستاذًا للتعليم المسيحي في الكلّية الشرقيّة ، ووكيلًا على الأرزاق في مزرعة الرمتانية في البقاع .
توفّاه الله ، في دير زحلة ، في 27 أيلول سنة 1962 ، وكانت الوفاة إثر نوبة قلبية .
اشتهر الأب لوقا بمحبّته للصلاة ولحياة الرسالة والتبشير والوعظ والعمل اليدوي ، وقد قضى معظم حياته في البقاع مرسلًا ومعرّفًا وواعظًا في قرى أبرشيّة زحلة الفقيرة النائية ، والتي ليس فيها كهنة ، وعمل أيضًا ، من قبل البعثة البابوية ، مدّة كبيرة في خدمة اللّاجئين الفلسطينيّين . كما تميّزت حياته «بالقشف الشديد في المعيشة ، تشبّهًا منه بالقدّيس خوري آرس ، وبالنشاط والغيرة في خدمة النفوس ، والعناية الكلّية بقسم من أملاك الرهبان والراهبات» .

ديونيسيوس غيث (1909 + 1986)


هو يوسف بن حنّا غيث ، والدته سلمى الحدّاد ، من مواليد يبرود العام 1909 ، نال أسرار التنشئة المسيحيّة في 23 نيسان 1910 ، لبس ثوب الابتداء في 24 آذار سنة 1923 ودُعي عازار . أبرز نذوره الاحتفاليّة في 24 أيلول 1927 ، تلقّى دروسه الأوّليّة في مدرسة الصابغ وتابع دراسته الثانوية والفلسفيّة واللاهوتيّة ، عند الآباء اليسوعيّين ، في بيروت .
رقّاه الأب العام إستفانوس سماحة إلى درجة الشمّاس المعاون في 16 أ يّار 1937 ، والمطران ديونيسيوس كفوري ، النائب البطريركي في مصر ، إلى درجة الشمّاس الإنجيلي في 22 آب من السنة ذاتها ، ودُعي ديونيسيوس ، ورقّاه المطران مكسيموس الصائغ ، متروبوليت بيروت ، إلى درجة الكهنوت في 8 أيلول من السنة ذاتها ، وقد نال الدرجات المقدّسة كلّها في كنيسة دير الصابغ في الخنشارة .
أمّا أهم الأعمال والخِدَم التي قام بها ، فتوزّعت على النحو التالي :
مدرّس في مدرسة الصابغ وخادم رعيّتي السيّدة في بتغرين وبولونيا (1939 - 1940) ، ثمّ مدرّس في الكلّية الشرقيّة بزحلة ، ومدير الدروس العربيّة فيها (1940 - 1943) ، انتقل إلى كفرشيما إذ عيّنته السُّلطة الرهبانيّة رئيسًا لمدرسة مار أنطونيوس القرقفي وخادمًا لرعيّة القدّيسة تقلا (1943 - 1947) ، ثمّ انتقل إلى بيروت خادمًا لرعيّة المخلّص (1947 - 1948) ، وفي هذه السنة طلبه  المطران يوسف الكلّاس ، راعي أبرشيّة طرابلس واللاذقية ، ليكون نائبًا أسقفيًّا عامًّا  ، فبقي في هذا المركز حتّى العام 1965 ، وخلال تواجده في طرابلس أقامته العمدة الرهبانيّة رئيسًا على رسالتها هناك إضافة لمهامه كنائب (1957 - 1959) ، وفي العام 1965 أُسندت إليه رئاسة دير مار الياس الطُّوَق في زحلة ، وانتُخب مدبّرًا ثانيًا سنة 1967  ، وبقي مدبّرًا ورئيسًا حتّى سنة 1971 تاريخ انتخابه مطرانًا على أبرشيّة حمص وحماه ويبرود ، وقد تمّت رسامته في 2 أيلول من تلك السنة ، في كاتدرائيّة يبرود ، بوضع يد البطريرك مكسيموس (الخامس) حكيم والمطرانين أثناسيوس الشاعر (مرجعيون) والياس الزغبي (بعلبك)  .
توفّاه الله ، بمرض القلب ، في 21 آذار 1986 ، في مستشفى الروم – بيروت ، ودُفن تحت المائدة الكبرى ، في كاتدرائيّة يبرود  .
منذ أن كان نائبًا أسقفيًّا في طرابلس ، حيث أشرف على بناء المطرانية الجديدة والمحلّات التجارية التابعة لها ، وحتّى أيامه الأخيرة ، عُرف عنه بأنه الأسقف البنّاء ، فقد بنى المطرانية الجديدة والمكاتب والمحلّات في يبرود ، والسوق التجاري قرب المطرانية في حمص ، وطوّر بناء دير مار الياس في ربلة واهتمّ باستصلاح الأراضي الزراعية وبناء الكنائس ، ومنها : كنيسة مار جرجس في الحمراء ، ومار يوسف في المعمورة ، وإلى ذلك ، كان عضوًا في اللجنة السينودسية الاقتصاديّة .
وكان ذا شخصيّة قوية ، مهيب الطلعة ، رابط الجأش والنُّهى ، بالإضافة إلى ذلك فقد كان خطيبًا وأديبًا ذا قلم لاذع وساخر ، استخدمه خصوصًا في تحرير مقالات لمجلّة «الناشئة» التي أصدرها في الرهبانيّة ، ودبّج العديد من مقالاتها ؛ وكان أحد المحرّرين في النشرة الرعائيّة لأبرشيّة بيروت الملكيّة الكاثوليكيّة . وكان محترمًا لدى الأوساط الحكومية والعسكرية ومعتبرًا في أوساط البداوة ، إذ كان صديقًا حميمًا للشيخ طراد الملحم ، الذي كان يطلب وساطته لإتمام الصلح بين المتخاصمين من أبناء العشائر وغيرهم .
اهتمّ كثيرًا بأمر الشمّاس عبد الله زاخر ومطبعته ، فأعدّ الدراسات عنهما ، وله مخطوط تاريخ المطبعة الشويريّة ، وقام بإلقاء محاضرات بهذا الخصوص ، وكان من عداد المشاركين في تهيئة اليوبيل المئوي الثاني لوفاة الشمّاس عبد الله زاخر الذي أُقيم ، بهذه المناسبة ، سنة 1948 .

فيليبّس حدّاد  (1911 + 1992)
هو جورج بن سليم نقولا حدّاد ، والدته جميلة الراسي ، من مواليد يبرود في 23 نيسان سنة 1911   ، لبس ثوب الابتداء في 21 نيسان سنة 1922 ودُعي فيليبُّس . أبرز نذوره الاحتفاليّة في 14 أيلول سنة 1927 .
سيم شمّاسًا إنجيليًّا ، من يد السيّد يوسف المعلوف ، مطران بعلبك ، في 17 كانون الثاني سنة 1939 ، في دير مار أنطونيوس القرقفي في كفرشيما  ، وفي 28 أ يّار من السنة ذاتها ، سيم كاهنًا من يد المطران مكسيموس الصائغ ، متروبوليت بيروت وجبيل وتوابعهما ، وذلك في كاتدرائيّة النبي الياس في ساحة النجمة في بيروت  .
تلقّى دروس المرحلتين الابتدائيّة والإعدادية في إكليريكيّة مار يوحنّا الصابغ في الخنشارة وقرض الشعر وله من العمر أربع عشرة سنة ، ثمّ التحق بجامعة القدّيس يوسف في بيروت ليدرس اللغتين اليونانيّة واللاتينيّة والفلسفة واللاهوت . وعندما سافر إلى مصر انتسب إلى قسم اللغة العربيّة في كلّية الآداب في جامعة الإسكندريّة ونال فيها الإجازة في تاريخ اللغة العربيّة وآدابها ، وما عتّم أن دخل إلى جامعة القاهرة حيث حاز شهادة بعلوم القرآن الكريم ، وفيها وخارجها اختلف إلى حلقات العلماء والفقهاء ورُواة الأشعار والأخبار متزوّدًا بكل ما عندهم من أزواد في العلوم العقليّة والنقليّة .
وبعد سيامته كاهنًا انصرف إلى تعليم اللغة العربيّة وآدابها وإلى الوعظ والإرشاد الروحي والتربية وإدارة المدارس . وقد شغل ، حتّى وفاته ، المهامّ التالية :
 
1939 - 1940 : مدير الإكليريكيّة الصغرى وأستاذ اللغة العربيّة في مدرسة دير مار يوحنّا الصابغ .
1940 - 1943 : مدير النظام في الكلّية الشرقيّة – زحلة ، وأستاذ البيان والبديع ورئيس أخويّة سيّدة البشارة .
1943 - 1945 : مدير المدرسة الأسقفيّة في زحلة المعروفة بمدرسة دار المطران .
1946 - 1948 : وكيل لدير سيّدة النّياح في بقعتوتة – قرب بسكنتا ، ومرشد روحي لراهبات هذا الدير .
1948 - 1957 : مدير ثمّ رئيس المدرسة البطريركيّة التابعة لطائفة الروم الملكيّين الكاثوليك في الإسكندريّة .
1957 - 1966 : رئيس المدرسة البطريركيّة والمركز الرهباني في القاهرة .
1966 - 1974 : رئيس جميع مدارس البطريركيّة في القاهرة . وقد رافق ، سنة 1973 ، البطريرك مكسيموس (الخامس) حكيم في زيارته الرسوليّة إلى أستراليا .
1975 - 1981 : نائب أسقفي عام لأبرشيّة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيّين الكاثوليك .
1977 - 1983 : مدبّر رابع في عمدة الرهبانيّة الباسيليّة الشويريّة .
1981 - 1983 : رئيس دير مار الياس الطُّوَق في زحلة .
1983 - 1985 : رئيس دير مار أنطونيوس القرقفي في كفرشيما .
1986 - 1990 : نائب أسقفي عام لأبرشيّة حمص وحماه ويبرود وما إليها .
10 تشرين الثاني 1992 : وفاته في زحلة . 
ترقية وتكريم :
22 أ يّار سنة 1951 : منحه رئيس الجمهورية اللبنانيّة الشيخ بشارة الخوري وسام الأرز الوطني من رتبة فارس ، وقلّده إيّاه سفير لبنان في مصر .
28 شباط سنة 1954 : استلم كتاب تنويه وشكر من رئيس مجلس وزراء مصر على قصيدته العامرة «حلّق النّسر ، نسر عصر جديد» التي أنشدها بمناسبة عيد التحرير .
23 أيلول سنة 1966 : منحه مكسيموس (الرابع) الصائغ بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندريّة وأورشليم ، كردينال الكنيسة المقدّسة ، رتبة الأرشمندريت الشرفيّة .
20 أ يّار سنة 1988 : منحه مكسيموس (الخامس) حكيم ، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندريّة وأورشليم ، رتبة «بروتوسَنجِلوس» ، وهي الرتبة الشرفيّة العليا لكهنة الطقس البيزنطي .
آثاره :
أ – في الشعر :
ديوان : بعد المغيب ، منشورات الرهبانيّة الباسيليّة الشويريّة والكلّية الشرقيّة ، سلسلة دلائل عدد 5 ، مطبعة Impress – زحلة ، طبعة أولى ، 2007 ، 144 صفحة [تعريفه في المشرق 82 : 270] .
ديوان : قصائد في مناسبات رهبانيّة – مخطوط .
ب – في النثـر :
له دراسات أدبيّة مخطوطة هامّة :
الخوري نيقولاوس الصائغ (1692 - 1756) .
جبروت المتنبّي ، 1939 ، 105 صفحات + ملحق .
تمثيليّات مقتبسة .
انتشار المسيحيّة والأديار الرهبانيّة في البلاد المشرقيّة ، وخاصّة في مصر والشام ، قبل ظهور الإسلام وبعده ، والإشارة إلى الرهبان عند البعض من شعراء العرب ، الإسكندريّة ، 1952 ، 24 صفحة .
الجمال والفن في الشعر العربي من عصر الجاهلية حتّى العصر العباسي الثاني ، الإسكندريّة ، 1952 ، 24 صفحة ، 
الشعر فن وجمال حسب نظرية أرسطو ، الإسكندريّة ، 1953 ، 7 صفحات .
مقالات وخُطب متنوّعة في حقول الأدب والنقد والتاريخ والدين في المجلّات ، مثل : «مجلّة الشرقيّة» (قصيدة «الكشّاف» ، ميلاد 1992 ، ص 68) ، «مجلّة الرسول» ، وفي الجرائد ، مثل : جريدة «الأهرام» . . .
الأب فيليب حدّاد شاعر ، ناثر وواعظ ثقيف ، متمكّن من العلوم الفلسفيّة واللاهوتيّة والقرآنية والآداب العربيّة والفرنسيّة واليونانيّة .
تحلّى بالصّفات الإنسانيّة والأخلاقية والرهبانيّة والعلميّة ، وأحبّ المسيح والعلم والأدب العربيّ .
عُرف برحابة الصدر ورقّة الشعور والفكاهة والظرف والكياسة . وأُثر عنه سماحة النفس وعفّة القلم واللسان . أدبه أليف أنيس ، عليه مسحة رومانطقية ، بعيد عن التقعُّر والإجهاد والعَنَت والمراغمة .

