الشرقيّة تكرّم المعلّم في عيده

الشرقيّة تكرّم المعلّم في عيده

تحت شعار “كلُّنا شركاء”، وفي كنف سيّدة البشارة، شفيعة الأمّ الشرقيّة، وبحضور قدس الأرشمندريت برنار توما، الرئيس العامّ للرهبانيّة الباسيليّة الشويريّة، طاب اللقاء في فندق قادري الكبير، مساء السبت التاسع من آذار 2024، احتفاءً بالمعلّم في عيده، والّذي بتضحياته الجُلّى وتفانيه وبذل ذاته من أجل أبنائه التلامذة، يسير على خطى المعلّم الأوّل، يسوع المسيح، الذي يقود، بصحبة والدته مريم العذراء، سفينة الكلّيّة الشرقيّة الباسيليّة على مدى أكثر من مئة وخمسةٍ وعشرين عامًا من عمر الأمّ الرهبانيّة وتاريخ زحلة ولبنان، إلى برّ الأمان.

وللاحتفاءِ بهذا اليوم معنًى مميّزٌ ونكهةٌ خاصّة، لأنّ القيّمين على الشرقيّة حين ينظرون إلى الإنجازاتِ التي تتحقّقُ، والنموِّ والتقدّمِ والازدهار في مسارِ هذا الصرحِ العريقِ، إنّما يرَون معها وجوهَ أفراد الهيئتين التعليميّة والإداريّة الطيّبة، ولا يرَون خلفَها إلّا جهودَهم وتضحياتِهم.

وفي كلمته، شدّد الأب الدكتور شربل أوبا على أنَّ هذا اللقاءَ ما هو إلّا كلمةُ شكرٍ على صمودِ المعلّمين أمامَ العواصفِ الّتي هبّت وتهبّ عليهم، فبالرغمِ من الصعوباتِ الّتي اعترضَت مسيرتَهم التربويّة- وما أكثرها!- وكادت أنْ تزعزعَ ثقتَهم بأنفسِهم، غير أنّ اعتمادهم على الله، واستنادهم إلى هذا الجبل العظيم الراسخ والثابت، الّذي لن تزعزعه عواصف الدنيا كلّها، ولن يتمكّنَ أحدٌ من أن يحرّكَه قيدَ أنملة، جعلهم ثابتين ومتشبّثين برسالتهم التربويّة، فنجحوا معًا في تخطّي هذه المرحلة القاسية.

ثمّ زفَّ إلى الأسرة التربويّة في الشرقيّة خبرًا طال انتظارُه، كان حلمًا فصار، بمباركة قدسِ الرئيس العامّ الأرشمندريت برنار توما والآباءِ المدبّرين، حقيقةً، إذ حصل على موافقة مجمع المدبّرين بأنْ تنموَ الأمُّ الشرقيّة، وذلك بإنشاء قسمٍ خاصٍّ للحضانة، موجّهًا كلمة شكرٍ أخويّة لآباء المجمع الموقّرين.

وعملًا بما جاء على لسانِ يسوعَ المسيح حين سألَه بطرسُ الرسول: “يَا رَبُّ، كَمْ مَرَّةً يُخْطِئُ إِلَيَّ أَخِي وَأَنَا أَغْفِرُ لَهُ؟ هَلْ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ؟”. قَالَ لَهُ يَسُوعُ: “لا أَقُولُ لَكَ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ، بَلْ إِلَى سَبْعِينَ مَرَّةً سَبْعَ مَرَّاتٍ”. وبمناسبة الصوم المبارك، الذي من خلالِه سنعبرُ، بعدَ الأيّامِ الخلاصيّة، أيّامِ آلامِ يسوعَ المسيح، إلى زمنِ القيامة المجيدة، دعا الجميع إلى مشاركته فرحةَ المسامحةِ والغفران لكلّ مَن أساءَ إلى الكلّيّة الشرقيّة الباسيليّة وأفراد الهيئتين الإداريّة والتعليميّة، وإليه شخصيًّا، لأنّ في المغفرةِ والمسامحةِ راحةً نفسيّةً داخليّة، ولا يسامحُ إلّا الأقوياءُ والشجعان، وبذلك يتمكّنون جميعًا من الاحتفالِ بفرحةِ الانتصار، قيامةِ ربِّنا يسوع المسيح.

وفي الختام، وبمناسبة يوبيل الـ”125″ سنة على تأسيس الأمّ الشرقيّة، كانت لفتة كريمة من الأب الرئيس إذ كرّم المعلّمات والمعلّمين الّذين أمضوا خمسةً وعشرين عامًا وما فوق من مسيرتهم في التربية والتعليم في المدرسة، فقدّم لكلّ منهم “وسامَ الكلّيّة الشرقيّة الباسيليّة التربويّ”، وشهادة شكر وتقدير على تضحياتهم وتفانيهم في سبيل أبنائهم الطلّاب.