أُغسطينوس فرح (1910 + 1983)


هو نقولا بن يوسف داود فرح ، والدته سلمى ليّوس ، من مواليد قارة في 4 أ يّار سنة 1910 ، دخل الرهبانيّة في 2 تشرين الثاني سنة 1922 ، ولبس ثوب الابتداء في 21 نيسان سنة 1923 ودُعي أغسطينوس . أبرز نذوره الاحتفاليّة في 14 أيلول سنة 1927 .
رقّاه الأب العام إستفانوس سماحة إلى درجة الشمّاس المعاون في 16 أ يّار 1937 ، والمطران ديونيسيوس كفوري ، النائب البطريركي في مصر ، إلى درجة الشمّاس الإنجيلي في 22 آب من السنة ذاتها ، ورقّاه المطران مكسيموس الصائغ ، متوبوليت بيروت ، إلى درجة الكهنوت في 8 أيلول من السنة ذاتها ، وقد نال تلك الدرجات المقدّسة في كنيسة دير الصابغ في الخنشارة .
تلقّى علومه الابتدائيّة في مدرسة الصابغ ، وأنهى دروسه الثانوية سنة 1932 ، والفلسفيّة واللاهوتيّة في جامعة القدّيس يوسف ، للآباء اليسوعيّين ، في بيروت ، مدّة سبع سنوات ، وقد نال ، في 25 شباط 1942 ، شهادة الدكتوراه في اللاهوت عن إطروحته :
«الروح القدس حسب تعليم القدّيس باسيليوس» .
عُيّن مديرًا للطلّاب في مدرسة الصابغ (1939 - 1940) ثمّ رئيسًا للمدرسة (1940 - 1946) ، شغل مهمة معلّم الفلسفة في الكلّية الشرقيّة وقيّمًا فيها (1946) ، ورئيسًا بالوكالة لدير مار الياس الطُّوَق في أثناء تغيّب رئيسه الأب ديمتري حاطوم في أميركا ، وتسلّم رئاسة الدير المذكور (1947 - 1949) .
انتُخب رئيسًا عامًّا في 15 كانون الأوّل 1949  ، فرقّاه البطريرك مكسيموس (الرابع) الصائغ إلى رتبة «الأرشمندريت» الكبير للكرسي الأنطاكي ، وأُعيد انتخابه رئيسًا عامًّا في 20 أيلول 1956 ، سافر إلى أميركا الشمالية والجنوبية في 14 تشرين الأوّل 1959 للقيام بالزيارة القانونيّة لأبناء الرهبانيّة في المهجر ، وعاد في تمّوز 1960 .
خلال فترة رئاسته العامّة حصلت تحوّلات هامّة في الرهبانيّة :
فقد انتقلت ، بعد الاستفتاء العام الذي جرى سنة 1954 ، من رهبانيّة توحّدية إلى منظّمة رهبانيّة .
تثبيت الفرائض الجديدة ، بنصّها الفرنسي ، سنة 1957 .
حصلت الراهبات الباسيليّات الشويريّات على الاستقلالية الذاتية ، عن سلطة الرئيس العام .
شهدت الرهبانيّة ازدهارًا كبيرًا وازداد عدد الدعوات فيها ، وتمّ تأسيس مراكز وإرساليات جديدة في كوردوبا – الأرجنتين ، وإربد في الأردن ، ومرجعيون وطرابلس في لبنان ، وقد اشترى بعض العقارات في تلك الأماكن .
الاحتفال بيوبيل الشرقيّة الذهبي في زحلة ، وتجديد الكلّية ، وإضافة جناح جديد ، وتشييد ملعب رياضي فيها .
وضعُ الحجر الأساس لكنيسة السيّدة الكبرى في مدرسة دير الصابغ سنة 1952 ، والانتهاء من بنائها .
انتُخب مطرانًا على طرابلس في 7 آذار 1961 ، ونال السيامة الأسقفيّة في 18 حزيران ، في كاتدرائيّة مار الياس – بيروت ، بوضع يد البطريرك مكسيموس (الرابع) الصائغ والمطرانين فيليبّس نبعة (بيروت) وأثناسيوس الشاعر (مرجعيون)  .
حقّق في أبرشيّة طرابلس إنجازات عمرانيّة عديدة ، منها : الاهتمام بكاتدرائيّة القدّيس جاورجيوس ، فسوّى أرضها بالرخام الأبيض ، وحسّن إنارتها ، وأقام الإيقونستاز الرخامي وزيّنه بالإيقونات ، وهي من وضع الأخت ميلاني حسواني ، الراهبة الباسيليّة الشويريّة ، وفي دار المطرانية جدّد المكتبة فأغناها بالمؤلّفات اللاهوتيّة والفلسفيّة والطقسيّة . وبنى مدرسة في منيارة قامت بإدارتها الراهبات الشويريّات ، وأعاد فتح مدرسة الشيخ محمد بعد أن حسّنها ، وعهد بها إلى الراهبات الشويريّات أيضًا ، وبنى مستوصفًا في تلك البلدة ؛ ورمّم كنيسة عدبل وبنى فيها بيتًا للكاهن ؛ كما شيّد كنيسة في شدرا على اسم الصليب ؛ وأصلح بناء كنيسة عيدمون ؛ إضافة إلى ذلك فقد قام بشراء ثلاثة عقارات : قطعة أرض في بولڤار طرابلس ، على المدخل الجنوبي للمدينة ، مساحتها حوالي ستّة آلاف متر مربّع ؛ قطعة أرض في منيارة مساحتها أربعة آلاف واربعماية متر مربّع ؛ قطعة أرض في دوما مساحتها خمسماية متر مربّع ، بغية بناء دار صيفيّة للمطرانيّة .
ونُقل إلى كرسي زحلة في 25 آب سنة 1977  .
شارك في أعمال المجمع المسكوني الڤاتيكاني الثاني (1962-1965) ، وعيّنه البابا بولس السادس في إحدى اللجان المجمعيّة . انتخبه سينودُس الكنيسة الملكيّة رئيسًا للّجنة السينودُسيّة اللاهوتيّة ، وعُيّن ، من قبل مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان ، مُشرفًا على كلّية اللاهوت الحبريّة في جامعة الروح القدس في الكسليك .
وفي زحلة أنشأ مجلسًا لأساقفة المدينة ، بدعمٍ من المطران الأرثوذكسي سبيريدون خوري ، والمطران الماروني جورج إسكندر .
رقد ، برائحة القداسة ، على إثر مرض عضال ، يوم خميس الأسرار ، في 31 آذار 1983 ، ودُفن تحت المائدة الكبرى في كاتدرائيّة سيّدة النجاة بزحلة ، بعد أن أُقيم له مأتم مهيب وحاشد ، لم تشهد له المدينة مثيلًا من قبل .
إضافة إلى تقواه وغيرته  وتجرّده ، عُرف المطران فرح بحضوره المحبَّب وقربه من الناس ، كما بعلمه الغزير وفَنَّ الخطابة اللذين اشتهر بهما .
وكان له دور هام خلال الأحداث التي عصفت بزحلة في مطلع ثمانينيّات القرن العشرين ، وارتبط اسمه بصمودها ، واعتُبر كبير شهدائها .
من آثاره :
رسالة في الواجبات الرهبانيّة العامّة ، مطبعة الرهبانيّة الشويريّة ، بيروت ، 1951 ، 15 صفحة .
رسالة في حياة العمل ، 1952 ، 19 صفحة .
رسالة في الراهب والعصر ، دار الغد للطباعة والنشر ، 1955 ، 32 صفحة .
مقالات وخطب أدبيّة وكنسيّة في عدد من المجلّات :
إلى الشرقيّة : الشرقيّة 17 (1957) عدد 2-3 ، ص 1 .
من تلالنا القمر : رثاء الأب أيّوب قلّوح ق .ب . ، الينبوع 2 (1959) عدد 8 ، ص 21-22 .
رثاء الأستاذ نايف نكد : الينبوع 2 (1959) عدد 8 ، ص 30-31 .
الكلّية الشرقيّة وجه الرهبانيّة : تصدير الكتاب التذكاري : «خمسون عامًا في خدمة الدين والعلم والوطن» ، مطبعة الرهبانيّة الشويريّة ، بيروت ، ص 10-12 .
لبنان أجمل بلد في العالم : الينبوع 3 (1960) عدد 10 و11 ، ص 58-59 .
سرّ المزود : الشرقيّة 21 (1960-1961) عدد 2 ، ص 3-4 .
الينبوع الحي : الينبوع 4 (1961) عدد 15 ، ص 1-2 .
المجمع المسكوني مجمع الانفتاح والحوار : الرسالة المخلّصية ، 33 (1966) عدد 5 ، ص 315-337 .
مداخلة في سينودس الأساقفة (بالفرنسيّة) ، Le Lien, 1971, nº. 6, pp. 12-13.
غد المسيحيّة مع الأديان الأخرى في لبنان : المسرّة 57 (1971) ، 669-674 ، 764-768 ؛ 58(1972) ، 4-7 .
المصادر الدنيوية للفكر عند القدّيس باسيليوس : المسرّة 65 (1979) ، 209-218 .
الشهادة الزحلية : جريدة «زحلة» عدد 1 ، 7/7/1981 .
وله مذكّرات ويوميّات مخطوطة ، منذ رسامته الكهنوتيّة وحتّى تاريخ وفاته .
يُضاف إلى ذلك عظاته ومناشيره الأسقفيّة .

إغناطيوس سركيس  (1907 + 1999)
هو نجيب بن غطّاس سركيس النجّار ، والدته منتهى حنّا المقدسي ، من مواليد يبرود العام 1907 ، نال سرّ المعمودية في 25 آذار من السنة نفسها ، لبس ثوب الابتداء في 29 نيسان 1923 ودُعي إغناطيوس ، ارتبط بالنذور الاحتفاليّة في 29 آب 1925 .
تابع دروسه في مدرسة الصابغ ثمّ في بيروت عند الآباء اليسوعيّين ، وتدرّج في الدرجات المقدَّسة ، فكانت ترقيته إلى درجة الشمّاس المعاون نهار العنصرة سنة 1937 ، وفي 22 آب من تلك السنة ، رُسم شمّاسًا إنجيليًّا ، بوضع يد المطران ديونيسيوس كفوري ، النائب البطريركي بمصر ، ثمّ كاهنًا في 8 أيلول من السنة ذاتها ، بوضع يد المطران مكسيموس الصائغ ، متربوليت بيروت ، وقد تمّت جميع الرسامات في كنيسة دير الصابغ  . 
خدم الرهبانيّة في عدّة ميادين ، نذكر منها :
معلّم ومدير في معهد القدّيس يوحنّا في الخنشارة ، وخادم رعيّة الجوار (1938 - 1943) ، ثمّ مديرًا للدروس ومعلّم الآداب العربيّة في الكلّية الشرقيّة (1943 - 1946) ، فرئيسًا لها (1946 - 1949) ومن (1954 - 1955) ، انتُخب مدبّرًا ثالثًا (1949 - 1956) ، تسلّم رئاسة دير وإكليريكيّة القدّيس باسيليوس في بيروت (1950 - 1954) ، تعيّن خادمًا لرعيّة الأشرفيّة في دير مار باسيليوس ببيروت (1955 - 1956)   .
جاء إلى القاهرة عام 1957 ، حيث عمل مديرًا للدروس في المدرسة البطريركيّة بالفجّالة حتّى عام 1960   ، ثمّ اختاره البطريرك مكسيموس الصائغ مديرًا للمدرسة البطريركيّة بمصر الجديدة ، منذ أن تسلّمتها البطريركيّة من الفرير ، واستمر في إدارتها حتّى عام 1967 ، حيث طلب التفرّغ للعمل الرعوي ، فتولّى رعاية كنيسة القدّيس كيرلُّس بالكوربا بمصر الجديدة ، واستمرّ في رعايتها حتّى عام 1994 ، ولدقّته في العمل اختاره مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في مصر سنة 1972 سكرتيرًا للمجلس ، وبقي في هذا المنصب حتّى تقاعده وعودته إلى لبنان سنة 1994 .
بعد عودته إلى لبنان ، أقام في دير سيّدة المدائح ، مقرّ الإكليريكيّة الكبرى في زوق مكايل ، متفرّغًا للتأليف ، إلى أن توفّاه الله ، في مصر ، في 23 نيسان 1999 ، ودُفن هناك  .
ترقية وتكريم :
22/11/1948 حاز على وسام المعارف ، من الدرجة الأولى ، منحه إيّاه الشيخ بشارة الخوري رئيس الجمهورية اللبنانيّة  .
30/12/1973 ترقيته إلى رتبة «أرشمندريت» .
1/1/1984 منحه البطريرك مكسيموس (الخامس) حكيم رتبة «إكسرخُس».
سنة 1983 تمّ تجديد كنيسة القدّيس كيرلُّس بجهوده ، وكان هذا هو التجديد الأوّل منذ تشييد الكنيسة سنة 1910 .
21/4/1980 قام بإعداد كتيّب تذكاري واحتفالات كبرى بمناسبة اليوبيل الماسي للكنيسة (75 عامًا) .
31/1/1988 احتفلت الرعيّة بيوبيله الذهبي الكهنوتي .
مؤتمرات شرق أوسطيّة وعالمية شارك فيها :
وإبّان خدمته في مصر شارك في العديد من المؤتمرات العربيّة والدولية لا سيّما في ندوة الحوار الإسلامي المسيحي التي عُقدت في طرابلس (ليبيا) في شباط 1976 ، الاجتماع التأسيسي لمجلس كنائس الشرق الأوسط الذي عُقد في نيقوسيا (قبرص) في أيّار 1985 ، احتفالات روسيا بألف عام على دخول المسيحيّة إليها وذلك عام 1988 .
كما كان له نشاطه الفعّال في جماعة الإخاء الديني كمحاضر ومناقش وككاتب عن أنشطتها ، ربطته علاقات ودّ ومحبّة لأعلام هذه الجماعة ومنهم المرحوم الشيخ أحمد حسن الباقورى والمتنيّح الأنبا صموئيل والدكتور الأب جورج قنواتي والدكتور عبده سلام وغيرهم . ومن محاضراته فيها محاضرة بعنوان : التوحيد المسيحي (14 نيسان) ، وأخرى بعنوان : السعي وراء السلام على مرِّ التاريخ (حزيران 1987) .
بيبلوغرافيا لمختارات من كتاباته :
أوّلًا : الكتب
«الدّر المرصوف في تاريخ الشوف» ، أعمال القس حنانيّا المنيّر التاريخيّة 1 ، مصادر التاريخ اللبناني 3 ، مهّد له وعلّق حواشيه ونشره في مجلّة «المشرق» الأب إغناطيوس سركيس من الرهبنة الشويريّة ، أعدّ فهارسه جوزف ليان ، منشورات جرّوس – برس ، المطبعة العربيّة – بيروت ، 157 صفحة .
«وثائق المجمع المسكوني الڤاتيكاني الثاني» ، ساهم مع مجموعة كُتّاب ، في إعادة صياغة النصوص ، مصر ، الطبعة الثانية 1979 ، 732 صفحة .
«التوحيد المسيحي» ، المطبعة البولسيّة ، 60 صفحة .
القدّيس غريغوار التريانزي «الثيولوغُس» اللاهوتي ، سيرة حياته ودرس مؤلّفاته ، الجزء الثالث من كنيسة الكابدوك ، المطبعة البولسيّة 1999 ، 136 صفحة .
ثانيًا : المقالات
كتب الأب سركيس العديد من المقالات في جريدة «لميساجى» «حامل الرسالة» منذ بداية إصداراتها باللغة العربيّة في مصر ، وذلك لأكثر من عشرين عامًا ، بالإضافة إلى مقالات أخرى بالفرنسيّة ، ونذكر هنا بيبلوغرافيا لبعض منها :
موضوعات روحيّة :
هل كان المسيح فقيرًا : 28 ديسمبر 1975 .
الصيام مفروض على الإنسان منذ جنّة عدن ، 17 فبراير 1976 .
هذا المصلوب 25 أبريل 1976 .
الصيام يحرّر الإنسان 14 فبراير 1980 .
في عيد الفصح المجيد : وطئ الموت بالموت ، 11 مايو 1986 .
أمّا يسوع فكان صامتًا (متّى 26 : 62) 25 مايو 1986 .
قضايا كنسيّة كاثوليكيّة :
الكاردينال فيليب في القاهرة ، 9 مارس 1975 .
الكاردينال فيليب وتوجيهاته لكاثوليك مصر ، 23 مارس 1975 .
السنة المقدّسة والاتّجاه المسكوني ، 18 مايو 1975 .
الكنيسة الكاثوليكيّة في مصر تحتفل بيوم السلام العالمي ، 11 يناير 1976 .
على هامش عالم المرأة العالمي ، 8 فبراير 1976 .
في الذكرى العاشرة للمجمع الڤاتيكاني الثاني 
في ذكرى فاتيكان الثاني ، 28 مارس 1976 .
مجمع مسكوني لماذا ؟ ، 30 مايو 1976 .
مجمع للتجدّد والوحدة والانفتاح ، 13 يونيو 1976 .
مدرسة محبّة وإخاء ، 20 يونيو 1976 .
التجدّد ، 4 يوليو 1976 .
الحركة المسكونية ، 11 يوليو 1976 .
لقاء الإسكندريّة للّجنة العدالة والسلام ، 18 يوليو 1976 .
الانفتاح ، 25 يوليو 1976 .
الذكرى العاشرة للمجمع المسكوني الڤاتيكاني الثاني . عرض لمحاضرة له مع صاحبي النيافة الأنبا أنطونيوس نجيب والأنبا مرقص حكيم والقمّص منير قسيس ، 24 أكتوبر 1976 .
فاتيكان الثاني والكنيسة ، 14 فبراير 1976 .
المؤتمر القرباني العالمي الحادي والأربعون في فيلادلفيا ، 15 أغسطس و22 أغسطس 1976 .
الدعوات الكهنوتيّة
الدعوة الكهنوتيّة والرهبانيّة ، 21 نوفمبر 1976 .
بمناسبة أسبوع الدعوات : الراهبة ، 28 نوفمبر 1976 .
أين تنبت الدعوات الكهنوتيّة والرهبانيّة ، 29 ديسمبر 1976 .
مجلس الأساقفة
مرور 25 عامًا على تأسيس مجلس الأساقفة (4 مقالات نُشرت في الفترة من 24 أبريل وحتّى 22 مايو 1977) .
مؤتمر التربية الدينية في مصر ، 24 أبريل 1977 وحتّى 8 مايو 1977 .
وسائل التربية الدينية في العائلات ، 15 مايو و22 مايو 1977 .
سينودس الأساقفة وفاتيكان الثاني ، 15 ديسمبر 1985 .
مجلس الأساقفة والعائلة المقدّسة ، 2 فبراير 1986 .
العلمانيون ومجلس الأساقفة الكاثوليك ، 8 يونيو 1986 .
الرسالة الرعوية لمجلس الأساقفة : من هو العلماني وما هي العلمانيّة ؟ ، 13 ديسمبر و27 ديسمبر 1987 .
وسائل الإعلام
وسائل التعبير الاجتماعي والدين المسيحي ، 8 يونيو 1975 .
البابا يوحنّا بولس الثاني : الكنيسة ووسائل الإعلام 16 ، فبراير 1986 .
وسائل الإعلام والدكتور خليل صابات ، 1 يونيو 1986 .
مسكونيّات
يوم أسيزى العظيم ، 25 يناير 1987 .
أسبوع الصلاة العالمي لأجل الوحدة المسيحيّة – يوم مصر الجديدة ، 8 فبراير 1987 .
شخصيّات كنسيّة
القدّيس كيرلُّس الإسكندري ، 15 يونيو 1975 .
قضية المطران هيلاريون كابوجي ، 19 و26 يناير 1975 .
البابا بولس السادس بابا الحوار والانفتاح ، 29 يونيو 1975 .
وجه حبيب توارى : المطران بطرس هبرا ، 23 أكتوبر 1977 .
البابا يوحنّا بولس الثاني ، 5 فبراير 1978 .
البلاد التي أنجبت البابا يوحنّا بولس الثاني ، 12 نوفمبر 1978 .
الأب ريمون عبّود الفرنسيسكاني ، 24 يونيو 1979 .
الأب يعقوب الكبّوشي ومؤسّساته في لبنان ، 7 أكتوبر 1979 .
الدكتور بطرس كسّاب كما يراه الذين عرفوه ، 27 أبريل 1986 .
الرحلات البابوية
ملاحظات عابرة على زيارة البابا يوحنّا بولس الثاني لبولندا (عدّة حلقات خلال شهور يونيو ويوليو وأغسطس 1979)
زيارة البابا لإيرلندا ، 11 نوفمبر 1979 .
زيارة الأمم المتّحدة ، 2 ديسمبر 1979 .
زيارة كاثوليك الولايات المتّحدة ، 9 و16 ديسمبر 1979 .
الهند تستقبل قداسة البابا يوحنّا بولس الثاني ، 9 فبراير 1986 .
الرحلة البابوية الثلاثية خارج إيطاليا ، 31 أغسطس و7 سبتمبر 1986 .
يوحنّا بولس الثاني في فرنسا لثالث مرّة ، 14 ديسمبر 1986 .
البابا يوحنّا بولس الثاني والشبيبة ، 21 ديسمبر 1986 .
تاريخ
حول اكتشاف وادي النطرون (الكشف عن رفات القدّيس يوحنّا المعمدان) 17 ديسمبر 1978 .
حتّى إلى قمة جبل سيناء ، 3 يونيو 1979 .
صفحة من تاريخ المسيحيّة : أهل الكهف ، 6 أبريل 1986 .
الحوار الإسلامي المسيحي
ندوة الحوار الإسلامي المسيحي في طرابلس ليبيا ، 15 فبراير 1976 .
إنسانيّة الإنسان في ندوة الحوار الإسلامي المسيحي ، 23 فبراير 1976 .
في ندوة الحوار الإسلامي المسيحي : المطران غريغوار حدّاد ، 14 مارس 1976 .
ندوة حول الحوار الإسلامي المسيحي ، 2 يناير 1977 .
ذكرى الشيخ الباقوري في جماعة الإخاء الديني ، 29 ديسمبر 1985 .
جماعة الإخاء الديني ، 2 أبريل 1986 .
أدب / أدب رحلات
من الشعر الديني الحديث : نشيد الأحبّة ، 29 يونيو 1986 .
انطباعي عن روسيا (7 مقالات) ، يوليو وأغسطس وسبتمبر 1988 .
وله بضع مقالات في جرائد ومجلّدات أخرى ، نذكر منها :
 
خمس مقالات في مجلّة «المشرق» سنة 1933 بعنوان : «التذكار المئوي لرحلة لامرتين إلى الشرق» لامرتين في لبنان وسورية تمّوز 1832- نيسان 1833 ، الصفحات : 270 - 277 ، 372 - 380 ، 439 - 445 ، 526 - 533 ، 607 - 612 .
بَلْص وحرب وجوع مَكين في لبنان 1791 ، قصيدة زجلية قديمة ، علّق عليها ونشرها . المسرّة 22 (1936) ، 222-227 ، 279-284 .
تثقيف العقل بالتعليم المسيحي ، المجلّة الكهنوتيّة 1 (1950) عدد 9-10 ، ص 6-13 .
مقال بعنوان «فريدريك أوزنام» 1813 - 1853 ، المشرق (48 : 101) .
فريدريك أوزنام (1813-1853) ، المسرّة 39 (1953) ، 577-582 .
بين الإيمان والأعمال ، المسرّة 41 (1955) ، 299-302 .
ترجمة «المطران جرمانوس آدم» في «موسوعة دائرة المعارف» لفؤاد أفرام البستاني ، المجلّد الأوّل ، 1956 ، صفحة 113 .
مقال في جريدة «الوادي» – السنة 27 – عدد 40 – الجمعة 5 نيسان 1957 ، بعنوان : «زحلة» في كتاب «الرحلة إلى الشرق» لـ (ألفونس لامارتين) .
حول «إخوة يسوع» والقرابة الروحيّة في الإنجيل الكريم ، المسرّة 44 (1958) ، 106-111 .
ملاحظات عابرة في اختصار الليتُرجيا الإلهية ، الرسالة المخلّصية 28 (1961) عدد 1 ، ص 62-69 .
الرسالة الرهبانيّة في تبرير الديانة النصرانيّة ، تعريف وشرح ، هدايا المسرّة ، الذكرى المئويّة الأولى لوفاة السعيد الذكر البطريرك مكسيموس الثالث مظلوم ، المطبعة البولسيّة – حريصا ، 1958 ، ص 164-174 .
مقال في جريدة «البلاد»- عدد 964 - 20 تشرين الأوّل 1973 ، بعنوان : «بين السياسة والأدب في زحلة» .
«Seminaire du Dialogue Islamo – Chrétien» à Tripoli de Libye, 1-6 février, 1976.
Le Lien, 41(1976), nº. 1-2-3, pp. 76-79.
ملاحظات على ترجمات الصلاة الربيّة ، المسرّة 81 (1995) ، 117 .
كما كتب لجريدة «الأهرام» العديد من التعليقات على بعض المقالات .
وله ، أيضًا ، الكثير من المؤلَّفات المخطوطة ، منها :
الأجزاء : 1 و2 و4 و5 من كتاب «كنيسة الكابادوك» .
يوميّات ومذكّرات حتّى تاريخ وفاته .
يوميّات ، طريفة ودقيقة ، بعنوان : «ذيت وذيت في رحلة الكويت» ، مع ملحق لها تحت عنوان : «زاد المعاد من البصرة وبغداد» .
مراسلات وتقارير عن زيارته إلى الكويت موفدًا من قبل البطريرك مكسيموس (الرابع) الصائغ سنة 1954 ، ومحاضرة ، باللغة الفرنسيّة ، عن إمارة الكويت ، ألقاها في المركز الثقافي الإيطالي في بيروت .
كلمة ، باسم الرهبانيّة ، ألقاها في ذكرى الأب جيروم غيث ، في قاعة كلّية الآداب في الجامعة اللبنانيّة ، بتاريخ 15/11/1979 .

جورج فرح (1886 + 1961)


هو جورج بن يوسف فرح ، من مواليد بيروت العام 1886 ، لبس ثوب الابتداء في 29 أ يّار سنة 1920 وبقي على اسمه ، خرج لأسباب ، ثمّ رجع ولبس ثوب الابتداء ، للمرّة الثانية ، في 12 حزيران 1923 ودُعي قسطنطين . أبرز نذوره الاحتفاليّة في 16 تشرين الأوّل 1927 ، وعاد إلى اسمه .
فاجأته المنيّة ، نهار الأحد في 10 كانون الأوّل سنة 1961 ، في دير القدّيس أنطونيوس القرقفي ، دون سابق علّة ، وعن عمر يناهز 75 عامًا .
قضى حياته أخًا في خدمة الكنيسة بوظيفة قندلفت ، وقد اشتهر ببساطته وسلامة نيّته ، وكان شديد الحرص والمحافظة على الأواني الكنسيّة وكل ما يتعلّق بها ، وحين دخوله إلى الرهبانيّة قدّم لها مبلغًا من المال لا يستهان به ، كما أنه قدّم للرهبانيّة ، ما لحقه من إرث والديه وابن عمه المرحوم توفيق فرح ، ما يقارب 50 ألف ليرة لبنانيّة ، وساهم بمبلغ 15 ليرة سورية من أصل المبلغ الذي جُمع من أجل شراء ثلاثين مترًا من مياه المنبوخ لدير الصابغ .

أثناسيوس (الثاني) صوايا (1907 + 1980)


هو نجيب بن فضل الله صوايا ، والدته فرنساويّة لحّود ، من بعبدات ، مواليد سان باولو – البرازيل 15 آب 1907  ، لبس ثوب الابتداء في الأوّل من شباط 1924 ودُعي أثناسيوس . أبرز نذوره الاحتفاليّة في 29 آب 1925 ،
تلقّى دروسه الابتدائيّة في المدرسة الوطنيّة في بعبدات (1920 - 1924) ، والثانوية عند اليسوعيّين في بيروت (1927 - 1932) ، والفلسفيّة واللاهوتيّة في جامعة القدّيس يوسف في بيروت (1932 - 1936) .
نال الرسامة الإنجيليّة ، في 4 تشرين الأوّل 1936 ، بوضع يد المطران مكسيموس الصائغ ، متروبوليت بيروت ، في الكنيسة الكاتدرائيّة ، وأصبح كاهنًا ، في 11 نيسان 1937 ، عن يد السيّد المذكور ، في كنيسة المخلّص – بيروت .
قام بخدم كهنوتيّة متنوّعة ، منها : مدير مدرسة مار يوحنّا في الخنشارة (1935 - 1936) ، رئيس مدرسة المخلّص بيروت (1936 - 1939) ، خادم رعيّة مار الياس الخنشارة بالوكالة سنة 1940 ، خادم رعيّة كفرشيما عدّة مرّات (1940 - 1943 ، 1955 - 1956 ، 1970 - 1971 ، 1974 - 1975) ، ومدير المدرسة الأسقفيّة فيها (1940 - 1943) ، خادم رعيّة السيّدة في الجوار (1943 - 1945) ، ثمّ خادم رعيّة البربارة في زحلة (1946 - 1952) ، عُيّن رئيسًا لكهنة كنيسة المخلّص في بيروت (1952 - 1955) ، وكاتمًا لأسرار الرئيس العام (1956 - 1958) ، خدم رعيّة الأشرفيّة في دير مار باسيليوس بيروت (1958 - 1959) ، واختير أمينًا لسرّ صندوق الطائفة في مطرانية بيروت ، وفي ذات الوقت قاضيًا في المحكمة البدائية (1959 - 1962) .
أصبح قيّم دير القرقفي سنة 1962 ، وتسلّم رئاسة ثانوية القدّيس أنطونيوس في كفرشيما (1962 - 1963) ، ومرشدًا فيها (1963-1968 ، 1971 - 1979) ، وأُرسل لخدمة الرسالة في أبرشيّة طرابلس (1968 - 1969) .
توفّاه الله ، في 20 شباط 1980 ، في دير القرقفي ، وهو واقف في الباب الملوكي ، بعد الانتهاء من الصلاة في مأتم أحد أبناء الرعيّة .
كان من ذوي الأصوات الجميلة والطلّة المهيبة والحضور الرصين ، وله الفضل ببناء كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل في بلدته بعبدات ، والتفاني في خدمة رعيّتها ، وتقديرًا لخدماته مُنح رتبة «أرشمندريت» خلال العام 1978 .
يبدو أنه كان يهوى كتابة القصص الصغيرة ، وقد عثرنا على إحداها ، وهي بعنوان : «الكلب الوفي» .

أيّوب (الثاني)  فلّوح  (1911 + 1959)
هو جميل بن موسى فلّوح ، من مواليد بَصير (حوران) العام 1911 ، لبس ثوب الابتداء في 4 تشرين الثاني 1925 ودُعي أيّوب . أبرز نذوره الاحتفاليّة في 16 كانون الأوّل 1928 ، نال الدرجات المقدّسة ، خلال العام 1937 ، في دير الصابغ ، رسم شمّاسًا معاونًا ، عن يد الأب العام استيفانوس سماحة ، في 16 أ يّار ، وشمّاسًا إنجيليًّا ، عن يد المطران ديونيسيوس كفوري ، النائب البطريركي في مصر ، في 22 تمّوز ، وكاهنًا ، عن يد المطران مكسيموس الصائغ ، متروبوليت بيروت ، في 8 أيلول  . 
عُيّن مديرًا للكلّية الشرقيّة في زحلة (1937 - 1941) ، ورئيسًا لها (1941 - 1946) ورئيسًا لدير مار يوحنّا في الخنشارة (1946 - 1949) ، ورئيسًا للشرقيّة ، للمرّة الثانية (1950 - 1953) ، ثمّ نائبًا أسقفيًّا برتبة «أرشمندريت» ، في إربد شرقي الأردن (1955 - 1957) ، عُيًن مديرًا لمجلّة «الينبوع» في معهد القدّيس يوحنّا في الخنشارة ، ومدرّسًا للأدب العربي (1957 - 1959) .
رقد بالرّب في 16 آذار سنة 1959 في مدينة إربد ، حيث كان ذاهبًا لإلقاء مواعظ رياضة الصوم هناك ، ودُفن في دير مار الياس الطُّوَق في زحلة  .
وقد أُقيم له قدّاس الأربعين ، وحفلة تأبينيّة مؤثّرة في بلدته بصير ، يوم الأربعاء الواقع في 6 أيّار ؛ كما أقامت رابطة خرّيجي الكلّية الشرقيّة في زحلة ورابطة خرّيجي مدرسة دير الصابغ حفلة تذكاريّة في رحاب معهد مار يوحنّا في الخنشارة ، تعاقب خلالها الخطباء والأدباء والشعراء ، وقد ألقى الشاعر اللبناني الكبير أمين نخلة ، صديق الفقيد ، قصيدة بعنوان «على الجانب الزحلي» ، نقتطف منها هذه الأبيات :
 
فيا قبر «فلّوح» عليك جلالة
وخلفك تذكارات كل أديب
ويا وجه «فلّوح» عليك بشاشة
من النُّبل لم تمسح بكَفّ مغيب
ويا نثر «فلّوح» كان بلفظه
كمون المعاني فهي رهن وثوب
أثناء رئاسته للكلّية الشرقيّة ، في سنة 1944 ، علّق وزير التربية حبيب أبي شهلا على صدره وسام «الاستحقاق اللبناني» المذهَّب من الدرجة الأولى  ؛
وفي السنة ذاتها «أصبح المرشد الإقليمي العام لكشّافة البقاع ، فشاركت المدرسة عندئذ بتأسيس فروع الكشافة في قرى البقاع وبتنظيم مخيّمات كشفيّة عامّة وأعياد سنوية ، فأضحت الشرقيّة رائدة الحركة الكشفية في المنطقة»  ؛
«وقام بدور هام للتقريب بين الفرنسيّين وأهالي حوران بعد معارك دمشق سنة 1945 ، كما كان قاضي صلح في معارك دموية ، حصلت في حوران ، بسبب حفلة زفاف»  ؛
«وقد ترأّس لجنة إصلاح طرق زحلة سنة 1945» .
يُعتبر الأب فلّوح من الوجوه الدينيّة والأدبيّة اللامعة ، وقد عمّ الأسف عليه لما امتاز به من صفات فكان : «نيّر الفكر ، ثاقب الرأي ، سليم النيّة ، لطيف المعشر ، رحب الصدر ، متجرّدًا عن الذات ، دائم الاستعداد للخدمة والبذل والعطاء ، عطوفًا على الفقراء ، عالي الهمّة ، شهمًا ، مضيافًا ، صاحب نكتة وحضور محبّب ، وكان إلى جانب ذلك ، كاتبًا مُجيدًا وشاعرًا رقيقًا» .
مؤلّفاته  :
1 – الكتب المعَّربة لطاغور :
أ – سلّة الفاكهة ، المطبعة البولسيّة ، 1958 ، 104 صفحات ، [تعريفه في «الشرقيّة» 19 (1959) عدد 4 ، ص 6-9 ؛ «الرسالة المخلّصية» 27 (1960) عدد 4 ، ص 77 ؛ «المسرّة» 45 (1959) ، 195] .
أُعيد طبعها ، مع دراسة وتحليل د . أنطوان طعمة ، دار حاتم ، الطبعة الأولى 2000 ، 160 صفحة ، 128 صفحة النص + 32 صفحة التحليل .
ب – القمر الفتي ، المطبعة البولسيّة ، 1959 ، 88 صفحة [تعريفه وتقريظه في «المشرق» 54 : 110 ؛ «الينبوع» 3 (1960) عدد 10 و11 ، ص 51-52 ؛ «الرسالة المخلّصية» 27 (1960) عدد 4 ، ص 168-169 ؛ «المسرّة» 46 (1960) ، 155] .
ج – الهاربة ، (مخطوط مفقود) كان قيد الطبع .
د – التقدمة الشادية (مخطوط مفقود) .
2 – المسرحيّات :
أ – الشرف المردود (بمثابة مخطوط) ، 1946 .
ب – وثبة الحق ، مسرحية تاريخيّة ، مطابع الرهبانيّة الشويريّة ، ساحة النجمة – بيروت ، الطبعة الأولى 1949 ، 74 صفحة .
ج – فرخ النسر ، لإدمون روستان ، معرّبة بتصرّف ، مطبعة الاتحاد – بيروت ، 1954 ، 84 صفحة [تعريفها في «المسرّة» 41 (1955) ، 228] .
3 – التمثيليّات :
أ – مأساة الجلجلة ، مجلّة «الينبوع» ، السنة الأولى 1957 ، عدد الثالث ، صفحة 33 - 39 .
ب – ليلة الميلاد ، مجلّة «الينبوع» ، السنة الخامسة 1962 ، عددان 19 و20 ، صفحة 54 - 58 .
وأخرى ما تزال مخطوطة أو مفقودة .
يضاف إلى ذلك العديد من المقالات والدراسات الأدبيّة والخطب المنشورة في :
مجلّة «الينبوع» :
وحي ليلة الميلاد لعام 1957 ، 1 (1958) ، عدد 2 : 45-48 .
تعاليم المغارة ، 1 (1958) ، عدد 1 : 5-8 .
من وحي الميلاد لعام 1958 ، 2 (1958) ، عدد 5 و 6 : 36 - 37 و 41 .
بين القبور ، 1 (1958) ، عدد 3 : 1 - 3 .
صوفيّة رابندرانات طاغور ، 1 (1958) ، عدد 4 : 12-16 .
فراغ . . . ، 2 (1959) ، عدد 8 : 2 .
وفي زاوية «من همسات الينبوع» ، كتب :
أيها الطلّاب – رفاقي الأعزّاء 1 (1957) ، عدد 1 : 1 - 2 .
الأدب المائع 1 (1958) ، عدد 2 : 1 - 2 .
أيها الطلّاب – رفاقي الأعزّاء 1 (1958) ، عدد 3 : 52 - 53 .
صَمَتَ لبنان 1 (1958) ، عدد 4 : 1 - 2 .
أيها الطلّاب – رفاقي الأعزّاء 1 (1958) ، عدد 4 : 41 - 43 .
تكلّم لبنان 2 (1958) ، عدد 5 و6 : 1 - 2 .
أيها الطلّاب – رفاقي الأعزّاء 2 (1958) ، عدد 5 و6 : 51 - 52 .
لبنان المعلّم 2 (1958) ، عدد 7 : 1 - 3 .
أيها الطلّاب – رفاقي الأعزّاء 2 (1958) ، عدد 7 : 51 - 52 .
وفي مجلّة «الشرقيّة» ، نُشر له مقال معرّب لطاغور ، أرسله للمجلّة قبل وفاته بثلاثة أيام ، وهو بعنوان : «ابن الإنسان»  .
«البشير» : مقال في 4/6/1946 .
مجلّة «المسرّة» :
خمسة أسابيع في الأبرشيّة الأردنيّة ، 34 (1948) ، 299-303 ؛ 358-362 .

إيرونيموس (جيروم) غيث (1911 + 1978)


هو الياس بن ميخائيل غيث ، والدته مريم بربارة ، من مواليد يبرود (القلمون) 31 آذار 1911 ، نال سرّ المعمودية في 20 نيسان من السنة ذاتها ، لبس ثوب الابتداء في 16 كانون الثاني 1926 ودُعي سابا . أبرز نذوره الاحتفاليّة ، عن يد الأب المدبّر فلابيانوس (الثالث) كفوري ، في 2 حزيران 1929 ودُعي إيرونيموس ، نال الدرجات المقدّسة ، بوضع يد المطران مكسيموس الصائغ ، متروبوليت بيروت ، سنة 1941 ، في كاتدرائيّة بيروت ، فارتسم شمّاسًا إنجيليًّا ، في 20 نيسان  ، وكاهنًا ، في 4 أ يّار .
تابع دروسه الأوّليّة في مدرسة الصابغ في الخنشارة ، وحاز على البكالوريا اللبنانيّة (بجزأيها) سنة (1936) ، وأتمّ دروسه العالية في الفلسفة واللاهوت ، عند الآباء اليسوعيّين ، في جامعة القدّيس يوسف في بيروت (1936-1943) ، وتوّجها بشهادة «ملفان» في اللاهوت (1943) ، على أطروحته : «L’idéal monastique de Saint Basile» 
ثمّ أُرسل إلى باريس لمتابعة التخصّص في العلوم الفلسفيّة (1947 - 1951) ، فحاز على لقب دكتواره دولة ، من جامعة السوربون ، برتبة ممتاز جدًّا ، بعد أن دافع عن أطروحته :

«La conception de la LIBERTE chez Saint Grégoire de Nysse»
وعاد إلى لبنان ليفيد بالمعارف النيّرة ، من جديد ، كل طالب علم .
لقد صرف القسم الأكبر من حياته في مجال التأليف والتعليم في مختلف الجامعات والمعاهد ، فكان ، قبل سفره ، أستاذ الرياضيّات في مدرسة مار يوحنّا في الخنشارة وخادم رعيّة بولونيا (1943 - 1945) ، وأستاذ الفلسفة والرياضيّات في الكلّية الشرقيّة في زحلة (1945 - 1947) ، وبعد رجوعه من باريس سنة 1951 وحتّى تاريخ وفاته سنة 1978 ، كان أستاذًا محاضرًا في الكلّية الشرقيّة (1951 - 1954) ، وبعد أن اختار الفئة الثانية في الرهبانيّة ، والإقامة في دير مار أنطونيوس القرقفي في كفرشيما سنة 1955 ، علّم في بيروت والساحل ، في معهد الرسل في جونية ، ومدرسة الثلاثة أقمار ، وكان أستاذ الفلسفة اليونانيّة في الجامعة اللبنانيّة ، وأحد مؤسّسي الفرع فيها ، وأستاذًا في معهد الآداب الفرنسيّة العليا ، وأستاذًا ، لمدّة ثلاث سنوات ، في جامعة القدّيس يوسف .
توفّاه الله ، في 24 حزيران 1978 ، في دير القرقفي ، ودُفن في اليوم التالي ، في دير الصابغ في الخنشارة ؛
وقد أقامت له الجامعة اللبنانيّة احتفالًا تكريمًا لذكراه ، يوم الخميس 15 تشرين الثاني 1979 ، في قاعة سعيد البستاني ، في كلّية الآداب والعلوم الإنسانيّة ؛ كما تسلّمت الرهبانيّة ، لاحقًا ، «وسام الجامعة» الذي مُنح له تقديرًا لعطاءاته الفكرية .
مؤلّفاته :
أطروحة الدكتوراه في اللاهوت ، وهي بعنوان : «L’Idéal Monastique de Saint Basile» جامعة القدّيس يوسف ، بيروت 1943 ، 184 صفحة .
أطروحة الدكتوراه في الفلسفة ، وهي بعنوان :
«La conception de la LIBERTE chez Saint Grégoire de Nysse»
طبعت لاحقًا في :
Librairie Philosophique J. VRIN, Paris 1953, 213 pages.
Nicolas BERDIAEFF, Philosophe de la LIBERTE, Dar El-Machreq (éditeurs) imprimerie (Catholique), Beyrouth 1968, 187 pages.
أفلاطون ، جدليّة الفساد والصّراع الطبقي ، جدليّة المثل والمشاركة ، جدليّة الإصلاح والحريّة والوحدة ، منشورات الجامعة اللبنانيّة ، المطبعة الكاثوليكيّة ، بيروت 1970 ، 199 صفحة .
أثيناغور ، موسوعة «دائرة المعارف» للأستاذ فؤاد أفرام البستاني ، المجلّد الأوّل ، المطبعة الكاثولكيّة ، بيروت ، 1956 ، صفحة 62 - 63 .
أرسطو ، موسوعة «دائرة المعارف» للأستاذ فؤاد أفرام البستاني ، المجلّد التاسع ، المطبعة الكاثولكيّة – بيروت ، 1971 ، صفحة 403 - 432 .
يُضاف إليها عدّة مقالات في أجزاء مختلفة من هذه الموسوعة .
إلى ذلك ، فإن أرشيف الرهبانيّة يضمّ الكثير من مصنّفات الأب جيروم ومواعظه وبعض الدراسات المخطوطة ، و «كورات» التعليم ، وكلّها إمّا بالعربيّة أو بالفرنسيّة ، نذكر منها ، على سبيل المثال :
L’ADOLESCENCE, 54 pages.

إميليانوس شريم (1912 + 1977)


هو شفيق بن خليل شريم ، والدته نزهة شريم ، من مواليد الفاكهة في 4 آذار 1912 ، وقبل العماد في 12 أ يّار من السنة ذاتها ، لبس ثوب الابتداء في 15 كانون الأوّل 1927 ودُعي إميليانوس . أبرز نذوره الاحتفاليّة ، عن يد الأب إيليّا سماحة ، رئيس دير الصابغ ، في 28 أيلول 1929 .
ارتسم شمّاسًا إنجيليًّا ، في 19 تشرين الثاني 1939   ، وكاهنًا ، في 21 كانون الثاني 1940  ، وقد نال هاتَين الرسامتين ، بوضع يد السيّد إفثيميوس يواكيم ، مطران زحلة ، في دير مار الياس الطُّوَق .
تابع دروسه الأوّليّة في مدرسة الصابغ ، والفلسفيّة في زحلة وبيروت ، واللاهوتيّة في دير مار باسيليوس – بيروت .
منذ رسامته الكهنوتيّة أوكلت إليه مسؤوليّات رهبانيّة ورعوية متنوّعة ، منها : قيّم دير مار يوحنّا (1940 - 1947 ، 1960 - 1962 ، 1971-1972) ، خادم رعيّة بتغرين (1941 - 1944 ، 1965-1966) ، وكيل الطلّاب في إكليريكيّة ومعهد الصابغ (1947 - 1949) ، أمين الصندوق في الكلّية الشرقيّة (1949 - 1950) ، مرشد دير سيّدة النّياح (1950 - 1951 ، 1962) ، نائب رئيس دير زحلة (1951 - 1952) فرئيسًا للدير عينه (1952 - 1955) ، ثمّ قيّمًا له (1955 - 1956) . خدم رعيّة الأشرفيّة في بيروت (1957 - 1958) ، وتسلّم مهمّة أمين الصندوق في إكليريكيّة ومعهد الصابغ (1958 - 1959) ، وفي هذه السنة (1959) سافر إلى فرنسا للمعالجة من مرضه .
خدم رعيّة بولونيا فترات متقطّعة (1941 - 1945 ، 1960 - 1962 ، 1965 - 1966) ، ورعيّة كفرشيما (1966 - 1970) ، وأخيرًا خدم رعيّة السيّدة في الجوار (1976 - 1977) .
توفّاه الله ، في 19 كانون الأوّل 1977 ، في مستشفى رزق ، بعد تعرّضه لاشتراكات مرضيّة متعدّدة مفاجئة ، ودُفن في دير مار يوحنّا في الخنشارة .

أغابيوس (الثاني) سماحة (1911 + 1983)
هو فيليب بن سليمان فرنسيس سماحة  ، والدته وديعه شكر القاصوف ، من مواليد الخنشارة في 12 نيسان 1911  ، لبس ثوب الابتداء في 16 كانون الثاني 1926 ، ودُعي بروكوبيوس ، شلح. ثم لبس ثوب الابتداء ، ثانية ، في 9 كانون الثاني 1928 ودُعي بروكوبيوس (الثالث) . أبرز نذوره الاحتفاليّة ، عن يد الأب إيليّا سماحة ، رئيس دير الصابغ ، في 28 أيلول 1929 ، ارتسم شمّاسًا إنجيليًّا ، في 19 تشرين الثاني 1939  ، وكاهنًا ، في 21 كانون الثاني 1940 ودُعي أغابيوس ، وقد نال هاتَين الرسامتين ، بوضع يد السيّد إفثيميوس يواكيم ، مطران زحلة ، في دير مار الياس الطُّوَق .
تلقّى دروسه الابتدائيّة في مدرسة البلدة (1922 - 1927) ، والتكميليّة (1927 - 1930) والثانوية (1930 - 1935) في مدرسة القدّيس يوحنّا في الخنشارة ، والفلسفة واللاهوت في دير القدّيس باسيليوس في بيروت .
تسلّم أمانة الصندوق في الكلّية الشرقيّة سنة 1940 ، ثمّ خدم رعيّة بتغرين (1944 - 1945) ، ورعيّة مار ميخائيل في زحلة (1947 - 1959 ، 1965 - 1971 ، 1977 - 1983) ، عمل مسجّلًا في محكمة أبرشيّة زحلة البدائية (1946 - 1957) ، عُيّن رئيسًا لدير مار الياس الطُّوَق بزحلة (1959 - 1962 ، 1971 - 1972) ، ورئيسًا لدير مار أنطونيوس القرقفي في كفرشيما (1962 - 1965) ، فرئيسًا لدير مار يوحنّا في الخنشارة سنة 1981 إلّا أنه ما لبث أن استقال ، وقد خدم رعيّة السيّدة في قاع الريم مدّة من الزمن ، وقد حصل على رتبة «أرشمندريت» من مطران زحلة .
توفّاه الله ، على أثر نوبة قلبيّة حادّة ، في 12 تشرين الأوّل 1983 ، ودُفن في دير زحلة .
كان الأب أغابيوس أنيقًا في مظهره ، دقيقًا في نظافته وترتيبه ، ظريفًا في محادثته ، وقد أتقن فنّ الرسم ، بالأبيض والأسود ، وله ثلاث نسخ لصورة السيّدة العذراء في الشرقيّة ودير الطُّوَق ودير الصابغ ، ومن آثاره دفتر يحتوي على العديد من الرسوم وآخر دوّن فيه بعض المواعظ والخواطر .

ألكسيوس معلوف (1914 + 1990)


هو نعمة الله تامر المعلوف ، والدته شيتا نقولا ، من مواليد كفرتَيه في الأوّل من كانون الثاني 1914 ، لبس ثوب الابتداء في 9 تشرين الثاني سنة 1923 ودُعي أغاثون ، شلح. ثم لبس ثوب الابتداء ، للمرّة الثانية ، في 18 شباط 1928 ودُعي أغاثون . أبرز نذوره الاحتفاليّة ، عن يد الأب إيليّا سماحة ، رئيس دير الصابغ ، في 28 أيلول 1929 .
ارتسم شمّاسًا إنجيليًّا ، في 19 تشرين الثاني 1939  ، وكاهنًا ، في 21 كانون الثاني 1940 ودُعي ألكسيوس ، وقد نال هاتَين الرسامتين ، مع زميليه إميليانوس شريم وأغابيوس سماحة ، عن يد السيّد إفثيميوس يواكيم ، مطران زحلة ، في كنيسة دير مار الياس الطُّوَق .
تلقى دروسه الابتدائيّة في مسقط رأسه ، ثمّ تابع تحصيله العلمي ، في مجال اللغات والآداب ، ودرس الفلسفة واللاهوت في دير مار باسيليوس بيروت .
أُقيم معلّمًا للموسيقى الكنسيّة والترتيل ، لراهبات دير سيّدة البشارة في زوق مكايل ، سنة 1940 ، ثمّ كاهنًا لرعيّة مار الياس في الخنشارة (1943-1949) ، فرئيسًا لدير مار الياس الطُّوَق في زحلة (1949 - 1952) .
بعدها ، أرسلته الرهبانيّة إلى مدينة «برزبان «في أستراليا لمساعدة الأب صفرونيوس خوري ، وما لبث أن تسلّم الرعيّة بعد وفاته ، وبقي يخدمها بأمانة وإخلاص مدّة خمسة وثلاثين عامًا . ولأن الكنيسة كانت الوحيدة المخصّصة لخدمة المغتربين في ذلك الحين ، كان يؤمّن الخدمة الروحيّة للروم والموارنة أيضًا ، وكانوا شديدي التمسّك به ولم يرضوا عنه بديلًا .
وخلال خدمته أقام الاحتفال باليوبيل الذهبي لكنيسة القدّيس إكليمنضوس (1929 - 1979) ، التي أسّسها سلفه الأرشمندريت صفرونيوس خوري ، الراهب الشويري ، وبالمناسبة أعدّ كتيّبًا تذكاريًا ، وآخر لخدمة القداس الإلهي ، بالإنكليزيّة ، وزوّدهما بالشرح الوافي .
أُصيب بإعاقة في سنواته الأخيرة ، فلزم بيت الراحة للمسنّين ، إلى أن تُوفّي في الثاني من شهر تمّوز 1990 في بزربان ، ودُفن هناك .

جاورجيوس السكاف (1895 + 1962)


هو مراد بن موسى السكاف ، والدته مَنّه حبيب أبو صعب المعلوف ، من مواليد زحلة 1895 ، لبس ثوب الابتداء في 18 شباط 1928 ودُعي أفرام . أبرز نذوره الاحتفاليّة ، عن يد الأب المدبّر فلابيانوس كفوري ، في 22 نيسان 1929 ودُعي جاورجيوس .
ارتسم شمّاسًا إنجيليًّا ، في 6 آب 1930 ، بوضع يد المطران باسيليوس قطّان ، متروبوليت بيروت ، في كنيسة المخلّص – ضهور الشوير ، وكاهنًا ، في 31 آب ، من السنة ذاتها ، بوضع يد السيّد إفثيميوس يواكيم ، مطران زحلة ، في كنيسة دير مار الياس الطُّوَق .
خدم رعيّة السيّدة في بولونيا (1941 - 1942) ، وقضى الشطر الكبير من حياته في دير الصابغ نائبًا لرئيس الدير ومساعدًا لمعلّم الابتداء ومرشدًا روحيًّا للنفوس ، حيث كان يقضي أكثر أوقاته في كرسي الاعتراف ، ثمّ عُيّن رئيسًا في دير كفرشيما مدّة تسع سنوات (1946 - 1955) ، وفي القسم الأخير من حياته ، كان مرشدًا في دير السيّدة في بقعتوتة ، أي منذ 26 تشرين الأوّل 1961 ، وحتّى وفاته .
لبّى نداء ربّه ، في الثامن من شهر آب 1962 ، على إثر انفجار دماغي لم يمهله إلّا خمسة أيام ، وكانت الوفاة في مستشفى تلشيحا بزحلة ، وأُقيم له مأتم مهيب ، في اليوم التالي ، في كنيسة دير الطُّوَق .
قبل دخوله إلى الدير ، عُرف عنه بأنّه الشاب المهذّب اللطيف ، النشيط في شغله والأمين في معاملاته ، المحتشم في متجره ، والمنخفض العينين في طريقه ، والمطأطئ الرأس إلى اليمين والتقّي الورع في الكنيسة .
وهو لم يغب أبدًا عن حضور أي احتفال ديني ، وكان عضوًا في عدّة أخويّات ، وربّما فيها كلّها .
وقد اشتهر بطاعته وفقره ومحافظته على القوانين ، وبحياة قانونيّة رهبانيّة ملآى بالتضحيات والتقوى والفضائل والقداسة .
له مخطوط ، في خزانة دير الصابغ ، بعنوان : «روحيّات الأب جورج سكاف» ، رقم 0BC000773  (ترقيم جديد) ، 90 صفحة .

برنردُس حدّاد (1913 + 1939)
هو توفيق بن خليل الحدّاد ، من مواليد يبرود 1913 ، لبس ثوب الابتداء ، ثانية (راجع : رقم 559) ، في 5 تشرين الأوّل 1929 ودُعي برنردوس . أبرز نذوره الموقّتة ، عن يد الأب المدبّر كرنيليوس الرياشي ، في 12 تشرين الأوّل 1930 . أبرز نذوره المؤبّدة في 27 كانون الأوّل 1934 .
باشر دروسه الثانويّة ، في الصف الأول ، للعام الدراسي 1937-1938 ، في الجامعة اليسوعيّة ببيروت .
تُوفّي ، غريقًا ، في 29 أيلول 1939 ، إذ كان في نزهة كبيرة مع الطلّاب في وادي الجماجم – بتغرين ، فتنحّى عنهم للاستحمام في غدير متولّد من مياه أبي عزم ، ولم يرجع إلى ما بين الجمهور ، فافتقدوه ، وإذ لم يجدوه فتّشوا عنه فوجدوه في الغدير ، وانتُشل منه جثّة هامدة ، وكان من الأذكياء الحسني الصفات .
وقد خصّه الأب ألكسيوس زمكحل بقصيدة رثاء ، 33 بيتًا ، بعنوان : «ذكرى أليمة» ، يقول في مطلعها :

ما رأت مقلتاي رسمك حتّى
رحتُ أبكي أسىً بكاءً مرّا
وفي البيت الرابع يذكر مكان الحادثة قائلًا :

يا لها نزهة بها دهمتنا
نكبةٌ في وادي الجماجم كبرى
كما رثاه الأب جورج تتن ، زميله ورفيق دربه ، بكلمة وجدانيّة بعنوان : «الأربعون» .

ميخائيل حدّاد (1914 + 1989)


هو يوسف بن أنيس يوسف حدّاد ، والدته نبيهه نايف الصائغ ، من مواليد يبرود في 14 آذار 1914 ، دخل الرهبانيّة في 22 تشرين الثاني 1928 ، لبس ثوب الابتداء في 3 نيسان 1930 ودُعي ميخائيل . أبرز نذوره الموقّتة ، عن يد الأب إيليّا سماحة ، رئيس دير الصابغ ، في 20 أيلول 1931 ، وارتبط بالنذور المؤبّدة في 29 آب 1936 .
تدرّج في الدرجات المقدَّسة ، فنالها ، خلال العام 1944 ، بوضع يد المطران مكسيموس الصائغ ، متروبوليت بيروت ، فرُسم شمّاسًا إنجيليًّا ، في 5 تشرين الثاني ، في معبد الدار الأسقفيّة ببيروت ، ثمّ كاهنًا في 9 كانون الأوّل ، في كنيسة دير القدّيس باسيليوس في الأشرفيّة .
تلقّى دروسه الابتدائيّة والثانوية في مدرسة الصابغ وفي الكلّيّة الشرقيّة ، والفلسفيّة واللاهوتيّة عند الآباء اليسوعيّين في بيروت .
من بعد رسامته الكهنوتيّة ، عُيّن مساعدًا للأب فيليبّس لطفي في كنيسة مار أنطونيوس (الرميل) في بيروت سنة 1945 ، ثمّ خادمًا لرعيّة بولونيا ، ومعلّمًا في مدرسة الصابغ ، ووكيل الخرج في الدير (1945 - 1947) ، ومساعد مرشد ووكيل الأرزاق ، ثمّ مرشدًا في دير سيّدة النّياح بقعتوتة (1947 - 1950 ، 1952 - 1955) ، وفي الأعوام (1950 - 1952) كان مرشد التلاميذ في الكلّية الشرقيّة في زحلة ، وأمين الصندوق فيها ، ومعلّم وخادم رعيّة جديّتا .
أُقيم ، بالتتابع ، رئيسًا على الأديار الكبرى في الرهبانيّة ، دير مار يوحنّا (1955 - 1959) ، دير مار أنطونيوس القرقفي (1959 - 1962) ، ثمّ وكيل فرئيس دير مار الياس الطُّوَق (1962 - 1965) .
سافر إلى البرازيل سنة 1965 لتفقّد أولاد أخيه ، بعد كارثة أودت بحياة شقيقه هناك ، وخدم الأبرشيّة حتّى سنة 1966 ، حيث عُيّن رئيسًا على الرسالة في كوردوبا بالأرجنتين ، وبقي هناك حتّى وفاته في 30 تشرين الثاني 1989 ، إثر نزيف داخلي ، وقد صُلّي على جثمانه في 7 كانون الأوّل ، ودُفن في مدافن الطائفة هناك .
له أخ في الرهبانيّة هو الأب إفثيميوس (راجع : رقم 601) .
لقد عُرف الأب ميشيل بدماثة أخلاقه وطيبة قلبه ، وكان تقيًّا ، ورعًا ، متواضعًا وأنيسًا . إلى جانب ذلك ، كان شديد المحافظة على نذر الفقر وحريصًا في الحفاظ على أوقاف الرهبانيّة . وله الفضل بإجراء عمليات الشراء والمبادلة لقسم كبير من أراضي مزرعة الرمتانية والحصول على سندات المُلكيّة لها .

جورج تتن (1916 + 1989)


هو جرجي بن يوسف تتن ، والدته هندومه طعمه ، من مواليد بعلبك العام 1916  ، نال سرّ المعمودية ، في السنة ذاتها ، في كنيسة القدّيس جاورجيوس في عين بورضاي .
يُعتبر الأب تتن من أكثر الآباء شهرة في القرن العشرين ، وهو أحد الملافنة الكبار في الرهبانيّة ، وقد شغل فيها مراتب ووظائف خطيرة ، وقد رأينا أن ندوّن تفاصيل أهم محطّات حياته ، حسب البيان الذي رتّبه هو ، وقد جاء غايةً في الدّقة ، ممّا يعكس ما كان عليه من النظام والترتيب ، ونُكمل ، فيما بعد ، ما تبقّى من تفاصيل لاحقة .
يقول الأب جورج ، مفصّلًا سيرته الذاتية :
[كان مجيئي إلى بيروت مع والدتي وإخوتي تاركين بعلبك نهائيًّا 1924 .
تلميذ في مدرسة المخلّص للروم الكاثوليك في بيروت حيّ الدحداح 1924 - 1929 (الرئيس الأب برثلماوس صليبا) .
دخول إلى دير الصابغ الخنشارة 21 نيسان 1929 (الرئيس العام الأرشمندريت ثيوضوسيوس معلوف) .
طالبيّة (الصابغ) 1929 - 1930 .
ابتداء (الصابغ) 10 تمّوز 1930 - 1931 دُعيت برثلماوس .
نذور بسيطة 20 أيلول 1931 (الأب المنذّر الخوري إيليّا سماحة رئيس دير الصابغ) .
في مدرسة الصابغ 1931 - 1932 (الرئيس الأب باسيليوس معلوف) .
في زحلة – الكلّية الشرقيّة 1932 - 1933 (الصف الثالث) (الرئيس الأب أثناسيوس حاج) .
في زحلة – الكلّية الشرقيّة 1933 - 1934 (الصف الثاني) (الرئيس الأب أثناسيوس حاج) .
في الصابغ 1934 - 1935 (الصف الثاني لأنه لم يكن يوجد صف أوّل) (الرئيس الأب كريزوستوم حلّاق) .
في بيروت الكلّية اليسوعية 1935 - 1936 (الصف الثالث بسبب اللغة اللاتينيّة حسبما ادّعى الآباء اليسوعيّون) .
في بيروت الكلّية اليسوعية 1936 - 1937 (الصف الثاني) .
في بيروت الكلّية اليسوعية 1937 - 1938 (الصف الأوّل) البكالوريا اللبنانيّة الجزء الأوّل .
في الصابغ للتعليم 1938 - 1939 (نذور احتفاليّة 1 كانون الثاني 1939 الرئيس العام الأرشمندريت إستفانوس سماحة) .
Année de Stage مدّة هذه السنة عُيّنت مديرًا للطلّاب وأستاذًا في عدّة مدارس (الرئيس الأب كريزوستوم حلّاق) .
في بيروت الكلّية اليسوعية 1939 - 1940 (فلسفة علمانيّة) البكالوريا الجزء الثاني .
في بيروت الكلّية اليسوعية 1940 - 1941 فلسفة مدرسيّة .
في بيروت الكلّية اليسوعية 1941 - 1942 فلسفة مدرسيّة .
في بيروت الكلّية اليسوعية 1942 - 1943 لاهوت ، السنة الأولى .
في بيرشوت الكلّية اليسوعية 1943 - 1944 لاهوت ، السنة الثانية .
في بيروت الكلّية اليسوعية 1944 - 1945 لاهوت ، السنة الثالثة .
سنة 1945 ، ارتسمت شمّاسًا إنجيليًّا ، في 18 آذار ، في كنيسة المطرانية ، عن يد المطران مكسيموس الصائغ ، متروبوليت بيروت ، ودعيت «جورج» .
وارتسمت كاهنًا ، في 29 تمّوز في كنيسة دير الصابغ .
في بيروت الكلّية اليسوعية 1945 - 1946 لاهوت ، السنة الرابعة (مأذونية Licence في اللاهوت) .
في بيروت الكلّية اليسوعية 1946 - 1947 السنة الخامسة (استعدادية للملفنة دكتوراه في اللاهوت) .
في الصابغ للتعليم 1947 - 1948 (الصف الأوّل عربي ولاتيني وبعض مدارس لاهوت) .
في بيروت 1948 - 1949 رئيس دير القدّيس باسيليوس .
في الصابغ 1949 - 1950 (انتُخبت مدبّرًا رابعًا وأمين السرّ العام في المجمع المنعقد في 15 كانون الأوّل 1949) .
وبدأت درس الحقوق المدنيّة السنة الأولى في مدرسة الحقوق للآباء اليسوعيّين ، وفي شهر شباط 1950 قدّمت شهادة الملفنة في اللاهوت في جامعة القدّيس يوسف للآباء اليسوعيّين في بيروت .
في الصابغ 1950 - 1951 حقوق مدنيّة السنة الثانية .
في روما معهد اللاتران للحقوق المدنيّة والكنسيّة الأربعاء 14 تشرين الثاني 1951- حزيران 1955 ، ونهار السبت 25 حزيران 1955 قدّمت الأطروحة للدكتوراه في الحقّين الكنسي والمدني ، فنجحت بعلامة Magna Cum Laude
في باريس مدرسة St. Louis de Gonzague للآباء اليسوعيّين أيلول 1955- تمّوز 1956 .
رجوع إلى لبنان الخميس 6 أيلول 1956 .
انتُخبت مدبّرًا ثالثًا في المجمع العام المنعقد في دير الصابغ الاثنين 17 أيلول 1956 ، ثمّ انتُخبت رئيسًا للكلّية الشرقيّة يوم الخميس 20 أيلول 1956 .
في زحلة 25 أيلول 1956 - 17 تمّوز 1959 .
في بيروت 1959 - 1960 أستاذ الحق القانوني الشرقي في الكلّية اليسوعية ، ومرشدًا في مستشفى الدكتور رزق ، وقاضيًا في المحكمة الكنسيّة الاستئنافية في بيروت .
الاثنين 19 أيلول 1960 انتُخبت رئيسًا لمركز المخلّص في بيروت .
في بيروت – مركز المخلّص 26 أيلول 1960 - 11 تمّوز 1962 .
انتُخبت مدبّرًا ثانيًا في المجمع العام المنعقد في دير الصابغ الأربعاء 23 آب 1961 .
انتُخبت رئيسًا لمدرسة الصابغ وإكليريكيتها الأربعاء 11 تمّوز 1962- الأربعاء 19 حزيران 1963 .
تعيّنت كاهنًا لرعيّة بتغرين في 13 أيلول 1963 - 1965 ، وأستاذ اللغة الفرنسيّة للصفّين الثالث والرابع في مدرسة الصابغ .
انتُخبت قيّمًا عامًّا الأربعاء 14 آب 1965 ، وكنت قد شغلت ، موقّتًا ، هذه الوظيفة منذ أوّل حزيران ، عوضًا عن المدبّر مرتينوس قسّيس] .
وهنا نُكمل التفاصيل اللاحقة لهذه السّيرة :
شغل وظيفة القيّم العام (1965 - 1972 ، 1973 - 1975) ، ورئيس دير مار يوحنّا وخادم رعيّة بولونيا (1972 - 1973) ، ثمّ رئيس دير مار أنطونيوس في كفرشيما (1975-1978) ، ورئيس دير مار باسيليوس في الأشرفيّة (1979 - 1981) ، وثمّ رئيس الإكليريكيّة الكبرى ، حيث جُعل مقّرها ، موقّتًا ، في دير كفرشيما (1981 - 1982) ، وأخيرًا رئيس دير مار أنطونيوس القرقفي ، للمرّة الثانية (1986 - 1989) . وقد انتُخب مدبّرًا رابعًا ، أيضًا ، لمجمعين (1971 - 1972 ، 1983 - 1989) .
نال رتبة «أرشمندريت» ، رغمًا عنه ، في 18 نيسان 1986 ، عن يد المطران حبيب باشا ، متروبوليت بيروت ، وذلك خلال قداس الرسامة الإنجيليّة للراهب بولس نزها ، في دير سيّدة البشارة في زوق مكايل .
توفّاه الله ، في 4 أ يّار 1989 ، في دير مار يوحنّا – الخنشارة ، ودُفن فيه .
مؤلَّفاته :
أطروحة الدكتوراه في اللاهوت ، بالفرنسيّة ، وهي بعنوان : «التعليم المسيحي عند القدّيس كيرلُّس الأورشليمي» .
أضواء ، (شعر ونثر) ، المطبعة البولسيّة ، 1985 ، 92 صفحة .
Réflexion ، المطبعة البولسيّة ، 1985 ، 125 صفحة .
أحاديث للشعب وللعاملين مع الله ، المطبعة البولسيّة ، 1985 ، 231 صفحة [تعريفه في : Le Lien, 1985, nº. 6: 82] .
وله قصائد وخُطب ومحاضرات ودراسات جامعيّة «Coures» ما تزال مخطوطة . إضافة إلى بعض المقالات في مجلّتي الرهبانيّة : «الينبوع» و «الشرقيّة» .
لقد كان الأب تتن راهبًا متجرّدًا وخطيبًا مفوّهًا ومحاضرًا شيّقًا ، وكانت تربطه أواصر صداقة مع كبار رجال السياسة والعلم ، أمثال : الرئيس كميل شمعون والشيخ بيار الجميّل ، والشاعر العبقري سعيد عقل والأديبة مي المر .
وهو حائزٌ على وسام المعارف من الدرجة الأولى ، قلّده إيّاه الشيخ بيار الجميّل وزير التربىة الوطنيّة ، العام 1959  .
كما يحمل ، أيضًا ، وسام السُّعف الأكاديمي الفرنسي من رتبة فارس .

جبرائيل القاعي  (1914 + 1966)
هو صبحي بن حنّا القاعي ، والدته سُكّر ، من مواليد حمص العام 1914 ، لبس ثوب الابتداء في 10 تمّوز 1930 ودُعي جبرائيل . أبرز نذوره البسيطة ، عن يد الأب إيليّا سماحة ، رئيس دير الصابغ ، في 20 أيلول 1931 ، والاحتفاليّة في 29 آب 1936 ، نال الدرجات المقدّسة ، في العام 1944 ، بوضع يد المطران مكسيموس الصائغ ، متروبوليت بيروت ، فرُسم شمّاسًا إنجيليًّا ، في 5 تشرين الثاني ، في معبد الدار الأسقفيّة ببيروت  ، وكاهنًا ، في 9 كانون الأوّل ، في كنيسة دير مار باسيليوس في الأشرفيّة  .
تلقّى دروسه الأوّليّة في مدرسة الصابغ ، والفلسفيّة واللاهوتيّة في جامعة القدّيس يوسف في بيروت .
وقد انحصر عمله في المجال التعليمي والتربوي في المدارس ، فشغل وظيفة مدرّس ومدير النظام في الكلّية الشرقيّة العام 1945 ، ثمّ مدير الدروس والنظام في إكليريكيّة ومعهد الصابغ (1946 - 1950) ، وفي الإسكندريّة كان مدير الدروس والنظام في المدرسة البطريركيّة (1950 - 1953) ، وبعد عودته إلى لبنان ، عُيّن رئيسًا للمدرسة الأسقفيّة في مرجعيون (1953 - 1956) ، فمديرًا للكلّية الشرقيّة في زحلة (1956 - 1957) ، وقام بمهمة نائب الرئيس في دير القرقفي وخادم رعيّة كفرشيما (1957 - 1959) . ومن ثمّ أُقيم رئيسًا على مدرسة المخلّص في بيروت (1959 - 1966) .
توفّاه الله ، بعمر 52 عامًا ، في مستشفى تلشيحا بزحلة ، في 18 آب 1966 ، بعد أن تعرّض لنوبة قلبيّة ، لم تمهله أكثر من يومين ، وقد أُقيم له مأتم في كنيسة دير مار الياس الطُّوَق بزحلة .
يقول عنه «سجل أسماء الرهبان وابتدائهم ونذورهم» ، في الصفحة 112 ، ما يلي :
«من أبرز صفاته دماثة الخُلق ، وطيب المعشر ، والتفاني في خدمة الغير وإسعادهم على حساب راحته ، والإنسانيّة في معاملة الناس ، ولا سيّما مدّة رئاسته لمدرسة المخلّص في بيروت» .
من آثاره :
(بالاشتراك مع الأب ڤكتور حدّاد) : رسل لبنان (هملقار ، سلمبو ، هنيبعل) ، مسرحية ، مأساة بثلاثة فصول ، مطبعة خليفة ، بيروت ، 1959 ، 80 صفحة [تقريظها في مجلّة «الشرقيّة» 19(1959) ، عدد 8-9 ، ص 21] .
«المنبوذ» ، تمثيليّة ذات فصلين ، مقتبسة عن الفرنسيّة ، الإسكندريّة 16/12/1952 ، الينبوع 5(1962) ، عدد 21 و22 : 52 - 63 .
مسرحيّات معرّبة ومقتبسة (مخطوطة) ، منها :
1 – «أمير الأرز» ، رواية ذات فصل واحد ، الإسكندريّة ، 25/4/1953 ، مطبوعة على الآلة الكاتبة ، 10 صفحات .
2 – «معركة المالكيّة» ، جرت حوادثها في حرب فلسطين ، تمثيليّة ذات فصل واحد ، المدرسة الأسقفيّة – جديدة مرجعيون ، مطبوعة على الآلة الكاتبة ، 10 صفحات .
نقولا قادري  (1914 + 1985)
هو نقولا بن يوسف قادري ، والدته وديعه صبّاغ ، من مواليد زحلة في 13 تشرين الثاني 1914 ، نال سرّ العماد في 1 كانون الثاني 1915 ، دخل الرهبانيّة في 24 تشرين الأوّل 1930 ، لبِس ثوب الابتداء في 14 شباط 1931 ودُعي أناطولْيوس . أبرز نذوره الموقّتة في 29 أيّار 1932 ، وارتبط بالنذور المؤبّدة في 29 آب 1936 . دخل مدرسة الصابغ وأكمل فيها علومه الابتدائيّة والثانوية ، وقد نال شهادة البكالوريا اللبنانيّة ، القسم الأوّل – الفرع الأدبي ، في دورة حزيران 1940 . درس الفلسفة واللاهوت عند الآباء اليسوعيين ، في جامعة القدّيس يوسف في بيروت ، وحصل على شهادة اللّيسانس في اللاهوت في 1 تمّوز 1946 ، ثمّ باشر بإعداد أُطروحة ، لنيل شهادة الدكتوراه في الليتُرجيا من باريس ، بعنوان : «يسوع الملك في الليتُرجيّا البيزنطيّة» ، إلّا أن ظروفًا حالت دون سَفره وإكمال مسعاه .
قَبِلَ الرّسامات المقدَّسة سنة 1945 ، بوضع يد المطران مكسيموس الصائغ ، متروبوليت بيروت ، فنال درجة الشموسّية ، في 18 آذار ، في كنيسة المطرانيّة  ، والكهنوت ، في 29 تمّوز ، في كنيسة دير الصابغ ، ودُعي نقولاوس  . 
تولّى مسؤوليّات عديدة في الرهبانيّة وخارجها ، منها :
أوّلًا : مسؤوليّات رهبانيّة :
مدرّس اللغات القديمة في مدرسة الصابغ (1946-1947 ، 1954-1959) أمين السرّ العام (1953 - 1959) ، رئيس الرسالة في الأردن (1959 - 1965) ، رئيس الإكليريكيّة الصغرى في الخنشارة (1965-1968) ، معلّم المبتدئين (1950 مساعد ، 1975-1977 ، 1980-1983) ، رئيس دير مار الياس الطُّوَق في زحلة (1984 - 1985) .
ثانيًا : مسؤوليّات راعوية
1 – خدمة الرعايا : عين الصفصاف (1946-1947 ، 1980-1984) ، المخلّص في بيروت (1947-1950 مساعد ، 1977-1980) ، كفرعقاب (1950-1951) ، الخنشارة (1954-1959 ، 1968-1969 ، 1974-1975) ، إربد (1951-1953 ، 1959-1965) ، البربارة في زحلة (1969-1972) ، منيارة (1972-1974) ، غابة بولونيا (1946 مساعد ، 1980-1984) .
2 – نيابة أسقفيّة : 
إربد ، الأردن (1959 - 1965) .
وقد نال رتبة «أرشمندريت» من المطران ميخائيل عسّاف ، في 27 آذار 1960 ، في كنيسة سيّدة البشارة في إربد  .
طرابلس (1972 - 1974) .
الوفاة :
تُوفّي ، بمرض القلب ، في 25 حزيران 1985 ، في دير الصابغ ، ودُفن ، في مسقط رأسه ، بمقابر الرهبان في دير مار الياس الطُّوَق   .
مَزاياه :
يُعتبر الأب نقولا من كَوكبة الآباء الأفاضل المشهود لهم بالفضيلة والتقوى والعلم . فقد اتّسمت حياته بطابع القداسة والزُّهد : ببساطة وفرح حياته الرهبانيّة المشتركة ، بفقره وعفّته وطاعته المميّزة : فكانت حقائبه دائمًا جاهزةً لتلبية أوامر السُّلطة ، في تنقّلاته الكثيرة والسريعة ، بحريّةٍ وطيبة خاطر (قيل : إنّه ، في 3 سنوات ، نُقِل 13 مرّة!) ؛ وكان مُحبًّا للطُّقوس الكنائسيّة وبارعًا في التيبِكون والموسيقى البيزنطيّة واللُّغة اليونانيّة . وكان غيورًا على الرهبانيّة وحريصًا على سمعتها ومصالحها . . .
اشتهر بحبّه للكتب والمطالعة وكان له الفضل بشراء الكثير من الكتب ، من مدخوله الخاصّ ، بإذن الرؤساء ، لاهتمامه بمكتبة دير الصابغ ، وخصوصًا بالمخطوطات ، التي عمل على تدوين ثبت خاصٍّ بها . وإلى جانب اهتماماته الكثيرة ، اهتمامه بألبسة الرهبان : وقد كان يُجيد مهنة الخياطة ، فيُخيط لهم الأثواب ، ويُفصّل ويخيط البدلاتِ الليتُرجيّة للآباء ويصنع لهم القلانِس .
من آثاره :
من آثاره مقالاتٌ ليتُرجيّة ولاهوتيّة وأدبيّة هامّة منشورة في بعض المجلّات والجرائد ، منها :
المجلّة الكهنوتيّة :
العقائد المريميّة في الليتُرجيّا البيزنطيّة 1(1950) ، عدد 5 ، ص 15 - 21 .
نفسيّة العذراء في الليتُرجيّا البيزنطيّة 2(1951) ، عدد 5 ، ص 143 - 149 .
عقيدة الحبل بلا دنس في الطّقس البيزنطي 34(2004) ، عددان 2 و3 ، ص183 - 189 .
«المشرق» :
1 – أناشيد للقدِّيس رومانُس المرنِّم :
يوسف العفيف وا مرأة فوطيفار 41(1947) ، ص 27-45) ؛ القيامة 42 (1948) ، ص 66-80 ؛ المجدليّة 42 (1948) ، ص 199-214 ؛ خيانة يهوذا 42 (1948) ، ص 413-433 ؛ مريم على أقدام الصليب 45 (1951) ، ص141-156 ؛ نشيد الرُّسل القدّيسين 46 (1952) : 475-492) ؛ الميلاد 48 (1954) ، ص 82-100 ؛ الظهور الإلهي 49 (1955) ، ص 665-681 ؛ محاكمة المسيح 53 (1959) ، ص 177-195 ؛ آدم وحوّاء 60(1966) ، ص 120-137 ؛ السامريّة 61 (1967) ، ص 587-602 ؛ الشّعانين 63 (1969) ص 263-276 .
2 – «الأَكْرُوسْتِيشْ» فَنُّ التوزيع ودلالته على صحّة نِسبة كتاب الأُكْطوئيخوس ليوحنّا الدِّمشقي 41 (1947) ، ص 519 - 542 .
3 – رئاسة بطرس في شِعر رومانُس 45 (1951) ، ص 467 - 478 .
4 – انتقال مريم العذراء إلى السماء بالنفس والجسد 47 (1953) ، ص 542-554 .
5 – عقيدة الحبل بلا دنس في الطقس البيزنطي 48 (1954) ، ص 332 - 355 .
«المسرّة» :
نشيدان طريفان للقدّيس رومانُس ، إمام المرنّمين الكنسيّين ، 27 (1941) ، 152-162 .
رومانُس الشّاعر والميلاد ، 29 (1943) ، 351 - 357 .
رومانُس الشّاعر والقيامة ، 30 (1944) ، 65 - 75 .
القدّيس رومانُس ، 31 (1945) ، 292 - 297 .
هيروديّا ، 32 (1946) ، 17 - 23 .
السلطة المدنيّة وحماية الفرد ، 33 (1947) ، 549-554 .
نشيد تهنئة العذراء لثاني الميلاد ، 59 (1973) ، ص 41 - 54 .
هذا بالإضافة إلى تزويد المجلّة بالعديد من أخبار الرهبانيّة ، وأحيانًا كثيرةً دون أن يذكر اسمه .
«الرِّسالة المخلِّصيّة» : 
العذارء الملكة في الليتُرجيّا البيزنطيّة 22 (1954) ، عدد 6 و7 و8 ، ص 462 - 479 .
هيروديّا 30 (1963) ، عدد 7 ، ص 505 - 517 .
نشيد الميلاد 30 (1963) ، عدد 10 ، ص 769 - 778 .
دخول المسيح إلى الهيكل 31(1964) ، عدد 2 ، ص 125 - 134 .
نشيد القيامة 31 (1964) ، عدد 3 و4 ، ص 227 - 238 .
شاعر من شرقنا 32 (1965) ، عدد 1 ، ص 52 - 62 .
رومانُس المرنِّم : ألوانٌ من شِعره 32 (1965) ، عدد 2 ، ص 130 - 136 .
رومانُس المرنِّم : ألوانٌ من شِعره 32 (1965) ، عدد 3 و 4 ، ص 218 - 223 .
نشيد الدَّينونة 32 (1965) ، عدد 8 - 9 ، ص 629 - 647 .
«الينبوع» : 
القدّيس غريغوريوس النَّزيَنزي الشّاعر (328 - 390) ، مُختارات من شِعره 1 (1958) ، عدد 4 : ص 24 - 27 ؛ نشيد الشّعانين 2 (1959) ، عدد 7 : ص 13 - 17 ؛ الأدب البيزنطي 2  (1959) ؛ عدد 7 : ص24 - 29 ، عدد 8 : ص 42 - 44 ؛ نشيد محاكمة يسوع 4 (1961) ، عدد 13 و 14 : ص10 - 12 .
«الشرقيّة» : 
محاكمة يسوع 18(1958) ، عدد 5-6 : ص 14-15 .
بولس ونَيرون 18 (1958) ، عدد 7 : ص7 - 8 .
«الوادي»
مقال «رأيت المسيح في زحلة» ، عدد 2213 - 3 / 6 / 1972 ، ص4   .
جمع خلال سنة الابتداء ، سنة 1930 ، آياتٍ من الكتاب المقدّس ، بعهدَيه ، في دفترٍ صغيرٍ مخطوط ، قياس 10 × 16 سم ، 157 صفحة ، وعمل على تجديده سنة 1934 .
يضمّ هذا المخطوط 156 بابًا ، وقد وُزِّعت الآيات ، في كلّ بابٍ ، حسب مواضيعها .
له العديد من الأحاديث الإذاعيّة ، قُدّمت عبر راديو الشرق من بيروت ، تناول فيها موضوعاتٍ متنوّعة ، نذكر منها :
1 – قيامة المسيح وحقيقتها ، أُذيعت في 3 آب 1949 .
2 – حريّة المعتقد ، أُذيعت في 21 أيلول 1952 .
قام بترجمة «تقاريظ الجنّاز السيِّدي» ، أي جنّاز المسيح ، من اليونانيّة إلى العربيّة ، وضبطَه بطريقةٍ شعريّةٍ ولغةٍ سَلِسَةٍ ، تتوافق والأوزان الموسيقيّة البيزنطيّة ؛ وهذه الترجمة هي الشائعة والمستعمَلة في أديار وكنائس الرهبانيّة  .
هذا بالإضافة إلى العديد من المؤلَّفات والترجمات المخطوطة ، ومنها بعض رسائل للقدّيس باسيليوس الكبير .
المختارات من أناشيد رومانُس المرنِّم ، التي عرّبها ونشر بعضها في المجلّات السابق ذكرها ، ستُنشر ، قريبًا ، في كتاب ، من إعداد وتحقيق الأب بولس نزهة ، بعنوان : «مختارات من أناشيد الشاعر القدّيس رومانُس المرنِّم» ، ويُعتبر هذا العمل فريدًا من نوعه في اللُّغة العربيّة .

مرتينوس قسّيس (1917 + 1992)


هو نزيه بن يوسف توما قسّيس ، والدته مريم يوسف خوري ، من مواليد العين (بعلبك) في 9 نيسان 1917 ، دخل الرهبانيّة في 30 تشرين الأوّل 1930 ، لبس ثوب الابتداء في 19 تمّوز 1931 ودُعي مرتينوس . أبرز نذوره البسيطة في 25 أيلول 1932 ، والاحتفاليّة في 15 آب 1937 ، وإذ تحقّق كونه قد أبرز نذوره وهو دون السن القانونيّة ، طلب تصحيح نذوره ، وناله بمرسوم الكرسي الرسولي المؤرّخ في 28 نيسان 1942 ، وفي نهاية الدروس الثانوية ، التي تلقّاها في معهد الصابغ ، حصل على شهادة البكالوريا ، بجزأيها الأوّل والثاني ، وتابع دروسه الفلسفيّة واللاهوتيّة في جامعة القدّيس يوسف ببيروت ، ثمّ نال الدرجات المقدّسة في دير الصابغ ، بوضع يد المطران مكسيموس الصائغ ، متروبوليت بيروت ، إذ ارتسم شمّاسًا إنجيليًّا ، في 29 تمّوز 1945  ، وكاهنًا ، في 29 آب 1946  . وخلال حياته الكهنوتيّة والرهبانيّة ، تنقّل في الوظائف التالية :
أوّلًا : مسؤوليّات رهبانيّة :
مساعد معلّم المبتدئين (1947 - 1948 ، 1965 - 1966) ، مدير طلّاب ورهبان الإكليريكيّة الصغرى (1948 - 1949) ، أستاذ في مدرسة القدّيس يوحنّا – الخنشارة (1948 - 1955) مدير مدرسة القدّيس يوحنّا (1950 - 1955) ، رئيس مدرسة القدّيس يوحنّا (1955) واستقال لأسباب صحّية ، رئيس دير مار باسيليوس والإكليريكيّة الكبرى في الأشرفيّة (1959 - 1962) ، مدبّر رابع (1961 - 1967) ، قيّم عام (1962 - 1965) ، أمين صندوق في الكلّية الشرقيّة (1971) .
سُمح له بالسفر ، لمدّة ستة أشهر ، إلى باريس ، في 16 أيّار 1959 ، لدراسة الحركات والأعمال الاجتماعيّة هناك .
انتُخب رئيسًا على دير مار الياس الطُّوَق في 13 تمّوز 1978 ، واستقال في 11 آب .
ثانيًا : مسؤوليّات كنسيّة :
1 – خدمة رعايا :
كاهن رعيّة بولونيا (1948 - 1952) ، كاهن رعيّة الشوير (1952 - 1955) ، كاهن رعيّة المخلّص في بيروت ومساعد لخادم الرعيّة (1955 - 1959 ، 1962 - 1965 ، 1966 - 1968) ، كاهن رعيّة مار يوسف في منيارة (1970-1971) ، ومنذ العام 1972 عُيّن كاهنًا لرعيّة البربارة في زحلة ، فخدمها ، بكل محبّة وإخلاص ، إلى حين أقعده المرض في العام 1986 .
2 – نيابة أسقفيّة :
بيروت 1968 .
طرابلس 1970 .
ونال رتبة «أرشمندريت» .
3 – المحاكم الكنسيّة :
محامٍ عن العدل وقاضٍ (1955 - 1962) .
قاضٍ في الاستئناف (1966) .

عمل كثيرًا مع الشبيبة ، فقاد فرق الشبيبة العاملة المسيحيّة والشبيبة الطالبة المسيحيّة (1955 - 1968) ، وأنشأ حركة «باتروناج البربارة» في زحلة .
وفي غيرته الرسوليّة واقتناعه بأهمية الكتابة والقراءة ، ألّف ما يناهز العشرين كتابًا صغيرًا في سيَر القدّيسين والعظماء  ، وكثيرًا ما كان يوزّع الكتب مجّانًا على الشبّان والأُسر المسيحيّة .
توفّاه الله ، بمرض السرطان ، في 25 آب 1992 ، بدير مار الياس الطُّوَق بزحلة ، بعد أن قضى السنوات الأخيرة من حياته وهو يتحمّل المرض والألم بكل صبر وجَلَد .
عُرِفَ بـ «الكاهن القدّيس» وقد تميّز ، خصوصًا ، بفضيلة التواضع ، ودقّة الضمير ، والنزاهة ، وله أخ في الرهبانيّة هو الأب ديمتريوس ، (راجع : رقم 624 ) .
من آثاره :
كورناي ، مأساة بوليوكت ، تعريب ، منشورات مدرسة القدّيس يوحنّا – الخنشارة ، دار الطباعة والنشر اللبنانيّة ، 1954 ، 60 صفحة .
فرنان تونّه . أوّل شاب عامل مسيحي ، مقتبسة عن الإفرنسيّة ، منشورات حركة الشبيبة العاملة المسيحيّة في لبنان ، مطابع حبيب عيد ، بيروت ، 1967 ، 220 صفحة .
طبعة ثانية ، سلسلة الشهود 24 ، المطبعة البولسيّة ، 1984 ، 246 صفحة .
عجائب الصلوات المريمية ، المطبعة البولسيّة ، 127 صفحة [تعريفه في المسرّة 86(2000) ، 1195-1196] .
مقالات :
وله العديد من المقالات في بعض المجلّات ، منها :
«الينبوع» :
رحلات ومشاهد : إلى روما 1 (1958) عدد 2 ، ص 41 - 44 ؛ عدد 4 ، ص 28 - 32 .
الأدب الإغريقي : 2 (1959) عدد 9 ، ص 16 - 23 ؛ 3 (1960) عدد 10 و 11 ، ص 32 - 37 ، عدد 12 ، ص 49 - 57 .
«الشرقيّة» :
صلاة أم طنّوس للأم الحزينة ، قصة مقتبسة عن شارل قرم  1 (1957) عدد 5 ، ص 21 - 25 .
«المسرّة» :
كاهن الرعيّة والتعليم الديني في المدارس ، 47(1961) ، 771-773 ؛ 48(1962) ، 29-31 .
معضلة «تحديد النسل» وموقف الكنيسة منها ، 48(1962) ، 419-425 ؛ 486-492 .
كردينال العمّال جوزف كرداين ، 51(1965) ، 291-296 .
حول قرار المجمع المسكوني في رسالة العلمانيّين ، 54(1968) ، 273-276 .
«الرعيّة» :
التربية المسيحيّة على ضوء المجمع ، (1970) عدد 75 ، ص 24-28 ؛ عدد 76 ، ص 54-55 ؛ عدد 77 ، ص 41-42 ؛ عدد 78 ، ص 55-56 .
حول قرار المجمع المسكوني في رسالة العلمانيّين ، (1971) عدد 85 ، ص 47 ؛ عدد 86 ، ص 41-42 .

البث المباشر